المناقشات الإلكترونية وخصائصها ومميزاتها

تعتمد المناقشات الإلكترونية في التعليم الإلكتروني في جوهرها على الحوار، حيث يعتمد المعلم على معارف الطلاب وخبراتهم السابقة، فيتم من خلالها استدعاء المعارف السابقة، واستثارة النشاط العقلي الفعال للمتعلمين وتنمية انتباههم وتأكيد تفكيرهم، كما تساعد في الحصول على المعلومات بطرائق مبتكرة، وتتيح خبرات أكثر متعة وايجابية، يمكن من خلالها تطوير مهارات المتعلمين ورفع مستوى الثقة لديهم، فضلا عن توفير فرصة لبناء المعارف وتبادل وجهات النظر، وتعزيز المشاركة وتحسين التعاون.

مفهوم المناقشات الإلكترونية:

تعد المناقشات الإلكترونية أحد الاستراتيجيات التي تتم من خلال التفاعل بين الطلاب وبعضهم البعض وبين الطلاب والمعلمين ويتم التفاعل إلكترونيا عن طريق حلقات النقاش التي تتم من خلال الويب أو من خلال التطبيقات الإلكترونية الأخرى، وتتم هذه المناقشات إما بطريقة متزامنة أو بطريقة غير متزامنة في موضوع محدد ^[1].  

وفي هذا الاتجاه يؤكد وليد الحلفاوي ^[2] على أن استراتيجية المناقشات الإلكترونية تعد من إحدى استراتيجيات التفاعل التي تسمح بتبادل الأفكار داخل سياق واحد يتم تقديمه عن طريق المعلم وتسمح لكل فرد بالمساهمة بأفكاره وتبادلها مع الأخرين.

ويعرف نبيل عزمي ^[3] المناقشة غير المتزامنة في التعلم الإلكتروني عبر الويب بأنها إحدى طرق التفاعل التي تسمح بتبادل الأفكار عن طريق المعلم الذي يقوم بدور الميسر، وهذه الطريقة تتبع منهجا ديمقراطيا وتسمح لكل فرد بالمساهمة بأفكاره وتبادلها مع الآخرين.

وتعرف نجلاء ياسين وفاطمة فارس ^[4] المناقشات الإلكترونية بأنها حوار ونقاش بين المتعلمين يظهر فيه الدور الإيجابي الواضح لهما لتحقيق أهداف التعلم من خلال توجيه من المعلم، أو باعتماد المتعلمين على ذاتهم.

خصائص المناقشات الإلكترونية:

للمناقشات الإلكترونية غير المتزامنة في التعلم الإلكتروني عبر الويب العديد من الخصائص والسمات المميزة لها، ومنها ما يلي ^[5]:

1. المشاركة: حيث تتم المناقشة عدة مرات في الأسبوع الأول من النقاش وتقدر بحوالي 3 مرات أسبوعيا، ثم يتبع ذلك مرتين أسبوعيا، أي أنها تتبع أسلوب سقالات التعلم.
2. قراءة الرسائل والرد عليها: حيث يتم قراءة الرسائل والرد عليها في الحال أو خلال أيام وذلك يعد التفكير في الرد بأسلوب شيق وجذاب وذلك حسب أهمية الرسالة.
3. طول الرسالة: يجب الاكتفاء ببضعة جمل تركز على النقاط الضرورية من 3-5 جمل بل يكفي جملة واحدة.
4. التفاعل: يحدث التفاعل عندما يكون أعضاء المجموعة متشوقون لمعرفة أفكار بعضهم البعض عن موضوع النقاش، وعندما يتوقع المجموعة الأجوبة المستلمة من بعضهم البعض، بالإضافة الى العرض التفاعلي لكل المحتوى التعليمي موضوع النقاش.

ممیزات استخدام المناقشات الالكترونية:

يشير ( Vinoth) إلى أنه توجد عدة مميزات الاستخدام المناقشات الإلكترونية وهي كما يلي ^[6]:

1. تضيف بعد التفاعل الاجتماعي بين الطلاب إلى بيئة التعلم الإلكتروني بالتعبير عن إرادتهم وأفكارهم ومهاراتهم.
2. يمكن المشاركة بالمناقشات في أي وقت ومن أي مكان تتوفر فيه امكانية الاتصال بالويب، مما يسهم بشكل أساسي في حل المشكلات التعليمية؛ مثل زمن التعلم المحدد، والذي لا يوفر الوقت الكافي للنقاش والحوار داخل حجرات الدراسة، وبالتالي يساعد المتعلمين على التواصل مع المعلم خارج أوقات الدراسة.
3. تعمل على توسيع وزيادة خبرات المتعلمين من خلال عرض أفكارهم وآرائهم المختلفة حول موضوع معين.
4. يتم إعطاء المشاركين في المناقشة الوقت اللازم للتفكير في الموضوعات والمشكلات المعروضة للمناقشة قبل الرد عليها.
5. تتيح للطلاب الفرصة للمناقشة والحوار بعيدة عن حجرات الدراسة، وذلك في جو يسمح لهم بحرية التواصل في أي وقت ومن أي مكان بنمطية المتزامن أو غير المتزامن؛ مما يسمح باستمرار عملية التواصل والتفاعل بين الطلاب والمعلمين.

كما أوضح وليد الحلفاوي ^[2] مميزات المناقشات الإلكترونية فيما يلي:

1. التنقل: حيث يمكن للمتعلم استخدامها والوصول إليها من خلال الأجهزة المحمولة مثل الهواتف المتنقلة والكمبيوتر اللوحي، وبالتالي تدعم مفهوم التعلم تحت الطلب.
2. الاتصال والتفاعلية: حيث تتيح الفرصة لإجراء التفاعلات المتزامنة وغير المتزامنة بين المتعلمين والمعلمين.
3. التبادل والتشارك: حيث تسمح للمتعلمين بتبادل الملفات والوثائق والصور والفيديوهات والتشارك مع بعضهم البعض بهدف إنجاز الواجبات والمهمات التعليمية المطلوبة منهم.
4. الوصول والإتاحة: فهي دائما متاحة للوصول إليها أو إنتاجها في أي وقت لأنها غير مرتبطة بجدول زمني للإرسال، مما يتيح للمتعلمين الذين يسعون لفرص التدريب أثناء الخدمة مزيد من المرونة في استخدامها.
5. المرونة: حيث يتم استخدامها في أي وقت وفي أي مكان.
6. قلة التكلفة: حيث يعد استخدام المناقشات الإلكترونية غير مكلف على الإطلاق خاصة إذا تم استخدامها كبيئة مكملة للتعليم التقليدي داخل الفصل فهي في معظمها تعتمد على برامج اجتماعية يتوافر استخدامها مجانا عبر الويب.

النظريات التي تدعم المناقشات الإلكترونية:

يحظى التوجه نحو توظيف المناقشات الإلكترونية في التعليم بتأييد العديد من نظريات التعلم، منها ^[2]:

1 – نظريات التعلم المعرفي:

والتي تفترض أن جودة نواتج التعلم تأتي من خلال جودة الطرائق والممارسات التي يقوم بها المتعلم بشرح المعلومات لزملائه كما أن شرح وجهات النظر المختلفة يأتي من خلال عمليات التفاعل بين المشاركين في الموقف التعليمي.

2 – النظرية البنائية الاجتماعية:

وكذلك يؤكد هذا التوجه نحو توظيف المناقشات الإلكترونية في التعليم النظرية البنائية الاجتماعية التي تشير بأن التعلم عملية انشطة في كثير من الأحيان في إطار السياق الاجتماعي، وتركز البنائية على أن المتعلمين يبنون المعنى الخاص بهم من خلال وجهة نظرهم الخاصة للمعرفة، وأنهم نشطون وليسوا سلبيون، فهم يبنون فهمهم من خلال نشاطهم وتفاعلهم مع أدوات وتطبيقات بيئة التعليم والتعلم، ويعد التعلم وفقا لهذا أنه عملية نشطة وفعالة والمتعلم فيها في حاجة مستمرة للتفاعل الاجتماعي لإيضاح فهمه الخبرات التعلم والوصول للمعنى.

وتؤكد كذلك على أن المتعلم هو محور عمليات التعلم، حيث يتفاعل المتعلم مع اقرانه لبناء معارفه وخبراته، وأن تصميم العملية التعليمية وفق الاتجاه البنائي يجعل المتعلم يتبع استراتيجيات تعليمية غير تقليدية ومن أهمها استراتيجيات المناقشات الإلكترونية.

3 – النظرية الاتصالية:

كما دعت النظرية الاتصالية التي قدمها جورج وستيفن داونز عام (۲۰۰۹)، حيث تتبنى النظرية الاتصالية فكرة الشبكات والمجتمعات التي تتكون من أفراد يرغبون في تبادل الأفكار حول موضوع مشترك للتعلم والتدريب عبر الويب.

وهنا يؤكد الباحثون على أن النظرية الاتصالية كنظرية تعتمد في مفهومها على توافر العقد والشبكات التي يستطيع المتعلم التفاعل معها. وبذلك تصبح هذه النظرية انعكاس واضح لطبيعة التطور المتسارع لتكنولوجيا التواصل الاجتماعي عبر الشبكات، كما يشير الى أن الاتصالية تصبح أفضل نظرية تعلم ملائمة للتطبيق ببيئات التعلم الإلكترونية.