اجتماع عام

مفهوم بناء القدرات وخصائصها

مفهوم بناء القدرات وخصائصها

تعطي طريقة تنظيم المجتمع أولوية خاصة بالتنظيم الداخلي للمنظمات الاجتماعية وما تحويها من بناء القدرات والإمكانات، خاصة وأن العمل في المشروعات التنموية بالمجتمعات المحلية وما يرتبط بها من احتياجات ومشكلات تفوق قدرات الأفراد وإمكاناتهم الفردية.

ومن ثم لزوم الأمر لاستغلال القدرات التنظيمية لتلك المؤسسات وتعظيم الاستفادة منها في عمليات تنمية المجتمع المحلي.

ولما كانت المنظمات الاجتماعية تعد بمثابة أداة لتحقيق النهوض بالمجتمع والوصول به إلى مستويات تنموية مرغوبة من قبل أفراد المجتمع أنفسهم، لذا لزم الأمر بداية أن يتم دعم ومساندة مثل تلك المنظمات والعمل على زيادة قدراتها التنظيمية لتكون أكثر فعالية في خدمة المجتمع وتنميته.

ومن هنا جاء الاهتمام بالتعريف ببناء القدرات المؤسسية وما يرتبط بها من جوانب هامة في المنظمات الاجتماعية، خاصة جانب التطوير التنظيمي وأهم أبعاده ومتطلباته في الوقت الراهن.

مفهوم بناء القدرات:

يقصد ببناء القدرات هي: عملية متكاملة لتمكين المنظمة وزيادة فاعليتها بما يحقق رسالتها وأهدافها بصورة مستديمة، ويتم ذلك باستخدام مداخل متنوعة [1].

مداخل بناء القدرات:

وتتحدد المداخل الأساسية في بناء القدرات المؤسسية فيما يلي [2]:

  • البنية الأساسية (الإمكانات والتجهيزات – المكان – الوسائل ..).
  • البنية البشرية (العنصر البشري المدرب – كوادر قادرة على إحداث التغيير).
  • والبنية الإدارية (عملية التخطيط – أسلوب اتخاذ القرار – التنظيم).
  • البنية الاتصالية (القدرة على التواصل والتعاون مع الشركاء في المجتمع).
  • البنية الشعبية (قدرة المنظمة على خلق قاعدة شعبية قوية).

ويقصد أيضاً ببناء القدرات المؤسسية: تحقيق الجودة الشاملة للمؤسسة من خلال مجموعة القواعد والشروط المحددة لبنيتها التنظيمية، وإمكاناتها البشرية والمادية.

ومن ثم فإن عملية بناء القدرات للمؤسسات تعتبر بمثابة توجهاً حديثاً، حيث يتم استخدامه كمعيار أساسي في جودة المؤسسات والحكم على هذه الجودة.

خصائص بناء القدرات:

تتسم عملية بناء القدرات بعدد من الخصائص التالية [3]:

[1] بناء القدرات ليس نشاطاً منفصلاً:

فبناء القدرات ليس نشاطاً مستقلاً في ذاته، فهو يعد مدخل إلى التطوير يواكب التغيرات الجذرية والإيجابية متعددة الأبعاد من أجل تحسين قدرات المنظمة في مجالات وضع الاستراتيجيات والاتصال والتنظيم، بحيث يؤدي بناء القدرات إلى خلق ترابط بين جميع جوانب المنظمة من حيث المهمة والهيكل والعلاقات والأنشطة، بالإضافة إلى إدارة عملية التطوير المؤسسي بأكملها.

[2] بناء القدرات ليس عملية ثابتة أو جامدة:

حيث تعد عملية بناء القدرات عملية مستمرة يعمل من خلالها الناس والأنظمة في أطر ديناميكية / تفاعلية، ويتعلمون خلالها كيفية تطوير وتنفيذ الاستراتيجيات بحيث يتم تحقيق الأهداف المرجوة لزيادة الأداء بصورة مستديمة ولكن يجب أن نأخذ في الاعتبار أن التطور بصورة سريعة أو التنوع الزائد قد يحمل في طياته بعض الأضرار، لذلك فمن الضروري بمكان تحقيق التوازن بين حجم ونطاق وهيكل المنظمة عند إدارة التغييرات بشكل عام.

[3] بناء القدرات لا يتعلق فقط بالأمور المادية:

يمكن أن تتم عملية بناء القدرات بموارد مالية قليلة، لذلك فليس من الضروري اشتراط وجود موارد مالية كبيرة من أجل القيام بعملية بناء القدرات، كما لا يجب إهمال (أو تأخير) تنفيذها بسبب قلة الموارد المالية، فقد أصبح من الأمور الرئيسية العمل على تقليل اعتماد المنظمات على المنح،

ويقوم بناء القدرات على المجالات الاجتماعية، والسياسية، والتنظيمية والإدارية التي قلما يتم التطرق إليها، فقد توشك منظمة ما على التفكك نظراً لعدم وجود نظرة مشتركة أو ترابط بين أعضائها أو بسبب ضعف الالتزام بين المساهمين نتيجة إلغاء منحة كان من المقرر الحصول عليها.

[4] لا يجب أن يؤدي بناء القدرات إلى التبعية:

إن زيادة التبعية والضعف هما نقيض بناء القدرات، حيث أن التبعية للمنحة والاعتماد على جهات التمويل هو أمر بالغ الخطورة وضار بالمنظمات، وبصورة عامة يوجد اعتقاد خاطئ أن التعاون في مجال التنمية يقوم على نقل الموارد ولكن من الأهمية بمكان توضيح أن جوهر هذا التعاون يعتمد على الشراكة والاعتماد المتبادل وليس التبعية.

[5] بناء القدرات ليس تدريباً فقط:

بناء القدرات عملية أشمل من التدريب، فالتدريب أداة من أدوات بناء القدرات، حيث أن بناء القدرات يساعد على توظيف التدريب.

المراجع

  1. Knox, A. B. (2003). Building on abilities. Journal of Continuing Education in the Health Professions, 23(3), 141-145.‏
  2. Suwija, I. N., Ekasriadi, I. A. A., Yarsama, I. K., & Geria, A. A. G. A. (2022). The impact of positive character building ability in balinese songs and teachers’ ability and character on the moral education in indonesia: moderating role of institutional support. Eurasian Journal of Educational Research, 99, 327-341.‏
  3. Raudszus, H., Segers, E., & Verhoeven, L. (2019). Situation model building ability uniquely predicts first and second language reading comprehension. Journal of Neurolinguistics, 50, 106-119.‏
السابق
أهمية الصحة النفسية للفرد
التالي
المبادئ الخاصة بعملية بناء القدرات المؤسسية