علم النفس

أسلوب حل المشكلات وطبيعته

أسلوب حل المشكلات

يعد أسلوب حل المشكلات أحد المتغيرات المعرفية التي حظيت بالكثير من الاهتمام في الفترة الأخيرة، نظرا لكونه أحد الأساليب المسئولة عن تعلم الطلاب مفاهيم علمية جديدة، وذلك من خلال طرح مشكلات جديدة يضطر معها الطلاب إلى التفكير ومراجعة مفاهيمهم السابقة.

ويعود الاهتمام بحل المشكلات في مجال علم النفس إلى تجارب كل من ثورندايك Thorndike وكوهلر Kohlr  والتي أجرياها على القطط و الشمبانزي، حيث كان ينظر حل المشكلات على أنه عملية تعلم تتم عن طريق المحاولة والخطأ، ثم تطورت أساليب حل المشكلات، ثم ظهرت أساليب التعلم بالاكتشاف وإتباع القوانين ومعالجة المعلومات وإستراتيجيات حل المشكلات العامة والخاصة والقياس وانتهاء بأسلوب العصف الذهني. [1]

طبيعة أسلوب حل المشكلات:

يقوم أسلوب حل المشكلات على وصف الطريقة التي يتبعها الشخص في التغلب على المشكلات التي تقابله في حياته اليومية، وتتخذ المشكلة معان عديدة، حيث أن المشكلة يمكن أن تكون سؤال يحتاج إلى إجابة، أو عائق يحول بين الفرد وبين تحقيق هدفه، أو موقف يبعث على حيرة وتوتر الفرد، كما أنه قد يكون حالة من عدم الاتزان يشعر بها الفرد تحول دون تحقيق الفرد لأهدافه وغاياته، وتحتاج منه إلى إشباع أو إلى حل.

ويطلق مصطلح مشكلة إذا حدث تفاوت بين الأداء الفعلي وبين معيار متوقع أو نمطي ينبغي المحافظة عليه، أو عندما يكون هناك انحراف عن مسار متوقع ينبغي المحافظة عليه، وبشكل عام فالمشكلة هي حالة من عدم الرضا أو التوتر تنشأ عندما يدرك الفرد وجود عوائق تحول دون الوصول إلى هدف معين، فهي نتيجة غير مرضية للفرد أو غير مرغوب فيها، وتكون أسبابها معروفة أو غير معروفة للفرد.

تعريف أسلوب حل المشكلات:

يعرف حل المشكلات على أنه أحد الأنشطة المعرفية، الذي يتضمن تنظيما معرفيا للخبرات السابقة مع عناصر الموقف الحالي، و ذلك عن طريق الاستبصار و اكتشاف علاقات بين عناصر الموقف الحالي والذي يؤدي في النهاية إلى حل المشكلة [2].

كما أنه أسلوب يجد فيه الشخص نفسه مضطرا لأن يجيب على تساؤل، أو مواجهة مشكلة أو إشباع حاجه في موقف يتضمن تحديا أو عقبه، فيجد نفسه في موقف يضطر فيه الإعمال العقل لكي يحقق حاله من التوازن المعرفي، والتي تتحقق بالوصول إلى الهدف أو الفهم أو الحل الخالي من التوتر وذلك بإكمال المعرفة الناقصة لديه فيما يتعلق بالمشكلة [3].

الفرق بين حل المشكلات واتخاذ القرار:

يوجد الكثير من الخلط بين كل من مهارة حل المشكلات وبين مهارة اتخاذ القرار، وعلى الرغم من التشابه بينهما، إلا أنه يوجد عدد من نقاط الاختلاف فيما بينهما، فمن حيث أوجه التشابه يلاحظ أن كلا من المهارتان يتضمنان سلسلة من الخطوات تبدأ بمشكلة ما وتنتهي بحل، كما يتم فيهما تقييم للبدائل المتاحة، وتتضمن كل منهما حلول متعددة في ضوء معايير مختارة، إضافة إلى أن كلاهما تهدف الوصول إلى قرار نهائي.

أما أوجه الاختلاف بينهما فيتحدد في أن الفرد في مهارة حل المشكلات يبقى دون أن يكون لديه إجابة شافية، ويحاول أن يصل إلى حل معقول للمشكلة، أما في اتخاذ القرار فإن الفرد يبدأ بالحلول المتاحة والممكنة لديه، وعليه أن يختار من أفضل هذه الحلول.

و تتزامن اختيار هذه البدائل مع عملية اتخاذ القرار، إضافة إلى وجود أكثر من بديل [4].

المراجع

  1. جروان، فتحي عبد الرحمن (۱۹۹۹). تعليم التفكير مفاهيم وتطبيقات. العين: دار الكتاب الجامعي.
  2. الحارثي، إبراهيم محمد. (۲۰۰۰). تدريس العلوم بأسلوب حل المشكلات بين النظرية والتطبيق. الرياض: مكتبة الشقري
  3. قطامي، يوسف. (۱۹۹۰). تفكير الأطفال تطوره وطرق تعليمه. عمان: الأهلية للنشر والتوزيع.
  4. علي، وائل عبد الله. (۲۰۰). أثر استخدام استراتيجيات ما وراء المعرفة في تحصيل الرياضيات وحل المشكلات لدى تلاميذ الصف الخامس الابتدائي مجلة دراسات في المناهج وطرق التدريس، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، 15، – 264 . 193
السابق
مفهوم التدريس الفعال وخصائصه
التالي
تعريف التنمية المستدامة

تعليق واحد

أضف تعليقا

  1. التنبيهات : أنواع الذكاءات المتعددة وطرق تنميتها مهنيا | معلومة تربوية

اترك تعليقاً