رياض الأطفال

مهارات الوعي الصوتي لطفل الروضة

مهارات الوعي الصوتي لطفل الروضة

تعد اللغة وسيلة الأطفال للاتصال بالعالم الخارجي، وهي الأداة التي من خلالها يكتسب المهارات الأخرى التي يتواصل بها ويعرف بها الأشياء والمفاهيم ومن أهمها مهارات الوعي الصوتي لطفل الروضة حيث يكتشف خصائص البيئة من حوله؛ فبواسطتها يتمكن من التفاعل مع الآخرين ويستمع إليهم ويفهم أفكارهم ومشاعرهم.

والطفل يستمع لمن يخاطبه ويكتسب مفرداته اللغوية وتبقى في الذاكرة كرصيد لغوي ويركب الجمل من أجل توصيل أفكاره إلى من يتفاعل معهم إنه بدون القدرة على التعبير والفهم يبقى الطفل عاجزا عن الاستفادة من الخبرات المقدمة لهم في الروضة.

وتساعد المهارات اللغوية على اكتساب جميع المهارات الأخرى في مرحلة رياض الأطفال حيث تساعد على تواصل الطفل مع الكبار والصغار داخل وخارج رياض الأطفال، وخلال هذا التواصل يكتسب المهارات الاجتماعية والخلقية والعلمية، كما تعمل القصة على زيادة الثروة اللغوية عند الطفل وذلك من خلال إثراء حصيلته اللغوية المتمثلة في زيادة مفرداته اللغوية واتساع معجمه اللغوي.

اقرأ أيضا: تحميل مقياس قلق اللغة الفرنسية

فلغة الطفل تنمو من خلال التقليد والمحاكاة. واللغة التي يتم تقديمها للأطفال من خلال التفاعل مع البالغين تؤدي إلى دعم وتعلم الأطفال للسلوكيات اللفظية، كما يرتبط كل من التفاعل والقراءة ارتباطا وثيق بالتطور اللغوي والمعرفي لدى الأطفال بالإضافة إلى الاستعداد المدرسي والأداء الأكاديمي لديهم.

مفهوم المهارات اللغوية لدى طفل الروضة

ويعرف عليان (2000) المهارات اللغوية بأنها: “أداء لغوي صوتي أو غير صوتي يتميز بالسرعة والدقة والكفاءة والفهم، مع مراعاة القواعد اللغوية المنطوقة والمكتوبة، ويقصد بالحيز الصوتي اللغة المنطوقة، والحيز غير الصوتي هو اللغة المكتوبة”.

كما أن المهارة اللغوية هي إحكام النطق والخط والفهم والإتقان والتمرس والتداول للغة كتابة وقراءة واستماعا وتحاورا ونطقا وصوتا ومعجما وصرفا ونحوا ودلالة وأسلوبا بحيث إذا أتقن الممارس للغة هذه المستويات بنية وتركيبا ودلالة وأسلوبا على الجهة الإحكام سمي ماهرا باللغة وانتقلت في حقه من ثقافة نظرية إلى مهارات تداولية وآليات تطبيقية فيها روحه ووجدانه وبصمته الخاصة من حيث طرائق التعبير والتحرير والتفكير والإبداع.

واتفقت النظريات اللغوية كلها تقريبا على وجود مهارات لغوية أربع، وهي: القراءة، والكتابة، والمحادثة، والاستماع، واجتهدت كل واحدة من النظريات في تقديم تصوراتها للطريقة الأمثل في تدريس كل واحدة من هذه المهارات.

وعلى اعتبار أن هذه المهارات نمائية، فالتلاميذ يتعلمونها عبر الزمن عن طريق الجمع بين التعليم والممارسة، وهم عادة يبدؤون من مستويات منخفضة جدا من حيث الكفاءة، ويتقدمون على نحو تدريجي. ويستطيع الملاحظون أن يشاهدوا هذه الظاهرة بسهولة، بمقارنة كفاءة تلميذ في مهارة معينة عبر فترات زمنية مختلفة، ولن يجدوا عادة فرقا في الأداء أو القدرة من يوم إلى آخر، ولكنهم سوف يلحظون تقدما واضحا من شهر إلى آخر أو من مدرسة إلى أخرى.

ويهدف تدريس اللغة العربية بمختلف أنشطتها النشاط الرئيسي للمدرسة، وفي جميع مراحل التعليم الأخرى قصد إكساب المتعلمين المهارات اللغوية الأساسية، واللغة ليست مادة دراسية فحسب، ولكنها وسيلة لدراسة مختلف الأنشطة والمواد المقررة في مختلف المراحل التعليمية وتتمثل أهم المهارات اللغوية الأساسية في كلا من الآتي:

مهارات الوعي الصوتي لطفل الروضة:

تعد اللغة من أهم ما يكتسبه الطفل في حياته على الرغم من تعقيدها، ولكنه يتعلمها على مراحل ضمن عوامل بيئية وعقلية وجسمية، وحتى يتمكن الشخص من تعلم أي الغة، لابد من تعلمة لمهارة القراءة كخطوة أولى لتحقيق هذا الهدف، ولكن من الممكن مواجهة بعض الصعوبات التي تعيق هذا التعلم، لأسباب كثيرة منها طرق التدريس التي يعمل بها المعلم أو الأسباب تكون من الطالب نفسه أو السياسة التعليمية المتبعة، مما يؤثر على مهارة القراءة لدى الطالب.

وتعرف مهارة الوعي الصوتي بأنها التصور الذي يملكه الشخص عن الوحدات اللسانية المكونة للكلام والقدرة على التحكم فيها من خلال إجراء مختلف العمليات عليها من إضافة حذف، استبدال.

وعرفه أبو الديار (2014) بأنه مجموعة واسعة من مهارات الانتباه إلى الجوانب الفونولوجية للغة التخاطب والتفكير فيها ومعالجتها معالجة واعية، لا سيما البناء الصوتي الداخلي للكلمات.

ويعد الوعي الصوتي لطفل الروضة متطلبا لتطوير الجانب الهجائي، وهو يتعلق بعلاقة الوحدة الصوتية بالرمز، مما يمكن المتعلم من تعرف الرمز المكتوب، فالقراءة تحتاج في معالجات الوعي الصوتي إلى تدريب المتعلم على التحليل كالتركيب؛ حتى يتمكن المتعلم من التمييز كالإنتاج على المستول الشفهي أكال، ثم التعامل مع الرموز المكتوبة في القراءة ثانيا، مما يشكل لدى المتعلم حساسية الربط الكلمات ذات البداية الواحدة المتشابهة في نهايتها.

ويمثل الوعي الصوتي لطفل الروضة أحد أهم العمليات الصوتية للقراءة الصحيحة للمعاني، كالكلمات كأصوات الحروف، وقد كان التركيز على الطريقة الصوتية في التعليم (علي، 2011).

وقد ذكر عبد الفتاح (2015) أن مهارة الوعي الصوتي مصطلح يستخدم لوصف قدرة الفرد على التعرف على الأصوات التي تكون الكلمات والتمييز بينها والتلاعب بالأصوات التي تتكون منها الكلمات والمقاطع والجمل والسجع، ذلك من خلال حذف أو إضافة فونيمات للكلمة أو تركيب الفونيمات التكوين الكلمات. ولمهارات الوعي الصوتي مستويان هما: المستوى الأول ويكون قبل تعلم الطفل للقراءة، ويعتمد بشكل كلي على المؤشرات الحسية للطفل، والمستوى الثاني ويظهر لدى الطفل بعد تمكنه من الرموز الأبجدية.

أما أنواع مهارات الوعي الصوتي لطفل الروضة فتتمثل في مزج الأصوات الفردية التي تتكون منها الكلمة، وتجزئة الكلمة إلى أصوات، والحذف والإبدال في أصوات الكلمات لتشكيل أصوات جديدة، ومطابقة الأصوات وعزل الصوت الأولي أو الوسط أو النهائي من الكلمة، وتحديد التشابه والاختلاف في نهايات أو بدايات الكلمات وانتاج كلمات ذات نهايات صوتية متشابهة.

أهمية مهارات الروعي الصوتي لطفل الروضة

أكد زاید (2013) على أهمية أن يتم البدء في تعليم الوعي أو الإدراك الصوتي للأطفال في مرحلة مبكرة منذ سن الرابعة من عمرهم، حيث أن ذلك من شأنه أن يساهم في تسهيل اكتسابهم للغة، واكتسابهم للمهارات الأولية للقراءة، وتعلمهم القراءة بشكل عام.

فأهمية مهارة الوعي الصوتي لطفل الروضة ترجع إلى أنها تعد ضرورية لكي يتمكن الطفل من إدراك الحروف الهجائية ومعرفتها. كما أن الوعي أو الإدراك الصوتي خلال المرحلة المبكرة مؤشرا قويا للنجاح اللاحق للطفل في القراءة، أو ما يمكن أن يتعرض له من صعوبات لاحقة في القراءة، وأن تعلم الوعي الصوتي في المرحلة المبكرة يساعد على القراءة المبكرة والحد من احتمالية التعرض إلى خطر صعوبات القراءة.

وتساعد مهارة الوعي الصوتي الطفل على إدراك العلاقة بين الحروف المكتوبة والتي تتكون منها الكلمة والصوت الذي ينطق بها حيث أن القراءة تقوم على مهارات أساسية وهي القدرة على إدراك العلاقة بين الحروف المكتوبة والأصوات المنطوقة واقترانهما ببعضهما، والقدرة على التمييز السماعي للأصوات أو الفونيمات التي تتكون منها الكلمة والتمييز البصري للحروف المكتوبة، والقدرة على ربط ودمج الأصوات في عملية قراءة الكلمات وكذلك ربط الحروف أثناء كتابتها.

وتعد مهارة الوعي الصوتي (الفونولوجي) من الجوانب الأساسية في الكشف عن صعوبات التعلم في القراءة حيث أن الصعوبة الأولى في الفشل في القراءة تعود إلى صعوبات في مستوى الوعي الفونولوجي، هذا بالإضافة إلى أهميته في تنمية مهارات الإدراك السمعي والاستيعاب القرائي واللغة التعبيرية وتحصيل الطالب الدراسي بشكل عام

كما أن عملية تعليم القراءة تقع بدرجة كبيرة على عاتق المعلم في مرحلة الطفولة المبكرة والتي تعتبر المرحلة الأساسية التي تتشكل فيها علمية القراءة، فينبغي على المعلم التركيز على اكتساب أطفال الروضة لمهارة الوعي الصوتي. وذلك من خلال دمج الأنشطة التي من شأنها تعزيز الإدراك الفونيمي في روتين المدرسة اليومي.

حيث إن هذه الأنشطة تعمل على إتاحة الفرصة للطفل على دمج الأصوات وتجزئتها، كما يمكن للمعلم تعليم الطفل لهذه المهارة بشكل حسي وهذا يلعب دورا كبيرا خاصة مع من يعانون من صعوبات تعلم ويجعل من تعلم المهارة أكثر فعالية [1].

المراجع

  1. الزعبي، ميس حسين يوسف، و النعانعة، إبراهيم علي إبراهيم. (2021). أثر القصة الإلكترونية ومسرح الدمى في تنمية المهارات اللغوية والرياضية لدى أطفال الروضة (رسالة دكتوراه غير منشورة). جامعة العلوم الإسلامية العالمية، عمان.
السابق
حقوق وتشريعات ذوي الاحتياجات الخاصة
التالي
مفهوم البناء الاجتماعي social structure

اترك تعليقاً