مهارات التقويم وإعداد الاختبارات

تندرج مقالة “مهارات التقويم وإعداد الاختبارات” تحت موضوع “مهارات وطرائق التدريس الحديثة”، وتهدف إلى تنمية قدرات المعلم في “المهارات الأساسية للتدريس“، من خلال تبسيط المفاهيم باستخدام الأشكال والصور والتجارب الواقعية في الصفوف، من أجل تعليم أرقى وأفضل لطلابنا. وموضوعنا في هذه المقالة: “مهارة التقويم”.

الهدف: التعرف على مهارات التقويم وتطبيقها.

المحتوى: لتحقيق الهدف السابق يجب التعرف على الموضوعات التالية:

المقدمة

التقويم هو التعديل والإصلاح بعد التشخيص، ويهدف إلى تحديد نقاط الضعف في المنظومة التعليمية، وإيجاد وسائل لتحسينها وعلاجها. والتقويم في التربية الحديثة يعني العملية الّتي تستهدف الوقوف على مدى تحقيق الأهداف التربويّة، ومدى فاعليّة البرنامج التربويّ بأكمله من تخطيط وتنفيذ وأساليب ووسائل تعليميّة.

فالتقويم متفاعل مع كل عناصر المنهج؛ حيث إنه يقيس مدى صلاحية الأهداف وقابليتها للقياس، كما يحدد مدى مناسبة المحتوى التعليمي لتحقيق أهداف المنهج، كذلك يحدد نقاط الضعف في طرائق التدريس والوسائط التعليمية المستخدمة، ليعود بتغذية راجعة تعمل على إصلاح المنهج كله وتحسينه، ولعل الشكل التالي يوضح العلاقة المتشابكة بين التقويم وعناصر المنهج.

نظرًا للدور المهم الذي يلعبه التقويم في العملية التعليمية فقد وضع له التربويون مجموعة من الأدوات التي تعمل على تحديد نقاط الضعف في المنهج؛ لعلاجها وتحسينها، وهي:

1- الأسئلة الشفهية

2- الاختبارات التحريرية

3- الملاحظة

4- المقابلات

5- الاستبانات

6- ملفات الإنجاز

وسوف يقتصر حديثنا على الأسئلة الشفهية، والاختبارات التحريرية؛ لشيوع استعمالهما في أغلب المؤسسات التعليمية من قبل المعلم، أما الأدوات الأخرى فهي مستخدمة استخدامًا أكبر من قبل الباحثين والمتخصصين.

وقد قسم التربويون التقويم إلى أنواع تبعا للمحور الذي ينتمي إليه؛ ذلك ما يوضحه الجدول التالي:

التقويم من حيث نوع الأسئلة المستخدمة ينقسم إلى:

أسئلة شفوية (كالاختبارات الشفوية)، أو أسئلة تحريرية (كاختبارات الطلاب في آخر العام)، أو أسئلة عملية (كما في المعامل أو العروض المصغرة).

والتقويم من حيث وقت إجرائه قد يكون في بداية الدرس أو المرحلة التعليمية (بدائي)، وقد يكون في وسط الدرس أو المرحلة التعليمية (بنائي)، وقد يكون في نهاية الدرس أو نهاية المرحلة التعليمية (نهائي).

ومن حيث طبيعة الأسئلة فقد تكون أسئلة موضوعية أو مقالية. وسيلي تفصيل كل محور على حدة.

أولا: مهارة توليد الأسئلة:

يقصد بها طلاقة المعلم في طرح عدد كبير من الأسئلة الواضحة والمحددة في زمن قصير نسبيا، بحيث تكون من النوع السهل كأسئلة الحقائق والوصف والتعريف، لتتضمن معظم أجزاء المحتوى التعليمي. مثال: السؤال عن (جدول الضرب – تصريف أفعال – الأماكن جغرافية – تعريفات اصطلاحية…).

ثانيا: مهارة توظيف الأسئلة:

لعلنا نطرح سؤالا يشغل بال كثير من المعلمين… كيف يوظف المعلم السؤال داخل الصف؟

تلعب الأسئلة دورا كبيرا داخل الصف الدراسي، وخاصة في إطار مهارة التقويم، والمعلم الجيد هو من يحسن توظيف الأسئلة داخل الصف، ذلك من خلال المراحل التالية:

1- توظيف الأسئلة في بداية الدرس

تُطرح الأسئلة في بداية الدرس لتحقيق الأهداف التالية:

• تحديد المستوى: تحديد مستوى الدارسين خاصة قبل البدء في العملية التعليمية لمقارنة مستواهم القبلي بمستواهم البعدي؛ مثال: امتحانات تحديد المستوى في بداية دراسة الأجانب للغة العربية.
• التمهيد: التمهيد قبل بداية الدرس الجديد، مثال: (إذا كان الدرس عن إحدى العواصم فنمهد بأسئلة تنشيطية؛ مثال: ما عاصمة فرنسا/ السعودية/ ماليزيا…. وهكذا. (لاحقا سنتعرض لمهارة التمهيد بالتفصيل).
• التنبؤ: التنبؤ بما لدى الطلاب من معلومات عن موضوع الدرس الجديد، ليؤسس المعلم عليها درسه، مثال: (أن يسأل المعلم طلابه: هل تعرفون الفرق بين اسمي الزمان والمكان؟ ومن الإجابة يتنبأ المعلم بما لدى الطلاب من معرفة عن موضوع الدرس فيبني عليها درسه).
• تنبيه الطلاب: تنبيه الطلاب وإيقاظ أذهانهم وخاصة في بداية اليوم الدراسي، مثال: (يطرح المعلم عددًا كبيرًا من الأسئلة السريعة القصيرة التي تحتاج إجابات قصيرة، ففي الحساب مثلا يسأل عن جدول الضرب، وفي العربية عن تصريف الأفعال… وهكذا).
• الإثارة القَبْلية: إثارة نشاط الطلاب وتشويقهم لأحداث الدرس الجديد؛ فالهدف من السؤال إثارة ذهن الطلاب لأحداث ستأتي في الدرس؛ مثال: (يسأل المعلم الطلاب: ماذا تتوقعون أن يحدث بعد أن حارب صلاح الدين الصليبيين؟ ثم يكمل كلامه للطلاب قائلاً: هذا ما سنتعرف عليه في درس اليوم.
• المراجعة: مراجعة الدروس السابقة للتأكد من فهم الطلاب لما سبق؛ من أجل بناء معلومات جديدة، مثال: (ما إعراب الفاعل المثنى كما درسنا سابقا؟ وبناءً عليه سندرس اليوم الفاعل الجمع).