يمثل مفهوم الذات مفهومًا مهمًا في عمليتي التعليم والتعلم ، ويعد من أكثر المحددات أهمية في خبرات التعلم لدى الفرد ، وفهم السلوك الإنساني ينبغي أن يعتمد على افتراض مفهوم الذات كمتغير وسيط ، حيث يؤثر على إدراك الفرد لذاته وإدراكه لبيئته .
وقد عرفه ( شافلوسون ومساعدوه ) بأنه ” إدراك الفرد لذاته ، ويتكون هذا الإدراك من خلال خبراته الذاتية ، وتفسيرات الآخرين له ، وأن مفهوم الذات العام يتأثر بالنقد من الآخرين وبالتعزيز ، كما يتأثر بإسهامات الشخص نفسه ، وتختلف تأثيرات النقد من شخص لآخر ” [1] .
وهو ” ذلك المفهوم الذي يكونه الفرد عن مجموعة من التنظيمات السلوكية التي يمكن أن تصدر عنه نحو البيئة المحيطة ، وعلى الأخص بالنسبة للمجتمع الذي يعيش فيه ” [2] .
وهو ” المحور الرئيس للخبرة ، والذي يحدد شخصية الفرد ؛ إذ إن مفهوم الذات العام هو ذلك الجزء من المجال الظاهري الذي يتحدد على أساسه السلوك المميز للفرد ، كما أن إدراكاتنا للمواقف الخارجية هي التي تحدد استجاباتنا الخاصة إزاء هذه المواقف ، كذلك فإن فكرتنا عن ذاتنا أو الطريقة التي تدرك بها ذاتنا هي التي تحدد نوع شخصيتنا ، وهي التي تحدد كيفية تصرفنا إزاء المواقف والأفراد .
بل حتى كيفية إدراكنا لهذه المواقف أو هؤلاء الأفراد ؛ ذلك أن المواقف والأحداث الخارجية تتوقف قيمتها على الصورة التي يدرك بها الفرد نفسه ، وبالتالي فإن فكرة الشخص عن نفسه هي النواة الرئيسة التي تقوم عليها شخصيته” [3] .
ويعرف مصطفى فهمي مفهوم الذات العام بأنه ” المجموع الكلي لأفكار واتجاهات شخص ما عمَّن هو ؟ وبالتالي فهو يتضمن كل الخبرات التي تكوِّن إدراك الشخص وإحساسه بوجوده ، وتبدأ هذا الأفكار والاتجاهات منذ الطفولة المبكرة ، وتظهر نوعًا من الاستقرار والثبات قبل أن يصل الفرد إلى سن المراهقة ، حيث إن كثيرًا من التغيرات تجعل من الضروري للمراهقين أن ينظروا لأنفسهم نظرة جديدة ” .
وتشير ( كاميليا عبد الفتاح ) إلى أن مفهوم الذات العام هو “الصورة التي يكونها الفرد عن نفسه من النواحي الجسمية والعقلية والانفعالية ، سواء كانت قائمة على أسس شعورية أو لا شعورية ، والتي تكونت نتيجة علاقاته المختلفة وخبراته السابقة ، وما تعرض له من إشباعات وإحباطات خلال تفاعله مع البيئة المحيطة به أثناء مراحل نموه .
وكذلك ينمو مفهوم الذات تكوينيًا كنتاج للتفاعل الاجتماعي جنًا إلى جنب مع الدافع الداخلي لتأكيد الذات ، وبالرغم من أن مفهوم الذات ثابت إلى حد كبير ، إلا أنه ينمو ويمكن تعديله وتغييره عن طريق الإرشاد والعلاج النفسي المتمركز حول العميل ” [4].
في ضوء التعريفات السابقة لمفهوم الذات العام يمكن استخلاص النقاط التالية :
- مفهوم الذات العام عبارة عن فكرة الفرد عن نفسه في كل ما يدعي أن له قدراته وسماته وخصائصه العقلية والانفعالية والمزاجية والاجتماعية … إلخ ، وهذه الفكرة موجودة في الشعور .
- المفهوم العام للذات يتضمن كل الخبرات التي تكوِّن إدراك الفرد وإحساسه بوجوده ، وتبدأ في الظهور منذ الطفولة المبكرة ، وتظهر نوعًا من الاستقرار قبل سن المراهقة بينما في سن المراهقة يعاد تكوين مفهوم الذات العام ، وتنظيمه .
- مفهوم الذات العام ينمو كنتاج للتفاعل بين الفرد وبيئته المحيطة به ، وهو ثابت إلى حد كبير ، إلا أنه يمكن تعديله عن طريق الإرشاد والعلاج النفسي المتمركز حول العميل .
- مفهوم الذات العام هو شعور الفرد بكيانه ، وإحساسه بالزهو والابتهاج للنجاح ، والحزن وخيبة الأمل للفشل .
- هو النواة الرئيسة التي تقوم عليها شخصية الفرد .
- مفهوم الذات العام يتضمن فكرة الفرد عن نفسه في كل المجالات .
المراجع
- ↑ Marsh. H. W : “ The Multid Imensional Structure of Academic Self – Concept : Invariance over Gender and Age “American educational Research Journal V.30,N.4. 1993
- ↑ محمد عماد الدين إسماعيل : الطفل من الحمل إلى الرشد ، الكويت ، دار القلم ، 1989م
- ↑ . عبد الفتاح محمد دويدار : مفهوم الذات بوصفه دالة لبعض متغيرات الشخصية لدى الأطفال ، دراسة سيكومترية استدلالية ، المؤتمر السنوي الرابع للطفل المصري ، مج 1 ، 1991 م
- ↑ كامــيليا عبد الفتاح : مفهوم الذات لدى الشباب ، الكتاب السنوي للجمعية المصرية للدراسات النفسية ، القاهرة ، 1976 م