التعلم النقال

التعلم النقال Mobile Learning وأهدافه

التعلم النقال

عند الحديث عن التعلم النقال يجب القول بأنه أدى التطور الكبير في تقنيات الاتصالات والمعلومات وتكنولوجيا التعليم وانتشار المعرفة الالكترونية بين طلاب المدارس والجامعات إلى ظهور أشكال جديدة من نظم التعليم.

ففي العقد الماضي ظهرت أدوات التعليم والتدريب المعتمدة على الكمبيوتر بشكل رئيسي وعلى أساليب التفاعل المختلفة معه مستفيدة من الأقراص المضغوطة والشبكات المحلية، وخلال القرن الحالي تطور مفهوم التعلم الالكتروني وتميزت أدواته باستعمال الانترنت، والتي أظهرت تقنيات الاتصالات اللاسلكية عامة والنقالة خاصة ليظهر مفهوم جديد هو التعلم النقال Mobile Learning .

مفهوم التعلم النقال:

يعد التعلم النقال شكلا من أشكال التعلم الالكتروني الذي يقدم منظومة ديناميكية مفتوحة، لا تقتصر بيئته على استخدام الأجهزة النقالة والهواتف المحمولة فقط، بل يجب أن تتكامل فيها البرامج والتطبيقات التكنولوجية مع الوسائل والأجهزة وأدوات التطوير، بحيث تتيح إمكانية التعلم من خلالها في أي وقت ومن أي مكان.

ولقد تعددت التعريفات التي تناولت مفهوم التعلم النقال والتي سوف يتم تناول بعضا منها فيما يلي بالتفصيل:

يعرفه كلا من (جمال الدهشان، مجدي يونس، ۲۰۰۹) بأنه أحد أشكال التعلم الذي يتم باستخدام الأجهزة المتنقلة والمحمولة مثل التليفونات المحمولة والمساعدات الرقمية والتليفونات الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة لتحقيق المرونة والتفاعل في عملية التعلم في أي وقت وفي أي مكان، من خلال ما توفره تلك التقنيات من خدمات كالرسائل القصيرة، والتطبيقات [1].

بينما يعرفه (محمد خميس، ۲۰۱۱) بأنه عملية توصيل المحتوي الالكتروني، ودعم المتعلم، وإدارة التعلم والتفاعلات التعليمية عن بعد، في أي وقت ومكان، باستخدام أجهزة رقمية محمولة، وتكنولوجيا الاتصال اللاسلكي [2].

وتضيف (ليلي سويلم، ۲۰۱۳) بأنه: تعلم يوفر بيئات تعمل على استخدام الأجهزة اللاسلكية الصغيرة والمحمولة يدوية مثل الهواتف المتنقلة، والمساعدات الرقمية الشخصية، والهواتف الذكية، والحواسيب اللوحية الشخصية الصغيرة، من أجل تحقيق المرونة والتفاعل في عمليتي التعليم والتعلم داخلها، مع السماح بالدخول إليها من قبل الطلاب في أي وقت وفي أي مكان [3].

أما (منال بدوي، 2015) فتعرفه بأنه نظام تعليمي متكامل يتم فيه تحقيق أقصى درجات المرونة في الزمان والمكان؛ لإتمام التعلم للطلاب من خلال استخدام الأجهزة المتنقلة بأنواعها المختلفة مثل الهواتف النقالة والحاسبات الشخصية الصغيرة والأجهزة الرقمية المتحركة [4].

وتؤكد (سناء نوفل، دينا نصار، ۲۰۲۰) أن التعلم النقال يتيح للطلاب إمكانية التعلم في أي مكان وزمان عبر أجهزتهم المحمولة المختلفة، مع إعطائهم المرونة الكاملة في التعامل مع كافة عناصرها أثناء دارستهم للمحتوي الخاص بهم داخلها [5].

وبتحليل التعريفات السابقة يتضح أن مفهوم التعلم النقال يرتكز على النقاط التالية:

  1. يعتمد على التقنيات اللاسلكية مثل: الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية والمحمولة.
  2. يصل للمتعلم في أي مكان أو وقت يوفر الحرية والاستقلالية والتفاعلية.
  3. يقدم خدمات كالرسائل القصيرة، والتطبيقات اللاسلكية، والبلوتوث.
  4. يحقق المرونة والتفاعل في عمليتي التعليم والتعلم.

ويمكن استخلاص تعريف التعلم النقال بأنه: توصيل المحتوى التعليمي من خلاص التقنيات اللاسلكية مثل: الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية، مستخدما خدمات مختلفة، ويساعد على إيصال المحتوى واكساب الخبرات للمتعلم في أي مكان أو وقت، ويمتاز بالحرية والاستقلالية والتفاعلية، ويحقق أهداف التعلم المختلفة والتي يوضحها الشكل التالي:

التعلم النقال
التعلم النقال

الأسس النظرية التي يمكن الاستناد عليها عند تصميم التعلم النقال:

يستند التعلم النقال إلى مبادئ العديد من النظريات التعليمية التي تؤيد استخدام بيئة التعلم النقال في العملية التعليمية كما وضحها كل من (هویدا موسي، ۲۰۲۱؛ أحلام السيد، ۲۰۲۰) في التالي [6] [7]:

النظرية السلوكية:

والتي ترتكز مبادئها على أساس التعزيز و العقاب ودورهما في تكوين سلوك الكائن الحي، مع إعطاء أهمية للملاحظة المباشرة ووصف الوقائع كما تحدث، والتركيز على السلوك الظاهري وليس على الأحداث العقلية الداخلية.

مع القدرة علي تشكيل وتحليل السلوك إذا تم التحكم في الظروف البيئة التعليمية المناسبة، ويحدث ذلك عندما يحصل المتعلم على التعزيز المناسب نتيجة حدوث ارتباط بين المثير والاستجابة.

ويظهر ذلك واضحا في تقديم المحتوي التعليمي من خلال بيئة التعلم النقال على شکل اختبارات وأنشطة وتدريبات للمتعلمين، بالإضافة إلى تقديم التغذية الراجعة في صورة تطبيقات الدردشة النصية متمثلة في الواتس اب والفيسبوك.

النظرية البنائية المعرفية:

والتي ترتكز مبادئها على أن التعلم عملية بناء نشطة؛ حيث يعمل المتعلم على ممارسة وتطبيق النشاط فيعمل على معالجة المعلومات، وتعديل بنيته العقلية من خلال التعلم المنظم ذاتيا.

وبذلك يقوم الطالب ببذل الجهد العقلي فيعرف المعرفة ويكتشفها من تلقاء نفسه ويستخدمها في بناء أفكار ومفاهيم جديدة في ضوء معرفته السابقة وربطها بالمعرفة الجديدة.

وبناء على ما سبق تتنوع بيئة التعلم النقال في أنماط تقديم المحتوي من نقاشات وأنشطة تعليمية عبر قنوات الاتصال المتاحة وتظهر في صورة تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك والواتس أب والبريد الإلكتروني E-mail.

أهداف التعلم النقال:

تكمن أهداف التعلم النقال في سعيه لتحقيق رضا الطلاب وجميع المسئولين عن العملية التعليمية عن عملية التعليم، مع توسيع الرقعة الجغرافية التي تتضمنها البيئة التعليمية، بحيث تسعى إلى تسهيل وتوفير التعلم للطلاب للدرجة التي يتحول فيها التعلم من التعلم في أي وقت وفي أي مكان إلى التعلم (في كل وقت وفي كل مكان).

ويمكن صياغة أهداف التعلم النقال في مجموعة من النقاط الرئيسية التالية كما أشار اليها كلا من (جمال الشرقاوي، حسناء الطباخ، ۲۰۱۲) فيما يلي [8]:

  1. إتاحة التعلم لجميع الطلاب وفق احتياجاتهم وقدراتهم وميولهم.
  2. تحقيق رضا الطلاب وأولياء الأمور والقائمين على العملية التعليمية.
  3. زيادة المساحة الجغرافية التي تغطيها المؤسسة التعليمية.
  4. جذب المتعلمين للتعلم وتوفير زمان ومكان التعلم.
  5. إتاحة تصميم بيئات تعليمية تتناسب مع خصائص المتعلمين.
  6. إكساب المتعلم المهارات التكنولوجية في كيفية اكتساب المعلومات.
  7. إعداد جيل جديد من تطبيقات التكنولوجيا في التعليم والتعليم من خلال عمليات البحث والتقويم.
  8. الاستفادة من محتوي التعلم النقال وتطبيقات الإنترنت في عمليات التعليم والتدريب وتطبيقها في المواقف الحياتية.

خصائص التعلم النقال:

اتفق العديد من الباحثين (زكريا لأل، ۲۰۱۱؛  Alsaif, G. A, 2018) على مجموعة من العناصر التي يختص بها التعلم النقال وهي كما يلي [9] [10]:

  1. التواجد في كل مكان: حيث تشير إلى أن المحتوي متاح للمتعلم في كل مكان ويحدث ذلك من خلال تغطية مساحات كبير بالشبكات اللاسلكية التي تنقل المحتوي.
  2. توفر المادة التعليمية للمتعلم بشكل دائم، وهذا يعني أن أدوات التعلم النقال تتميز دائما بقدرتها على تسليم المحتوي بشكل فوري عندما يطلبها المتعلم.
  3. الاتصال: يعني أن الأجهزة النقالة يمكن أن تكون على اتصال مع بعضها البعض، وذلك يساعد على تبادل المعلومات والمعارف المختلفة.
  4. الملائمة: حيث يمكن للطلاب الحصول على المحتوى التعليمي بما فيها المعلومات النظرية، والعملية والأسئلة من أي مكان.
  5. التفاعل: حيث يمكن للطلاب التفاعل مع المعلمين ومع بعضهم البعض بفاعلية وسهولة.
  6. الملكية وزيادة الدافعية: فعندما يمتلك الطلاب أجهزتهم تكون لديهم الدافعية لاستخدمها والتعليم من خلالها.
  7. التزامن: حيث يستطيع المتعلم أن يتناقش مع المعلم ويتحاور معه في الوقت نفسه عن طريق الاتصال بالهاتف المحمول، ويتابع المحتوى المعروض من خلال مواقع التعليم الإلكتروني على شبكة الإنترنت في العروض والمواقع التعليمية المتزامنة للتعليم الإلكتروني.
  8. التعاون: حيث يستطيع الطلاب والمتعلمون التعاون مع بعضهم من خلال الهاتف النقال أثناء التعليم مثل استخدام الرسائل والمكالمات والحوار من خلال الاتصال بشبكة الإنترنت باستخدام الهاتف النقال، مما يعزز التعاون بين المعلمين وبعضهم، وينمي مهارات التفاعل الاجتماعي لديهم.
  9. السرعة: تعد السرعة من خصائص تكنولوجيا الهاتف النقال حيث أنها تساعد على نقل الأفكار والمعلومات بين المتعلمين مهما بعدت المسافات بينهم في اللحظة نفسها، وهذا يعني سهولة التواصل وحداثة المعلومات المتبادلة بين المتعلمين وبعضهم من خلال الهاتف النقال.
  10. الخصوصية: حيث إن جهاز الهاتف النقال يعد جهازا للاستخدام الفردي وليس الاستخدام الجماعي، كما ان ثمنه وتكلفة التشغيل متاحة وفي متناول قطاع كبير من المستخدمين، مما يجعله جهاز ووسيلة اتصال شخصية.
  11. الاتساع والشمول: إن شبكات الهاتف النقال تغطي نطاقا واسعا في كافة دول العالم، مما يجعل الهاتف النقال وسيلة اتصال مناسبة وفعالة وقوية في كل مكان في العالم مما يوضح أن نطاق الاتصال والاستخدام التكنولوجيا الهاتف النقال متسع إلى حد كبير.

المراجع

  1. جمال علي الدهشان، مجدي محمد يونس (۲۰۰۹). التعليم بالمحمول Mobile Learning صيغة جديدة للتعلم عن بعد: الندوة العلمية الاولى للتربية والادارة التعليمية بعنوان نظم التعلم الافتراضي، كلية التربية، كفر الشيخ.
  2. محمد عطية خميس (۲۰۱۱). الأصول النظرية والتاريخية لتكنولوجيا التعلم الالكترونية، ط1، دار السحاب للنشر، القاهرة
  3. تليلى سعيد سويلم (۲۰۱۳). محددات إقبال طالبات كلية علوم الأسرة بجامعة طيبة على استخدام التعليم المتنقل وعلاقتها ببعض العوامل. دراسات عربية في التربية وعلم النفس: رابطة التربويين العرب، 42 (۲)، ۲۱۹-۱۸۳
  4. منال شوقي بدوي (۲۰۱۰). تصميم بيئة تعلم نقال قائمة على تطبيقات الويب ۲.0 لتنمية مهارات صيانة الحاسب الالى لدى طلاب الدراسات العليا بكلية التربية. مجلة البحوث في مجالات التربية النوعية: جامعة المنيا – كلية التربية النوعية، (۲)، ۷۹۱-۱.
  5. سناء عبد الحميد نوفل، دينا عبد اللطيف نصار (۲۰۲۰). أثر التفاعل بين أنماط الانفوجرافيك وأساليب التعلم في بيئة التعلم النقال على تنمية مهارات تصميم وإنتاج الشبكات الإلكترونية والذكاء البصري المكاني لدى طلاب تكنولوجيا التعليم. دراسات في التعليم الجامعي، جامعة عين شمس – كلية التربية – مرکز تطوير التعليم الجامعي، (49)، 1 – 392.
  6. هويدا سعد موسی (۲۰۲۱). تصميم بيئة تعلم نقال باستخدام تطبيقات الحوسبة السحابية لتنمية مهارات تطوير مصادر التعلم الإلكترونية لدى طلاب كلية التربية. عالم التربية: المؤسسة العربية للاستشارات العلمية وتنمية الموارد البشرية، ۲ (۷۲)، ۲۰۰ – ۲۱۳.
  7. أحلام محمد السيد (۲۰۲۰). أثر أحجام بث المحتوي التعليمي المصغر “بودكاست” في بيئة التعلم النقال على تنمية مهارات التصميم الإبداعي للرسم المعلوماتي ونشره لدى طلاب تكنولوجيا التعليم. المجلة التربوية كلية التربية جامعة سوهاج، ۷۷، 949-1044 |
  8. جمال مصطفي الشرقاوي، حسناء عبد العاطي الطباخ (۲۰۱۲). أثر اختلاف أنماط الإبحار لبرامج التعلم النقال في تنمية مهارات تصميم وإنتاج برامج الوسائط المتعددة الإلكترونية لدى طلاب الدراسات العليا بكلية التربية المؤتمر العلمي الدولي الأول – رؤية استشرافية لمستقبل التعليم في مصر والعالم العربي في ضوء التغيرات المجتمعية المعاصرة: جامعة المنصورة – كلية التربية ومركز الدراسات المعرفية. القاهرة، مج۲، المنصورة: كلية التربية، جامعة المنصورة ومركز الدراسات المعرفية، 310- 413
  9. زكريا يحيي لال (۲۰۱۱). التكنولوجيا الحديثة في تعليم الفائقين عقلية . القاهرة: عالم الكتب
  10. Alsaif, G. (2018). Benefits and Barriers toward Effectiveness of Mobile Learning from Students’ Perspective in the Higher Education. Journal of Educational and Psychological Sciences, 2(15), 139-156.
السابق
القياس النفسي – مفهومه وأنواعه
التالي
تحميل كتاب البرامج الإرشادية

اترك تعليقاً