البيئة

مفهوم التربية البيئية ومحددات التعريف

مفهوم التربية البيئية ومحددات التعريف

لقد تعددت تعريفات التربية البيئية في ضوء الاتجاهات العالمية والمحلية، بحيث يعكس كل تعريف منها وجهة نظر صاحبه حـول تصـوره للقضايا البيئية. فالدراسات البيئية تقتصر على إمداد الأطفال بالمعلومات والحقائق والمفاهيم البيئية في المجالات والتخصصات المختلفة دون الاهتمام بتعديل أنماط السلوك.

في حين أن التربية البيئية تهدف إلى معايشة الأطفال للمشكلات البيئية، وتنمية مهاراتهم التي تساعدهم على صيانة بيئتهم وتنمية مواردها، مع إكساب التلاميذ القيم والاتجاهات الإيجابية نحو حماية البيئة وتنميتها. بقصد إعداد جيل واع ببيئته الطبيعية والاجتماعية والنفسية

إن التربية البيئية ككل هي عملية تهدف إلى توعية سكان العالم بالبيئة الكلية، وزيادة اهتمامهم بالمشكلات المتصلة بها، وتزويدهم بالمعلومات والاتجاهات والدوافع والمهارات التي تساعدهم فرادي وجماعات للعمل على حل المشكلات البيئية الحالية، ومنع ظهور مشكلات جديدة.

ويرتبط الإنسان مع وسطه الحيوي وبيئته بعلاقات يستمد من خلالها مقومات بقائه ومستلزمات تقدمه، وبما أن المشكلات البيئية هي محصلات النشاط الإنساني فلابد من إعادة تكوين سلوكيات الإنسان بحيث يحقق الانسجام والاندماج مع بيئته، ويحمي توازنها واستمرار بقائها.

ومن هذا المنطلق فإنه من الضروري توافر تربية بيئية تعمل على توعية البشر، من أجل تعديل مواقفهم نحو الحفاظ على البيئة الشاملة، وفيما يلي عرض لبعض مفاهيم التربية البيئية.

تعريف التربية البيئية

عرفتها ندوة بلغراد ۱۹۷۰ بأنها: ” ذلك النمط من التربية الذي يهدف إلى تكوين جيل واع ومهتم بالبيئة وبالمشكلات المرتبطة بها، ولديهم من المعارف والقدرات والمهارات والاتجاهات والالتزام بما يتيح لهم أن يمارسوا فرديا وجماعيا حل المشكلات القائمة و بشكل لا تعود معه هذه المشكلات مرة أخرى”

أما مؤتمر تبليسي (بولاية جورجيا بالإتحاد السوفيتي السابق) ديسمبر ۱۹۷۷ فيعرفها بأنها “عملية إعادة توجيه وربط لمختلف فروع المعرفة والخبرات التربوية بما پیسر الإدراك المتكامل للمشكلات البيئية والارتقاء بنوعية البيئة”.

ويعرفها “وو کوبلاند ” Wo Copland بأنها “عملية تهدف إلى معايشة الأفراد للمشكلات البيئية، وتدريبهم على المشاركة في حلها، وتنمية الوعي البيئي في إطار خطة على مستوى محلي أو قومي أو عالمي، مع إكساب الأفراد الاتجاهات نحو حماية البيئة وتحسينها بقصد إعداد جيل مدرك لبيئته الطبيعية والاجتماعية”.

وعرفتها وثيقة اليونسكو عام ۱۹۷۸ بأنها “هي العملية التعليمية التي تهدف إلى تنمية وعي المواطنين بالبيئة والمشكلات المتعلقة بها وتزويدهم بالمعرفة والمهارات والاتجاهات وتحمل المسئولية الفردية والجماعية تجاه حل المشكلات المعاصرة والعمل على منع ظهور مشکلات بيئية جديدة”.

التعريفات العربية للتربية البيئية

  • يعرفها محمد صابر سليم بأنها “العملية المنظمة لتكوين القيم والاتجاهات والمهارات اللازمة لفهم العلاقات المعقدة التي تربط الإنسان وحضارته بالبيئة ولاتخاذ القرارات المناسبة المتصلة بنوعية البيئة، وحل المشكلات القائمة والعمل على منع ظهور مشكلات بيئية جديدة”
  • ويعرفها إبراهيم عصمت مطاوع بأنها: “نمط من التربية يهدف إلى معرفة القيم وتوضيح المفاهيم وتنمية المهارات اللازمة لفهم وتقدير العلاقات التي تربط بين الإنسان وبيئته البيوفيزيائية، كما أنها تعني التمرس على اتخاذ القرارات ووضع قانون للسلوك بشأن المسائل المتعلقة بنوعية البيئة”.
  • ويعرفها صبري الدمرداش بأنها: ” عملية إعداد الإنسان للتفاعل الناجح مع بيئته الطبيعية بما تشمله من موارد مختلفة”
  • ويرى أبو السعود محمد أحمد بأنها : “نمط من التربية يهدف إلى إعداد الإنسان التفاعل الناجح مع بيئته بما تشمله من عناصر، وتنمية المفاهيم وتوضيح المبادئ اللازمة الفهم العلاقات المتبادلة بين الإنسان وبيئته وتنمية المهارات التي تمكن الإنسان من حل ما تتعرض له بيئته من مشكلات، وتكوين الاتجاهات والقيم التي تحكم سلوك الإنسان إزاء بيئته، وإثارة الميول والاهتمامات وإكساب أوجه التقدير لأهمية صيانة البيئة والمحافظة عليها”.
  • ويعرفها سعود فهد رشيد العمرو بأنها: “منظومة العمليات الهادفة التي من شأنها أن توجه سلوك الإنسان من خلال اكتساب المفاهيم والمهارات والاتجاهات والقيم السلوكية اللازمة لفهم العلاقات التي تربط الإنسان ببيئته، من أجل ضبط التعامل معها في مسار صحيح يحول دون حدوث مشكلات بيئية، ويعمل على حل المشكلات القائمة والحد من أخطارها”.
  • ويعرفها عادل منصور صالح بأنها: “عملية إعداد الأفراد البشريين و تشكيل أنماط سلوكهم لتكوين القيم والاتجاهات البيئية الإيجابية، وتنمية المهارات والمعارف والمدركات اللازمة لفهم وتقدير العلاقات التي تربطهم بمحيطهم الحيوي الفيزيقي في النظام البيئي، وللمحافظة على المقومات الحيوية والحياتية، وحسن الاستفادة من مصادر البيئة لتوفير حياة كريمة، ورفع مستوى معيشة الأفراد، والمجتمعات نحو تحقيق الصحة والراحة والأمان.
السابق
طبيعة العلاقة بين التربية والبيئة
التالي
استراتيجية فكر زاوج شارك وخطواتها

اترك تعليقاً