قياس وتقويم

مفهوم التقويم الذاتي ومتطلباته

مفهوم التقويم الذاتي ومتطلباته

يستند التقويم التربوي ومنه التقويم الذاتي إلى منظور جديد للتعلم الإنساني يؤكد المشاركة النشطة من جانب الطالب في تكوين أو بناء مخططات يوظفها في فهم المادة التعليمية، وإضفاء معنى ودلالة عليها.

فإن التقويم الذاتي يعد مكونة أساسية من مكونات التعلم المستقل للطالب، وزيادة دافعيته، وتقديره لذاته، ويوجه نظره بدرجة أكبر إلى ما يقوم بأدائه، وكيف يؤديه، وبذلك ينمي لديه التفكير الناقد البناء.

مفهوم التقويم الذاتي

أوضحت الدراسات أن الخصائص المميزة للتقويم الذاتي بأنها تتضمن :

  • مشاركة الطلبة في تحديد مستويات ومحكات بغرض تطبيقها على أعمالهم.
  • إصدار أحكام تتعلق بمدى تحقيقهم لهذه المحكات والمستويات وهاتان الخاصتان تمثلان عنصري أي عملية تقويم.

وبذلك يعد التقويم الذاتي أداة أو وسيلة للانعكاس، والتعلم، والمراقبة أو الضبط الذاتي للأداء فالتقويم الذاتي يستخدم لأنه يمكن أن يزيد دافعية الطالب، وثقته بنفسه، وإحساسه بامتلاك مقدرات تعلمه دون تدخل خارجي.

ويوفر الوقت الذي يستغرقه المعلم في تقويم طلبته وتقرير النتائج، كما يمكن أن يثري المناهج وبخاصة في الجوانب الوجدانية، وييسر التعلم المستقل.

ويقتصر دور المعلم في التقويم الذاتي على إبداء تعليقاته التي تعزز عمل الطالب وتقويمه الذي يقوم به بنفسه، ويوضح الخطوات التالية في التقويم.

ويحث الطالب على إعادة النظر في تقويمه والأساليب التي استخدمها في ذلك، دون أن يوجه إليه اللوم، أو يبدي اعتراضه على تعليقاته.

وبذلك يكون المعلم ميسراً لتعلم طلبته، وموجهاً لهم في استخدامهم أسلوب التقويم الذاتي بطريقة هادفة.

ممارسات الطالب في التقويم الذاتي:

  • المشاركة الايجابية المساهمة في وضع معايير الأداء.
  • المشاركة الايجابية المساهمة في وضع مستويات الأداء.
  • إظهار الجدية في التعامل مع اقتراحات وملاحظات المعلم.
  • تحمل مسئولية إظهار التعلم ومدى التقدم.
  • جمع الأدلة والمعلومات والبيانات المتعلقة بالمهمة.
  • المشاركة في تقويم الآخرين بتسجيل الملاحظات المشاركة في تطوير البرنامج التقويمي من خلال التغذية الراجعة.
  • التواصل مع الزملاء واحترام الرأي والرأي الآخر .
  • التعاون مع الزملاء في محاولات البحث عن المعلومات والبيانات [1].

مبررات التقويم الذاتي

يعد التقويم التربوي بعامة من المفاهيم التي ارتبطت في أذهان الطلبة بأنه عملية إصدار أحكام عليهم من جانب المعلمين الذين يمارسون سلطتهم المعتادة.

غير أنه حدثت في الآونة الأخيرة تحولات جوهرية في الفكر التربوي فيما يتعلق بهذه النظرة التقليدية لعملية التقويم، وكيفية انتقال السلطة فيها من المعلم إلى الطالب.

فبدلا من الدور السلبي للطالب في تقويم أعماله، وإصدار أحكام حول أدائه وتحصيله، أصبح من الضروري أن يعاون المعلم طلبته في تنمية قدرتهم على التفكير بأنفسهم، وزيادة ثقتهم في قدرتهم على التعلم، وتقويم تعلمهم واستمراريته بعد تخرجهم.

غير أن المنظور الجديد للتقويم التربوي البديل يؤكد أن أساليب التقويم تؤثر في تعلم الطلبة، حيث إنهم يبذلون الجهد ويستغرقون الوقت لأي إنجاز مهام تقويمية تؤدي إلى نتاجات أو أدوات واقعية متكاملة.

وعمليات ومراحل إنجاز هذه المهام تؤدي إلى تحقيق نواتج تعليمية مهمة تسهم فيها عملية التقويم. والتقويم الذاتي وتقويم الأقران يعززان هذا المنظور الجديد. فالطلبة يتعلمون من خلال مشاركتهم النشطة في المهام المعرفية والأدائية.

كما أن تقويم أنفسهم بأنفسهم، وبواسطة أقرانهم ، يعد جزءاً لا يتجزأ من عملية التعليم؛ لذلك أصبح التقويم والتعليم يتم تصميميها كنشاط واحد متكامل.

وقد أسهمت التطورات المتسارعة في تقنيات المعلومات والمفهوم المعاصر للمعرفة، في تأكيد أهمية التقويم الذاتي، وتقويم الأقران. ومن العوامل الأخرى التي أسهمت في تأكيد أهمية التقويم الذاتي وتقويم الأقران التوجه نحو نظام العولمة.

فكثير من الطلبة أصبح يدرك تداخل القضايا والاهتمامات، والمصالح المشتركة بين دول العالم. [2].

ويشجع التقويم الذاتي الطالب على التعليم ويعد واحدة من أهم المهارات التي يحتاجها الطلاب من اجل التطوير المهني المستقبلي والتعلم مدى الحياة.

وتكمن السمة المميزة للتقويم الذاتي في إشراك الطلاب في تحديد المعايير والمنهجية لتطبيقها على عملهم وإصدار أحكام حول مدى التزامهم بهذه المعايير والمنهجيات، وتحقيق أهداف التعلم.

فالعلاقة ديناميكية بين المحتوى والأهداف والنتائج والتطوير الذاتي للمتعلم والمعلم. [3]

متطلبات التقويم الذاتي:

1 – أهداف تعلّم واضحة

لا يمكن للطلاب تقويم أعمالهم دون أن يكون لديهم هدف واضح ومحدد ومترجم في عدد من المحكات بحيث تمكنهم من قياس مدى التقدم الذي حققوه نحو ذلك الهدف أو تلك الأهداف.

2 – أدوات تقويم موجهة

يحتاج الطالب لتقويم ذاته إلى استراتيجية يتبعها وأدوات يستخدمها، وللمعلم دور كبير في تحديدها ، وتوجيه نشاط الطالب وينبغي أن يختار المعلم الوقت المناسب لطلابه للقيام بعمليات التقويم الذاتي واختيار أدوات التقويم المناسبة ، مثل قوائم المراجعة ، قوائم التصحيح.

3- ملف أعمال الطالب

وهو عبارة عن ملف ينتقي به الطالب بعض أعماله بهدف إعطاء فكرة عامة عن مستوى تحصيله وينبغي أن تتضمن تلك الأعمال جميع ما قام به الطالب من جهود لتقويمها ، حيث يمكنه الرجوع إليها بين الفنية إلى أخرى.

عوائق تقف أمام المتعلم في التقويم الذاتي:

مع وجود كم من فوائد التقويم الذاتي إلا أن عملية التقويم الذاتي للمتعلم تتأثر بما يلي:

  • يعزف بعض الطلاب عن التقويم الذاتي؛ إذ يشعرون أنهم يفتقرون إلى المهارات الضرورية أو الثقة أو قدرة الحكم على عملهم.
  • يخشى الطلاب أن يكونوا على خطأ أثناء تقييمهم لأنفسهم، وقد يعتبرون التقويم الذاتي مسؤولية غير محببة إليهم.

المراجع

  1. مهيدات، عبد الحكيم، والمحاسنة، إبراهيم (۲۰۰۹م) التقويم الواقعي، ط1، عمان، الأردن دار جرير للنشر والتوزيع
  2. علام، صلاح الدين محمود (2004). التقويم التربوى البديل : اسسه النظرية والمنهجية وتطبيقاته الميدانية، دار الفكر العربى للطباعة والنشر
  3. العليوي، هدى . (۲۰۱۹) ، التقييم الذاتي للمتعلم ودوره في تقييم أداء المعلم، مقال منشور في موقع “تعليم جديد”.
السابق
تفسير التعددية اللغوية والعرقية
التالي
التقويم الإلكتروني وخصائصه

اترك تعليقاً