التربية الخاصة

بحث كامل عن صعوبات التعلم بالمراجع

صعوبات التعلم

نعرض في الموضوع الحالي لبحث كامل عن صعوبات التعلم من حيث التعريف والخصائص والفرق بين ذوو صعوبات التعلم وأقرانهم من ذ وي الصعوبات الأخرى من المتعلمين كالتالي

مقدمة:

يعتبر مصطلح صعوبات التعلم Learning Disabilities أحد المفاهيم الحديثة نسبيًا في مجال التربية الخاصة، حيث كان أول ظهور لها عام 1962م بواسطة صموئيل كيرك Kirk، أما قبل هذا التاريخ كان الاهتمام مقتصراً على المشكلات التعليمية المتعلقة بالتأخر الدراسي، والتخلف العقلي والمشكلات الانفعالية.

وعلى الرغم من أن نسبة انتشار ذوي صعوبات التعلم غير محددة بدقة إلا أن معظم الدراسات التي قامت بعملية تشخيص هذه الفئة أظهرت أنها من أكثر فئات ذوى الاحتياجات الخاصة انتشاراً حيث تمثل أكثر من نصف عدد التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة.

 وتشكل صعوبات التعلم خطرًا كبيرًا على المجتمع، يتمثل هذا الخطر في الهدر التعليمي، وعدم استغلال القوى البشرية حيث إن الطلاب ذوي صعوبات التعلم يمتلكون مستوًى عاديًا أو مرتفعًا من حيث القدرات والإمكانات العقلية والحسية والجسمية، إلا أن تحصيلهم الدراسي يكون أقل من ذلك بكثير، وهو ما يطلق عليه التباعد الواضح بين الإمكانات والنتائج.

وقد يؤدي هذا بغير المتخصصين وخاصة أولياء الأمور والمربين في مختلف المراحل التعليمية إلى تفسير هذه الصعوبات على أساس خاطئ، وبأنها مظهر من مظاهر عدم الانضباط أو سوء السلوك لدى التلاميذ، أو أنها مظهر من مظاهر التخلف العقلي أو التأخر الدراسي،  بل يزداد الأمر سوءاً إذا ما تم نقل هؤلاء التلاميذ إلى فصول ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك دون اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالتشخيص الدقيق للمشكلة.

لذا يتطلب من القائمين على العملية التعليمية من مصممي ومطوري المناهج ضرورة الاهتمام بالتلاميذ ذوي صعوبات التعلم، بداية من مرحلة التشخيص حتى العلاج.

مفهوم صعوبات التعلم Learning Disabilities:

على الرغم من تعدد الدراسات والأبحاث التي أجريت في هذا المجال إلاًّ إنه لا يوجد اتفاق بين العلماء والباحثين في مجال التربية الخاصة على تعريف معين لمفهوم صعوبات التعلم؛ وقد يرجع ذلك نتيجة لصعوبة تحديد هذه الفئة، وقد تناولت العديد من الأدبيات تعريف مفهوم صعوبات التعلم، وفيما يلي عرض لمجموعة من تعريفات صعوبات التعلم:

تعريف صموئيل كيرك (Kirk,1962) وينص على أنها: مفهوم يشير إلى التأخر أو الاضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات الخاصة بالكلام، أو اللغة، أو القراءة، أو الكتابة، أو الحساب، أو أية مواد دراسية أخرى، وذلك نتيجة إلى إمكانية وجود خلل وظيفي مخي، أو اضطرابات انفعالية، أو سلوكية.

ولا يرجع هذا التأخر الأكاديمي إلى التخلف العقلي، أو الإعاقة الحسية أو إلى العوامل الثقافية أو التعليمية. (في وليام بيندر، ترجمة عبدالرحمن سليمان، والسيد التهامي، ومحمود الطنطاوي، 2011)

تعريف اللجنة الاستشارية القومية للأطفال ذوى الإعاقة The National Advisory Committee on Handicapped Children  (NACHC) بأنها: اضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية المتضمنة في فهم أو استخدام اللغة المنطوقة أو المكتوبة، ويظهر هذا القصور في نقص القدرة على الاستماع أو الكلام أو التهجئة أو القراءة أو الكتابة أو الحساب.

وقد يرجع هذا القصور إلى إعاقة في الإدراك أو إلى إصابة في المخ أو إلى الخلل الوظيفي المخي البسيط، ويستثنى من ذوي صعوبات التعلم ذوو مشكلات التعلم الناتجة عن إعاقات بصرية، أو سمعية، أو حركية، أو عن تخلف عقلي، أو اضطراب انفعالي أو حرمان بيئي. (في عادل عبدالله، 2016)

تعريف الهيئة الوطنية المشتركة لصعوبات التعلم (1994)    ((National Joint Committee On Learning Disabilities NJCLD)) أن “صعوبات التعلم مصطلح يشير إلى مجموعة غير متجانسة من الاضطرابات والتي تعبر عن نفسها من خلال صعوبات دالة في اكتساب واستخدام قدرات الاستماع أو الحديث أو القراءة أو الكتابة أو الاستدلال أو القدرات الرياضية، وهى اضطرابات داخلية المنشأ.

ويفترض أن تكون راجعة إلى خلل في الجهاز العصبي المركزي، كما يمكن أن تكون متلازمة مع مشكلات الضبط الذاتي والإدراك الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي.

ومع أن صعوبات التعلم يمكن أن تتزامن مع بعض ظروف الإعاقة الأخرى مثل ” قصور حاسي أو تأخر عقلي أو اضطراب انفعالي أو مع مؤثرات خارجية مثل ” الفروق الثقافية أو التدريس غير ملائم ” إلاٌ أنها ليست نتيجة لتلك الظروف. (في دانيال هالاهان، واخرون، ترجمة فتحي جروان وأخرون، 2013)

تعريف عادل عبدالله (2016) بأن صعوبات التعلم تشير إلى خلل في واحدة أو أكثر من العمليات الذهنية المتضمنة في فهم أو استخدام اللغة منطوقة أو مكتوبة والتي يمكن أن تظهر كنقص في القدرة على الاستماع أو التفكير أو التحدث أو القراءة أو الكتابة أو التهجئة أو أداء العمليات الحسابية.

كما يشمل هذا المفهوم على الإدراك الحسي وإصابات الدماغ والاختلال الوظيفي المحدود في العمليات العقلية والعسر القرائي وعسر الكلام النمائي، لكنه لا يضم الأطفال الذين لديهم مشكلات تعلم ناتجة أساساً عن إعاقات بصرية أو سمعية أو حركية أو عن تخلف عقلي أو اضطراب عاطفي أو نقص بيئي أو حضاري أو اجتماعي.

وباستقراء تعريفات صعوبات التعلم يتضح أن معظم التعريفات تتفق على:

  • وجود خلل وظيفي عصبي لدى ذوى صعوبات التعلم.
  • وجود ضعف في التحصيل الأكاديمي الفعلي لواحدة أو أكثر من المواد التالية: القراءة والكتابة والحساب والتهجي والتعبير الشفهي والتعبير الكتابي.
  • وجود تباعد واضح بين قدرات ذوي صعوبات التعلم ومستوي تحصيلهم الفعلي.
  • أن تكون الصعوبات ليست ناتجة عن إعاقة الحسية، أو العقلية، أو مشكلات التعلم الناتجة عن عجز بصري أو سمعي أو حركي أو حرمان بيئي أو ثقافي.
  • أن ذوي صعوبات التعلم ليست مجموعة متجانسة سواء من حيث طبيعة الصعوبة أو مظهرها.

الطلاب ذوو صعوبات التعلم Students with Learning Disabilities:

أشهر التعريفات لمفهوم ذوي صعوبات التعلم، وأدقها هو:

تعريف زياد اللالا وآخرين (2013، 164) بأنها: مصطلح عام يشير إلى مجموعة من التلاميذ لديهم مجموعة غير متجانسة من الاضطرابات؛ نتيجة خلل في الجهاز العصبي المركزي، وتظهر هذه الاضطرابات في ضعف القدرة الأكاديمية المتمثلة في نقص القدرة على القراءة أو الكتابة أو الهجاء أو الحساب.

ويتميز ذوو صعوبات التعلم بمستوى متوسط أو فوق المتوسط في الذكاء والسلوك التكيفي ومع ذلك فهم غير قادرين علي مسىايرة زملائهم في نفس العمر أو المستوى العقلي ويحتاجون إلى خدمات التربية الخاصة.

الفرق بين فئة ذوي صعوبات التعلم وبعض الفئات المتداخلة (المتأخر دراسيًا، وبطئ التعلم، وذوي التفريط التحصيلي، وذوي مشكلات التعلم):

تتشابه خصائص التلاميذ ذوي صعوبات التعلم مع خصائص بعض الفئات الأخرى، لذلك نوضح فيما يلي الفروق الرئيسة بين مفهوم صعوبات التعلم وبعض هذه الفئات (خالد أبو شعيرة، وثائر غباري، 2015)، (سعيد العزالي، 2011):

ذوو صعوبات التعلم والمتأخر دراسيًا:

التأخر الدراسي إعاقة ترجع لأسباب غير عقلية، مثل ضعف البصر أو السمع أو التكيف الاجتماعي في المدرسة، أما صعوبات التعلم تنطبق على الأفراد الذين يتمتعون بذكاء عادي متوسط أو فوق المتوسط، وترجع الصعوبة لديهم إلى عوامل أسرية أو نفسية أو غير ناتجة عن أية إعاقه حسية أو حركية أخرى، ويعتبر التأخر الدراسي مظهرا من مظاهر صعوبات التعلم.

ذوو صعوبات التعلم وبطيئو التعلم:

بطيئو التعلم قدراتهم على التعلم في كل المقررات متأخرة بالمقارنة بأقرانهم في نفس العمر الزمني، كما أن بطيئي التعلم لديهم مستويات ذكاء تتراوح بين الحد الفاصل وأقل من المستوى المتوسط للذكاء، مع بطء التعلم والتقدم والإنجاز الدراسي، كما لا يوجد تباعد واضح بين قدراتهم العقلية وتحصيلهم الرياضي، واتباع برامج علاجية قد يؤدي إلى تحسين أفضل بالنسبة لذوي صعوبات التعلم عنه لدى بطيئ التعلم.

ذوو صعوبات التعلم وذوو التفريط التحصيلي:

يعرف فتحي الزيات (2008، 153) التفريط التحصيلي بأنه الفشل في استخدام وتوظيف الطاقات أو الإمكانات والقدرات العقلية للفرد في الوصول إلى مستوى تحصيلي أو أكاديمي ملائم لمستوى ذكائه أو قدراته، بما يعكس انخفاضًا دالًا في الأداء الأكاديمي الفعلي عن المتوقع نتيجة لعوامل دافعية أو انفعالية ودون وجود صعوبات نوعية محددة سواء نمائية أو أكاديمية، كما أن الفارق بين هذه الفئة وصعوبات التعلم هو درجه التفريط في التحصيل.

ذوي صعوبات التعلم وذوي مشكلات التعلم:

يرجع الاختلاف إلى سبب تدني التحصيل، فتدني التحصيل عند ذوي مشكلات التعلم ناتج عن قصور في السمع أو الرؤية أو اضطراب الانتباه أو الإعاقة العقلية، كما أنهم أكثر قابلية للاضطرابات السلوكية الناتجة عن الفشل في الدراسة، كما أنهم أكثر بعدًا عن الأنشطة التربوية المدرسية. (سليمان ابراهيم، 2010، 36)

كما أن صعوبات التعلم فئة بعينها أما مشكلات التعلم فهي مظلة أكبر وأشمل من ذوي صعوبات التعلم.

السابق
أسس تصميم بيئة تعلم افتراضية
التالي
تحميل مقياس وكسلر للذكاء – للراشدين

اترك تعليقاً