الإعاقة السمعية

مفهوم الإعاقة السمعية Hearing impairment

مفهوم الإعاقة السمعية Hearing impairment

        هناك اتفاق بين معظم الباحثين على أن الإعاقة السمعية Hearing impairment إعاقة نمائية، تنتشر بين كافة الأعمار، وهي مفهوم يغطي مستويات متفاوتة من درجات الضعف السمعي، حيث يمكن وضع هذه الفئة على خط مستقيم يتراوح بين الصمم الشديد الذي يعوق اكتساب اللغة أو الكلام أو استخدامهما في التفاعل الاجتماعي، وضعف السمع البسيط الذي لا يعوق استخدام الأذن في فهم الحديث، وتعلم اللغة والكلام.

تعريف الإعاقة السمعية:

     وقد عرفت اللجنة التنفيذية لمؤتمر المديرين العاملين في مجال رعاية الصم بالولايات المتحدة الأمريكية الأصم على أنه “هو الفرد الذي يعاني من عجز سمعي إلى درجة تحول دون اعتماده على حاسة السمع في فهم الكلام، سواء باستخدام السماعات أو دونها، حيث يصل الفقدان السمعي إلى 70 ديسيبل فأكثر”، وعرفت ضعيف السمع على أنه “الفرد الذي يعاني من درجة فقدان سمعي تجعله يواجه صعوبة في فهم الكلام بالاعتماد على حاسة السمع فقط، سواء باستخدام السماعات أو دونها، حيث يصل الفقدان السمعي (35 – 69) ديسيبل. [1].

     ولقد تعددت وجهات النظر تجاه تعريف الإعاقة السمعية بتعدد الرؤى التي نظر الباحثون إلى طبيعة الإعاقة، والتي يمكن تلخيصها فيما يلي [2].

  • النظر إلى الإعاقة السمعية باعتبار العمر الزمني الذي حدث فيه فقدان السمع أو اكتشافه، ومدى تأثيره على إدراك الفرد للغة المنطوقة وفهمه لها، ومدى ما يترتب على ذلك من احتياجات تربوية خاصة تعينه على التفاعل والتواصل مع الآخرين.
  • مدى شدة الفقدان السمعي، حيث يتم تحديده على أساس كمي تتحدد به درجة فقدان السمع بوحدات صوتية معينة تسمى “الديسيبل Decibel”، والتي تقاس بجهاز يسمى “الأوديوميتر Audiometer” الذي يسجل شدة الصوت المسموع.
  • التشخيص الطبي، وموضع الإصابة بالجهاز السمعي، واعتبار الإعاقة السمعية عبارة عن: “خلل أو قصور بأحد أجزاء الجهاز السمعي يعوق عملية نقل الموجات الصوتية إلى مراكز الإحساس السمعي بالمخ، ومن ثم قدرة الفرد على الاستفادة من حاسة السمع، وقد يكون القصور توصيليًا أو حسيًا عصبيًا أو مركزيًا”.
  • المنظور التربوي للإعاقة السمعية واعتبارها “درجة من فقدان السمع تنعكس آثارها على مدى قدرة الفرد على فهم وتفسير الكلام وتمييزه في الظروف العادية، وعلى نمو مقدرته اللغوية، ومدى إمكانية الاستفادة من حاسة السمع في الأغراض التعليمية”. 

ومما سبق يمكن استخلاص مجموعة من الحقائق؛ أهمها ما يلي:

  • أساس الحكم على فرد ما بأنه معاق من عدمه؛ هو مدى مقدرته على القيام بأعبائه دون مساعدة، فإذا فقد المقدرة على ذلك يسمي معاقًا.
  • أنواع القصور التي يتعرض لها الفرد في حياته؛ قد تكون بدنية، أو عقلية، أو حسية كفقد أو نقص حاسة من الحواس.
  • أسباب هذا القصور إما أن ترجع إلى حادث، أو مرض، أو أنها خلقية منذ الولادة.
  • قد يؤدي هذا القصور إلى حدوث عاهةٍ ما للفرد، وقد لا يؤدي إلى ذلك، فإذا أدى إلى حدوثها سمي هذا الفرد معاقًا.
  • الإصابة التي تحدث للفرد قد تعوقه عن الانخراط في المجتمع، وتكيفه مع البيئة؛ وبالتالي تواجد آثار اجتماعية سلبية بالضرورة.
  • الإعاقة السمعية تمثل مستويات متفاوتة من درجات الفقد السمعي.
  • الفقد السمعي تنعكس آثاره على مدى قدرة الفرد على فهم، وتفسير الكلام، وتمييزه في الظروف العادية، وعلى نمو مقدرته اللغوية.
  • التأهيل Rehabilitation عبارة عن عملية إعادة تكيف الفرد المعاق مع البيئة والمجتمع.

     كما يتضح ضرورة استخدام برامج، وأساليب، وتقنيات مختلفة للتواصل تتناسب وخصائص وقدرات تلك الفئة؛ كما أن تحقيق الأهداف التربوية المنوطة بمناهج الصم وضعاف السمع ترتبط بمدى معرفة المعلمين بخصائص الطلاب، وقدرتهم على تحديد درجة الإعاقة.

تصنيفات الإعاقة السمعية:

     تنقسم تصنيفات الإعاقة السمعية إلى وجهات نظر متعددة، طبية، وفسيولوجية، وتربويـة، وهـي كلها وجهات نظر مكملة لبعضها البعض، والاهتمام بهذه التصنيفات يرجع إلى أهمية تحديـد مـدى الإعاقة وأسبابها، مما يسهل توفير البرامج التعليمية التي تناسب درجة الإعاقة، ومن أهم تلك التصنيفات ما يلي: [3].

  • التصنيف تبعًا للعمر عند الإصابة.
  • التصنيف تبعًا لموقع الإصابة.
  • التصنيف تبعًا لدرجة الفقدان السمعي.
  • التصنيف التربوي للإعاقة السمعية. 

      ويعد التصنيف التربوي للإعاقة السمعية من أهم أنواع التصنيف؛ لتركيزه على العلاقة بين فقدان السمع، وبين نمو الكـلام واللغـة، ويميـز التربويون بين فئتين وفقًا لهذا التصنيف هما:

الصم Deaf:

وهم الذين يعانون من فقد أو عجز سمعي يزيد عن (70) ديسيبل، ولا يمكنهم الكلام، أو فهم اللغة المنطوقة، ويعجزون عن المشاركة بفاعلية في المواقف الاجتماعية، حتى مع استخدام المعينات السمعية المكبرة، وينقسم الصم إلى فئتين كما يلي:

  • فقدان السمع الشديد: وتشير إلى درجة فقد، أو عجز سمعي يتراوح بين (71 – 90) ديسيبل
  • فقدان السمع العميق: وتشير إلى درجة فقد، أو عجز سمعي يزيد عن (90) ديسيبل.

ضعاف السمع Hard of Hearing:

وهم الذين يعانون من قصور سمعي ما بين (25 – 70) ديسيبل، ولكنه لا يعرف فاعلية حاسة السمع الوظيفية في اكتساب المعلومات اللغوية باستخدام المعينات السمعية، أو بدونها، واستيعاب المناهج التعليمية المصممة للأطفال العاديين، ومن بين ضعاف السمع الفئات التالية:

  • فقدان السمع الخفيف: وتشير إلى درجة فقدان السمع ما بين (27 – 40) ديسيبل.
  • فقدان السمع المعتدل: وتشير إلى درجة فقد سمعي يتراوح بين (41 – 55) ديسيبل.
  • فقدان السمع الملحوظ: وتشير إلى درجة فقد سمعي يتراوح بين (56 – 70) ديسيبل.

     ويتضح مما سبق أنه مهما اختلفت تصنيفات الإعاقة السمعية، ومجالاتها، سواءً في الجانب الوظيفي، أو الطبي، أو التربوي، أو العمري؛ إلا أنها تشترك جميعها في تفسـير مـدى تـأثير فقدان السمع على حياة الفرد، وإعاقته عن التواصل مـع الآخـرين، وحرمانـه مـن تلك النعمة الكبرى من الله عزوجل؛ قد يولد لديه مشاعر الإحباط، والعزلة؛ الأمر الذي قد يقوده إلـى الشـعور بـالاغتراب النفسي سواءً عن ذاته أو عن مجتمعه من الصم أو من العاديين؛ لذا ينبغي على المعلم – على وجه التحديد – تعرُّف خصائص تلك الفئة؛ لاختيار الطرق والأساليب والتكنولوجيا المساعدة التي تتناسب وخصائصهم وقدراتهم.

المراجع

  1. مجدي عزيز إبراهيم، جمعة حمزة أبو عطية. (2007). تدريس الرياضيات للتلاميذ المعوقين سمعيًا: عالم الكتب، القاهرة
  2. حسن مصطفى عبد المعطي. (2013). سيكولوجية ذوي الاحتياجات الخاصة: مكتبة زهراء الشرق، القاهرة.
  3. تامر المغاوري الملاح. (2015). تكنولوجيا التعليم وذوي الاحتياجات الخاصة: كلية التربية، جامعة الإسكندرية.
السابق
اضطراب طيف التوحد Autism Disorder
التالي
منصة التعليم الإلكتروني المصرية

اترك تعليقاً