الصحة النفسية

مظاهر الصحة النفسية والنظريات النفسية

يمكن النظر إلى الصحة النفسية في ضوء نظرية التحليل النفسي [1]

حدد صلاح مخيمر (۱۹۷۰) مظاهر الصحة النفسية في ضوء نظرية التحليل النفسي فيها بلى:

  • اتسام الشخصية بالوحدة الكلية برغم ما فيها من صراعات وتناقض .
  • شعور مضطرد بتحقيق الذات .
  • قدرة على مواجهة المواقف المختلفة .
  • إمكانية السيطرة على الاستجابات .
  • القدرة على المشاركة في الحياة الاجتماعية .

مظاهر الصحة النفسية في ضوء النظرية السلوكية

تتلخص مظاهر الصحة النفسية في ضوء النظرية السلوكية في القدرة على اكتساب عادات تتناسب مع البيئة التي يعيش فيها الفرد و تتطلبها هذه البيئة .

ومن أهم النظريات التي وصفت خصائص الصحة النفسية بشكل يضيف إليها بعض التميز هي نظرية أريكسون Erikson وهي تستمد أصولها من التحليل النفسي ولكنها ربطت ذلك باتجاهات أخرى كالأنثروبولوجيا والاجتماع والتطور.

والسمة المميزة لخصائص الصحة النفسية عند اریکسون هو ربطها مراحل النمو عند الفرد والتي عرضها في كتابه Childhood and Society .

وتنطلق فكرة اریکسون (۱۹۵۰) من أن الإنسان في كل مرحلة من مراحل نموه يواجه مشكلة أو مشكلات أساسية يجب أن يتم مواجهتها وحلها بنجاح حتى يتيسر له مواجهة وحل مشكلات المراحل التالية .

وتقسيم اریکسون لا يعني وجود حد فاصل بين كل مرحلة وأخرى في يتعلق بالصفة التي يعرضها ، بل إن هذه الصفات تتداخل وتتفاعل مهيئة الفرصة لصفة جديدة ، وتحمي الفرد مما تحمله المرحلة الجديدة من ألوان الاحباط .

وقد عرض اریکسون ثمان مظاهر للصحة النفسية على مدى ثمان مراحل للنمو على النحو الآتي:

1-الاحساس بالثقة

والمرحلة الملائمة لهذه الخاصية هي السنة الأولى من حياة الطفل. ويعني الاحساس بالثقة هنا أن تكون كل خبرات الطفل الأولى مشبعة بصورة مرضية.

من هذه الخبرات خبرات تناول الطعام، والقبض على الأشياء، ولعبة الظهور والاختفاء ، والتلبية الفورية للحاجات البيولوجية: التخلص من البلل ، والدفء ، وما يحيط بكل هذا من مشاعر الحب والابتسام والمناغاة .. الخ. .

2-الاحساس بالاستقلال

وهذه المرحلة تبدأ من الشهر الثاني عشر والخامس عشر . ويعني الاحساس بالاستقلال إدراك الطفل أنه كائن له إرادة خاصة به نتيجة لما تتميز به هذه المرحلة العمرية من حب الاستطلاع ومن نضج الجهاز العضلي يدفعه إلى القيام بأنشطة كالمشي ، والقبض على الأشياء وإسقاطها ، والكلام.

وسبيل تنمية هذا الاحساس تحرير الطفل وإتاحة الفرصة له للاختيار ، ولاكتشاف ما يستطيعه وما لا يستطيعه ، وما يمكنه الاعتماد فيه على نفسه وما هو صعب عليه.

مع ضرورة تعليمه حدود قدراته وإرادته كما هو الحال مثلا في عملية ضبط المثانة والاخراج التي تعتبر الخبرات المرتبطة بها وأساليب التدريب الواجب إتاحتها للطفل بشأنها عوامل فعالة في تحقيق أو تدمير إحساس الطفل بالاستقلال .

3-الاحساس بالمبادأة

وهذه خاصية تميز الصحة النفسية لدى طفل الرابعة والخامسة . ويعني الاحساس بالمبادأة القدرة على عمل أشياء يكتشف في ضوئها الأشخاص الذين يلقاهم.

وذلك نظرا لما تتميز به هذه المرحلة من تقلید للآخرين والرغبة في المشاركة فيها يقومون به من أنشطة ، وما تتميز به أيضا من رغبة نشطة في التعلم وحب الاستطلاع ولفت الأنظار، والرغبة في تنفيذ خیالاتهم على ارض الواقع.

ويجب أن يصحب الاحساس بالمبادأة عدم الاحساس بالذنب نتيجة الاحباط من الكبار . ويمكن تحقيق هذه الخاصية إذا أدرك الطفل الأهداف والأدوار التي يمكنه القيام بها وإتاحة الفرصة له لتجريب ما يريد القيام به من انشطة أو مساهمات أو العاب .

4-الاحساس بالإنجاز

إن أهم ما يميز الصحة النفسية الطفل المرحلة السادسة وحتى الحادية عشرة أو الثانية عشرة هو الاحساس بالإنجاز.

فهذه المرحلة العمرية تتميز بالاستقرار والانتظام ، ويكتسب الطفل خلالها المعلومات والمهارات اللازمة للعمل والتعاون مع الأخرين والمدرسية بالدرجة الأولى لها دورها عن طريق مناهجها وطرائق التدريس وطبيعة المواد في تنمية هذا الشعور بالإنجاز

مع مراعاة ما بين الأطفال من فروق فردية في القدرة على التحصيل والانجاز . ويساعد البيت ورفاق اللعب وما يتيحه المجتمع من أنشطة على استيعاب وتوجيه طاقات الأطفال مما يتيح الفرصة لنمو هذا الاحساس بالإنجاز لديهم .

5- الإحساس بالهوية

وتبدا هذه الخاصية للصحة النفسية مع بداية المراهقة . ونتيجة للتغيرات الفسيولوجية التي تميز هذه المرحلة وللتحولات العقلية والانفعالية المصاحبة لها يبدا الفرد في التساؤل والشك ويحاول اتخاذ مواقف خاصة من كل من يحيطون وكل ما يحيط به من علاقات وأفكار واتجاهات ويغرق في سؤال اساسي هل هو كبير أم ما زال طفلا ؟

والنجاح في الاحساس بالهوية هو علامة على الصحة النفسية في هذه المرحلة . ويقار هذا النجاح في ضوء كل ما تبذله المجتمعات ومؤسساتها التربوية في بحث مشکلات هذه الفترة وضمان إجابات شافية وتوفير وسائل كافية لتحقيق هذا الإحساس بالهوية .

٦- الإحساس بالود والتالف

تبدأ هذه الصفة المميزة للصحة النفسية في سن السادسة عشرة أو السابعة عشرة ( بداية المراهقة المتأخرة ) وتتحقق هذه الصفة في ضوء مدى تحقيق الفرد لهويته حتى يكون قادرا على تكوين علاقات مع الجنس الآخر أو مع نفس الجنس قوامها المشاركة والمخالطة والود والصداقة والحب.

وتساعد الظروف الاجتماعية والعوامل الثقافية التي تسود المجتمع على تنمية هذا الإحساس أو تعویق نموه .

7- الإحساس بالوالدية

ومحك هذا الاحساس ليس مجرد الاهتمام بالإنجاب وإنما بالإدراك الواعي لفكرة الوالدية ذلك الادراك الذي يظهر في علاقة الفرد بأطفاله أو أطفال الأخرين والشعور بالمسئولية إزاءهم.

ويصل الفرد إلى الرشد (۲۱ سنة ) قبل أن ينمو لديه هذا الشعور الوالدي نموا كاملا. وبقدر ما يتصف به الفرد من خصائص الصحة النفسية السابقة لهذه المرحلة بقدر ما ينمو لديه الاحساس بالوالدية

8– الإحساس بالتكامل

وتعني هذه الخاصة ( التي تميز الصحة النفسية اعتبارا من الرشد المتأخر – 45 سنة )، تعني أن يحب الفرد والديه متحررة من الرغبة في وجوب تخليصهم من العيوب.

ويلتقي بأناس مختلفي الأجناس والأهداف ولكنه يتحدث معهم بلغة الانسانية في موضوعات الكرامة والحب والكفاح.

والاحساس بالتكامل يعني أيضأ إدراك الفرد بأن حياته هي مسئوليته وحده ، وأنه مستعد للدفاع عن كرامته وقيمه وأهدافه في مواجهة ما يتهددها ، الان دفاعه عن مبادئه هو دفاع عن الأنانية كلها [2].

المراجع

  1. 3- صلاح مخيمر ، المدخل إلى الصحة النفسية »، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، ط ۲، ۱۹۷۰ .
  2. 4- صموئيل مغار بوس ، ( الصحة النفسية والعمل المدرسي ) ، مكتبة النهضة المصرية ، ط۲، 1974 .
السابق
مظاهر الصحة النفسية للفرد
التالي
التنمية المهنية المستدامة للمعلم

اترك تعليقاً