تكنولوجيا التعليم

التعليم الإلكتروني E- learning ومراحل تطوره

التعليم الإلكتروني E- learning ومراحل تطوره

يعد التعليم الإلكتروني استجابة حقيقية للثورة الحديثة في أساليب وتقنيات التعليم، والتي تسخر أحدث ما توصلت إليه هذه التقنية من أجهزة وبرامج في عمليات التعليم لتقديم محتوى للمتعلم بطريقة جيدة وفاعلة، بدءا من استخدام وسائل العصر الحديث لإلقاء الدروس في الفصول التقليدية واستخدام الوسائط المتعددة كالتلفزيون والحاسوب وبرمجياته وتطبيقاته في عمليات التعليم الصفي، التي تتيح للطلبة الحضور والتفاعل مع محاضرات وندوات ودروس عبر الشبكة العنكبوتية.

وإن من أبرز ما شهده العصر الحالي هي الثورة المعلوماتية، التي أحدثت تغيرا كبيرا في طبيعة تلقي المعلومة سواء على المستوى الدرس أم المحاضرة أم على مستوى الثقافة العامة والمعرفة المتداولة من دولة إلى أخرى، وكان من أهمها التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني، وتفريد التعليم، والتعليم المدمج، والمقررات الإلكترونية، والتعليم الافتراضي، الذي يعتمد على التقنية لتقديم المحتوى التعليمي للمتعلم بطرق جديدة وفاعلة تحفظ الوقت والجهد، ولا ندري ماذا يخبئ لنا المستقبل القريب من تطورات الكترونية، لأن هذا النوع من التعليم لا يزال يعيش ارهاصاته ويواجه تحدياته [1].

والتطورات الأخيرة واعتماد التعليم عليها هي التي اقترن بها مفهوم التعلم الإلكتروني ” E- learning “، أو التعلم عبر الشبكات “On Line Learning” أو التدريس عبر شبكات”Teaching on Network“، وفي كتابات أخرى يستخدم مفهوم الافتراضي “Virtual” لوصف المؤسسات التي تقدم هذه النظم من التعليم للتفرقة بينها وبين المؤسسات التي تقدم التعليم التقليدي، فيطلق على المؤسسات التي تقدم التعليم الإلكتروني عبر الشبكات: المدارس الإلكترونية ” E- Schools “، أو الافتراضية “Virtual Schools”، والفصل أو الصف الإلكتروني -E “Class”، أو الفصل والصف الافتراضي “Virtual Class”، وهناك الجامعات الافتراضية Virtual “Universities”، وغيرها من المسميات في الأدبيات والدراسات الخاصة بهذا النوع من نظم التعليم [2].

مفهوم التعليم الإلكتروني وطبيعته:

التعليم الإلكتروني E- learning ومراحل تطوره
التعليم الإلكتروني E- learning ومراحل تطوره

يعد التعليم الإلكتروني أحد النتائج المهمة للعصر الرقمي وتقنياته الحديثة وهو الركيزة الرئيسة في تعليم المستقبل كونه يعتمد على آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكات ومكتبات الكترونية، وكذلك مواقع الإنترنت سواء أكانت عن بعد أم في الصف الدراسي [3].

ويعرف التعليم الإلكتروني بأنه “التعليم الذي يهدف إلى إيجاد بيئة تفاعلية غنية بالتطبيقات المعتمدة على الحاسب والإنترنت، وتمكن الطالب من الوصول إلى مصادر التعلم في أي وقت، ومن أي مكان” [4].

وتعرفه الأحمري بأنه “تقديم المحتوى التعليمي، وما يتضمنه من شروحات وتمارين وتفاعل ومتابعة بصورة جزئية، أو شاملة في الفصل أو عن بعد، بوساطة برامج متقدمة مخزنة في الحاسب أو عبر شبكة الإنترنت” [5].

ويعرفه زيتون بأنه “نظام تعليمي متطور وحديث، يستخدم تقنيات المعلومات المختلفة، وشبكات الحاسوب في تدعيم وتوسيع نطاق العملية التعليمية، من خلال إيجاد بيئة تعليمية تعلمية تفاعلية من خلال تقنيات إلكترونية جديدة، مع وجود تنويع في مصادر المعلومات والخبرة” [6].

ومما سبق يمكن القول إن هذا النوع من التعليم استفاد على نطاق من التطورات الحديثة في مجال التقنية، مما جعل العملية التعليمية أكثر سهولة، وتتحقق نتاجاتها بدرجة أكبر، وفيها يأخذ المعلم دوره الحقيقي موجها ومرشدا وميسرا.

مراحل تطور التعليم الإلكتروني:

بينت الأحمري (2015) أن هذا النوع من التعليم مر بأربع مراحل من التطور، هي [7]:

المرحلة الأولى (قبل عام 1983):

عصر المعلم الأول حيث كان التعليم تقليديا قبل انتشار أجهزة الحاسبات بالرغم من وجودها لدى البعض، وكان الاتصال بين المعلم والطفل في قاعة الدرس حسب جدول دراسي أسبوعي.

المرحلة الثانية (من 1984-1993):

عصر الوسائط المتعددة، وقد تميزت هذه المرحلة باستخدام أنظمة التشغيل ذو الواجهة الرسومية، مثل (النوافذ) و (الماكنتوش)، والأقراص الممغنطة كأدوات رئيسية لتطوير التعليم مثل تفريد التعليم.

المرحلة الثالثة (من عام 1993-2000):

ظهور الشبكة العالمية للمعلومات الإنترنت، ثم ظهور البريد الإلكتروني والبرامج الإلكترونية لعرض أفلام الفيديو؛ مما أحدث تطورا هائلا لبيئة الوسائط المتعددة مثل التعليم عبر الإنترنت، والتعليم عن بعد، والتعليم المدمج.

المرحلة الرابعة (2001 وحتى الآن):

حيث أصبح تصميم المواقع على الشبكات العالمية للمعلومات أكثر تقدما، وذا خصائص أقوى من ناحية سرعة إرسال واستقبال الملفات وكثافة المحتوى والبيانات مثل المقررات الإلكترونية، والتعليم الافتراضي.

المراجع

  1. درویش، إيهاب (2009). التعليم الإلكتروني، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع
  2. سعادة، جودت والسرطاوي، عادل (2007). استخدام الحاسوب والإنترنت في ميادين التربية والتعليم، عمان: المسيرة للنشر والتوزيع.
  3. قنديل، أحمد (2006). التدريس بالتكنولوجيا الحديثة، القاهرة: عالم الكتب.
  4. دعمس، نمر (2008). تكنولوجيا التعليم والتعلم، عمان: دار المسيرة.
  5. الأحمري، سعدية. (2015). التعليم الإلكتروني، الرياض: مكتبة عالم الأفق للنشر والتوزيع.
  6. زيتون، حسن (2009). الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم: المفهومات والممارسات، القاهرة: عالم الكتب.
  7. الأحمري، سعدية. (2015). التعليم الإلكتروني، الرياض: مكتبة عالم الأفق للنشر والتوزيع
السابق
التعلم التكيفي Adaptive Learning
التالي
أنواع التعليم الإلكتروني ومعايير تطبيقه

تعليق واحد

أضف تعليقا

  1. التنبيهات : نماذج التصميم التعليمي الإلكتروني | معلومة تربوية

اترك تعليقاً