التربية الخاصة

المتفوقون دراسيا الكشف عنهم ورعايتهم

المتفوقون دراسيا الكشف عنهم ورعايتهم

تعد الرعاية الاجتماعية للطلاب أمراً هاماً لنموهم وتطورهم واستقرار حياتهم، وإذا كانت هذه الرعاية هامة بهذه الدرجة للطلاب بشكل عام فإنها تعد ضرورية المتفوقون دراسيا.

لأن المتفوقين هم علماء المستقبل وقادة المجتمع، وبناة النهضة، ويعد الاهتمام بهذه الفئة من المتفوقين اهتماماً بالثروة البشرية، والمتفوقون دراسياً يعدوا من الفئات الخاصة، بمعنى أن لديهم من السمات الجيدة ما لم يتوفر في الطلاب العاديين.

المتفوقون دراسياً:

يعرف المتفوقون على أنهم عناصر بارزة من الطلاب الذين يتميزون عن زملائهم بالتقدم في مجالات مختلفة كالمجال الدراسي، أو تكون لديهم قدرات خاصة على الابتكار، والتحصيل الدقيق، والذكاء الواضح.

ففي المجال الدراسي نجد أن الطالب المتفقون دراسياً له سمات محددة فهم حريصون على التقدم المستمر في المجال الدراسي، كما أن لديهم الاهتمام بممارسة أنشطة متعددة ثقافية واجتماعية ورياضية وكشفية وغيرها.

اقرأ أيضا: مقياس وكسلر للذكاء للتحميل

وقد لا يقتصر المتفوقون دراسياً على التحيز في التحصيل الدراسي عن أقرانهم، بل قد يكونون متميزون في قدرات خاصة أخرى في الميكانيكا والعلوم والفنون والعلاقات الاجتماعية والثقافية والرياضية، فضلاً عن أنهم يتمتعون بدرجة عالية من الذكاء، وقد يكونون مبتكرين.

أهمية دراسة ورعاية المتفوقين دراسياً:

  • اتفق علماء التربية على أن اكتشاف الطفل المتفوق دراسياً في سن مبكرة عملية ضرورية للاهتمام به وتنمية قدراته وتهيئة المناخ الجيد لهذه التنمية بما يتضمنه ذلك من وضع مناهج إضافية تشجع ذكائه وقدراته وهذا قد يجنب هذا الطفل الوقوع في سوء التوافق الشخصي وبخاصة في المراحل الأولى من التعليم.
  • إن الاهتمام بالمتفوقين دراسياً ليس اهتماماً فيصب على تميزهم الدراسي فقط بل هو اهتمام شامل بتنمية مواهبهم وقدراتهم الأخرى المسهمة في هذا التميز الدراسي مما يتيح إنتاج جيل من العلماء المسهمين في تطور المجتمع وحل مشاكله.
  • تعد المدرسة المكان الملائم الذي تم فيه اكتشاف المتفوقين دراسياً وكذلك المكان الملائم لتنمية هذا التميز وهذا يشير إلى ضرورة التأكيد على المدرسة في القيام بدورها في هذا المجال.

كيفية اكتشاف المتفوقين دراسيا:

يمكننا التعرف على المتفوق دراسياً من خلال عدة طرق ووسائل كما يلي:

يمكن اكتشاف الطالب المتفوق دراسياً من خلال وقوعه في أحد الفئات الآتية داخل المدرسة:

  • أن يكون من بين الطلاب الحاصلين على أعلى المجاميع في امتحانات العام الدراسي السابق، أي طلاب ذوي تحصيل دراسي عالي أو مرتفع.
  • أن يكون من بين الطلاب الذين يحصلون على المراتب الأولى في المسابقات الخاصة (مواد الصف الدراسي) والعامة (كالمسابقات الدينية، والثقافية والرياضية، والفنية…إلخ)، وذلك على مستوى المدرسة أو المستويات الأعلى.
  • أن يكون من بين المتميزين الموهوبين ذوي القدرات الخاصة في الأنشطة التربوية المختلفة مثل: المتميزين في النشاط الإذاعي المدرسي، أو التمثيل أو البحث العلمي، أو حفظ القرآن الكريم، أو في كتابات المقالات في الصحف المدرسية…إلخ.ن يكون

بالإضافة إلى ما سبق توجد بعض السمات التي يتميز بها المتفوق دراسياً منها:

  • يتميز بنضج عقلي وفكري ووجداني أعلى من زملائه.
  •  يميل إلى المناقشة الدائمة في الفصل مع مدرسين أثناء الدرس أو مع زملائه.
  • لديه استقلال فكري.
  • لديه دافعية أكاديمية ذاتية مرتفعة، هذا بالإضافة إلى دافعية تحصليه متميزة.

مشكلات الطالب المتفوق دراسياً:

        أثبتت العديد من الدراسات التي أجريت على الطلاب المتفوقين دراسياً أن هناك مجموعة من المشكلات يعاني منها المتفوق، إذا لم تؤخذ بعين الأهمية عند توجهن ورعاية المتفوقين، فإنها قد تؤدي إلى إعاقة الطالب المتفوق عن هذا التفوق، مما يؤثر ذلك سلباً على تكوينه وقدراته العامة.

وتنقسم هذه المشكلات إلى الآتي:

1مشكلات مدرسية وتشمل:

  • استياء الطلاب العاديين من زملائهم المتفوقين دراسياً بسبب هذا التفوق الدراسي.
  • عدم التوازن في الرعاية المدرسية للمتفوقين، فعند رعايتهم يتم التركيز والمبالغة في الرعاية التعليمية وتهمل الأنشطة الأخرى الاجتماعية والثقافية والرياضية.
  • استغلال أولياء الأمور للتفوق الدراسي لدى أبنائهم استغلالاً سيئاً، إذ يرغبون في اجتياز أبنائهم للمرحلة الدراسية في عدد أقل من سنواتها كأن يأخذ التلميذ المرحلة الأولى من التعليم الأساسي في أربع أو ثلاث سنوات بدلاً من ستة سنوات، وينعكس ذلك على الطالب حيث يطلب منه مزيد من الجهد والتحصيل وقد لا يستطيع تقديم ذلك، فقد يفوق طاقته.
  • ضعف المناهج وقصورها عند سد حاجات المتفوق دراسياً.

2 – مشكلات متعلقة بالبيئة:

  • سلبية الأسرة في تشجيع أبنائهم المتفوقين، وقد يتمثل ذلك في فتور الأبوين وعدم اكتراثهم بهذا التفوق وعدم تدعيمه.
  • وجود فجوة ثقافية كبيرة بين المتفوق وأسرته نظراً لتباين الفروق الثقافية بينه وبينهم، مما يؤدي إلى عدم قدرة المتفوق على الاستفادة من خبراتهم، وهذا بالطبع يؤدي إلى شهوره بعدم الانسجام في الأسرة.
  • مبالغة الأسرة في التقديرات والتوقعات التي يتوسمها الآباء في أبنائهم المتفوقين، مما قد يصيب أبنائهم بالإحباط في حالة الإخفاق في تحقيق هذه التوقعات.

3 – مشكلات ترجع للطالب المتفوق نفسه:

  • نظراً لأن ميوله ونشاطه مختلف عن أقرانه من نفس السن فهو لا يستطيع الانسجام معهم مما يشعره ذلك بالوحدة أو العزلة.
  • على الرغم من تميز المتفوق عن أقرانه إلا أنه يعتبر عدم قدرته على الاندماج معهم عيب فيه مما يشعره بالنقص.

رعاية المتفوقين دراسياً:

أولاً: دور الأسرة في رعاية المتفوق دراسياً

  • يجب على الآباء أن يفهموا أهمية الموهبة واكتشافها وتنميتها حتى يتثنى لهم القيام بدورهم نحو أبنائهم المتفوقين.
  • على الأسرة أن توفر المناخ الملائم للطالب حتى يستطيع أن يعبر عن تفوقه وإظهار موهبته.
  • حث الطالب على الاشتراك في الأنشطة الاجتماعية المختلفة لتنمية قدراته.
  • الاشتراك مع المدرسة والتعاون معها لتنفيذ خطة غير متقاربة في رعاية الطالب المتفوق.

ثانياً: دور المدرسة في رعاية المتفوق دراسياً:

  1. مساعدة الطالب في الحصول على المهارات العلمية والاجتماعية وتنميتها.
  2. تشجيع التفكير وروح الابتكار لدى الطالب.
  3. تشجيع الطالب على زيادة التحصيل مع مساعدته على عدم الغرور بنجاحه.
  4. توفير الفرصة للطلاب للكشف عن ميولهم ورغباتهم وقدراتهم.
  5. الاهتمام بالإنتاج الإبداعي للطالب وتنمية ما لديه من مهارات متعلقة به.
  6. توفير الرعاية المتكاملة للطالب صحياً ونفسياً واجتماعياً.
  7. الاهتمام بالأنشطة المدرسية المتنوعة، وتوفيرها للطلاب مع إتاحة الفرصة لهم لإظهار قدراتهم ومواهبهم الخاصة.
  8. الاهتمام بالريادة المدرسية وتوفير الكوادر ذات الكفاءة والقادرة على فهم الطلاب وتوجيهم بطريقة صحيحة.
  9. العمل على الاكتشاف المبكر للمتفوق دراسياً، حيث يتيح ذلك العناية به حتى يكتمل نضجه ونموه،  ومساعدته على التوافق الشخصي مع أقرانه، وتغذيته بالمعلومات الإضافة لتنمية قدراته الخاصة، والعلاج المبكر لما قد يتعرض له المتفوق من مشكلات.

ثالثاً: دور المجتمع في رعاية المتفوقين دراسياً:

        يهتم المجتمع بتربية ورعاية المتفوقين بصفة عامة، وتهدف التربية الاجتماعية الاستفادة من القدرات المتاحة للمتفوق لأقصى قدر ممكن وتذليل الصعوبات التي تواجه هذه القدرات، وتتمثل رعاية التربية الاجتماعية للمتفوقين في المحاور الثلاثة الآتية:

المحور الأول: الاهتمام بالطالب من حيث

  1. عمل سجل لحصر المتفوقين دراسياً وفي مختلف النشاطات والقدرات على مستوى المدارس.
  2. تصميم برامج علمية لتنمية قدرات هؤلاء الطلاب مع توفير الأنشطة المتنوعة المساعدة لذلك.
  3. الرعاية الفردية للطلاب والتعاون مع مدارسهم بحيث يتم القضاء على أي معوقات يمكن أن تعيق من تفوقهم.
  4. إجراء دراسات علمية على المتفوقين للوصول إلى سمات وخصائص التفوق والعوامل المؤثرة عليه بما تتيح توفر التطور العلمي في الرعاية لهم.
  5. توفير عدد كاف من الأخصائيين الاجتماعيين القادرين على التواصل مع الطلاب لمعرفة مشكلاتهم والعمل على حلها، مع إعداد تقارير دورية عن هؤلاء الطلاب وإرسالها للمختصين.

المحور الثاني: الاهتمام بالمعلمين والمدارس التي تقوم برعاية هؤلاء الطلاب كالآتي:

  1. تدريب المعلمين على كيفية رعاية المتفوقين بإعداد والدورات والبرامج المؤهلة لهم لقيامهم بذلك.
  2. تزويد مكتبات المدرسة بالكتب التي يمكن أن تمد المدرسة بالمعلومات عن التفوق والعبقرية وكيفية رعايتها.
  3. توثيق الصلة بين الطلاب المتفوقين ومدرسيهم ومديري مدارسهم.

المحور الثالث: الاهتمام بأولياء أمور المتفوقين دراسياً كالآتي:

  1. التواصل المستمر بين المدرسة بأخصائيها ومديريها وأولياء أمور المتفوقين.
  2. إصدار نشرات للتوعية برعاية المتفوقين توزع على أولياء الأمور.
  3. عمل بحوث ودراسات اجتماعية حول أولياء أمور المتفوقين وأسرهم لمعرفة دور الأسرة في التفوق سواء كان إيجابيًا أو سلبياً، والعمل على الاستفادة من ذلك.
  4. عمل برامج توعية لأولياء الأمور حول التفوق وكيفية رعايته بالاشتراك مع مدارس المتفوقين.
  5. إشراك وسائل الإعلام والفضائيات في نشر الوعي بين الأسر حول مفهوم التفوق وأهميته وكيفية رعايته والاستفادة منه.

اقرأ أيضا: أساليب تنمية التفكير الابتكاري لدى المتعلمين

السابق
خصائص التعلم وسماته الأساسية
التالي
الطلاب الموهوبين تعريفهم وخصائصهم

اترك تعليقاً