التعليم الإلكتروني

مفهوم التعلم التكيفي Adaptive Learning

مفهوم التعلم التكيفي Adaptive Learning

يعد التعلم التكيفي أحد الاتجاهات الحديثة المستخدمة في تطوير التعليم، والأكثر انتشارًا في بيئات التعلم الإلكتروني، كما تعتبر من أهم المستحدثات التربوية والتكنولوجية التي ظهرت في السنوات الأخيرة كمدخل يقدم تعلمًا مناسبًا لكل متعلم وفق خصائصه الفردية التي تميزه عن غيره من المتعلمين.

كما يساعد في تنظيم المحتوى الإلكتروني وتسهيل الوصول إليه، وممارسة الأنشطة التعليمية بما يتوافق مع طبيعة المتعلمين وخصائصهم الفردية.

 مسميات التعلم التكيفي:

من خلال مطالعة الباحث للعديد من الأدبيات التي تناولت التعلم التكيفي Adaptive Learning  تبين ورود العديد من المسميات الأخرى التي شُرع في استخدامها للدلالة على نفس المفهوم الخاص بمصطلح “التعلم التكيفي” ومن هذه المسميات[1]:

  • التعلم المؤقلم Adaptive learning
  • التعليم المتوائم Consistent learning
  • التعلم القائم على استجابات المتعلمين Learning based on learners ’responses
  • التعلم المتمايز Differentiated learning
  • المحتوى التكيفي الذكي Adaptive smart content
  • الوسائط الفائقة التكيفية Adaptive Ultra Media
  • التعلم التكيفي Adaptive Learning

ومع ذلك فإن مصطلح التعلم التكيفي Adaptive Learning ربما يكون أكثر المسميات منطقية ودلالة، بل والأكثر شيوعًا واستخدامًا في الوقت ذاته داخل الأوساط التعليمية، هذا بالإضافة إلى سهولة المصطلح وتداوله بشكل كبير بين المعلمين والمتعلمين؛ ومن هنا تبنى البحث الحالي مصطلح التعلم التكيفي.

مفهوم التعلم التكيفي:

تزخر الأدبيات بالعديد من تعريفات التعلم التكيفي، وفيما يلي عرض موجز لتلك التعريفات:

يعرف برسلكسي (Brusilovsky, 2003,P.161) التعلم التكيفي بأنه: طريقة تعليمية تستخدم المستحدثات التكنولوجية بمختلف أشكالها أدواتٍ تعليميةً تفاعليةً، وتبنى محتوياتها في ضوء الخصائص الفردية لكل متعلم، وتقوم تلك المستحدثات بتكييف عرض المحتويات التعليمية وفقًا لاحتياجات المتعلمين.

ويتضح ذلك من استجاباتهم على الأسئلة والمهام والخبرات، وذلك اعتمادًا على توظيف النظريات ونتائج البحوث المرتبطة بمجالات التكنولوجيا، وعلوم الكمبيوتر، والتعليم، وعلم النفس[2].

كما يعرف براميثس، لودي (Paramythis & Loidl, 2004,P.33) التعلم التكيفي بأنه: نظام يرصد أنشطة المتعلم، ويقوم بتفسيرها على أساس نماذج محددة المجال، وتحليل تفضيلات المتعلم، وتساعد هذه النماذج في تسهيل عملية التعلم استنادًا على تقديم البيانات التي تتناسب وطبيعة كل متعلم[3]

وعرف إزومي وآخرون (Izumi, Fathers & Clemens, 2013, p.5) تكنولوجيا التعلم التكيفي بأنها: البرمجيات التي يتعلم منها الطالب ويغير من سلوكه على أساس مدخلاتها، وتسمح بالتفاعل مع قاعدة واسعة من أساليب التعلم التي تقوم على المفهوم النظري للتعلم التكيفي[4].

ويعرف باور (Bower,2015,P.109) التعلم التكيفي بأنه: أسلوب لإنشاء تجربة تعليمية للطالب، وللمعلم أيضًا، وذلك استنادًا إلى تكوين مجموعة من المعلومات في فترة محددة؛ تهدف إلى زيادة الأداء في ضوء مجموعة من المعايير المحددة مسبقًا، حيث يتم تعديل تصميم التعلم بشكل استراتيجي من خلال الدروس لتلبية متطلبات المتعلمين[5].

ويعرفه خميس، (2016، ص.240) بأنه: نظام تعلم إلكتروني يشمل محتوى ثريًا بالمعلومات وقائمًا على المعاني، متعدد الأهداف ليس محددًا بهدف واحد أو تكنولوجيا واحدة، يناسب معظم الأفراد ويتكيف مع حاجاتهم التعليمية المتعددة، وأسلوب تعليمهم، وتفضيلاتهم، ويستخدم في مواقف متعددة، بهدف تقديم التعلم المناسب لكل فرد لتسهيل تعلمه في ضوء مدخلاته، والمعلومات التي يحصل عليها[6].

كما يعرف كل من محمود، عبد الوهاب (2018، ص. 16) التعلم التكيفي بأنه: نظام تعلم يوظف النظريات والاستراتيجيات ونتائج الدراسات والبحوث المرتبطة بمجالات الاتصالات والمعلومات، والكمبيوتر، والتعليم، وعلم النفس، والذكاء الاصطناعي.

كما يعتمد على مجموعة من المكونات المادية وغير المادية المتفاعلة بعضها مع بعض، ويهدف إلى تسهيل عملية التعلم، وتقديم تعلم مناسب لكل متعلم من خلال تقديم محتويات تعليمية تكيفية أو قابلة للتكيف في ضوء الخصائص الفردية لكل متعلم، والتي تحدد بناء على استجاباته وخبراته السابقة وأدائه في المهام التي تسند إليه، بما يساعد على تكيفه وزيادة دافعيته واستمراره في عملية التعلم وصولًا إلى الإتقان[7].

استنتاجات التعريف:

من خلال التعريفات السابقة للتعلم التكيفي يتضح ما يلي:

  • التعلم التكيفي أحد الاتجاهات الحديثة التي يتم توظيفها في بيئات التعلم الإلكتروني.
  • يعمل على توظيف واستخدام المستحدثات التكنولوجية بمختلف أشكالها وأدواتها لتحقيق الأهداف التعليمية المرجوة.
  • يراعي الخصائص المختلفة بين المتعلمين.
  • يعتمد على رصد استجابات المتعلمين، وتحليلها من أجل تقديم ما يتناسب معهم.
  • يعتمد وبشكل أساس على نظريات التعليم والتعلم، ونتائج البحوث المرتبطة بالعديد من المجالات مثل تكنولوجيا الاتصالات، والكمبيوتر، والتعليم، وعلم النفس.
  • لا يتبنى طريقة واحدة، أو أسلوبًا واحدًا في عرضه للمعلومات للمتعلمين، ولكن ينوع من تلك الطرق والأساليب بما يتوافق مع الخصائص المختلفة للمتعلمين.
  • يعتبر نظامًا له مدخلاته وعملياته ومخرجاته.
  • نظام قادر على إدارة مسار التعلم لكل فرد على حدة.
  • تختلف نظم التعلم التكيفي عن نظم التوجيه الذكية أو نظم الوسائط المتشعبة التكيفية، حيث يشتمل الأخيران على أساليب إضافية من الذكاء الاصطناعي.
  • يعتمد على مجموعة من المكونات المادية وغير المادية المتفاعلة فيما بينها، بهدف تسهيل عملية التعلم.
  • يعتمد على تقديم محتويات تعليمية تكيفية أو قابلة للتكيف في ضوء الخصائص الفردية لكل متعلم.

[1] الأشقر، عبد الكريم محمود؛ عقل، مجدي محمد (2017). تطوير الأداء التكيفي لبرنامج إدارة المحتوى التعليمي Moodle)) في الجامعة الإسلامية بغزة، مج (17)، ص ص123-150

[2] Brusilovsky, P. (2003). Adaptive and Intelligent Web-based Educational Systems, International Journal of Artificial Intelligence in Education. 13 (2-4), pp. 159-172

[3] Paramythis, A., & Loidi, R.S. (2004). Adaptive learning environments and elearning standerds. Johannes Kepler University, Linz, Austria. Electronic Journal of e-Learning (EJET), issue, 2(2), 31-73

[4] Izumi, L., Fathers, F., & Clemens, J. (2013). Technology and education: A            primer. Canada: Barbara Mitchell Centre for Improvement in Education Fraser Institute. fraserinstitute.org,pp 1-50

[5] Bower, M. (2015). A framework for adaptive learning design in a web-conferencing environment. Learning Design: Conceptualizing a Framework for Teaching and Learning Online,pp100- 223.‏

[6] خميس، محمد عطية (2016). بیئات التعلم الإلكتروني التكیفى. أعمال مؤتمر: تكنولوجيا التربية والتحديات العالمية للتعليم: الجمعية العربية لتكنولوجيات التربية، القاهرة: الجمعية العربية لتكنولوجيات التربية237 – 251.،

[7] محمود، إبراهيم يوسف محمد؛ عبد الوهاب، أحمد حامد (2018). أثر التفاعل بين مستوى التحكم (المتعلم – النظام- المتعلم والنظام) ونوع التوجيه (موجه– غير موجه) بوحدة قائمة على التعلم التكيفى وفقا لأساليب التعلم على تنمية مهارات استخدام محركات البحث لدى طلاب شعبة تكنولوجيا التعليم، مجلة كلية التربية جامعة المنصورة

السابق
الاهتمام بمفهوم تنظيم الأسرة عالميا
التالي
الأسس النظرية لبيئات التعلم التكيفي

اترك تعليقاً