مناهج البحث العام

الفرق بين البحث الكمي والبحث الكيفي

الفرق بين البحث الكمي والبحث الكيفي

لمعرفة الفرق بين البحث الكمي والبحث الكيفي يجب التعرف أولا على مفهوم الكم والكيف ولم سمي البحث بهما وما علاقة ذلك بأنواع البحوث، كما يلي.

أهم نقاط الفرق بين منهج البحث الكمي والبحث والكيفي:

يقصد بالبحث الكمي ذلك البحث الذي يعني بجمع البيانات من خلال استعمال أدوات قياس كمية، كما يجري تطويرها بحيث يتوافر فيها الصدق والثبات، ويجري تطبيقها على عينة من الأفراد تمثل المجتمع الأصلي. وتتم معالجة البيانات الكمية بأساليب إحصائية في النهاية إلى نتائج يمكن تعميمها على المجتمع الأصلي ضمن مدى معين من الثقة.

  • وقد سيطر منهج البحث الكمي على ميدان التربية فترة طويلة ، واكتسب خلالها منزلة مرموقة، لدرجة أن قيمة البحث كانت تقدر في ضوء حجم عينة الدراسة، ودرجة التعقيد في تصميمها، وتطور الأساليب الإحصائية المستخدمة في تحليل بياناتها الكمية، وخاصة بعد دخول الحاسب الإلكتروني كأداة لتحليل هذه البيانات.
  • وتستهدف البحوث الكمية غالبا اختيار بعض الفرضيات التي تتعلق بوصف واقع معين، من خلال بعض المتغيرات واستخدام البيانات المتوفرة لإيجاد علاقات ارتباطية أو سببية. أما البحث الكيفي فيتميز بعدد من الخصائص منها:
  • يعتمد البحث الكيفي على دراسة الظاهرة في ظروفها الطبيعية كمصدر مباشر للبيانات، وعلى الباحث نفسه كأداة أساسية في جمع هذه البيانات.
  • بيانات البحث الكيفي وصفية تستخدم الكلمات والصور وليس الأرقام، ويجري دعم نتائج البحث بمقتطفات من أقوال ومذكرات الأشخاص أو صور عن نشاطاتهم، ويتم جمع البيانات بالملاحظة المباشرة والمقابلة المتعمقة والفحص الدقيق للوثائق.
  • وتستخدم أحيانا المسجلات وآلات التصوير التلفاز لمزيد من التحليل التالي للمواقف والأصوات.
  • يهتم البحث الكيفي بالعمليات أكثر من مجرد النتائج. فإذا استطاع البحث الكمي مثلا أن يظهر حدوث التغير في الاتجاهات ، من مقارنة النتائج على الاختبار القبلي والاختبار البعدي، فإن البحث الكيفي يظهر كيف ترجمت هذه الاتجاهات إلى نشاطات يومية وإجراءات عملية وتفاعلات اجتماعية.
  • يعتمد البحث الكمي على تحليل البيانات بطريقة استقرائية، فلا يبحث عن البيانات لإثبات أو نقض فرضية معينة صيغت قبل البدء بالدراسة، بل يبني البحث الكيفي مبادئ ونظريات علمية بواسطة جمع المعلومات الجزئية وربطها مع بعضها البعض.
  • ويجري اختبار وتطوير هذه المبادئ والنظريات أولا بأول من خلال مواصلة جمع البيانات، وملاحظة مدى ارتباطها بالمبادئ العامة، التي جرى تطويرها أثناء مراحل البحث.
  • يهتم البحث الكيفي اهتماما أساسيا بالمعنی Meaning، فالباحث هنا حريص على دراسة الطرق المختلفة التي يفهم فيها الأفراد معني الحياة عندهم. وينصب اهتمامه على وجهات نظر أفراد الدراسة والافتراضات التي يكونونها عن حياتهم والأشياء التي تعد عندهم من المسلمات.

ويحاول الباحث أيضا أن يشارك أفراد الدراسة معانيهم وثقافتهم الخاصة، من خلال الاشتراك معهم في نفس الظروف لفترة طويلة نسبيا. وليس من السهل المفاضلة بين منهج البحث الكمي ونهج البحث الكيفي.

فكثير من مشكلات البحث تحدد بطبيعتها المنهج الأكثر ملاءمة لبحثها. وهناك في النهاية بحث كمي متقن، وبحث كمي غير متقن. وكذلك الأمر في المنهج الكيفي، فالبحث الجيد والمتقن من أي من المنهجين يمكن أن يلقي ضوءا على الواقع و يحل بعض مشكلاته.

وهناك على أية حال، مجالات في البحوث يلزم فيها اللجوء إلى توفير البيانات الكمية والبيانات الكيفية التي يثري بعضها بعضا، ويدعم بعضها بعضا في فهم الظاهرة المدروسة، بحيث تكون قاعدة صلبة في اتخاذ قرارات حكيمة لتحسين الممارسات وإجراء التغيرات.

وفي مثل هذه الحالات يحسن أن يشارك في القيام بالبحث فريق من الباحثين، درب بعضهم على استخدام الأساليب الكمية ودرب لبعض الآخر على استخدام الأساليب الكيفية.

السابق
الفرق بين البحث الأكاديمي والبحث المهني
التالي
تعريف البيئة والمشكلات البيئية

اترك تعليقاً