علم الاجتماع

أهم مشكلات المجتمع الريفي

علم الاجتماع الريفي

لقد تمخضت الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي عاشها الريف عن مجموعة من مشكلات المجتمع الريفي، وكنتيجة طبيعية عن مجموعة من المشاكل عانى منها سكانه – وما زال حتى الآن- طوال فترات حياتهم التاريخية، ومن أبرز  تلك  المشكلات  ما  يلي:

المشكلات الاجتماعية في المجتمع الريفي:

  • التمسك بالأمثال الشعبية التي تشجع السلبية مثل القناعة كنز لا يفنى، واصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب، اسأل مجرب ولا تسأل طبيب، اجري جري الوحوش غير رزقك لم تحوش، وغيرها.
  • الإسراف في المناسبات كالأفراح والمآتم حتى يكون حديث أهل القرية منصباً على القدرة المالية لصاحب الفرح وإن كان قد اقترض تكاليف ذلك.
  • التواكل والتواني عن الحقوق والمطالبة بها.
  • نقص وسائل الترفيه وعدم الاستفادة من وقت الفراغ.
  • سيطرة الأسرة وشدة الرقابة على الأبناء.
  • الحساسية الشديدة بين الأبناء وقد يصل إلى حد الأخذ بالثأر وهي أخطر مشكلات المجتمع الريفي.
  • التمسك بشدة بكل ما هو قديم وعدم قبول الحديث.
  • الهجرة من الريف للمدن وما تتركه من آثار سلبية.
  • عدم الاعتراف بدور المرأة الريفية في المجتمع وتنميته.
  • سوء فهم بعض تعاليم الدين الخاصة بتنظيم الأسرة.
  • العصبيات العائلية والنعرة القبلية التي تعيق تحقيق كثير من برامج التنمية بالقرية.
  • انعدام الشعور بالمشاركة السياسية، لاقتناع القروي بعدم جدواها، سواء ذهب إلى صناديق الانتخاب أم لا.
  • عدم ثقة القروي في وعود من يمثله من النواب، يواء على مستوى القرية أو المركز أو الدولة، وفي نفس الوقت لا يوجد غيرهم على الساحة السياسية، فهذا هو قدره المكتوب.
  • عدم قناعة القروي بمن يختارهم من المرشحين كنواب له، نظراً لأن الاختيار حسب رغبة كبير العائلة، ولابد من الحفاظ علي هيبة ومكانة العائلة ومن ترشحه، حتى ولو كان الناخب ليس لديه الرغبة في هذا النائب، لأن هناك من هو أكفأ منه، لكن ضغوط العائلة هي الحاسمة للموقف.

المشكلات الاقتصادية للمجتمع الريفي:

  • تفتت الملكية الزراعية
  • البطالة والفقر
  • قلة الدخل
  • ضعف الإنتاج بسبب اتباع الطرق الزراعية القديمة
  • الاعتماد على محاصيل محددة مما يقلل من أسعارها
  • نقص الحرف وفرص العمل المحدودة

مشكلات المجتمع الريفي الثقافية:

  • الجهل وانتشار الأمية .
  • عدم معرفة دور المؤسسات الموجودة بالقرية وخدماتها وامكاناتها .حتى يمكن الحصول على الفائدة المرجوة.
  • ضعف الإلمام بما يدور حوله من أحداث.
  • عدم معرفة الطريق لتحسين أحوال القرية.
  • تسرب التلاميذ من المدارس للعمل في الحقول .
  • هجرة المتعلمين من أبناء القري الى المدن.
  • عدم توفر المدرسين المدربين للتدريس.
  • قلة مصادر الثقافة والمعرفة.

مشكلات المجتمع الريفي الصحية:

  • انتشار مرض البلهارسيا نتيجة وجود البرك والمستنقعات.
  • التبول والتبرز في مجاري المياه.
  • قلة التهوية بالمساكن مما يساعد على الإصابة بالسل.
  • الجهل بطرق الوقاية أو العلاج من الأمراض.
  • ضعف الوعي الصحي.
  • سوء التغذية.
  • عدم الاهتمام بعزل المرضى المصابين بأمراض معدية أو الإبلاغ عنهم.
  • عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
  • كثرة النسل من أجل العزوة مع ضعف التغذية.
  • عدم توافر المراحيض الصحية بالمنازل.
  • وجود أماكن تكاثر الحشرات والقوارض الناقلة للأمراض كالذباب والبعوض والبراغيث.
  • قلة توافر مصادر الشرب النظيفة وقلة الاهتمام بحمايتها من التلوث في الخزانات.
  • عدم توفر الخدمات الصحية والعيادات الطبية بالقرى مع قلة عدد الأطباء المتخصصين مع قلة المتابعة من المسؤولين على تلك الخدمات
  • توافر الباعة الجائلين والذين لا يحملون التراخيص الطبية التي تسمح لهم بالبيع ومزاولة هذا العمل وبالتالي بيعهم لبعض السلع والمأكولات غير الصحية التي تسبب الإصابة بالأمراض.

المشكلات العمرانية للمجتمع الريفي:

  • ما زال مظهر عدم توفر الكهرباء سواء للإنارة في المساكن أو الطرق أو كمصدر للقوى المحركة للمشكلات التي تواجه المجتمع الريفي.
  • تلاصق المنازل مع تخزين الحطب على الأسطح مما يسهل انتقال الحرائق على معظم مساكن القرية .
  • عدم وجود تخطيط عام للقرية وانتشار مساكنها ومرافقها بطريقة عشوائية.
  • ضيق الطرق وعدم استقامتها مما يعوق السير والنقل داخل القرية
  • قلة وجود طرق ممهدة توصل إلى القرية وتربطها بالطرق الرئيسية
  • رداءة المواصلات ووسائل الاتصال بين القرى وبعضها أو بينها وبين المدن.
  • عدم توفر المساكن للموظفين بمرافق ومؤسسات القرية من غير أهل القرية.

الثنائية الإقليمية للمجتمع الريفي:

لعل هذا المفهوم لم يظهر في الفكر الاجتماعي بالمعنى العلمي لهذا المفهوم إلا إبان القرن التاسع عشر, ومنذ هذا التاريخ توالت الكتابات عن هذين النمطين بما يؤكد مفهوم الثنائية الإقليمية داخل الدولة الواحدة أو المجتمع الواحد.

ويقصد بها المقابلة بين نمطين من أنماط المجتمعات بحيث تختلف خصائص المقارنة بين هذين النمطين اختلافا يتناول معظم أو أغلب هذه الخصائص.

وقد تناولت هذه المقارنة بين هذين النمطين الخصائص التالية والتي تعد أساسا لمعرفة مشكلات المجتمع الريفي:

  1. كثافة السكان.
  2. تجانس السكان.
  3. التباين والتدرج الاجتماعي.
  4. المهنة السائدة (طبيعة الأنشطة المهنية).
  5. حجم المجتمع المحلي.
  6. التنقل.
  7. نسق العمل.
  8. مساحة السوق.

ومن أهم الذين أشاروا إلى تلك الثنائية فردينان توتر , وإميل دور كايم وروبرت ردفيلد.

فقد ميز (فردينان توتر) بين المجتمعات على أساس العلاقات، فقسم المجتمعات إلى مجتمع عائلي يقوم على العلاقات القرابية في مقابل مجتمع آخر تقوم فيه العلاقات علي أساس المنفعة أو المصلحة

وحدد (دور كايم) تلك المقابلة بمجتمع يسوده التضامن الآلي في مقابل مجتمع يسوده التضامن العضوي قاصداً بالأول مجتمع القرية والثاني مجتمع المدينة.

وميز (هوارد بيكر) بين مجتمعين حيث يشير إلى مجتمع مقدس في مقابل مجتمع علماني قاصداً بالأول مجتمع القرية والثاني مجتمع المدينة.

كما ميز (تشارلز كولي) بين نمطين من المجتمعات على أساس نوع العلاقات، علاقات أولية في مقابل علاقات ثانوية مشيراً بالنمط الأول إلى مجتمع القرية والثاني مجتمع المدينة.

وأشار (روبرت ريدفيلد) إلى نمطين من المجتمعات المجتمع الشعبي (مجتمع القرية) والمجتمع المدني (مجتمع المدينة).

إن المجتمع الريفي يعيش في بيئة طبيعية يخضع لتقلباتها المختلفة ويكون معها علاقات دائمة وتقوم حياته الاجتماعية على أساس  الانتماء إلى وحدات صغيرة تعطيه كثيرا من مقومات حياته، كما أن الطبيعة من ناحية أخرى تخرج الريفيين إخراجا واحدا ولذلك فهم يتشابهون في كثير من خصائصهم النفسية والاجتماعية، ومن أجل هذا يكون التجانس والاعتماد على الطبيعة من أهم مميزاتهم ويكون طابع حياتهم هو الطابع الريفي المتميز من حيث جوانبه السوسيولوجية.

أما الحضري فيعيش في بيئة صنعها الإنسان وبالتالي يقل جدا إحساسه بخصائص الطبيعة، وفي مجال علاقاته الاجتماعية ينتمي إلى أكثر من وحدة اجتماعية ولا يشعر بالانتماء الشديد أو الولاء لأيٍ منها بصفة خاصة، ولذلك فسكان الحضر غالباً غير متجانسين، يعتمدون على الإنسان أكثر من اعتمادهم على الطبيعة، الأمر الذي يجعلهم غير متشابهين وفي حاجة دائما إلى عمل يختلف في طبيعته بحيث يعتمد بعضهم الآخر دون أن تكون هناك صلة مباشرة بينهم كأفراد.

ولذلك فطابع الحياة عندهم يختلف من حيث الأساس عن الطابع الريفي الذي يعتمد أساسا على موجهات الطبيعة وخصائصها ومتطلباتها.

السابق
مجالات الدراسة في علم الاجتماع الريفي
التالي
مناهج البحث في الدراسات النمائية

اترك تعليقاً