تتعدد تعريفات مفهوم الإدارة، حيث اختلفت تلك التعريفات بين الباحثين وفق منظورهم لها، فقد تعرفهـا مـاري باركر فوليت بأنها “فـن جعـل الأشياء تحدث من خلال البشر” ([1])
كما يعرفها الدكتور علي شريف بأنها “مجموعة من الأنشطة المتميزة، الموجهة نحو الاستخدام الكفؤ والفعال للموارد وذلك لتحقيق هدف ما أو مجموعة من الأهداف”([2])
ويعرفها البعض الآخر “بأنها عملية إدارة وتنسيق الموارد بكفاءة وفعالية لتحقيق أهداف المنظمة”
كما يعرفها Kreitner بأنها “العملية التي يتم بموجبها العمـل مـع ومـن خـلال الآخرين لتحقيق أهداف المنظمة بفعالية باستخدام الموارد المحدودة بكفاءة في بيئة متغيرة”.
ومن مجمل التعريفات السابقة فإنه يمكن تحديد عدد من النقاط التي يجب توافرها في أي تعريف لمفهوم الإدارة:
أ – مفهوم الإدارة كعملية:
ويقصد بذلك أن الإدارة كمفهوم يشتمل أو يتضمن عملية متكاملة تمر بمراحل مختلفة تتمثل في تخطيط تنظيم توجيه ورقابة.
ب – عنصر التفاعل:
أن الإدارة لا تتحقق إلا بتفاعل البشر مع بعضهم البعض، فهي نشاطاً جماعياً وليست نشاطاً فردياً.
ج – تحقيق الأهداف:
لا تقوم الإدارة إلا من أجل تحقيق الأهداف الخاصة بالمنظمة؛ حيث إن تعاون شخصين مع بعضهما البعض بدون هدف لا نستطيع أن نطلق عليه “إدارة”، ولكن في حالة اشتراك الأفراد مع بعضهم البعض لتحقيق أهداف مشتركة هنا تنشأ “الإدارة”.
د – الكفاءة والفعالية:
ركزت التعريفات السابقة على مفهومي الكفاءة والفعالية. والكفاءة كمفهوم يقصد بها “استخدام أقل المدخلات (من ناحية التمويل والموارد البشرية من أجل الوصول للمخرجات المطلوبة أما الفعالية فيقصد بها “تحقيق الأهداف المطلوبة”؛ حيث إن الفعالية تتحقق بتحقيق المنظمة لأهدافها
وهكذا فإن الإدارة تعنى النشاط الموجه نحو تحقيق التعاون المطلوب بين العاملين فى منظمة ما عامة – خاصة – (أهلية)، وذلك لتحقيق اهداف محددة هي أهداف المنظمة.
الإدارة بين العلم والفن والمهنة
لقد كثر الجدل بين الأكاديميين والممارسين في العمل الإداري حول طبيعة الإدارة، من حيث كونها علماً أم فناً أم مهنة. وفي هذا الإطار يمكن توضيح آراء كل فريق كـما يلي:
أ – مفهوم الإدارة كعلم:
يرى هذا الفريق أن الإدارة علم تحكمـه قـوانين ثابتـة لـو طبقت في ظروف معينة بالقدر الملائم لأدت إلى نتائج ثابتة بحيث يمكن التنبؤ بها سلفاً.
ويرى هذا الفريق أنه بالرغم من عدم التوصل إلى اتفاق بخصوص القوانين التي تحكم العمل الإداري حتى الآن لكي تصبح الإدارة علماً مكتمل الجوانب، فإن البعض الآخر يرى ان هناك عدد من القواعد التي تعتبر مرشداً على حسن سير العمل إذا ما أحسن تطبيقها
وتشكل هذه القواعد الأسس التي يقوم عليها مفهوم العلم فى الإدارة، وذلك بإعتبارها علماً اجتماعياً تخضع قواعده للتغيير والتطور شأنها في ذلك شأن العلوم الإجتماعية الأخرى كعلـم الإقتصـاد وعلم الإجتماع وعلوم النفس وغيرها من العلوم الإجتماعية.
والإدارة وفقاً لهذا الاتجاه هي علم من العلوم الاجتماعية ينصب على دراسة جانب من المجتمع الإنساني ويعتمد كأي علم اجتماعي آخر على استخدام الطريقة العلمية التي تقوم على:
- الاستقراء: الوصول إلى تعميمات كليـة مـن خـلال تتبع الجزئيات أو المبادئ العلمية من الظواهر الإدارية المتكررة.
- الاستنباط: يقوم على أساس افتراض أن ما يصدق على الكل يمكن أن يصدق أيضاً على الجزء.
وهو كوسيلة من وسائل التفكير المنطقي تبدأ من العام وصولاً إلى الخاص واستخلاص النتائج عن طريق مقدمات ثبت صحتها.
ويرجع أنصار هذا الاتجاه القصور في عدم التوصل إلى قوانين عامة تحكم الظاهرة الإدارية إلى أن الإدارة علم حديث النشأة، حيث لم تبدأ الدراسة الأكاديمية لهذا العلم إلا بعد مقال ودورويلسون المعنونة بـ “دراسة الإدارة” عام 1887
ب – مفهوم الإدارة كفن:
يرى أنصار هذا الاتجاه أن الإدارة بالأساس تعتمد على الممارسة، ومن ثم فإنها فن أكثر من كونها علم، حيث تتطلب الإدارة استخدام المهارات والقدرات والمواهب الشخصية للمدير خاصة مع كونها تتعامل مع العنصر البشري الذي يصعب إخضاعه للتجربة والقياس
ويشير واقع الممارسة العملية لعمل الإدارة إلى أن الإدارة هي علم وفن في نفس الوقت حيث ان الإدارة هي فن استخدام العلم بحيث يؤدي التطبيق إلى أحسن النتائج في موقف معين.
فالعلم يرسى للمدير ما ينبغي أن يلتزم به من قواعد، والفن يتيح له تطبيق تلك القواعد بأكبر قدر من الفعالية. ومن هنا نستطيع القول أن الإدارة علم وفن في نفس الوقت، وأن العلم والفن يكمل كل منهما الآخر.
ج – الإدارة كمهنة:
يتوقف اعتبار الإدارة مهنة من عدمه على تعريف كلمة مهنة. فإذا ما اعتبرنا المهنة عملاً مخصصاً لخدمة الآخرين، فإنه يمكـن النظر إلى الإدارة باعتبارها مهنة.
أما إذا نظرنا إلى المهنة باعتبارها عملاً يتطلب الحصول على ترخيص لمزاولته بعد الحصول على مؤهل معين مثل الطب والمحاماة، فإن الإدارة طبقاً لهذا المعنى لا يمكن أن تكون مهنة.
واذا ما نظرنا إلى واقع عمل الإدارة والإداريين، فإن هذا الواقع يتطلب درجة من درجات الإحتراف المهني بحيث تصبح الإدارة مهنة المجموعة من الأفراد العاملين في حقل الإدارة
وتتطلب عملية الإحتراف هذه الكثير من الخبرة بحيث يتحول الفرد بعد مرور فترة زمنية في العمل الإدارى إلى أن يكون إدارياً محترفاً وخبيراً فى العمل الإداري بحيث يمكن اطلاق مفهوم الحرفة على العاملين في مجال الإدارة.
([1]) Palmela S. Lewis and Others, Management: Challenges in the 21st Century, (London: South Western College Publishing, 2001), P. 5.
([2]) علي الشريف مبادئ الإدارة: مدخل الأنظمة في تحليل العملية الإدارية الإسكندري: الدار الجامعية، 1994)، ص 9
التنبيهات : المداخل الإدارية الحديثة وأنواعها | معلومة تربوية
التنبيهات : المستويات الإدارية ووظائف المديرين | معلومة تربوية
التنبيهات : الإدارة و أدوار المديرين فيها | معلومة تربوية
التنبيهات : الإدارة التعليمية ومستوياتها | معلومة تربوية