علم النفس

استراتيجية الوعي الصوتي وخطواتها

الوعي الصوتي

ترجع كثير من مشكلات تعليم اللغة العربية في مراحل التعليم الأولى إلى الوعي الصوتي، وما يترتب عليه إذ يضرب هذا الوعي في جوانب ومهارات أخرى مختلفة ومتفاوتة؛ كالقراءة والكتابة والتهجئة على وجه الخصوص، ومن ثم فتنمية وتحسين الوعي الصوتي لدى التلاميذ يؤثر في دعم المهارات اللغوية الأربع: الاستماع والقراءة والكتابة والتهجئة لديهم.

كما نجد في نظام اللغة العربية الهجائي تكون المهمة الأساسية التي تواجه القارئ المبتدئ تكوين الرابطة بين أصوات الكلام والرموز المكتوبة، ودمج الرموز الصوتية في مقاطع صوتية، ودمج المقاطع في كلمات (مفردات)، ونطق السلسلة الصوتية بشكل صحيح، وهذا يستلزم من القارئ إدراك أن الكلمة تجزأ إلى وحدات صغير تمثل في حقيقتها صورة كتابة هجائية، ومن ناحية ثانية فإن التلفظ بالكلمة ينطوي على تجميع مقاطع صوتية حول كل وحدة صوتية، ويساعد إدراك أصوات الوحدات الصوتية المكونة للكلمة في فهم سبب كتابتها بهذه الصورة. [1]

وتعد استراتيجية الوعي الصوتی عملیات منظمة تعمل على تنظيم الأصوات المسموعة حسب اشكالها سواء منفردة أو مقاطع أو كلمات أو جمل وذلك في المخ؛ حيث يستطيع الشخص معالجتها واستخدامها بعد ذلك في الكتابة أو الكلام أو الإملاء.

مفهوم الوعي الصوتي:

لقد انتشر مفهوم الوعي الصوتي في مجالي تعليم اللغة العربية والدراسات الصوتية، باعتبار أن اللغة العربية تتضمن مفردات تتكون من وحدات ومقاطع صوتية وكلمات وجمل، ويرجع الفضل في بلورة هذا المفهوم تلك الجهود اللغوية التي قام بها علماء اللغة القدماء في مجال الأصوات كالخليل بن أحمد وابن جني والجاحظ وغيرهم، وق ساعد ذلك في وضع معايير للاكتساب اللغوي واكتساب القدرة على الأداء الصوتي اللغوي الصحيح.

ويعرف الوعى الصوتي بأنه امتلاك التلميذ القدرة على معرفة إنتاج الأصوات اللغوية، وكيفية إخراجها بل والكيفية التي تتشكل بها هذه الأصوات ودمجها لتكوين الكلمات والجمل والألفاظ مع إدراك أوجه التشابه والاختلاف بين الأصوات سواء جاءت مفردة أو في الكلمات والمفردات والتعابير اللغوية المختلفة. [2]

إن مصطلح الوعى الصوتي يتضمن معرفة أصوات الحروف منفردة ومجمعة، وهذا يعني قدرة التلميذ على مطابقة الصوت المسموع بالحرف ومراعاة ذلك عند التدريس، كما يدرك المعلم أن التلاميذ يأتون إلى الصف الثالث الإبتدائي أو ما قبله بمستويات مختلفة من الوعي الصوتي، رغم أن البعض قد لا يدرك أي جزء صوتي في الكلمة، والبعض واعية بالمقاطع.

كما يعرف بأنه مكون من مكونات الميتا- لغوية وهي القدرة على استخدام المعالجات المتعددة للوصول إلى تفسير وفهم الجمل، وإدراك الكلام، وتطبيق القواعد الاستدلالية [3] )

كما يعرف بأنه فهم التلميذ للبنية الصوتية المكونة للغة؛ حيث إن اللغة تتكون من كلمات، ومقاطع وقافية أو إيقاع، وأخيرأ وحدات صوتية، ويتم اكتساب هذه المعرفة اللغوية الشفوية التي تعلمها المتعلم. [4]

ويعرف الوعي الصوتي بأنه: إدراك التلميذ لأصوات الحروف الهجائية المنطوقة والمسموعة، والكيفية التي تشكل بها لتكوين مقاطع صوتية ووحدات وكلمات وجمل لكل منها حدود صوتية وسمعية، وإدراك المتشابه والمختلف بينهما، ويظهر ذلك في قدرة التلميذ على تقسيم الجمل الشفوية المسموعة إلى كلمات، والكلمات إلى وحدات صوتية والكلمات إلى أصوات، ودمج الأصوات أو المقاطع معا لتكون كلمات لها معنى واضح. [5]

ومن خلال عرض ما سبق من تعريفات للوعي الصوتي يتضح أن الوعي الصوتي يمثل:

  • عملية موجهة ومقصودة تختص بإدراك التلميذ لبنية الكلمة من أصوات ومقاطع.
  • ارتباط الوعى الصوتي بمهارة الاستماع والتهجئة ارتباطا وثيقا.
  • تدرج مهارات الوعي الصوتي بداية من تعرف الأصوات المنفصلة، ومرورا بدمج الأصوات المكونة للجملة، وانتهاء بتجزئة الكلمة إلى وحدات صوتية صغيرة

إجراءات وخطوات الوعى الصوتي:

لاستراتيجية الوعي الصوتی مجموعة من الإجراءات وفقا للعمليات الممارسة، وهي كما يلي [6]:

  • تمييز المقاطع الصوتية للكلمة، وتمييز الوحدات الصوتية (الفونيمات)، والتمييز بين الحركات الطويلة والقصيرة وغيرها، وتمييز الكلمة داخل الجملة، وسرعة التسمية حيث يتمكن التلميذ من معرفة الأشياء بمجرد عرضها عليه.
  • عد الكلمات داخل الجمل، وعد المقاطع الصوتية والوحدات الصوتية في الكلمة الواحدة
  • إنتاج كلمات ذات وزن أو إيقاعات صوتية معينة، والتمييز بين الكلمات المختلفة بناء على وزنها أو إيقاعاتها الصوتية
  • تكوين كلمات تتفق صوتيا مع كلمات أخرى، وتكوين الكلمات تبدأ أو تنتهى بأصوات معينة (تتشابه معا في البداية أو النهاية).
  • تجزئة الجملة إلى كلمات، وتجزئة الكلمة إلى بداية، ووسط ونهاية، وتجزئة الكلمة إلى مقاطع صوتية، وتجزئة المقاطع الصوتية إلى وحدات.
  • دمج صوت مع آخر، ودمج مقطع صوتي مع مقطع آخر تكوين كلمات لها معنى.
  • حذف صوت أو وحدة صوتية من الكلمة، وإضافة صوت أو وحدة صوتية جديدة إلى الكلمة، واستبدال وحدة صوتية بوحدة أخرى أو تقديم وحدة على أخرى أو استبدال تشكيل وحدة بتشكيل أخر، والربط بين الوحدات والمقاطع الصوتية المتشابهة، ومن ثم يتعرف على الكلمة الناتجة

وقد أشار محمد القرني [7] إلى عدة خطوات لاستراتيجية الوعي الصوتي وهي:

  • الخطوة الأولى: التعرف ويشمل: تعرف الصوامت العربية، والصوائت العربية.
  • الخطوة الثانية: التمييز ويشمل: التمييز بين الأصوات المتشابهة، التمييز بين الحركات القصيرة والحركات الطويلة، تمييز الأصوات المنونة وتحديد نوع التنوين، التمييز بين اللام الشمسية واللام القمرية، التمييز بين أصوات اللغة.
  • الخطوة الثالثة: التركيب ويشمل: تركيب ودمج الأصوات لإنتاج كلمات لها معنى، وتركيب الكلمات الإنتاج جمل مفيدة.
  • الخطوة الرابعة: التجزئة ويشمل: تجزئة الكلمات إلى مقاطع صوتية، تجزئة الجمل إلى كلمات.
  • الخطوة الخامسة: التلاعب بالأصوات ويشمل: إبدال الأصوات والتشكيل، حذف أو إضافة أصوات.
  • الخطوة السادسة: التنغيم ويشمل: تحديد الكلمات ذات القافية والوزن الواحدة، والإتيان بكلمات لها نفس النغمة والإيقاع.

المراجع

  1. محمود جلال الدين سليمان (۲۰۱۲): الوعي الصوتي وعلاج صعوبات القراءة منظور لغوی تطبیقی، عالم الكتب للنشر والتوزيع، القاهرة.
  2. تسهام عبدالنبي الشيباني (۲۰۱۶) : فعالية برنامج تدريبي لتنمية الوعي الصوتي لدى أطفال المدرسة الابتدائية ذوي صعوبات التعلم في مدينة طربلس بليبيا، مجلة عالم التربية، ع46، المؤسسة العربية للاستشارات العلمية وتنمية الموارد البشرية، القاهرة، ص ص۱۸۹- ۲44.
  3. Kuo, L. J., Uchikoshi, Y., Kim, T. J., & Yang, X. (2016). Bilingualism and phonological awareness: Re-examining theories of cross-language transfer and structural sensitivity. Contemporary Educational Psychology, 46, 1-9.‏
  4. ماهر شعبان عبدالباری(۲۰۱۱): استراتيجيات تعليم المفردات “النظرية والتطبيق”، الأردن، دار المسيرة للنشر والتوزيع .
  5. تمحمد عبدالوارث(۲۰۱۱): فاعلية برنامج لتنمية مهارة الوعي الفونولوجي في تحسين المهارات اللغوية والتفاعل الاجتماعي لدى الأطفال ذوي اضطراب التوحد، مجلة كلية التربية في العلوم التربوية، ع ۱ ، مج 40 ، القاهرة ص ص ۳۰ – ۱۰۱.
  6. تمصطفى عبدالله إبراهيم طنطاوی (۲۰۱۰): تنمية الوعي الصوتي مدخل لتعليم تلاوة | القرآن الكريم، السعودية، مجموعة توارث للنشر والتوزيع.
  7. محمد عويس القرنی(۲۰۰۸) : المهارات الصوتية ومهارات الوعى الصوتي اللازمة المعلمي اللغة العربية لتعليم القراءة الجهرية بالصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية، الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة، القاهرة، ع۸۰، ص ص ۹۲-۱۹۱.
السابق
التدخل المبكر مع المعاقين سمعيا
التالي
مفهوم تأهيل المعاقين وأهدافه

9 تعليقات

أضف تعليقا

  1. naturally like your web site however you need to take a look at the spelling on several of your posts. A number of them are rife with spelling problems and I find it very bothersome to tell the truth on the other hand I will surely come again again.

اترك تعليقاً