علم الاجتماع

وسائل الاتصال الريفي وأثرها على الاقتصاد

وسائل الاتصال الريفي وأثرها على الاقتصاد

كان للتطور الكبير الذي لحق وسائل الاتصال الريفي المختلفة أثرا كبيرا في تطور نمو المدن وذلك فيما أطلق عليه ثورة الاتصال، سواء أكان هذا الاتصال خاص بالنواحي العلمية والمعرفية أو الاتصال الخاص بالوسائل التكنولوجية الحديثة التي ساعدت على نمو التجارة وتنشيط الأوضاع الاقتصادية في المجتمعات المختلفة.

ومن المسلم به أن عملية الاتصال الريفي لا تتجه إلى العشوائية وإنما تسعى لتحقيق عدد من الأهداف للتأكيد على مفهوم عملية الاتصال وأثرها في تطوير المدن وظهور المدينة الحديثة، ومن أهم هذه الأهداف ما يلي:

  • نقل المعرفة والمعلومات حتى يتم التعاون بين الجماعات والأفراد لإنجاز الأعمال.
  • متابعة وتوجيه الأفراد والتنسيق بين نوعية أعمالهم لبذل مزيد من الجهد في العمل وليكون العمل في أحسن صورة مما يساعد على حسن التكامل الوظيفي وبصفة خاصة في مجتمعا المدن.
  • الاتصال يحقق التفاهم المتبادل بين القيادات في المجتمع والجماهير بما يتيح نموا أفضل لوسائل المعيشة وتطوراً كبيراً في حياة المدينة.
  • يتيح الاتصال الترابط بين أجزاء المجتمع الواحد وكذلك الترابط بين المجتمعات المختلفة مما يحقق أهداف النمو والتقدم لذلك المجتمع.

ويتميز الاتصال في العصر الحديث بالسرعة والوضوح واختصار المسافات بين بلاد العالم المختلفة، مما ساعد على إمكانية إعادة النظر في المدن القديمة وتخطيط المدن الجديدة بما يتفق وحاجات العصر الحديث.

ومن ثم فإن تطور وسائل الاتصال كانت من أكثر العوامل تأثيرا في ظاهرة التحضر في المجتمعات الريفية الحديثة.

التغيرات الديموجرافية:

لقد حدثت العديد من التغيرات الديموجرافية نتيجة لقيام المجتمع الصناعي الحديث، وكان من نتيجة وجود المجتمع الصناعي أن تحسنت مستويات المعيشة ومستوى الصحة العامة مما ساعد على انخفاض ملحوظ في نسبة الوفيات بالمقارنة بالعصور السابقة.

ومن وجهة ثانية حدثت زيادة ملحوظة بالنسبة لأعداد المواليد وقد نتج عن ذلك الوضع زيادة سكانية غير متوازنة مع الزيادة في الموارد المتاح استثمارها، وبخاصة في كثير من دول العالم الثالث.

وقد ترتب على ما سبق أن زادت الهجرة من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية سعياً لإيجاد فرص عمل جديدة لمواجهة متطلبات الزيادة في أعضاء الأسرة الواحدة الذين أصبحوا أكثر عدداً من قدرة الأرض الزراعية على تحمل إعالتهم جميعاً فكان ثمة اتجاهات للهجرة من المجتمعات الريفية إلى الحضرية كأحد الحلول الممكنة لمواجهة هذه المشكلة.

ومن جهة أخرى فقد اتجهت الكثير من الدول إلى اتخاذ إجراءات للحد من تدهور نوعية الحياة بها، وساد منطق مؤداه أنه: طالما أن الزيادة السكانية تفوق في سرعتها قدرة أكثر هذه الدول على زيادة مواردها وأن التنمية الاقتصادية والاجتماعية أصبحت حتمية لا مفر منها.

فقد تمثلت إجراءات هذه الدول في التوسع لإنشاء المدن الجديدة ليكون لديها القدرة على استيعاب هذه الزيادة السكانية المتضاعفة وأصبح الأمل لدى كثير من هذه الدول الاتجاه لمضاعفة هذه المدن لمواجهة الزيادة المضطردة في أعداد السكان.

ومن ثم زيادة مناطق التحضر كان نتيجة طبيعية للتغيرات الديموجرافية التي لحقت بكثير من دول العالم، ولو لم يشهد العالم هذه الزيادة الكبيرة في أعداد السكان لما كانت هناك حاجة للتوسع في إنشاء هذه المدن الجديدة.

السابق
خصائص وسمات الاقتصاد الريفي
التالي
تعريف التفكير التناظري Analog thinking

اترك تعليقاً