المناهج وطرق التدريس

معوقات التدريس الفعال لدى المعلم

معوقات التدريس الفعال لدى المعلم

من المعلوم أن جميع المجتمعات على اختلاف مستوياتها تسعى لتحقيق جودة التعليم والتغلب على معوقات التدريس الفعال من خلال الأخذ بالأفكار التربوية الحديثة الداعية إلى توفير فرص التربية والتعليم لكل إنسان بهدف الرقي والتقدم ، وأدى هذا بالطبع إلى تزايد أعداد المتعلمين في المدارس على اختلاف قدراتهم ومستوياتهم وشخصياتهم ورغباتهم وأسلوب تربيتهم في أسرهم.

وصار الأمر يمثل تحديا أمام المعلم الذي يسعى لتحقيق الأهداف التربوية بإتاحة الفرص أمام كل متعلم لينمو نموا سليما في شخصيته وسلوكه ومعلوماته ..؛ بل تتعدى معوقات التدريس الفعال إلى مجالات أخرى أمام المعلم كالنجاح في تعديل السلوك غير المرغوب لدى المتعلمين في الموقف التدريسي، وتقويم تصرفاتهم نحو الأحسن، والوقوف على الجديد من الأفكار والمعارف التربوية المتطورة، واكتساب الخبرات المصاحبة للتطبيقات التربوية المعاصرة، واكتساب القدرة على الاستخدام الأمثل للتقنيات التعليمية التكنولوجية المعاصرة، والقيام بدوره في عمليات التخطيط والتنظيم والتنفيذ والمتابعة والتقويم والتطوير لعملية التدريس.

لكن قد يخفق المعلم في مواجهة معوقات التدريس الفعال لأسباب عديدة، منها:

  • افتقاد المعلم إلى الاطلاع المستمر في الكتب والمراجع والدوريات التربوية والاجتماعية والنفسية، ومواكبة التجديدات التربوية المتلاحقة في الميدان التعليمي؛ ولذلك نجده قليل المعلومات والمعارف والخبرات التي تعد له أساسا مهما لإحداث التعديل المطلوب.
  • افتقاد المعلم إلى الكفايات والمهارات اللازمة التي تساعده على تحقيق الأهداف التعليمية للتدريس، كعدم قدرته على التخطيط الجيد والتنفيذ بصورة فعالة والتنظيم والتقويم المتطور لعمليات التدريس.
  • شيوع بعض التصورات والأفكار والمعتقدات الخاطئة لدى العديد من المعلمين حول طبيعة التدريس وأساليبه المستخدمة، فالبعض يؤمن بأن الأسلوب الأمثل في التدريس هو أسلوب التدريس الاستبدادي، والبعض الأخر يؤمن بضرورة استخدام أسلوب التدريس الارتجالي في العملية التعليمية، وفريق ثالث يعتقد بأن أسلوب التدريس الحر هو الأنسب، وهكذا..
  • شيوع اللامبالاة لدى بعض المعلمين، المتمثلة في ضعف الدافعية والحافز نحو العمل التدريسي، وعدم الرغبة في بذل الجهد للارتقاء بالموقف التدريسي، وعدم القدرة على الإبداع والابتكار والتطوير في الموقف التدريسي.
  • عدم توفر الظروف البيئية التي تسمح بحدوث التطوير والتغيير المطلوب في الموقف التدريسي لتحقيق الأهداف المنشودة، أو التي تسمح بمواجهة التطورات والتحديات التي تواجه الموقف الصفي من المشكلات الصفية واللاصفية.
  • ضعف التعاون بين الأسرة والمدرسة فقد يؤثر ذلك سلبا في تحقيق أهداف العملية التعليمية، ومن أهمها المتابعة والعلاج والتحسين للتلاميذ ذوي المشكلات الدراسية مثل المتأخرين دراسيا وذوي صعوبات التعلم.

وإذا كانت النظرة الحديثة للتربية تركز على أنها عملية ديناميكية تهدف إلى إحداث التغير المطلوب في شخصيات المتعلمين اجتماعيا وعقليا وانفعاليا وبدنيا ومهاريا وأخلاقيا ، وإذا كانت المدرسة هي أداة المجتمع في تحقيق ذلك ؛ فإن المعلم يعد الأداة التي يفوضها المجتمع في التعامل مع المتعلمين وفق أدوار محددة ومتعددة من كونه قائدا، وباحثا، وموجها، ومرشدا، ووسيطا للعملية التعليمية، ومقوما ومطورا للعملية التعليمية، وهو في ممارسته لهذه الأدوار يستند إلى كونه صاحب مهنة لها أصولها النظرية وتطبيقاتها الميدانية.

إن نجاح المعلم في الأدوار المنوط بها يتوقف على مدى كفايته واستعداده الشخصي للقيام بأعباء هذا الدور، ويجمع التربويون على أن المفتاح لنجاح أي برنامج تعليمي يكون أولا في يد المعلم؛ فهو القادر على تهيئة المناخ الصفي الذي يحقق ثقة المتعلمين بأنفسهم ، وهو القادر على غرس روح العمل والتعاون والتحفيز بين المتعلمين ، وهو القادر على تصحيح الأخطاء وتعديل السلوك وتوجيه عملية التعلم تجاه أغراضها المطلوبة ، وهو القادر على التوجيه والإرشاد والمتابعة والتقويم والتعديل .

ويرتبط نجاح المعلم وتغلبه على معوقات الدريس الفعال كذلك بنوعية التدريس وأساليبه وطرائقه وأساليب تقويمه التي يمارسها داخل الصف الدراسي، كما يرتبط أيضا بالخصائص والسلوكيات التي يجب أن يتحلى بها المتعلمون من أجل توفير المناخ التعليمي اللازم لنجاح نموهم،

السابق
مفهوم القياس النفسي وأنواعه
التالي
دور المعلم في التخطيط للتدريس الفعال

اترك تعليقاً