قبل الحديث عن مقدمة البحث يجب التنويه أنه تحدثنا في الموضوع الأول عن اختيار مشكلة البحث، وفي الموضوع الثاني عن كتابة عنوان البحث العلمي
واليوم إن شاء الله في الموضوع الثالث سوف نتحدث عن مقدمة البحث العلمي، مفهومها وأهميتها، وشروط صياغتها، فتابع…
يلاحظ أن هناك خطأ شائع بين الكثير من الباحثين إن لم يكن أغلبهم حول مفهوم مقدمة البحث، سواء كان البحث لرساله ماجستير أو رسالة دكتوراه أو أبحاث ما بعد الدكتوراه، هذا الخطأ يفيد بان مقدمة البحث عباره عن صفحه أو صفحتين في صوره مقالات سردية تسبق مشكله البحث الأساسية وتحديدها.
ولكن في الحقيقة أن مقدمة البحث هي عباره عن خطه البحث كامله بدايه من العنوان وحتى المراجع مرورا بتحديد المشكلة في صوره تساؤلات وصياغة الأهداف والفروض والمنهج المتبع في البحث وأدواته والاجراءات التي يتوقع أن يسير فيها البحث فيما بعد.
وبناء على ذلك فإن مقدمة البحث كما يسميها البعض يجب أن تحتوي على مجموعة من العناصر الأساسية والتي سنتناول بإذن الله تعالى كل عنصر منها بالتفصيل في مقالات لاحقة وإنما الهدف من هذا المقال هو توضيح ماهية مقدمة البحث وكيفية التمهيد لموضوع البحث بصوره منطقيه سليمة.
عزيزي الباحث، عندما تقع عينك على بحث علمي سواء كانت رسالة أو غيرها فإن أول ما يلفت انتباهك هو عنوان ذلك البحث وكيف يمكنك الاستفادة منه ثم بعد ذلك تجد مقدمة البحث أو خطه البحث التي تكون غالبا عباره عن الفصل الأول منه
وبذلك فإن التمهيد الموجود في بداية خطه البحث هو جزء أساسي وهام في خطة البحث، حيث يمكن من خلاله عرض موجز سريع لمتغيرات البحث وأهميته في مجال التخصص.
التمهيد لموضوع البحث:
ولكتابة تمهيد جيد لموضوع البحث عليك اتباع مجموعة من القواعد الأساسية التي تجعل من التمهيد أو المقدمة شكلا نموذجيا يلخص موضوع البحث، ومن أهم هذه القواعد ما يلي:
- ابدأ التمهيد بفقرة من تأليفك تتحدث عن المجال الذي أنت بصدد إجراء دراسة علمية فيه، فمثلا إذا كنت تجري بحثا تربويا عن استخدام التكنولوجيا في التدريس فإن هذه الفقرة يجب أن تعكس أهمية التكنولوجيا وما يمكن ان تقدمه لخدمة العملية التعليمية.
- حاول أن تبرز من خلال مقدمة البحث أهميه وموقع البحث الحالي الخاص بك من البحوث والدراسات السابقة في نفس المجال، وما الذي دفعك لإجراء مثل هذا البحث وما الذي يميز بحثك عن البحوث السابقة له.
- لابد أن تتدرج في عرض مقدمة البحث من العام الى الخاص بشكل منطقي، فمثلا كما في المثال السابق وأنت تتناول بحثا عن التكنولوجيا في التدريس وبعد أنن تحدث عن التكنولوجيا وأهميتها في الحياة فإنك منطقيا يجب أن تحدد ما الذي سوف تستخدمه من التقنيات التكنولوجية المتاحة فهي كثيرة ومتنوعة ولابد أن تعرض لما سوف تستخدمه منها بالتحديد.
- حاول أن تكتب لمحة مختصرة عن الدراسات والبحوث السابقة التي أجريت في مجال البحث أو التي تناولت مشكله البحث نفسها وكيف تناولتها وما نتائج هذه البحوث التي توصلت لها.
- في نهاية التمهيد أو المقدمة يجب أن تتوصل إلى صياغه مشكله البحث أو تحديدها من خلال عرض الشواهد التي دفعتك للإحساس بتلك المشكلة أو الأسباب أو الملاحظات التي جعلتك تتناول هذه المشكلة والتي تحاول إيجاد حلول لها.
وفي النهاية فإن التمهيد للبحث هو عبارة عن شخصية الباحث وهو الجزء الذي يمتلكه الباحث بشكل كامل، والذي يعكس مدى فهمه وإلمامه بالموضوع الذي يدرسه،
ولذلك حاول قدر الإمكان أن تبتعد عن الاقتباسات الطويلة فيما عدا المفاهيم والتعريفات والدراسات السابقة التي تعرض لها في مقدمة البحث.
وسوف نتحدث في مقال لاحق إن شاء الله عن عرض عناصر الإحساس بمشكلة البحث وكيف يمكن صياغتها في خطة البحث وكيف يمكن صياغة مشكله البحث في عبارة تقريرية أو سؤالا بحثيا جيدا.