التعليم الإلكتروني

تاريخ تطور مفهوم الأجهزة التعليمية

تاريخ تطور مفهوم الأجهزة التعليمية

يرتبط المفهوم الشائع لـ تكنولوجيا التعليم بالأجهزة والآلات أو الأجهزة التعليمية وأول ما يـتبادر إلى الذهن عند الحديث عن تكنولوجيا التعليم  معارض الوسائل التعليمية في المدارس ، وتصوير النشاطات التربوية، وتشغيل وحدة الصوت في اللقاءات العامة .

وعند الحديث عن الإجازات في مجال تكنولوجيا التعليم سرعان مـــا يبدأ الحديث عن عدد الأجهزة المتوافرة في المدارس ، وشبكات الحاسب والوسائط المتعددة والإنترنت.

قد كان هذا الفهم لتكنولوجيا التعليم مقبولاً في بدايات نشأة هذا المجال ، إذ إنه جاء رد فعل لحركة جديدة في العشرينات اهتمت بإدخــال التكنولوجيا السمعية البصرية في عملية التعليم ، وكان هذا المفهوم مرادفاً لعبارة التدريس بواسطة المعينات السمعية البصرية.

ولكن هذا المجال سرعان ما بدأ يتطور ، ويوظف الاتجاهات التربوية المتوالية ، ونظريات التعليم ، وعلم النفس في طرق التدريس باستخدام الوسائل التعليمية ، إلى أن وصل مصطلح تكنولوجيا التعليم إلى مفهوم أكثر شمولاً وتعقيدا  .

وهذا الخطأ الشائع في النظر إلى تكنولوجيا التعليم قد يرجع إلى أن التقنية في مفهوم الكثيرين تعني الآلات والأدوات الإلكترونية ، التي تمثل الجوانب الملموسة من التقنية، وتستخدم في مناحي الحياة اليومية، وتغيب عن الذهن في حمى الانبهار التقني الجوانب غير الملموسة في التقنية ، وهي العمليات والنظم والمهام المعقدة التي ينبغي تخطيطها ، وإدارتها ، وتقويمها ، للحصول على المنتجات المرغوبة.

ومن هنا تأتي أهمية تعريف التقنية بأنها التطبيق المنظم للمعرفة العلمية، ليؤكد على أن الآلة تعتمد على الأسلوب، أو الطريقة، وهي تعتبر جزءاً يسيراً من هذا الميدان الواسع. فتكنولوجيا التعليم تشمل إذن الجانبين النظري والتطبيقي، إذ إنها تقدم إطارات معرفية لدعم التطبيق ، وتوفر قاعدة معرفية حول كيفية التعرف على المشكلات التعليمية وحلها.

ويعتمد ميدان تكنولوجيا التعليم على كل ما تنتجه حقول المعرفة المختلفة : التربوية بشكل خاص ، والعلوم النظرية التطبيقية بشكل عام ، في بناء مجال معرفي يعنى بتصميم العملية التعليمية ، وتطويرها، وتنفيذها، وتقويمها.

مفهوم تكنولوجيا التعليم:

ولذلك فقد عرفت تكنولوجيا التعليم بأنها عملية منهجية منظمة في تصميم عملية التعليم والتعلم، وتنفيذها ، وتقويمها ، في ضوء أهداف محددة تقوم أساساً على نتائج البحوث في مجالات المعرفة المختلفة، وتستخدم جميع الموارد البشرية المتاحة ، وغير البشرية ، للوصول إلى تعلم أكثر فاعلية وكفاية .

ولذلك فإن تكنولوجيا التعليم علم متجدد لا يقف عند حدود استخدام الأجهزة التعليمية وصيانتها ، بل إنه يتأثر بالتغيرات النظرية التي تواجه المجال وتطبيقاته ، ويلحظ كيف تأثر المجال بالتحولات النظرية من مدرسة علم النفس السلوكية إلى المدرسة الإدراكية ثم إلى المدرسة البنيوية [1].

السابق
تعريف وخصائص أطفال متلازمة داون
التالي
نشأة علم النفس الإيجابي وأهميته

اترك تعليقاً