الأنثروبولوجيا

وظائف الأسرة في المجتمع المصري

وظائف الأسرة في المجتمع المصري

منذ القدم و وظائف الأسرة هي بالصورة التي تناسب العصر الذي تعيشه ولاشك أن تقدم العصور وتطورها لم يكن واضحا فقط في طبيعة الحياة أو أسلوب تناولها للمشكلات.وظائف الأسرة في المجتمع المصري

وإنما اشتمل أيضًا الأسرة وطبيعتها ووظيفتها وكيفية تحقيقها ونوعية ووسائل تحقيقها وفق التطور الأسري الطبيعي والمرتبط بتطور الحياة الاجتماعية والاقتصادية وبناء علي ذلك فإن الوظائف لم تتطور من حيث حجمها ولكن أيضًا من حيث تناولها أو ممارستها داخل نطاق الحياة الأسرية.

ولكن الذي يجب أن نشير إليه أن الذي لم يختلف منذ بدء الخليقة وحتي يومنا هذا هو أن الوظائف قديمًا وحديثًا تستهدف بالدرجة الأولي تكوين الشخصية الفردية المتزنة انفعاليًا والقادرة علي التكيف مع متطلبات الحياة الاجتماعية ولكن يري” وليم جيرن” أن مأساة الأسرة الحديثة تمكن في فقدانها لأغلب الوظائف التي تقوم بها وهي([1]):

1 – وظائف الأسرة الوظيفية الاقتصادية:

حيث كانت الأسرة في الماضي وحدة اقتصادية مكتفية ذاتيًا، لأنها تقوم باستهلاك ما تنتجه، وبالتالي لم تكن هناك حاجة للبنوك أو المصانع فقد كان معروف في الأزمنة السابقة أن رب الأسرة هو الكفيل الاقتصادي لجميع مطالب الأسرة أي أنه هو العائل الأول المسئول عن كل الموارد الاقتصادية وأصبحت المرأة تشارك في ذلك العبء الاقتصادي([2]).

2 – وظيفية منح المكانة:

كل أعضاء الأسرة يستمدون مكانتهم الاجتماعية من مكانة أسرهم في الوقت الذي كان اسم الأسرة يخطي بأهمية وقيمة كبري ومازال يرتبط أسماء الأبناء والاحفاد بأسماء الاجداد.

3 – الوظيفية التعليمية

كانت الأسرة تقوم بتعليم أفرادها ولا يعني ذلك تعليم القراءة والكتابة وإنما يعني الحرفة أو الصناعة أو الزراعة والتربية البدنية والشئون المنزلية والان اتجهت الأسر إلى تعليم أبنائهما وفق مقتضيات حديثة كتعليم اللغة الانجليزية والكمبيوتر([3]).

4 – وظيفية الحماية

فالأسرة كانت مسئولة عن حماية أعضائها فالأب والام لا يمنح أسرته الحماية الجسمانية فقط، وإنما يمنحهم أيضًا الحماية الاقتصادية والنفسية وكذلك يفعل الأبناء لآبائهم عندما يتقدم بهم السن([4]).

5 – الوظيفية الدينية:

فهي تتمثل في غرس القيم والممارسات الدينية في شخصية الطفل من خلال إكسابه السلوكيات الاجتماعية السليمة المستمدة من ثقافة المجتمع، والتي تدور في الإطار القيمي النابع من الدين الإسلامي ويمثل الاب والام النموذج الذي يقتدي به من الناحية الدينية ولمن علي تربيتهم في العائلة ([5]).

6 – الوظيفية الترفيهية:

فالأسرة كانت هي المسئولة الأولي عن ترفيه أعضائها من خلال الزيارات والألعاب فيما بينهم.

7- الوظيفية البيولوجية :

والوظيفية البيولوجية من أهم الوظائف الأسرة وهي عبارة عن تنظيم السلوك الجنسي والإنجاب ويلاحظ هنا أن التزاوج قد سبق أن أوضحنا ظاهرة فسيولوجية تخضع لمجموعة من الضوابط الثقافية تجعل العلاقات الجنسية اجبارية لبعض الأشخاص ومسموحًا بها للبعض الآخر وممنوعة للباقيين([6]).

8- الوظيفية الجنسية:

الوظيفية الجنسية يتعلم فيها الإنسان كل نماذج الحياة الأسرية ابتداء من العلاقة الجنسية إلى العناية بالأطفال ولعل الأكثر أهمية في هذا الصدد هما مضمونان للسلوك الفكري أحدهما قائم علي التجربة قد تخلق ترابطًا أو توافقًا يربط بين الدافع الجنسي متعلق بالتطور الجنسي وأي هدف .

فقد يكون الدافع الجنسي متعلق بالتطور والزهو وأنواع خاصة بالموسيقي أو طرق خاصة أو نغمات للتغبير والحركات ومجموعة شاسعة من المواقف الاجتماعية التي توصف بأنهما جنسية وهذه الأمور تختلف من مجتمع إلى مجتمع أخر حسب الاتجاهات الثقافية ومدي تكيف الناس مع أوضاعها السائدة في المجتمع([7]).

ويمكن القول بأن أن هناك وظائف للأسرة هي :

  1. هي إشباع حاجات الفرد سواء كان ذلك إشباع للحاجات الجسمية والعضوية والنفسية والاجتماعية والروحية.
  2. الإنجاب وتربية الأبناء ببعض المعلومات والمصادر الغربية التي تؤكد وظيفية الإنجاب بوصفها أساسية للزواج وتليه عملية التربية من خلال التنشئة الاجتماعية.
  3. رعاية الأبناء وحمايتهم وعلاجهم ويحتاج الابن إلى الرعاية والحماية؛ لكي ينتقل من مرحلة إلى مرحلة أخري من مراحل النمو السوي.
  4. التعليم وهي إكساب الأبناء التعاليم الدينية والمعرفة بأن هناك خالقًا يجب عبادته والسير علي خطي التعاليم التي أرسلها للبشرية.
  5. تدريب الأبناء علي كسب الرزق والعمل وتضع الأسرة أسس توزيع المسئولية علي أن يقوم الأب بالعمل والإنفاق علي الأسرة وحث جميع أفراد الأسرة الزوجة أو الأبناء علي التعاون في الإنفاق علي الأسرة كل بحسب طاقاته وإمكاناته ولكن الأساس أن مهمة الإنفاق تكون علي الزوج أو الأب.
  6. الترويح وشغل أوقات الفراغ وتوفير أنشطة مسلية، وأهمية هذه الوظيفة نقل الفرد من ألهم والضيق إلى الراحة والسعادة التي تؤدي إلى الصحة النفسية السوية ، وهناك أساليب مختلفة من الترويح منها الأنشطة الرياضية والثقافية والحفلات والرحلات وممارسة الهوايات.
  7. حفظ الأخلاق تضع الأسرة الوسائل المناسبة التي تتفق والعادات والأخلاق والنظم المعينة لإشباع الحاجات لأفرادها.
  8. المساندة الاجتماعية وهي توفير الأمن والمودة والمحبة واستمرار المشاعر الصادقة لأفراد الأسرة ، فمساندة الأكل فرض منها في السراء والضراء ترفع من درجة السواء، لذلك الفرد وهناك أنواع عديدة للمساندة منها المساندة الوجدانية والمادية.
  9. تحديد المكانة الاجتماعية وهي اكتساب الفرد مكانته الاجتماعية من مكانة الأسرة  التي ينشأ فيها، وأهمية الانتماء إلى الأسرة ، فانتماء الفرد إلى أسرة، يعطيه قيمة، فالأطفال الذين يتنمون إلى أسرة لها مكانة اجتماعية وبها درجة عالية من الاستقرار يكونون اكثر استقرارًا وتفوقًا وقدرة علي تحمل المسئولية.

([1]‏)http://fac.ksu.edu.sa/sites/default/files/%20%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A9%20%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%88%D9%84%D8%A9.PDF 18/3/2019.

([2])‏ هدي بدران وأخرون : وثيقة استراتيجية تنمية الطفولة والأمومة من مصر، القاهرة، المجلس القومي للطفولة والأمومة، 1991م، ص 17.

([3]‏) عبد الخالق محمد عفيفي : الرعاية الاجتماعية (الأسس-النشأة- المجالات)، القاهرة، المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، 2006، ص 24.

([4]‏) مرفت مصطفي حسن الشربيني: الخدمة الاجتماعية في مجال الأسرة والطفولة ، المنصورة ، المعهد العالي للخدمة الاجتماعية ، 2007، ص120.

([5]‏) محمد محمود عويس : التدريب العملي في الخدمة الاجتماعية ، القاهرة، المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، 2012، ص 160.

([6]‏) محمد محمود إبراهيم عويس وأخرون: الزيارات الميدانية، دار السلام للطباعة والتصميمات، القاهرة، 2019، ص ص163:162.

([7]) السيد عبد العاطي وأخرون: الأسرة والمجتمع

السابق
الأسرة في الإسلام ومكانتها
التالي
تطور الاهتمام بقضية تنظيم الأسرة عالميا