اجتماع عام

وظائف علم الاجتماع وأهميته

وظائف علم الاجتماع

لا شك أن دراسة علم الاجتماع تتمتع بأهمية مزدوجة فمن الناحية المنهجية نلاحظ أن وظائف علم الاجتماع تحظى بأهمية نظرية وكذلك أهمية عملية تطبيقية ومن ناحية المستهدفين والمستفيدين، فإن هناك أهمية علي مستوي الفرد وأخري علي مستوي المجتمع ويمكن التمثيل لذلك كما يلي :

وظائف علم الاجتماع من الناحية المنهجية [1]:

لما كان علم الاجتماع علما نظرياً يتناول بالدراسة ظواهر المجتمع ودراسة نظرية بنفس الطريقة الموضوعية التي تتناول بها العلوم الطبيعة دراسة الظواهر الخاصة بها فانه يتمتع بأهمية نظرية من هذه الزاوية. 

ولما كانت القواعد النظرية التي تنتهي إليها الدراسة في علم الاجتماع تهدف إلي الاستفادة العملية التطبيقية من خلال تحقيق مشروعات الإصلاح الاجتماعي وتخطيط الخدمات الاجتماعية فانه من هذه الزاوية يتمتع بأهمية عملية تطبيقية وسوف نوضح ذلك من خلال السطور التالية :

الوظائف النظرية لعلم الاجتماع:

تتركز الأهمية النظرية في دراسة علم الاجتماع من خلال دراسة الحقائق التالية :

  • دراسة العلاقات الاجتماعية والوقوف علي مدي التفاعل الاجتماعي بين الأفراد وبين الجماعات وبعضها وكذلك علاقات الظواهر وبعضها. 
  • دراسة الحقائق الاجتماعية وظواهر المجتمع. 
  • فحص الظواهر والحقائق الاجتماعية والتطورات التي أدت إلي هذا التطور وساعدت عليه.
  • دراسة وظائف الظواهر الاجتماعية وتطور هذه الوظائف مع الزمان واختلافاتها مع المكان. 
  • تعرف التأثيرات المتبادلة بين الأفراد والتجمعات الإنسانية وبين الظروف البيئية والطبيعية والجغرافية. 
  • الكشف عن القوانين والنظريات الاجتماعية التي تخضع لها الظواهر الاجتماعية سواء في أصلها ونشأتها أو في تغيرها وتطورها. 

وظائف علم الاجتماع العملية التطبيقية:

تتضح الأهمية العملية التطبيقية في دراسة علم الاجتماع من خلال التوصل إلي حقائق يستفيد منها المجتمع في الجوانب التطبيقية العملية المختلفة وقياس مدي تقدم المجتمعات بإمكانية توظيفها لحقائق العلم في خدمة المجتمع، حيث إن نظريات علم الاجتماع والقواعد العامة التي يتم التوصل إليها في ميدان دراسة المجتمع تفيد عملياً وتطبيقا مشاريع الإصلاح الاجتماعي والتخطيط الاجتماعي وجميع فروع الخدمة الاجتماعية تقوم علي أسس من علم الاجتماع. 

فعلم الاجتماع بكشفه عن الحقائق الاجتماعية يساعد بلا شك علي توجيه الإصلاح المنشود وفق ما تتطلبه ظروف المجتمع ودرجة تطوره، ولا شك أن خطط الإصلاح والتنمية القائمة علي أساس علمي وبحوث مستفيضة تجنب المجتمع من الهزات العنيفة ويوفر كثيراً من المال والجهد والوقت ولا يترك مجالاً للارتجال في إقامة المشروعات. 

وظائف علم الاجتماع بالنسبة للمستفيدين [2]:

تناولنا فيما سبق أهمية الدراسة في علم الاجتماع من الناحيتين النظرية والعلمية التطبيقية ونتناول فيما يلي أهمية الدراسة في علم الاجتماع علي مستوي الفرد والمجتمع وذلك حيث المستفيدين أو المستهدفين بالدراسة. 

أهمية دراسة علم الاجتماع بالنسبة للفرد :

تحقق الدراسة في علم الاجتماع الكثير من الفوائد بالنسبة للفرد ولعل من أهم هذه الفوائد ما يلي:

  • يجعله يدرك المعاني والقيم والاتجاهات المختلفة المتصلة بالنظم الاجتماعية التي يقوم عليها مجتمعه، الأمر الذي يساعده علي تكييف حياته الأسرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وفق مصطلحات المجتمع وقوميته.  
  • يحيط الفرد علماً بالمشكلات الاجتماعية السائدة ويتفهم دوافعها ونتائجها مما قد يساعده علي الإسهام في علاجها بقدر المستطاع. 
  • يتعرف الفرد علي التغيرات المستمرة في نسبة المواليد والوفيات والزيادة المتوقعة في عدد السكان والتغييرات المضطردة في الموارد الإنتاجية مما يجعله يستطيع ان يكيف نفسه وحياته العائلية مع تلك التغيرات حتي يستطيع أن يعيش في مستوي اقتصادي واجتماعي لائق. 
  • إلمام الفرد بنظم المؤسسات الاجتماعية المختلفة ووظائف وأسلوب عملها وعلاقة بعضها ببعض مما يساعده علي معرفة حقوقه وواجباته إزاءها فينتفع بخدماتها ويساهم في أوجه نشاطها. 
  • التعرف علي النظم والعادات والتقاليد والقوانين السائدة في المجتمعات الأخرى حتي يسهل عليه أن يقارن مجتمعه بتلك المجتمعات الأخرى. 

أهمية الدراسة في علم الاجتماع بالنسبة للمجتمع:

تحقق الدراسة في مجال علم الاجتماع كثيرا من الوظائف المهمة بالنسبة للمجتمع ولعل من أهم هذه الوظائف لعلم الاجتماع ما يلي :

  • تساعد دراسة علم الاجتماع علي معرفة عادات وتقاليد المجتمع ثم يقارنها بعادات وتقاليد مجتمعات أخري مع توضيح الأٍسباب التي كونت تلك العادات والتقاليد. 
  • يبحث علم الاجتماع في موارد المجتمع الحيوية والطبيعية والمالية وعن طريق ذلك يتم وضع الخطط اللازمة لرفاهية المجتمع وتقدمه. 
  • تحديد المشكلات الاجتماعية أمام المسئولين ومعرفة أسبابها مما يساعد علي رسم خطط السياسات الإصلاحية الاجتماعية علي أسس علمية مبنية علي الحقائق ومدعمة بالإحصاءات. 

ومن خلال العرض السابق لأهمية الدراسة في مجال علم الاجتماع من حيث بعد المنهجية وكذلك بعد المستوي تتضح عدد من السمات التي تميز هذا العلم وتحدد موضوعه ولعل من أهم هذه السمات المميزة لعلم الاجتماع ما يلي :

  • إنه علم نظري يحاول تفسير العلاقات العلمية لموضوع البحث.
  • كما أنه علم تطبيق في ما هو كائن بالفعل لا كما ينبغي أن يكون لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من إمكانيات المجتمع. 
  • إنه علم تراكمي بمعني أن النظريات الاجتماعية الجديدة تستند علي نظرية أخري قديمة، فالنظريات الجديدة تصحح وتثري وتوضح النظرية القديمة ومن ثم فانه علم يتسم بالتواصل الفكري والتطور العلمي. 
  • إنه علم تجريبي بمعني أنه يقوم علي الملاحظة والتفكير لتحقيق استفادة علمية من إمكانيات المجتمع وتوجيهها وترشيدها من اجل الوصول إلي الحد الأقصى من أهداف التنمية البشرية، ومن ثم فهو علم يهدف في جوانبه إلي نواحي تطبيقية عملية تقوم من خلال الواقع ولا تعتمد علي التأمل الفكري البحت.

المراجع

  1. Durkheim, E. (2005). Suicide: A study in sociology. Routledge.‏
  2. Wheaton, B. (2001). The role of sociology in the study of mental health… and the role of mental health in the study of sociology. Journal of Health and Social Behavior, 221-234.‏
السابق
الذكاء العاطفي Emotional Intelligence
التالي
علم نفس النمو المظاهر والمراحل

اترك تعليقاً