الاضططرابات السلوكية

مفهوم الاضطرابات السلوكية والانفعالية

مفهوم الاضطرابات السلوكية والانفعالية

لا يوجد تعريف عام ومقبول لـ مفهوم الاضطرابات السلوكية والانفعالية وخلال الثلاثين عاما الأخيرة، ظهر عدد من التعريفات من قبل التربويين والأخصائيين النفسيين. ويعود عدم وجود تعریف واحد متفق عليه بشكل عام إلى أسباب متعددة، فقد أشار كل من هالاهان وكوفمان (Hallahan & Kauffman) إلى تلك الأسباب وهي :

  • عدم توفر تعريف محدد ومتفق عليه لمفهوم الصحة النفسية .
  • صعوبة قياس السلوك والانفعالات .
  • تباين السلوك والعواطف.
  • تنوع الخلفيات النظرية والأطر الفلسفية المستخدمة .
  • تباين التوقعات الاجتماعية الثقافية المتعلقة بالسلوك .
  • تباين الجهات والمؤسسات التي تصنف الأطفال المضطربين وتخدمهم.

أهم تعريفات الاضطرابات السلوكية والانفعالية

ومن التعريفات الأكثر قبولا للاضطرابات السلوكية والانفعالية الذي حصل على دعم كبير هو الذي طوره بور 19691978 ,Bower وأدخل في قانون تعليم الأفراد المعوقين، ويستخدم مصطلح الإعاقة الانفعالية في وصف هؤلاء الأطفال، ويعني المصطلح وجود صفة أو أكثر من الصفات التالية لمدة طويلة من الزمن لدرجة ظاهرة وتؤثر على التحصيل الأكاديمي، وهذه الصفات هي [1]:

  • عدم القدرة على التعلم، التي لا تعود لعدم الكفاية في القدرات العقلية أو الحسية أو العصبية أو الجوانب الصحية العامة .
  • عدم القدرة على إقامة علاقات شخصية مع الأقران والمعلمين أو الاحتفاظ بها.
  • ظهور السلوكات والمشاعر غير الناضجة وغير الملائمة ضمن الظروف والأحوال العادية .
  • مزاج عام أو شعور عام بعدم السعادة أو الاكتئاب.
  • النزعة لتطوير أعراض جسمية مثل : المشكلات الكلامية، والآلام، والمخاوف، والمشكلات المدرسية .

كما وضع هيوت Heet, 1968  تعريفا آخر حدد فيه الأطفال المضطربين سلوكيا وانفعاليا على أساس أن المضطرب هو الفاشل اجتماعيا وغير المتوافق في سلوكه وفقا لتوقعات المجتمع الذي يعيش فيه، إلى جانب جنسه وعمره .

كما عرف الأطفال المضطربين سلوكيا وانفعاليا بأنهم: غير القادرين على التوافق والتكيف مع المعايير الاجتماعية المحددة للسلوك المقبول، وبناء عليه سيتأثر تحصيلهم الأكاديمي، وكذلك علاقاتهم الشخصية مع المعلمين والزملاء في الصف

إضافة إلى ذلك، فإن هؤلاء الأطفال لديهم مشكلات تتعلق بالصراعات النفسية وكذلك بالتعلم الاجتماعي، ووفقا لذلك فإن لديهم صعوبات في : تقبل أنفسهم كأشخاص جديرين بالاحترام والتفاعل مع الأقران بأنماط سلوكية منتجة ومقبولة، والتفاعل مع أشكال السلطة كالمعلمين والمربين والوالدين بأنماط سلوكية شخصية مقبولة، كذلك الانجذاب نحو ما هو عادي عاطفي ومؤثر ونفسي حركي وأنشطة التعلم المعرفي دون صراع.

الاضطرابات السلوكية والانفعالية في البحث العلمي

ولأغراض البحث العلمي قام كل من كراكوس وميلر Kuaraceus & Miller بوضع تعريف للأحداث المنحرفين والمنتهكين للقوانين الرسمية ضمن مجموعة من المتغيرات وهي [1]:

  1. مدى خطورة انتهاكه أو الاعتداء عليه.
  2. شكل الانتهاك أو نوعيته .
  3. تكرار الانتهاك .
  4. سلوكه الشخصي ونمط شخصيته سابقا .

وفي رأيهما أن هناك ثلاثة متغيرات أساسية يجب أخذها بعين الاعتبار في عملية تصنيف الأطفال والشباب ذوي الاضطرابات وهي:

  1. مدى انجذاب الشخص نحو السلوك المنحرف.
  2. درجة الحكم على السلوك المنحرف بأنه مرضي .
  3. الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الفرد

أما Kauffman فقد وصف الأطفال المضطربين بأنهم من يظهرون سلوكات شاذة نحو الآخرين، والذين تظهر عليهم سلوكات غير مقبولة وغير متوافقة مع البيئة المحيطة بهم ومع مجتمعهم، كما أن توقعاتهم بالنسبة لأنفسهم وللآخرين غير صحيحة.

وعلى الرغم من الاختلاف بين التعريفات إلا أنها تتفق على أن الاضطرابات السلوكية والانفعالية تشير إلى:

  1. الفرق بين السواء واللاسواء هو فرق في الدرجة لا فرق في النوع.
  2. المشكلة مزمنة وليست مؤقتة.
  3. السلوك يعتبر مضطربا وغير مقبول وفقا للتوقعات الاجتماعية والثقافية.

تصنيف الاضطرابات السلوكية والانفعالية

 كما لا يوجد اتفاق على تعريف محدد للاضطرابات السلوكية والانفعالية، أيضا لا يوجد اتفاق على أسلوب أو طريقة معتمدة في التصنيف، إلا أنه يمكن وضع الأفراد المضطربين ضمن مجموعات تصنيفية متجانسة طبقا لنوع المشكلات التي يواجهونها.

هناك مشكلات جوهرية واجهت عملية تصنيف الأطفال المضطربين ومنها [2]:

  • افتقار النظام التصنيفي لعناصر الثقة والفعالية .
  • الاعتبارات القانونية الخاصة (قد يتعارض التعريف القانوني للأطفال المضطربين مع التعريفات النفسية والطبية، مما يدفع الجهات القانونية إلى رفض قضية التصنيف) .
  • التباين بين أنظمة تصنيف الراشدين والأطفال.

ونظرا للانتقادات التي وجهت إلى أنظمة انتصنيف السابقة التي اعتمدت على التعريفات والجوانب الطبية والسيكولوجية والقانونية، فقد عمد كوي Quay, 1975 إلى وضع نظام تصنيفي متعدد الأبعاد Dimensional approach  يعتمد على تقديرات الوالدين والمعلمين للسلوك، وتاريخ الحالة، واستجابة الطفل على قوائم التقدير.

ويتألف تصنيف كوي من أربعة أبعاد وهي :

  • اضطرابات التصرف Conduct disorders  عدم الثقة بالآخرين
  • اضطرابات الشخصية Personality disorders الانسحاب القلق، الإحباط.
  • عدم النضج Immaturity قصر فترة الانتباه الاستسلام، الأحلام.
  • الانحراف الاجتماعي Socialized delinquency السرقة، الإهمال، انتهاك القانون والمجموعات المنحرفة.

هناك تصنيف طبي نفسي وتصنيف تربوي وعلى المعلمين أن يكونوا على دراية بكلا التصنيفين، وذلك لوضع خطة تربوية فردية من قبل الفريق وفيما يلي المقارنة بينهما:

أ – التصنيفات الطبية النفسية

  • اضطراب تطور اللغة
  • اضطرابات فصامية
  • واضطراب الاكتئاب بعد حادث معين
  • اضطراب تطور القراءة

ب – التصنيفات التربوية

وتتصف الاضطرابات السلوكية والانفعالية بشكل عام بأنها سلوكات خارجية أو سلوكات داخلية، حيث تكون السلوكات الخارجية موجهة نحو الآخرين، مثل: العدوان والشتم والسرقة والنشاط الزائد.

بينما تكون السلوكات الداخلية بصورة اجتماعية انسحابية مثل : فقدان الشهية أو الشره المرضي والاكتئاب والانسحاب، والمخاوف المرضية، والصمت الانتقائي.

تؤثر الاضطرابات السلوكية والانفعالية على حياة الطفل بشكل كبير، حيث تؤثر على علاقته مع أفراد الأسرة والأصدقاء والرفاق والتحصيل الأكاديمي.

 وبدون تدخل مؤكد، فإنه سيعيش في ألم انفعالي وعزلة، وسيترك المدرسة ويندمج في سلوكات ضد المجتمع. وقد أثبتت الدراسات أن التدخل في المدرسة من خلال تقديم الخدمات المناسبة يساعد الأفراد في تحسين مستواهم الأكاديمي، وتقوية علاقاتهم، والوصول إلى علاقات أفضل مع الآخرين.

المراجع

  1. Trout, A. L., Nordness, P. D., Pierce, C. D., & Epstein, M. H. (2003). Research on the academic status of children with emotional and behavioral disorders: A review of the literature from 1961 to 2000. Journal of Emotional and Behavioral Disorders, 11(4), 198-210.‏
  2. Coutinho, M., Conroy, M., Forness, S. R., & Kavale, K. A. (2000). Emotional or behavioral disorders: Background and current status of the E/BD terminology and definition. Behavioral Disorders, 25(3), 264-269.‏
السابق
تعزيز الصحة النفسية للطفل
التالي
تاريخ الاضطرابات السلوكية والانفعالية