مناهج البحث العام

أنواع مناهج البحث العلمي وتصنيفاته المختلفة

أنواع مناهج البحث العلمي وتصنيفاته المختلفة

تثير محاولة تصنيف أنواع مناهج البحث العلمي مشكلة لا يوجد اتفاق حولها، حيث تستخدم أسس مختلفة كمعايير التصنيف، ينتج عنها أنظمة تصنيفية متعددة. ويضع أي نظام التصنيف إطارا لفهم المبادئ الأساسية في عملية البحث.

ولذلك فإن نظام التصنيف ليس مهما في حد ذاته ، إلا بقدر ما يخدم تحليل عمليات البحث وخطواته، بطريقة واضحة ومفهومة. وعند استخدام معیار كإطار للتصنيف، فإننا في الواقع يستخدم منهجا خاصا في التفكير، وننظر إلى البحث من زاوية معينة.

وعندما نستخدم معيارا آخر، فإننا ننظر إلى البحث من زاوية أخرى، ولذلك فليس هناك تناقض بين الطرق المختلفة في تصنيف البحوث، كما أنه ليس هناك تفضيلا لطريقة ما على غيرها، بل تتداخل هذه الطرق وتتكامل فيما بينها، لتعطي مزيدا من الوصف التفصيلي للبحث.

ويمكن للبحث الواحد أن يوصف بأكثر من صفة ويندرج تحت أكثر من نوع من أنواع البحوث.

منهج البحث القياسي والاستقرائي:

لما كان مفهوم البحث الذي نتحدث عن يشير إلى الخطوات العملية المرتبة والمنظمة التي يقوم بها الباحث لحل مشكلة معينة ضمن إطار فكري أو طريقة في التفكير، فقد يكون من المناسب أن نشير إلى أقدم أشكال التصنيف لمناهج البحث أو مناهج التفكير، ونعني بذلك منهج التفكير القياسي أو الاستنباطي ومنهج التفكير الاستقرائي.

البحث الأساسي والبحث التطبيقي:

جرى تقسيم العلوم تقسيما تقليديا على أساس صلتها بالتفكير النظري أو الواقع العملي إلى فئتين من أنواع مناهج البحث هما:

أ – البحوث الأساسية أو البحتة Basic Research

وتتضمن البحوث الموجهة نحو تطوير النظريات من خلال اكتشاف المبادئ أو التعميمات. وقد استعارت هذه البحوث منهج من العلوم الطبيعية بالتأكيد على التحليل المنظم والدقيق للظاهرة موضوع البحث بهدف اكتشاف الحقائق والعلاقات الأساسية والمهمة.

وذلك لتوسيع حدود المعرفة الإنسانية في هذا المجال، دون أن يكون من الضروري أن تنعكس نتيجة هذا الاكتشاف مباشرة على الواقع العلمي لفرد أو جماعة.

ويتم إجراء هذه البحوث عادة في المختبرات والمواقف المضبوطة. ويتم الضبط والدقة في التحكم غالبا على حساب الواقعية والصلة بالمواقف الطبيعية.

وقد كان هذا النوع من البحث مجال النشاط الأساسي لعلماء النفس لفترة طويلة من الزمن، جرى خلالها تطوير النظريات التقليدية للتعلم. وقد استعملت هذه البحوث في كثير من الأحيان الحيوانات كأفراد للدراسة، لأنها تهتم بالمبادئ الأساسية للسلوك أكثر من اهتمامها بتطبيق نتائج البحث على المشكلات الإنسانية.

ولذلك لم يكن غريبا أن تواجه نظريات التعلم مثلا بكثير من الأسئلة والتحديات على أساس أن الدراسات التي أنتجتها كانت تتعلق بسلوك الحيوانات في مواقف مخبرية مضبوطة مما يشكك في إمكانية تطبيقها على الإنسان في المواقف الطبيعية.

ب- البحوث التطبيقية Applied Research

ويتعلق هذا النوع أساسا بتطبيق المعرفة الجديدة في حل المشكلات اليومية والفعلية، ولا بد من التأكيد على أن البحث التطبيقي يشترك مع البحث الأساسي في تطبيق المنهج العلمي في البحث، إلا أن هدفه الأساسي هو تحسين الواقع العملي من خلال اختيار النظريات في مواقف حقيقية. وحل المشكلات الفعلية تحت نفس الظروف التي توجد فيها هذه المشاكل في الواقع.

كذلك فإن البحوث الأساسية ربما تعتمد في إجرائها على نتائج البحوث التطبيقية من أجل استكمال الصياغات النظرية وبلورة المفاهيم. فنحن نطبق مصلا نظريات التعلم في غرفة الصف للاستفادة منها عملية، وفي الوقت نفسه فإن نفسه فإن مشاهدة الموقف العملي في غرفة الصف ربما تقود إلى تطوير نظريات جديدة.

ويصعب في الحقيقة وضع خط دقيق يفصل بشكل قاطع بين البحوث النظرية الأساسية والبحوث العملية التطبيقية.

ولعل من المفيد هنا أن نميز بين البحث التطبيقي وبين البحث الإجرائي أو البحث الموجه للعمل Action Research .

فالبحث التطبيقي يستخدم المنهج العلمي ليقوم ببناء العلاقات واختيار النظريات بدقة، سواء في تطبيق خطوات البحث أو تحديد ظروف وشروط هذا التطبيق. ولذلك ربما يلزم في هذا البحث دراسة عدد كبير من الحالات، وممارسة درجة عالية من الضبط للمتغيرات، واستخدام الدقة في إجراءات اختيار العينات، واهتمام زائد في تعميم النتائج على المواقف الممكنة.

أما البحث الموجه للعمل في المقابل فإنه يفهم المنهج العلمي بطريقة أكثر تحررا، لأن اهتمامه ينصب على مشكلة معينة في موقف محدد، ولا يؤكد على ضرورة الحصول على معرفة علمية يمكن تعميمها، بل على معرفة محددة لتناسب غرض وموقفا محددا، ولذلك لا يستلزم البحث الموجه للعمل نفس الشروط المفروضة على البحث التطبيقي.

ففي الوقت الذي يقوم بالبحث التطبيقي والأساسي في ميادينه المختلفة باحثون متخصصون أو مراكز بحوث وجامعات ومؤسسات حكومية أو جمعيات مهنية متخصصة، يقوم بالبحث الإجرائي أو البحث الموجه للعمل معلمون في صفوفهم المدرسية، أو مديرون في مدارسهم، أو مشرفون بالتعاون مع المعلمين المرتبطين بهم.

كل ذلك من أجل تحسين ممارساتهم في میادین عملهم، أو لزيادة فهم هذه الميادين وتطويرها، في حدود الإمكانات المتاحة، وقد لا يتوافر بالضرورة لهؤلاء الأفراد الوقت والخبرة الفنية والإمكانات العملية اللازمة للباحثين المتخصصين.

لكن ذلك لن يمنع معلم العلوم مثلا من أن يدرس أثر بعض العوامل التي سببت اختلاف التحصيل في العلوم، لدى شعبتين في الصف الأول الثانوي، باستقصاء أثر موقع الحصص في البرنامج اليومي، أو أثر المعرفة السابقة في العلوم، أو أثر الخلفية العائلية للطلاب أو غير ذلك.

السابق
تاريخ تطور مفهوم الوسائل التعليمية
التالي
الفرق بين البحث الأكاديمي والبحث المهني

5 تعليقات

أضف تعليقا

  1. rqv قال:

    My brother recommended I mkght lijke thius website. He wwas onfe entifely right.
    This pput upp truly mase myy day. You ccan not
    imagine simply how a llot tiime I hhad spent for this information! Thanks!

اترك تعليقاً