علم الاجتماع

مفهوم ومجالات علم الاجتماع الريفي

علم الاجتماع الريفي

لعل دراسة علم الاجتماع الريفي من الدراسات التي ستظل باقية في تراث علم الاجتماع لأنها تتعلق بخواص مجتمعات معينة في سياق التطور التاريخي للمجتمعات.

ولذلك تكتسب الدراسات الريفية بشقيها النظري والتطبيقي أهمية بالغة في الوقت الحاضر أكثر من أي وقت مضى بالنسبة للبلدان الآخذة في النمو حول العالم بوجه خاص حيث ينصرف جانب كبير من اهتمام ومشروعات تلك البلدان نحو القطاع الريفي.

ومن ثم يجد المهتمون بالدراسات الريفية تراثا هائلا وحصيلة كبيرة من البحوث والدراسات التي تناولت كافة نظم ومتغيرات الريف في العقدين الآخرين ولم يأت ذلك مصادفة وإنما كان ذلك نتيجة طبيعية لاتساع حركة التحرر السياسي والاقتصادي حول العالم مع انحسار الاستعمار الأوروبي التقليدي من ناحية ونتيجة لذلك الاهتمام المتصاعد بالتنمية الريفية على المستوى العالمي من الناحية الأخرى.

و علم الاجتماع الريفي أحد فروع علم الاجتماع العام الذي تبلورت خطوطه الأساسية ونضجت في السنوات الأخيرة, بعد أن استقطبت الظاهرة الريفية كنمط متميز من أسلوب الحياة داخل المجتمع الأكبر اهتمامات علماء الاجتماع والأنثربولوجيا.

ونتيجة لذلك أخذ هذا المجتمع يتجه اتجاها تطبيقيا أكثر للإسهام في تطوير وتنمية المجتمعات الريفية بهذه البلدان, مسترشدا ومستفيدا من ذلك بالنماذج والأطر النظرية السوسيولوجية المناسبة والتعديلات المستمرة التي تضفيها البحوث الإمبريقية والخبرات التطبيقية التي تثري بدورها تلك الطر وتجدد قدرتها على ربط وتحليل وتفسير عناصر الظواهر الاجتماعية الريفية بل وتجتاز هذا المستوى إلى التنبؤ بالتغير وتحديد مساراته وقيادة حركته الدينامية السريعة في ظل التقدم المعاصر في أغلب فروع العلوم الاجتماعية الأخرى.

مفهوم علم الاجتماع الريفي:

يشير لفظ ريفي على المستوى الأمبريقي بوجه عام إلى هؤلاء السكان الذين يعيشون في مناطق منخفضة الكثافة وفي مجتمعات محلية صغيرة نسبيا ويمارسون نشاطا اقتصاديا أوليا وقد كان تحديد معنى ريفيا أمرا ميسورا منذ الخمسينيات غير أن الأمر أصبح في غاية الصعوبة نتيجة لعوامل مختلفة غيرت من الخصائص التقليدية التي كان يتسم بها المجتمع الريفي ومن أهم هذه العوامل على سبيل المثال انتشار وتأثير أساليب ووسائل الاتصال الجمعي وزيادة الحراك المستمر بين القرية والمدينة وحركة التصنيع وزيادة الاعتماد المتبادل بين الاقتصاديات الريفية والحضرية.

للتوضيح فقد وضعت مفاهيم عديدة لمعنى وتحديد المقصود بهذا العلم استند بعضها على علم الاجتماع الحضري على مجموعة من المحكات المهنية او الحجم أو الكثافة السكانية …………………إلخ والشيء نفسه استندت إليه هذه التصنيفات لمفهوم علم الاجتماع الريفي.

على كل حال يمكن وضع مجموعة من المفاهيم لعلم الاجتماع الريفي منها على سبيل المثال ما يلي [1]:

  1. إنه العلم الذي يدرس ويصف ويحلل العلاقات القائمة بين الجماعات الإنسانية التي تعيش في بيئة ريفية شأنه كأي علم من العلوم الأخرى كعلم الاجتماع العائلي السياسي إلخ.
  2. انه الدراسة العلمية للسكان الريفيين والعلاقات القائمة بينهم.
  3. العلم المهتم بدراسة أهل الريف وما تربطهم من صلات وما يربطهم بغيرهم من السكان الريفيين.
  4. هو فرع لعلم الاجتماع التطبيقي الذي يتناول دراسة البنيان الاجتماعي الريفي.

يناء على المفاهيم السابقة يتضح أن علم الاجتماع الريفي : هو أحد فروع علم الاجتماع الذي يهتم بوصف وتحليل الحياة الاجتماعية لسكان المجتمعات الريفية وثقافتهم المحلية وقيمهم الاجتماعية واتجاهاتهم وعاداتهم  وتقاليدهم ومعاييرهم الاجتماعية ونظمهم الاجتماعية.

وظائف المجتمع الريفي:

  1. انتاج مستلزمات الغذاء أو الطعام والمواد الخام اللازمة للتشغيل.
  2. امداد المجتمع الحضري باحتياجاته من القوى العاملة.
  3. استيعاب المهاجرين من المدن إلى الريف من جديد، أي إنه يمكن تغيير اتجاه الهجرة الداخلية لتصبح من الحضر إلى الريف وقد أصبح ذلك وضعا حقيقيا في بعض البلاد المتقدمة هروبا من المشكلات المدن الحديثة الخاصة بالتلوث والضوضاء وغيرها.
  4. تتولى المجتمعات الريفية بشكل عام حماية الموارد الطبيعية سواء الأرضية أو الغابات أو المواد الأولية الأخرى

موضوع علم الاجتماع الريفي:

  • دراسة ونشأة وتطور علم الاجتماع الريفي والتي ترجع جذوره الى أصول أمريكية والتي ارتبطت بالمشكلات الاجتماعية وعلاجها وما يعانيه المناطق الريفية من أزمات ومشكلات.
  • دراسة أشكال الاستبطان الريفي وكيف تطورت من المزرعة المنفردة إلى القرية الصغيرة.
  • دراسة أيكولوجية القرية والتي تهتم بدراسة أنماط المناطق الريفية وأنماط المسكن.
  • دراسة الهجرة من الريف إلى الحضر والوقوف على أسبابها وآثارها.
  • بحث التركيب السكاني في الريف من حيث السن والنوع والعمر والحالة الزواجية والصحية والتعليمية والعمالة وتوزيعها.
  • الفروق الريفية- الحضرية مع التركيز على الخصائص السكانية والعمليات الحيوية والاتجاهات.
  • مستوى المعيشة داخل التدرج الاجتماعي والاقتصادي في الريف.
  • بناء النظم الاجتماعية كالدين والقيم والسياسة والتعليم.
  • العلاقات الريفية الحضرية وتأثير زيادة تحضر المجتمع على بنائه الاجتماعي.
  • المؤسسات والهيئات التي تعمل على تقديم الخدمات بالمجتمع الريفي.
  • المشاكل التي يتعرض لها المجتمع الريفي.

المراجع

  1. سالم عبد العزيز محمود: دراسات وبحوث سوسيولوجية وأنثروبولوجية في المجتمعات الريفية، القاهرة, مكتبة عين شمس,1993
السابق
مفهوم طرق التدريس ومعايير اختيارها
التالي
أهداف علم النفس العام الرئيسية

اترك تعليقاً