التربية الخاصة

مفهوم تعديل السلوك وخصائصه

مفهوم تعديل السلوك وخصائصه

قد يبدو لأول وهلة أن تعريف تعديل السلوك أمر سهل، ولكن الحقيقة غير ذلك فلعل إحدى القضايا التي أثارت جدلًا عنيفًا هي قضية تعريف تعديل السلوك، ويرى البعض أن مشكلة التعريف هذه نجمت عن أسباب عديدة من أهمها شعبية هذا الميدان وامتداده إلى العديد من الأوضاع التطبيقية.

فأصبح البعض يستخدم مصطلح تعديل السلوك للإشارة إلى أي إجراء يستخدم لتغيير السلوك، وذلك ينطوي على مخاطر كثيرة وتجاوزات عديدة فالعقاقير مثلًا تُحدث تغييرًا في السلوك الإنساني، فهل هي شكل من أشكال تعديل السلوك؟، والجراحة الدماغية قد تُحدث تغييرات كبيرة في السلوك فهل هي الأخرى نوع من أنواع تعديل السلوك؟ بالطبع لا.

من الخطأ استخدام مصطلح “تعديل السلوك” للإشارة إلى كل الأساليب التي يمكن استخدامها للتأثير في سلوك الإنسان، فتعديل السلوك ليس مجرد إحداث تغيير في السلوك أو محاولة التأثير فيه. وفي هذا الصدد، يجب علينا التمييز بين التأثير في السلوك وتعديل السلوك.

فالتأثير في السلوك يحدث عندما يفعل شخص ما أي شيء من شأنه أن يؤثر في سلوك شخص آخر. وهذا يحدث باستمرار في مواقف مختلفة مثل التدريس والإعلانات وتربية الأطفال، والحملات الانتخابية، والتفاعلات الاجتماعية، وما إلى ذلك. أما تعديل السلوك، هو نوع خاص من أنواع التأثير في السلوك يشتمل على تطبيق المبادئ التي انبثقت عن البحوث العلمية في علم النفس التجريبي بهدف الحد من المعاناة الإنسانية وتحسين الأداء الإنساني.

ويُركز تعديل السلوك على المتابعة المنظمة والتقييم الموضوعي المتكرر لفاعلية الإجراءات المستخدمة. كذلك فأساليب تعديل السلوك عمومًا تهدف إلى تحسين الضبط الذاتي وتطويره من خلال تحسين مهارات الفرد وقدراته ومستوى استقلاليته.

مفهوم عام حول تعديل السلوك.

وعلى أية حال، فالحقيقة هي أن هناك اختلافًا في الآراء حول ماهية تعديل السلوك. فليس هناك تعريف واحد وإنما تعاريف متعددة مما أدى إلى جدل ليس على الصعيد النظري فحسب وإنما على الصعيد التطبيقي أيضًا. ففي حين يعرف البعض تعديل السلوك على نحو محدد، يعرفه البعض بمرونة وبشكل عام.

فهناك من يستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى تطبيق قوانين الإشتراط الإجرائي أو الكلاسيكي. وهناك من يستخدمه للإشارة إلى قوانين التعلم عامة. فتعديل السلوك.

كما يعرفه كازدن (Kazdin,1978) هو مصطلح ذو مدلول واسع يشير إلى ذاك الميدان الذي يستمد أساليبه من البحوث المتصلة بسيكولوجية التعلم خاصة، ويشتمل تعديل السلوك على تعديل الظروف البيئية والاجتماعية أو إعادة تنظيمها بهدف تغيير السلوك الظاهر وليس تغيير عمليات نفسية داخلية يعتقد أنها تعمل بمثابة محرك لهذا السلوك.

أصبح مصطلح تعديل السلوك في الآونة الأخيرة أكثر عمومية. ففي بداية الستينيات، كان هذا المصطلح يستخدم للإشارة إلى نطريات التعلم وكان يُعرف آنذاك بأنه تطبيق قوانين التعلم الستمدة من التجارب. أما في السنوات الماضية فلم يعد تعريف تعديل السلوك من خلال نظريات التعلم فقط امرًا مقبولًا، بل أصبح تعريفًا أكثر شمولية ولا يقتصر على الإجراءات المشتقة من سيكولوجية التعلم.

خصائص تعديل السلوك:

وعلى الرغم من تنوع هذه التعاريف، إلا أنها جميعًا تتفق على أن ميدان تعديل السلوك يمتاز بالخصائص التالية:

  • يركز على الحاضر وليس على الماضي.
  • أنه يركز على تغيير السلوك الظاهر.
  • أنه يحدد العلاج بموضوعية.
  • يستند على البحوث الأساسية في علم النفس لصياغة فرضياته واختيار التكنيكات العلاجية.
  • أنه يتوخى الدقة في تعريف وقياس وعلاج السلوك المستهدف.
  • أنه يرفض التفسيرات المستمدة من العمليات النفسية الداخلية.

ويمكن من خلال ما سبق تحديد تعريف تعديل السلوك فيما يلي “هو العلم الذي يشمل على التطبيق المنظم للأساليب التي انبثقت عن القوانين السلوكية، وذلك لإحداث تغيير جوهري ومفيد في السلوك الأكاديمي والاجتماعي، وهذا العلم يشتمل على تقديم الأدلة التجريبية التي توضح مسؤولية الأساليب التي تم استخدامها عن التغير الذي حدث في السلوك”.

السابق
الإرشاد النفسي لأسر ذوي صعوبات التعلم
التالي
اختيار مشكلة البحث وتحديدها

اترك تعليقاً