يعتبر مقياس المفردات اللغوية المصورة للأطفال من المقاييس التشخيصية ويستخدم مع الأطفال الذين يعانون من اضطرابات لغوية تعبيرية لأن فقراته تتطلب استخدام الإشارات وليس الكلام وهو من مقاييس المفردات اللغوية المصورة.
ويتكون من صورتين ويستخدم مع الأفراد من سن 2-2-18 سنة ويمكن أن يقوم بتطبيقه متخصص في التربية الخاصة أو أخصائي نفسي أو لغوي وهذا المقياس هو عبارة عن مجموعة من الصور حيث يطلب فيها من المفحوص أن يؤشر على واحدة منها كما هو الحال في اختبار ريفن.
وصف المقياس
يتألف المقياس من صورتين متكافئتين A و B وفي كل منهما 75 فقرة ويهدف هذا المقياس إلى قياس وتشخيص قدرة المفحوص العقلية، حيث تحول الدرجة الخام على المقياس إلى درجة مثينية، ودرجة المثل العمر العقلي ودرجة تمثل نسبة الذكاء.
ويصلح هذا المقياس للفئات العمرية من سن 2 إلى سن 18 سنة ويمكن الأخصائي في التربية الخاصة، أو علم النفس أو أخصائي اللغة أن يطبق المقياس بطريقة فردية، حيث يستغرق الوقت اللازم لتطبيق المقياس من 10-15 دقيقة ويقدر الوقت اللازم لتصحيحه من 10-15 دقيقة أيضا.
دلالات صدق وثبات مقياس المفردات اللغوية المصورة
توفرت دلالات عن صدق وثبات الصورة الأصلية من مقياس المفردات اللغوية المصورة، وعن صدق البناء أو المفهوم للمقياس وذلك من خلال الإجراءات التي اتبعها مؤلف المقياس (Dunn, 1956) في بناء الاختبار والأساس النظري الذي اعتمده.
إذ انطلق المؤلف من خلفية نظرية تتمثل في استخدام المفردات اللغوية المصورة للتعرف على درجة ذكاء المفحوص في الفئة العمرية من 2 – 18 سنة، وعلى ذلك، مر بناء المقياس في عدد من المراحل، هي:
- المرحلة الأولى من التجريب حيث اختار الباحث 2055 كلمة مصورة وجربها على عينة مؤلفة من 360 مفحوصا تتراوح أعمارهم ما بين 2 – 18 سنة
- أما المرحلة الثانية فهي مرحلة تحديد المواقع العمرية الفقرات الاختيار على أساس نسب النجاح التي تراوحت ما بين 40% – 60% لكل فئة عمرية، وعلى ضوء ذلك تم اختيار 8000 كلمة مصورة وجد أنها أكثر تمييزا بين الفئات العمرية، وصنفت تلك المفردات في 200 لوحة ضمن كل لوحة أربع مفردات، واحدة الكل فئة عمرية 16 لوحة اختيارية
- وفي المرحلة الثالثة من مراحل تطوير الاختبار وضعت صورتان متكافتتان من الاختبار ضمن كل منهما 800 مفردة مصورة و طبقت على عينة مؤلفة من 750 مفحوصا تمثل الفئات العمرية السابقة
- وعلى ضوء نتائج التطبيق تضمن الاختيار في صورته النهائية 150 لوحة الختيارية في كل منها أربع مفردات مصورة حيث وصل عدد المفردات المصورة حوالي 600 مفردة مرتبة حسب مستوى صعوبتها لكل فئة عمرية
وتمثل الإجراءات السابقة دلالات من دلالات صدق البناء للمقياس في صورته الأصلية. كما توفرت دلالات عن الصدق التلازمي للمقياس إذ يشير مؤلف المقياس في دليل المقياس إلى توفر معاملات ترابط ذات دلالة إحصائية بين الأداء على مقياس المفردات اللغوية المصورة، والأداء على مقياس ستانفورد بينيه حيث تراوحت قيم معاملات الترابط ما بين 0.60- 0.87
كما توفرت معاملات ترابط ذات دلالة إحصائية بين الادعاء على مقياس المفردات اللغوية المصورة والأداء على مقياس وكسلر لذكاء الراشدين WAIS حيث تراوحت قيم معاملات الترابط ما بين 0.40 -0.83-.
وكما توفرت دلالات عن الصدق التنبوي، تمثلت في معاملات الترابط ما بين الأداء على مقياس المفردات اللغوية المصورة والأداء على المقاييس التحصيلية کملياس مترو لبيتان التحصيلي MAT ومقياس ستانفورد التحصيلي SAT حيث تراوحت قيم معاملات الترابط ما بين 0.30 – 0.90.
كما توفرت دلالات عن ثبات المقياس في صورته الأصلية، بطريقة الصورة المتكافئة، وطريقة الإعادة، حيث تراوحت قيم معاملات الثبات المحسوبة بطريقة الصور المتكافئة ما بين 0.67 – 0.84 وبطريقة الإعادة ما بين 0.54 – 0.88 (Dunn, 1965)
إجراءات تطبيق الصورة الأصلية من مقياس المفردات اللغوية المصورة
يتضمن دليل المقياس (Dunn, 1965) تفصيلا لإجراءات تطبيق وتصحيح الأداء على مقياس المفردات اللغوية المصورة، ويمكن تلخيص تلك الإجراءات في النقاط التالية:
- يطلب من الفاحص تحديد نقطة البداية لكل مفحوص على المقياس حسب عمره الزمني، وعلى سبيل المثال يبدأ الفاحص باللوحة رقم 15 إذا تراوح عمر المفحوص الزمني ما بين 3.3 سنة و 42 سنة، في حين يبدأ باللوحة رقم 60 إذا تراوح عمر المفحوص الزمني ما بين 9.6 سنة إلى 11.5 سنة، وهكذا
- يطلب من الفاحص أن يتوقف عن تقديم فقرات الاختيار بعد 8 أخطاء متتالية من قبل المفحوص ج يطلب من الفاحص أن يحدد الدرجة الخام للمفحوص على المقياس، حيث تحول تلك الدرجة بناء على جداول المعايير الخاصة بالمقياس إلى نسبة ذكاء، والى درجة مئينية، وعمر عقلي للمفحوص
تقييم مقياس المفردات اللغوية المصورة
يعتبر مقياس المفردات اللغوية المصورة من المقاييس المعروفة في مجال قياس وتشخيص القدرة العقلية للمفحوص الذي توفرت فيه دلالات صدق وثبات ومعايير تبرر استخدامه في قياس القدرة العقلية وخاصة مع الأطفال ذوي المشكلات اللغوية Language Disorders
ومع ذلك وجهت بعض الانتقادات للمقياس والأبعاد التي يقيسها، وإجراءات تقنينه والفئات التي يشملها وتتلخص مظاهر القوة والضعف للمقياس فيما يلي.
أ – مظاهر قوة المقياس
- يعتبر المقياس من المقاييس التي لا تتطلب استخدام اللغة اللفظية التعبيرية Expressive-Spoken Language في الأداء على فقرات المقياس، عند قياس وتشخيص القدرة العقلية للمفحوص، وعلى ذلك يعتبر المقياس مناسبا للأطفال الذين يعانون من مشكلات لغوية تعبيرية، كالأطفال ذوي صعوبات التعلم، والمعوقين عقليا، وذوي حالات الشلل الدماغي والمعوقين سمعيا (خاصة إذا قدمت التعليمات بلغة الإشارة)، كما يصلح في الوقت نفسه مع الأطفال العاديين.
- يعتبر هذا المقياس من المقاييس التي يسهل على الأخصائي النفسي أو أخصائي التربية الخاصة تطبيقها وتصحيحها واستخراج نتائجها في وقت قصير جدا مقارنة مع مقاييس القدرة العقلية الأخرى.
ب – مظاهر ضعف المقياس
- كما يعتبر المقياس من المقاييس العقلية التي تقيس مظهرا واحدا من مظاهر القدرة العقلية ألا وهو مظهر اللغة الاستقبالية Receptive Language وما تتضمنه من قدرة على سماع اللغة وفهمها فقط، ومن هذه الزاوية فلا يعتبر المقياس شاملا للقدرات العقلية الأخرى التي تؤلف ما يسمى بالذكاء العام.
- ويعتبر المقياس من المقاييس العقلية التي تقيس مظاهر محددة في اللغة الاستقبالية كالأسماء والأفعال والصفات، ولكنة لا يتضمن مظاهر أخرى في اللغة الاستقبالية كحروف الجر وظروف الزمان والمكان والمهارات اللغوية الأخرى.
- يعتبر المقياس من المقاييس المتحيزة عرقيا إذ اشتملت عينة التقنين على الطلبة البيض في المجتمع الأمريكي ولم تتضمن طلبة الأقليات الأخرى في المجتمع الأمريكي كالطلبة السود أو طلبة الأقليات الأخرى.
- يعتبر المقياس من المقاييس التي يتأثر أداء المفحوص عليها بعوامل معينة مثل فهم تعليمات المقياس المتعلقة بتطبيقه، ولذا فمن المتوقع أن يكون الأداء مشدنيا لدى بعض فئات الأطفال – العاديين وغير العاديين – ومن هنا يجب على الفاحص مراعاة ذلك عند تقييمه للأداء العقلي لتلك الفئات من الأطفال
المقصود بالاتصال هنا انتقال المعلومات من خلال اللغة والكلام، وما يتصل بهما من مهارات النطق والاستماع والاستيعاب والتعبير بأشكاله المختلفة. الكتابي والشفوي والحركي، ويمكن أن يكون الاتصال لفظياً أو غير لفظي، ويمكن أن يتم بالكلام والكتابة والإشارات والإيماءات وبلغة بريل، والرسائل الالكترونية.
إن اضطرابات الاتصال، عندما يتم تناولها في سياق تقويم ذوي الحاجات الخاصة، ما هي إلا اضطرابات في اللغة والكلام تعاني منها بعض الفئات، ويمكن تعريف اضطرابات اللغة والكلام – لأغراض تقويمها – بما يستشهد به كيرك وجلاجر من الجمعية الأمريكية للغة والكلام والسمع.
واضطرابات اللغة هي مظهر غير طبيعي في اكتساب اللغة واستيعابها والتعبير بها سواء أكان ذلك بطريقة منطوقة أم مكتوبة ويمكن أن تشتمل الاضطرابات بعض هذه المظاهر أو كلها، بعناصرها الصوتية أو التركيبية أو ما يتعلق منها بالدلالة (المعنى) أو الاستعمال أو الناظمة اللغوية (القواعد).
وكثيراً ما يواجه الأفراد الذين يعانون من اضطرابات في اللغة مشكلات في معالجة التراكيب والجمل، أو في تكوين صيغ المجردة من المعلومات ذات دلالة الأغراض تخزينها واستدعائها في الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة بعيدة المدى.