الإعاقة البصرية

تعريفات الإعاقة البصرية وأنواعها

تعريفات الإعاقة البصرية وأنواعها

      استحوذت الإعاقة البصرية على اهتمام المتخصصين في كافة المجالات الطبية كانت أو تربوية أو اجتماعية أو نفسية. وفيما يلي عرض لمفهوم المعاق بصريا، تصنيفاتها، أسبابها ونسب انتشارها.

مفهوم الإعاقة البصرية

      تعددت تعريفات الإعاقة البصرية حسب المجال المستخدم فيه التعريف، وعلى هذا توجد تعريفات للإعاقة البصرية من النواحي القانونية، التربوية، الطبية.

تعريف المعاق بصريا من الناحية القانونية:

      يعتمد المفهوم القانوني للإعاقة البصرية على محكين أساسيين هما : حدة الإبصار ، ومجال الرؤية.  و يعبر عن حدة الابصار بكسر يشير الى المسافة التي يرى فيها الفرد شيئا معينا بالمقارنة بالمسافة التي يستطيع الفرد ذو البصر العادي رؤية نفس الشيء بوضوح اما بالنسبة للمجال البصرى  فيشير الى المنطقة البصرية الكلية التي يستطيع الفرد ان يراها في لحظة معينة و تستطيع العين السليمة ان ترى بزاوية تبلغ ما بين 60 الى 70 درجة.

ويعتبر الفرد مكفوفاً إذا كانت حدة إبصاره 20/200 وهو ما يعني أن الفرد يحتاج إلى أن يكون على بعد 20 قدماً ليرى ما يراه الآخرون من ذوي الرؤية الطبيعية على بعد 200 قدماً ( 20 قدماً تعادل ستة أمتار ، 200 قدماً تعادل ستين متراً ) وذلك بأقوى العينين وبعد استخدام التصحيحات الطبية اللازمة سواء باستخدام النظارات أو العدسات . وتستخدم هذه التعريفات في تحديد الأفراد الذين يستحقون الرعاية في المؤسسات المعنية بخدمة الأفراد المكفوفين ، فالمؤسسات الأمريكية تستخدم هذا التعريف في تحديد هؤلاء الأفراد ، وبالتالي فإن الأفراد الذين لا يصلون إلى هذا المستوى لا يستحقون الرعاية في هذه المؤسسات.

اما المجال البصرى  visual fieldفيجب ان يكون ضيقا بحيث يصل الى زاوية ابصار لا تتعدى 20 درجة  حتى يعتبر الفرد كفيفا من الناحية القانونية   (عبد الرحمن سليمان،48:2004)

ولا يعتبر كل الأفراد الذين يندرجون تحت التعريف القانوني مكفوفين كلية ، إذ أن هذا التعريف يتضمن مدى واسع من الإعاقة البصرية . وهناك ما يزيد عن 75 % من الافراد الذين يندرجون تحت هذا التعريف لديهم بقايا بصرية يستطيعون استخدامها في السفر والقراءة ويستمرون في أعمالهم اليومية العادية باستخدام الوسائل المساعدة(Sardegna&Otis,1991:31)

وتتعدد الأساليب المستخدمة للتعبير عن حدة الإبصار بحسب الدول المختلفة ، إذ تستخدم بعض الدول أساليب مختلفة لقياس حدة الإبصار .

  • ففي المملكة المتحدة : تم التعبير عن حدة الإبصار الطبيعية ب 6/6 حيث يتم قياس حدة الإبصار عن طريق Snellen Chart وهي تضم صفوفاً من الحروف تخفض إجمالها وتعكس بذلك أبعاداً مختلفة ، فالصف الأول يعكس بعد 60 متراً وتقل الأبعاد على الترتيب 5،6،9،12،24،36 ومن ثم فالعين الطبيعية تقرأ الحروف التي تعكس 6متر على بعد 6أمتار. ويعرف الكف البصري في المملكة المتحدة حدة إبصار أقل من3 /60.
  • وفي الولايات المتحدة يتم التعبير عن حدة الإبصار الطبيعية بـ20/20 وهي تشير إلى أن الفرد يرى على بعد 20 قدماً ما يراه الشخص الطبيعي على بعد 200 قدماً. ويشار إلى الكف البعدي في الولايات المتحدة الأمريكية ( حسب تعريف المؤسسة الأمريكية الطبية American Medical Association) بأنه حدة أبصار 20/200 أو أقل في أفضل العينين بعد التصحيح بالوسائل الطبية. وهي تشير إلى أن الفرد يحتاج إلى أن يكون على بعد 20 قدماً لدى ما يراه الآخرون عن ذوي الرؤية الطبيعية على بعد 200 قدماً.

ويعاب على التعريفات القانونية بشكل عام أنها لا تصلح في الأغراض التربوية ، كما أنها لا تضع في اعتبارها الطريقة التي يستخدم بها الفرد قدراته البصرية ومدى قدرته على توظيفها .

تعريف الإعاقة البصرية من الناحية الطبية :

قد لا يختلف تعريف الإعاقة البصرية كفرع من فروع التربية الخاصة من الناحية الطبية عن تعريفها من الناحية القانونية وخاصة في اعتمادها على حدة الإبصار في تحديد درجات الإعاقة البصرية غير أنها تعتمد أيضاً على مدى وجود عيوب في المجال البصري ، اضطرابات الألوان وهي أمور تتعلق بالكفاءة البصرية.

ويعرف التصنيف الإحصائي الدولي للأمراض الكفيف بأنه الفرد الذي تتراوح حدة ابصاره بعد التصحيح بين3/60 الى 1/60(يستطيع عد أصابعه على بعد متر واحد). و تصنف كف البصر الى ثلاث مستويات:

  • من 3/60 الى 1/60(20/200 الى 20/200 بالنظام الأمريكي للتعبير عن حدة الابصار) وهو الفرد الذى يستطيع عد أصابعه على بعد متر واحد
  • يتراوح بين 1/60 الى ادراك الضوء light perception
  • عدم ادراك الضوء نهائيا no light perception

وقد اقترح بعض الباحثين تعديل تعريف منظمة الصحة العالمية ليقوم على حدة الابصار بدون التصحيح بدلا من حدة الابصار بعد التصحيح بحيث تصبح 6/60 بدلا من 3/60 و هو ما سيؤدى الى زيادة اعداد المكفوفين الى 57 مليون كفيف بدلا من 37 مليون كفيف حسب اخر احصاء لمنظمة الصحة العالمية.

وقد نصحت بذلك ايضا اللجنة الاستشارية لمنظمة الصحة العالمية فى عام 2003 بحيث يتم استبدال لفظ حدة الابصار بعد افضل تصحيح ممكن الى حدة الابصار فقط و ذلك من اجل ادخال الاخطاء الانعكاسية فى تعريف الاعاقة البصرية. وهو مايزيد من نسبة انتشار الاعاقة البصرية و العبء الذى تمثله على المجتمع.

تعريف الإعاقة البصرية من الناحية التربوية :

بينما تعتمد تصنيفات الإعاقة البصرية من الناحية القانونية والطبية على حدة الإبصار ، فإن التعريفات التربوية تعتمد على الوسائل التعليمية المستخدمة لمساعدة الأفراد على التعلم .

ويعرف هالهان وكوفمان الفرد المعاق بصرياً من الناحية التربوية بأنه الفرد الذي تعوقه قدراته البصرية عن التعلم ويعتمد على القراءة بطريقة برايل أو يستطيع قراءة المادة المطبوعة بحروف بارزة أو كتب مطبوعة بحروف كبيرة. ويلاحظ اعتماد هذا التعريف على طريقة القراءة ووسيلة التعلم في تصنيف المعاق بصرياً.

وتشير بارج Barrage إلى أن المعاق بصرياً من الناحية التربوية هو الفرد الذي تعوقه قدرته البصرية عن التعلم والتحصيل ويحتاج إلى وسائل مساعدة لتقديم خبرات التعلم لـه سواء كانت هذه الوسائل في طبيعة المواد المقدمة أو في بيئة التعلم . 

ويرى عادل عبد الله ( 2004) أن الشخص المعاق بصرياً من المنظور التربوي هو الذي يتعارض ضعف بصره مع قيامه بالتعلم والتحصيل بشكل جيد أو تحقيقه لإنجاز أكاديمي بشكل مثالي وهو بذلك من ذوي الاحتياجات الخاصة ما لم يتم إدخال تعديلات مناسبة في تلك الطرق والأساليب التي يتم من خلالها تقديم خبرات التعلم له ، وإدخال تعديلات مماثلة في المناهج الدراسية المقررة ، وتعديلات أخرى في طبيعة المواد المستخدمة إلى جانب تضمين بيئة التعلم تعديلات وتغييرات ليست جوهرية ولكنها تساعده على تحقيق ذلك بشكل جيد .

ويلاحظ من العرض السابق أن التعريف التربوي للإعاقة البصرية يركز على طرق تقديم البرامج الدراسية المقررة والوسائل التعليمية المساعدة للأفراد على التعلم والتي تزداد تعقيداً بازدياد درجة الإعاقة وهو ما أدى إلى ظهور العديد من التصنيفات للأفراد المعاقين بصرياً.

السابق
اتجاهات حديثة في علم النفس
التالي
أهم تصنيفات الإعاقة السمعية

اترك تعليقاً