المناهج وطرق التدريس

مفهوم طرق التدريس ومعايير اختيارها

صعوبات التعلم

إن عملية تحقيق الأهداف تحتاج إلى استخدام طرق التدريس التي تتميز بالتعدد والتنوع، وهذه الطرق المستخدمة في التدريس تعمل على التحكم في الموقف التعليمي وتساعد المعلم على تحقيق التدريس الفعال وعلى التحكم في بيئة الفصل الذي يدرس فيه وتساعده على تحقيق أهدافه التي تم تحديدها قبل القيام بعملية التدريس.

ومن ثم فإن المعلم الذي يمتلك الكفايات التدريسية المناسبة هو الذي يحسن اختيار طريقة التدريس التي تتماشى مع تلاميذه ومع تنفيذه لأداء درسه، فالموقف التعليمي لابد وأن يتم فيه التفاعل بين المعلم والتلاميذ وحتى ولو استخدم المعلم طريقة الإلقاء ولكن شريطة أن يحدث هذا التفاعل بينه وبين تلاميذه إذا ما أحسن استخدامها .

إن استخدام المعلم لأكثر من طريقة تدريس يثرى عملية التعلم ويساهم بذلك في تدريس جيد لتلاميذه وفي تحقيق الأهداف التي خططها مسبقا لدروسه ويتضح ذلك من أن المعلم في التدريس ومن خلال استخدامه لأية طريقة تدريسية فإنه يعمل على إيجاد مواقف تعليمية عديدة يتفاعل من خلالها التلاميذ مع الموقف التعليمي ويتعلمون من خلاله ويعتمدون على أنفسهم اعتمادا كبيرا من خلال مرورهم بهذه المواقف التعليمية.

مفهوم طريقة التدريس.

تعددت مفاهيم طرق التدريس باختلاف وجهات نظر المتخصصين في مجال المناهج وطرق التدريس كما يلي:

يعرف رجب أحمد، وحسن على مختار طريقة التدريس بأنها “مجموعة الأنشطة التي يقوم بها المدرس لتحقيق الأهداف التي تبدوا أثارها على المتعلم كنتائج لعملية التعليم وتمثل هذه النشطة والإجراءات التي يتناولها المعلم مثل القراءة في أحد مصادر المواد الاجتماعية أو الملاحظة الميدانية التي يقوم بها التلاميذ أو التوجيه من جانب المعلم” [1].

ويعرفها محمود طنطاوي بأنها “مجموعة الإجراءات والأنشطة المخططة التي يتبعها المدرس لتوجيه تلاميذ توجيها يمكنهم من اكتساب الأنماط السلوكية المتعلقة بأهداف التدريس” [2].

وإذا كنا قد تعرضنا لمفهوم طريقة التدريس فلا بد وأن نتناول مفهوم التدريس نفسه بشيء من الوضوح ولذا يعرف على أحمد مدكور مفهوم التدريس بأنه” نظام يتكون من مجموعة من الخبرات والأنشطة التي يقوم بها المدرس من أجل مساعدة التلميذ على تحقيق أهداف معينة” [3]

فهناك من يخلط أيضا بين المصطلحين تدريس Teaching وتعلم Learningعلى أنهما متطابقان وهما في الواقع ليسا كذلك فالفرد قد يتعلم دون أن يتعرض للتدريس، فالتدريس هو الإجراء أو الإجراءات المخططة التي يتبعها المدرس في تعامله مع التلاميذ بقصد جعل التعلم سه” میسورة وعلى ذلك فإن التعلم هو نتيجة للتدريس أي أن نجاح المدرس أو فشله في التدريس يؤدي إلى نتائج تتراوح بين درجات السلب والإيجاب والتي تبدوا واضحة في سلوك التلاميذ وفي الكم المتعلم ونوعيته.

معايير اختيار طريقة التدريس المناسبة:

تمثل عملية اختيار طريقة التدريس مشكلة أساسية للمدرس أو للمعلم عند تدريسه لمادته، وعادة ما يدور سؤال في ذهن كل مدرس وهو أي طرق التدريس أفضل لتدريس محتوى المنهج الدراسي؟ وهذا السؤال يصعب الإجابة عليه فالمناهج غالبا ما تكون ثابتة وموحدة ولا يملك المعلم حرية تغيير فقراتها، بالإضافة إلى تعدد وحداتها وتنوع أنشتطها فعندما تتنوع الأنشطة تتنوع طرق التدريس وذلك حسب طبيعة الدرس نفسه وبما يتلاءم مع طبيعة التلاميذ والفروق الفردية بينهم وطبيعة المادة التعليمية.

ومن ثم فمن الطبيعي أن يحاول المعلم أن يبحث عن الطريقة المثالية إلى تحقق أهدافه المرجوة في تعليم تلاميذه ولكن الحقيقة لا توجد طريقة مثالية وأخرى غير ذلك فالمعلم الكفء هو الذي يستطع استخدام أي طريقة ويجعل منها موقفا تعليميا متفاعلا بينه وبين المادة التعليمية والتلاميذ بما يحقق الأهداف المرجوة منها، ومن العوامل التي تحدد طريقة التدريس ما يلي [4]:

أولا: أهداف الدرس:

يهدف المعلم دائما من استخدام أي طريقة تدريسية بلوغ مجموعة من الأهداف فإذا كان الهدف من الدرس واضح والطريقة جيدة يمكن أن يصل المعلم وتلاميذه إلى تحقيق الأهداف المنشودة ودائما تختلف الأهداف وبلوغها من معلم إلى معلم آخر ومن طريقة إلى أخرى.

وعلى المعلم أن يضع هذه الأهداف في صورة واضحة وفي صورة إجرائية يمكن تنفيذها وتحقيقها وأن تكون في مستوى التلاميذ وقريبة المنال أو التحقيق مما يساعد المعلم على تحديد طريقته في التدريس وتحديد عناصرها تحديدا واضحا دقيقا وهذا يجعل المعلم لا يقف عند استخدام طريقة واحدة فقط.

ثانيا: مستوى التلاميذ:

تحدد الطريقة التدريسية حسب سن التلاميذ فقد تكون هناك طريقة لتلاميذ المرحلة الابتدائية لا يمكن أن تتماشى مع طلاب المرحلة الثانوية -بل هناك طريقة قد تصلح في فصل لا يمكن أن تصلح في فصل أخر فلكل طالب خبراته السابقة وقدراته المميزة ومستوى نضجه يضاف إلى ذلك أن خبرات التلاميذ مستوى نضجهم هو الذي يساعد المعلم في اختيار الطريقة الجيدة كما أن المعلم مطالب بمعرفة ما يناسب الطلاب وما لا يناسبهم.

ثالثا: تنظيم المنهج:

يعد أسلوب تنظيم المنهج مسئولا مسئولية رئيسة عن اختيار المعلم لطريقة التدريس الجيدة فلكل منهج ما يناسبه من طريقة فإذا كان المنهج منظم بطريقة المواد المنفصلة يتمشى معه طريقة الإلقاء، أما إذا كان المنهج منظم على أساس حل مشكلات فإن ذلك يفرض طريقة في التدريس تختلف عن طريقة الإلقاء التي تم ذكرها.

رابعا: الوسائل التعليمية المتاحة.

تعاني كثيرا من المدارس من قلة الوسائل التعليمية بل تكاد أن تفقد في بعض المدارس الأخرى كما تعاني من عدم تنوعها وهذا لا يساعد في استخدام طرق معينة. فعندما يكون المعلم محتاج إلى خريطة معينة أثناء توضيح درس الجغرافيا أو التاريخ ولا يجدها نجده يسعى إلى اتباع طريقة أخرى لا تحتاج إلى خريطة.

وبذلك يمكن القول إن قلة الوسائل التعليمية في المدرسة قد تؤدي إلى تعطيل جهود المعلم الناجح بل وتصيبه بالإحباط وفقدان الاهتمام بالعملية التعليمية في حين أن توافر الوسائل التعليمية وخصوصا الحديثة منها قد يساعد المعلم في اختيار طرق جديدة تتمشى مع ما هو حديث ومتنوع وجديد وهذا يساعد المعلم أيضا على العطاء وتحقيق الأهداف المنشودة.

خامسا: إمكانيات البيئة المحلية:

تعد البيئة المحلية هي المعمل الحقيقي الذي ينبغي أن ينفتح عليه تدريس المناهج مما يساعد التلاميذ على إكسابهم المعلومات والأفكار والمهارات والاتجاهات التي لا يمكن أن تتحقق من خلال استخدام الكتب المدرسية فهذه البيئة تحتوى على العديد من العناصر المادية والثقافية المتعددة وعلاقات بشرية متنوعة يربط بينهما وبين غيرهما من البيئات ويتضح ذلك أيضا من أن البيئة المحلية تلعب دورا مهما في اختيار الطريقة الجيدة حيث أن البيئة الريفية وما فيها من مميزات تختلف عن البيئة المدنية عن البيئة الساحلية عن البيئة الصحراوية فلكل منهما ما يناسبه وما يتمشى معه من طرق تدريسية.

سادسا: القراءات الخارجية والمصادر الأصلية:

القراءات الخارجية وتنوع مصادرها المختلفة للمعلم والتلاميذ تجعل المعلم لديه القدرة على استخدام الطرق والأساليب الحديثة والجديدة في التدريس وهذا يختلف في حالة عدم توافرها وهذا يتطلب من المعلم والتلاميذ أن يكونوا قادرين على الاطلاع والقراءة باستمرار وأن تكون المدرسة بها مكتبة مدرسية مليئة بالمراجع والكتب والصحف والمجلات والدوريات وغيرها مما يفسح المجال للمعلم في التفكير والتنوع في استخدام هذه القراءات الخارجية والمصادر المتاحة.

سابعا: نمط الإدارة المدرسية:

يمثل ناظر المدرسة أو مديرها دورا كبيرا في تنفيذ البرنامج التربوي بصفته مسئولا عن تنفيذ ومتابعة العملية التعليمية في المدرسة وممارسة كل جديد في المجال التعليمي بل والتمشي مع تطورات العصر الحالي والذي يتميز بعصر الانفجار المعرفي وكثيرا ما كان لمديري المدارس دورا في نجاح العملية التعليمية وتوفير وتهيئة الجو المناسب للمعلمين على أداء رسالتهم.

وبذلك يكون التعاون بين المعلمين والنظار أو مديري المدارس دور كبير في نجاح هذه العملية وهذا يكون سببا في أن يبذل المعلم كل ما لديه من اختيار أفضل الطرق لتحقيق أفضل النتائج ، وهذا عكس ما إذا كان مديرو المدارس يمارسون الروتين في أداء عملهم مما يكون له دور في إعاقة عمل المعلم وعدم تحقيق الأهداف المنشودة من العملية التعليمية.

ثامنا: الإشراف الفني

 الإشراف الفني دور كبير في العملية التعليمية ونجاحها ، فهو حلقة الوصل بين المعلمين وتحقيق نجاح العملية التعليمية فما لدى المشرف الفني من خبرات علمية ومهنية القدرة على مساعدة المعلم في إثراء العملية التعليمية واختيار أفصل الطرق التدريسية من خلال توجيهاتهم وإرشاداتهم وذلك عكس ما إذا كان المشرف الفني يتصيد الأخطاء للمدرس ومحاسبته عليها وفرض تعليماته والتقيد بالأمور الشكلية فإنه سيكون غالبا مجرد سيف مسلط على الرقاب مما يؤدى إلى تجميد طرق التدريس وتعطيل الجهود وقتل الروح المعنوية وإحباط المدرسين مما يكون له الأثر في فشل العملية التعليمية .

المراجع

  1. الكلزة، رجب احمد، حسن علي مختار، المواد الاجتماعية بين التنظير والتطبيق، الطبعة الاولى، 1985.
  2. طنطاوي، محمود،واحمد بستان، تدريس المواد لاجتماعية، مصادره وأسسه وأساليبه،التطبيقية، دار البحوث العلمية، 1976.
  3. محمد، ندى لقمان.(2008).اثر استخدام طريقة الوحدات في اكتساب المفاهيم الفقهية لدى طلبة قسم التربية الإسلامية /كلية التربية الأساسية / جامعة الموصل.
  4. فرج،عبد اللطيف حسين، (1426هـ)، طرق التدريس في القرن الواحد والعشرين، ط1،دار المسيرة،عمان، الاردن.
السابق
دور المعلم في التخطيط للتدريس الفعال
التالي
مفهوم ومجالات علم الاجتماع الريفي