قياس وتقويم

أدوات القياس في البحث العلمي – الاستبيان

أدوات القياس في البحث العلمي – الاستبيان

تتعدد أدوات القياس في البحث العلمي وتسمى كذلك بأدوات جمع البيانات من المفحوصين أو الطلاب ومن أهم تلك الأدوات الاستبيان questionnaire وهو موضوع المقال الحالي.

مفهوم الاستبيان questionnaire

يقصد بالاستبيان “تلك الوسيلة التي تستعمل لجمع بيانات أولية وميدانية حول مشكلة أو ظاهرة البحث العلمي“.

 كما يعني “مجموعة من الأسئلة المكتوبة يقوم المجيب بالإجابة عنها، وهي أداة أكثر استخدامًا في الحصول على البيانات من المبحوثين مباشرة ومعرفة آرائهم واتجاهاتهم”.

ويعني الاستبيان أيضاً: استمارة يصممها الباحث على ضوء الكتابات ذات الصلة بالمشكلة التي يراد بحثها، أو يحصل عليها جاهزة، ويعدلها على ضوء أسس علمية، تتضمن بيانات أولية عن المبحوثين وفقرات عن أهداف البحث، تم إعدادها بصيغة مغلقة أو مفتوحة أو الاثنين معاً أو بالصور، بحيث تصل إليه م بواسطة وسيلة معينة، مثل البريد، أو المناولة، أو نحوها، وتعود للباحث بالوسيلة ذاتها بعد الفراغ من الإجابة عنها.

مبررات استخدام الاستبيان:

أحد الوسائل العديدة للحصول على البيانات، والباحث الذي يريد استخدام الاستبيان يجب أن يكون متأكدا من أنه لا توجد وسيلة أخرى أكثر صدقاً وثباتاً يمكن استخدامها، ولا بد من ذكر مبررات استخدام الاستبيان وبخاصة إذا كان استبياناً جديدًا، أو يمكن في كثير من الأحيان استخدام استبيانات موجودة فعلاً أو تطويرها لاستخدامها بدلاً من بناء استبيان جديد، وإذا استطاع الباحث الحصول على استبيان سبق استخدامه فإنه يوفر الجهد والمال اللذين ينفقهما في استبيان جديد وتحقيق صدقه وثباته.

ويرجع كثرة استخدام الاستبيان لأسباب عديدة منها:

  •  أن الاستبيان اقتصادي نسبيًا، ويمكن إرساله إلى أشخاص في مناطق بعيدة.
  • الأسئلة والبنود مقننة من فرد لآخر، ويمكن ضمان سرية الاستجابات.
  • كما انه يمكن صياغة الأسئلة لتناسب أغراضًا محددةً.
  • ويمكن أن تستخدم الاستبيانات الصيغة الاستفهامية أو الصيغة الإخبارية دون أن يؤثر ذلك على مضمون السؤال أو الفقرة.

أهداف الاستبيان:

بعد تحديد المبررات يتم إعداد قائمة بالأهداف الخاصة التي سوف تحققها البيانات التي نحصل عليها من الاستبيان، ويجب تحديد هذه الأهداف في ضوء أسئلة البحث ومشكلته مع توضيح كيف يستخدم كل جزئية من البيانات؟ وليس من الضروري أن تكون الأهداف المصاغة أهدافا سلوكية

ولكن يجب أن توضح الأهداف كيف أن الاستجابات التي يحصل عليها من كل سؤال لها وظيفتها في البحث, ويؤدى تحديد الأهداف إلى تحديد نوع المعلومات التي يرغب الباحث في الحصول عليها، وإذا لم يستطع الباحث القيام بهذه الخطوة فهذا يعني أن مشكلة البحث ليست واضحة لديه.

وتتعدد أهداف استخدام الاستبيان بتعدد المجالات التي يستخدم فيها, فهو يستخدم بكثرة في الحالات التالية:

  • في حالة تعذر الحصول على معلومات وافية حول موضوع معين باستخدام أدوات أخرى.
  • عندما يكون موضوع القياس يتعلق بوجهة نظر أو رأي شخصي أو التوصل لعوامل كامنة وراء نشاط ما.
  • دراسة الراي العام وتقييم أوجه النشاط الاجتماعي ودراسة مشاكل الأفراد واتجاهاتهم النفسية والاجتماعية.

أنواع الاستبيان

للاستبيان أربعة أنواع، هي: الاستبيان المغلق، والاستبيان المفتوح، والاستبيان المغلق المفتوح، والاستبيان المصور.

 وبمقدور الباحث أن يكتفي بنوع واحد، أو قد يجمع في الاستبيان أكثر من نوع, ويتوقف تحديد نوع الاستبيان على طبيعة المبحوثين، وطبيعة الظاهرة المقاسة، وفيما يلي عرض لهذه الأنواع ـ

1- الاستبيان المغلق أو المقيد

وهذا النوع من الاستبيانات يطلب من المبحوث اختيار الإجابة المناسبة من بين الإجابات المعطاة. ويتسم الاستبيان المغلق بسهولة الإجابة عن فقراته، ويساعد على الاحتفاظ بذهن المبحوث مرتبطاً بالموضوع، وسهولة تبويب الإجابات وتحليلها.

 ويعاب عليه، أنه لا يعطي معلومات كافية، وغموض موقف المبحوث، إذ لا يجد الباحث من بين الإجابات ما يعبر عن تردد المبحوث أو وضوح اتجاهاته.

2- الاستبيان المفتوح أو الحر

وهذا النوع من الاستبيانات يترك للمبحوث فرصة التعبير بحرية تامة عن دوافعه واتجاهاته, ويتسم الاستبيان المفتوح بأنه يتيح للمبحوث حرية التعبير دون قيد.

 ويعاب عليه أن بعض المبحوثين قد يحذفون عن غير قصد معلومات هامة، وأنه لا يصلح إلا لذوي التأهيل العلمي، كما أنه يتطلب وقتًا للإجابة عن فقرات أو أسئلة الاستبيان، وصعوبة تحليل إجابات المبحوثين.

3- الاستبيان المصور

وهذا النوع يقدم رسومًا أو صورًا بدلًا من الفقرات أو الأسئلة المكتوبة؛ ليختار المبحوثون من بينها الإجابات المناسبة, ويتسم الاستبيان المصور بمناسبته لبعض المبحوثين، من مثل: الأطفال، أو الراشدين محدودي القدرة على القراءة والكتابة، ومقدرة الرسوم أو الصور في جذب انتباه وإثارة اهتمام المبحوثين أكثر من الكلمات المكتوبة، وجمع بيانات أو الكشف عن اتجاهات لا يمكن الحصول عليها إلا بهذه الطريقة.

ويعاب على الاستبيان المصور، بأنه يقتصر استخدامه على المواقف التي تتضمن خصائص بصرية يمكن تمييزها وفهمها، ويحتاج إلى تقنين أكثر من أي نوع آخر، وخاصة إذا كانت الرسوم أو الصور لكائنات بشرية.

4- الاستبيان المغلق المفتوح

وهذا النوع من الاستبانات يجتوى على عبارات لا يترك للمبحوث فرصة التعبير في إجاباته، بل عليه اختيار الإجابة المناسبة من بين الإجابات المعطاة, كما يحتوى عل ى عبارات أخرى تتيح له فرصة وحرية الاستجابات المتعددة حسب وجهة نظره, ويتسم هذا النوع بتوافر مزايا الاستبيان المغلق والمفتوح في وقت واحد.

خطوات تصميم الاستبيان questionnaire:

يمر تصميم الاستبيان بالخطوات التالية:

  1. تحديد هدف الاستبيان في ضوء السمة أو المشكلة المراد قياسها.
  2. تحويل المشكلة أو السمة المراد قياسها إلى أسئلة فرعية بحيث يرتبط كل سؤال فرعي بجانب معين من جوانب المشكلة, أو أبعاد المشكلة.
  3. وضع عدد من الأسئلة المتعلقة بكل جانب من جوانب المشكلة وإعداد الاستبيان في صورته الأولية.
  4. تجربة الاستبيان على عينة من المجتمع الأصلي تمهيدا لحساب الخصائص السيكومترية والتـأكد من وضوع الأسئلة وبعدها عن الغموض, ثم يجري عليها التعديلات في ضوء ملاحظات العينة.
  5. يتم حساب الخصائص السيكومترية للاستبيان كالصدق والثبات بالطرق المناسبة.
  6. يعدل الاستبيان في ضوء نتائج الخصائص السيكومترية.
  7. طباعة الاستبيان في صورته النهائية.

شروط صياغة أسئلة الاستبيان questionnaire

لا شك أن بناء الاستبيان يعد عملية فنية؛ إلى جانب كونها معيارًا علميًا في كيفية حصول الباحث على المعلومات والبيانات التي تساعده في دراسة المشكلة بطريقة سليمة؛ لذا ينبغي ملاحظة العوامل التالية في بناء الاستيبيان:

  • أن تكون العبارات واضحة.
  • تجنب كتابة العبارات أو الأسئلة المزدوجة.
  • أن تستثير الأسئلة إجابات غير غامضة.
  • يجب أن تكون الأسئلة في مستوى المستجيبين.
  • يجب أن تكون الأسئلة متعلقة بالموضوع.
  • الأسئلة البسيطة هي أفضل الأسئلة.
  • يجب تجنب العبارات المنفية.
  • يجب تجنب البنود أو المصطلحات المتحيزة.
  • أن تبتعد الأسئلة عن العموميات.
  • تجنب استخدام الكلمات المرنة المعنى كغالباً وأحياناً.

عيوب الاستبيان questionnaire:

يعتمد الكثير من الباحثين على الاستبيان كأداة جيدة في الحصول على المعلومات بطريقة ميسرة، وتواصل مباشر في بعض البحوث والدراسات العلمية؛ إلاّ أنه يكتنفه بعض القصور والعيوب التي تحتم على كل الباحثين النظر إليها بعين الاعتبار في بناء استبياناتهم، وتحليل نتائجها، والتي منها:

  • احتمال تأثر إجابات بعض المبحوثين بطريقة وضع الأسئلة أو الفقرات، ولاسيما إذا كانت الأسئلة أو الفقرات تعطي إيحاءًا بالإجابة .
  • اختلاف تأثر إجابات المبحوثين باختلاف مؤهلاتهم وخبراتهم واهتمامهم بمشكلة أو موضوع الدراسة.
  • ميل بعض المبحوثين إلى تقديم بيانات غير دقيقة أو بيانات جزئية؛ نظرًا لأنه يخشى الضرر أو النقد فيما قدمه من معلومات تجاه ظاهرة معينة.
  • اختلاف مستوى الجدية لدى المبحوثين في أثناء الإجابة؛ مما يدفع بعضهم إلى التسرع في الإجابة.
السابق
مجالات التقويم التربوي ومستوياته
التالي
تعريفات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

اترك تعليقاً