الوعي بالجسم ومراحلة لدى أطفال الروضة

تشير الأدبيات التربوية الحديثة إلى أنه لابد من تنمية الوعي بالجسم لدى أطفال متلازمة داون المدمجين مع أقرانهم من الأسوياء في مرحلة رياض الأطفال، الأمر الذي يؤدي إلى تعلمهم بصورة فعالة وتبادل المعلومات فيما بينهم ليتعرفوا على كل جزء من أجزاء الجسم وإدراك ذاتهم، ومن ثم التعرف على الأشياء المحيطة بهم وإدراك العلاقات المكانية المختلفة.

تعريف الوعي بالجسم:

يتم تعريف الوعي بالجسم على أنه: عبارة عن المعلومات التي يتلقاها الطفل من خلال الإدراك أو من خلال التمثيل أو الصورة الذهنية التي يمكن للطفل الحصول عليها ^[1].

كما يتم تعريفه بأنه: تمثيل حسي مشتق من المعلومات الحسية واللمسية، يتم تمكينها من خلال التحديث المستمر بطريقة لا شعورية لتمثيلات الدماغ لتغيرات الجسم في الاتجاه والحجم، مما يؤدي إلى تفاعل مستمر بين تمثيل الجسم والإدراك المكاني . ^[2]

ويعرف أيضا بأنه: إدراك الحالات الجسمية والعمليات والأفعال التي يفترض أنها تنشا من العوامل الحسية التحسسية والاستيعابية وأن الطفل لديه القدرة على أن يكون على دراية بها. ^[3]

نمو الوعي بالجسم في مرحلة الطفولة المبكرة:

يعد تطوير اللغة جانبا مهما من جوانب التعلم الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بتنمية وعي الجسم فالأطفال البالغين من العمر ثلاث سنوات الذين ينمون بشكل طبيعي يمكنهم الإشارة وتسمية أهم أجزاء الرأس (الأذنين والعينين والأنف والفم والأسنان والشعر والجذع المعدة والظهر والأرداف والأطراف (الذراعين واليدين والساقين والركبتين والقدمين).

وبحلول سن الرابعة، يمكن لهؤلاء الأطفال الإشارة وتسمية أجزاء أكثر تمايرا من الرأس الوجه والخدين والذقن واللسان والشفتين والحلق والجذع (الصدر والسرة والكتفين) والأطراف المرفقين والأصابع الصغيرة والمفاصل والأظافر والفخذين والكاحلين وأصابع القدم الكبيرة والصغيرة).

كما يمكن للأطفال البالغين من العمر خمس سنوات الإشارة إلى جميع أجزاء الرأس وتسميتها تقريبا الجبين والحواجب والرموش وشحمة الأذن والأنف والرقبة والجذع المعدة والوركين والخصر) والأطراف (كف اليد، وظهر اليد، والسبابة، والإصبع الوسطي، والبنصر، والساعد، والمعصمين، والكعب، وباطن القدمين)، وذلك بعكس الأطفال الذين يعانون من التخلف العقلي لديهم مهارات استقبالية وتعبيرية أقل في أجزاء الجسم مقارنة بالأطفال الذين يتطورون بشكل طبيعي

مراحل نمو مفهوم الوعي بالجسم لدى الطفل:

هناك ثلاث مراحل يمر بها الطفل لتطور نمو مفهوم الوعي بالجسم، هي ^[4] :

• المرحلة الأولى: مرحلة المعايشة الجسمية: وتبدأ من ميلاد الطفل حتى ثلاث سنوات، وهي مرحلة نشاط الطفل الذاتي وتفاعله مع البيئة التي يعيش فيها، فعند سن الثالثة يتعلم الأداء الحركي المطلوب بالمحاولة والخطأ، وتتصف حركاته بأنها إجمالية كلية، وينعكس على الأداء الحركي انفعالات قوية لا يستطيع الطفل الحكم فيها أنها تعبيرات تلقائية.
• المرحلة الثانية: مرحلة التمييز الإدراكي: وتمتد فيما بين سن الرابعة والسابعة، ويستطيع الطفل إدراك أجزاء جسمه من خلال استبطانه لإحساساته المتنوعة وإدراكه للعلاقات التي يكتسبها من بيئته (العلاقات الفراغية، العلاقات الزمنية)، بالإضافة إلى أداء الطفل الحركة ما بناءا على تعليمات المعلمة، مع ملاحظة عدم احتفاظ الطفل بوضعه الحركي نتيجة عدم نضج الضبط الحركي بالشكل المطلوب.
• المرحلة الثالثة: مرحلة تصور الطفل لهيكل جسمه: وتمتد فيما من سن السابعة إلى سن الثانية عشر من عمر الطفل، وفي هذه المرحلة يصل الطفل إلى الشكل النهائي لبناء الجسم والسيطرة على أجزاء الجسم المختلفة، وفي هذه المرحلة يتصور الطفل الحركة التي سيقوم بأدائها (المظهر الفعال لتصور لهيكل جسمه)، ومن ثم تعلم المهارات الحركية ذات القواعد، وبالتالي يستطيع الطفل توجيه سلوكه بطريقة واعية في البيئة التي يعيش فيها .

مستويات الوعي بالجسم :

وتتحدد تلك المستويات فيما يلي ^[5]:

• التمثيل الحسي الحركي: ويتحكم في المعرفة الواعية بالجسم.
• المستوى البصري المكاني: هو قدرة الطفل على الإشارة إلى أجزاء معينة من الجسم والتعرف عليها.
• المستوى المعجمي الدلالي: ويتم إشراكه عندما يتحدث الطفل عن وظيفة أجزاء الجسم ومكان وجودها على الجسم.