علوم وحياة

تعريف القيم الإسلامية وعناصرها

تعريف القيم الإسلامية وعناصرها

لتحديد تعريف القيم الإسلامية الأنسب لابد في البداية الوقوف على تعريف القم بشكل عام في اللغة والاصطلاح ثم التطرق إلى مفهوم القيم الإسلامية وذلك على النحو التالي.

 ( أ ) التعريف اللغوي للقيم:

عرف ابن منظور القيم بأنها ” المحافظة والملازمة كما أنها تأتي بمعنى الاستقامة والثبات فيقال: أقمت الشيء وقومته، فقام بمعنى استقام ” .

والقيمة ثمن الشيء بتقويم  والتقويم، فيقال: قامت ناقتك، أي كم بلغت؟([1]).

وعرف الجوهري القيم ” بأن أصل الياء واو , حيث يقوم مقام الشيء بالاستقامة و الاعتدال , وأقمت الشيء فهو قويم أي مستقيم  “([2]).

وعرف الزبيدي القيمة فقال :” أمر قيم أي مستقيم، وخلق قويم أي حسن ودين قيم: أي مستقيم لا زيغ فيه، وكتب قيمة: مستقيمة تبين الحق من الباطل([3]). فالقيمة هي الشيء المستقيم “.

عرف الفيروز آبادي القيم فقال :” والقيمة واحدة القيم، وما له قيمة وقومت السلعة واستقمتُهُ : ثمنه واستقام الأمر أي اعتدل ، وقومته عدلته فهو قويم ومستقيم”([4]) .

مما سبق يتبين أن معنى القيمة لغوياً يدور حول الشيء المستقيم الحسن المعتدل الذي يتسم بالثبات والمحافظة .

(ب) القيم في الاصطلاح:

عرفها أبو العينين بأنها: ” مجموعة من المعايير والأحكام تتكون لدى الفرد من خلال تفاعله مع المواقف والخبرات الفردية والاجتماعية بحيث تمكنه من اختيار أهداف وتوجيهات لحياته، ويراها جديرة بتوظيف إمكانياته وتتجسد خلالها الاهتمامات والاتجاهات والسلوكيات العملية واللفظية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة “([5]).

وعرف محمد بيومي القيم بأنها: ” تلك المجموعة من المبادئ التي تربط الفرد بهويته وبالمجتمع وتقاليده وتنظم العلاقات فيها بينهم وتحكمها “([6]).

وعرفها زهران بأنها:” تنظيمات لأحكام عقلية انتقالية مهمة نحو الأشخاص والأشياء والمعاني وأوجه النشاط”([7]).

وعرفها كاظم بأنها: “مقياس أو معيار أو مستوى نستهدفه في سلوكنا ونسلم بأنه مرغوب فيه أو مرغوب عنه”([8]).

ويعرفها أبو حطب بأنها : ” مجموعة أحكام يصدرها الفرد على بيئته الإنسانية والاجتماعية والمادية، وهذه الأحكام هي في بعض جوانبها نتيجة تقويم الفرد أو تقديره إلا أنها في جوهرها نتاج اجتماعي استوعبه الفرد وقبله بحيث يستخدمها كمحطات أو مستويات أو معايير على أن تتحد أجزاؤها في صورة مجموعة استجابات بالقبول أو الرفض”([9]).

وعرفها الهاشمي بأنها: “مجموعة من التنظيمات النفسية لأحكام فكرية وانفعالية يشترك فيها أشخاص بحيث تعمل تلك التنظيمات في توجيه دوافع الأفراد ورغباتهم في الحياة الاجتماعية الكبرى نحو أهداف محددة ” ([10]) .

وعرفها عفيفي بأنها: “مجموعة القوانين والأهداف والمثل العليا التي توجه الإنسان سواء في علاقته بالعالم المادي أو الاجتماعي أو السماوي“([11]).

ويعرفها فينكس بأنها: “لفظ نطلقه ليدل على عملية تقويم يقوم بها الإنسان وتنتهي هذه العملية بإصدار حكم على شيء أو موضوع أو موقف”([12]).

من العرض السابق لمعنى القيم يستطيع البحث الحالي تعريف القيم بأنها:

” مجموعة من المعايير والأحكام التي تحدد سلوك الفرد تجاه الآخرين. وهذه المعايير مكتسبة وتتكون من خلال تفاعل الفرد مع المواقف والخبرات وذلك من خلال ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه”.

(ج)   تعريف القيم الإسلامية :

  عرفت القيم الإسلامية بأنها: “اهتمام الفرد وميله إلى معرفة ما وراء العالم  الظاهري، فهو يرغب في معرفة أصله ومصيره، ويتميز معظم الأشخاص الذين تسود عندهم هذه القيمة بإتباع تعاليم الدين في كل النواحي”([13]).

ويشير التعريف السابق إلى الميول والاهتمامات لصاحب القيم بأنه لا يوقف تفكيره على مظهر الشيء، ولكن على حقيقته، فينظر إلى البداية والنهاية فيعتبر من البداية ويعمل بالنهاية.

وعرفت “بأنها مكون نفسي معرفي عقلي وجداني أدائي ومصدره إلهي يوجه السلوك ويدفعه ويهدف باستمرار إلى إرضاء الله سبحانه وتعالى”([14]).

ويشير هذا التعريف إلى شمولية القيمة لحياة الفرد المعرفية و العقلية و الوجدانية والحركية وبان القيمة هبة من الله عز وجل وهدفها أرضائه جل في علاه

وعرفت “بأنها مجموعة من الأخلاق التي تصنع نسيج الشخصية الإسلامية وتجعلها متكاملة قادرة على التعامل الحي مع المجتمع وعلى التوافق مع أعضائه، وعلى العمل من أجل النفس والأسرة والعقيدة“([15]).

وأشار هذا التعريف إلى إن القيم أخلاق تكون شخصية الفرد في تعامله مع نفسه ومجتمعه ودينه فتؤدي به إلى التوافق والانسجام.

وعرفت “بأنها تلك المبادئ والمقاييس التي إذا ما تقبلها الفرد ونفذها في حياته وسلوكه ترفع مستوى حياته وتجعله في مصاف السلوك المستحب والمقبول وهذه المبادئ تصل إلى درجة الشمولية من حيث مفهوم الإنسان لها وتقبله إياها”([16]).

وقد اشتمل هذا التعريف على مبادئ للفرد ومقاييس لفكره وسلوكه يوافق عليها المجتمع ويرفع من يحملها إلى مرتبة عليا.

  وذكر أبو العينين “أن القيم الإسلامية هي عبارة عن مفاهيم تدل على مجموعة من المعايير التي تتكون لدى الفرد من خلال تفاعله الاجتماعي مع المواقف والخبرات التي يشترك فيها مع الجماعة“([17]).

وأشار أبو العينين إلى أن القيم الإسلامية مفاهيم لدى الفرد تدل على معايير مكتسبة من مجتمعه المحيط به وارتضاها المجتمع لأنها مأخوذة من علاقات الفرد بمجتمعه.

ومن التعريفات السابقة يظهر أنها تشترك في بعض العناصر ومنها:

  1. مصدر القيم
  2. تقبل المجتمع لهذه القيم وارتضائه لها.
  3. تباع القيم يؤدي إلى التوافق والانسجام في حياة الفرد الشخصية والمجتمعية. 

مما سبق يمكن تعريف القيم الإسلامية بأنها: مجموعة من المعايير والمبادئ ، لها أبعاد عقلية ووجدانية وسلوكية ومصدرها إلهي، وهدفها توجيه سلوك الفرد ليكون مقبولاً عند الناس مرضياً عند الله _سبحانه وتعالى_.


(1) ابن منظور: لسان العرب، بيروت دار حياد، م/ 12، ص 500.

(2) إسماعيل بن حماد الجوهري: الصحاح تاج اللغة وصحيح العربية، بيروت، دار العلم، 1404هـ،
ص 2017، ط3.

(3) محمد مرتضى الزبيدي: تاج العروس في جواهر القاموس، بيروت، م/ الحياة، م/ 9، ص 37.

(4) مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي : القاموس المحيط  ، ت 817هـ ، ص10152 ، مادته القوم ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الثامنة 1426هـ – بيروت . لبنان . بإشراف محمد نكيم العرقسوسي .

(1) علي خليل أبو العينين: القيم الإسلامية والتربية، المدينة المنورة، مكتبة حلبي، 1408هـ، ص 34.

(2) محمد أحمد بيومي: علم اجتماع القيم، الإسكندرية، دار المعرفة 1981م، ص 158.

(3) حامد عبد السلام زهران: علم النفس الاجتماعي، القاهرة ، عالم الكتب ، ط الخامسة ، 1404هـ ، ص132 .

(4) د. محمد إبراهيم كاظم: المجلة الاجتماعية القومية، م/ 5، العدد2، ص 10، 11.

(5) فؤاد أبو حطب: المجلة الاجتماعية القومية، م/ 11، العدد 1، ص 62.

(6) عبد الحميد محمد الهاشمي، المرشد إلى علم النفس الاجتماعي، جدة دار علم الشروق، ط1، 1405هـ،
ص 139.

(1) محمد الهادي عفيفي، أصول التربية، القاهرة ، مكتبة الأنجلو، 1974م، ص 28.

(2) فيليب فينكس: فلسفة التربية، ترجمة محمد لبيب النحيمي، القاهرة، دار النهضة العربية 1965م، ص 892

(3) زهران: مرجع سابق، ص 134.

(4) إسحاق أحمد، حسان وتوفيق أحمد مرعي: اتجاهات المعلمين في الأردن نحو القيم الإسلامية في مجال العقائد والعبادات والمعاملات كما حددها الإمام البيهقي، مجلة أبحاث اليرموك، الأردن، جامعة اليرموك، المجلد الرابع، العدد الثاني، 1408هـ، ص 12.

(1) جابر قميحة: المدخل إلى القيم الإسلامية، القاهرة، دار الكتاب المصري، ، 1404هـ.        

(2) فريد نجار: المعجم الموسوعي للمصلحات التربوية، مكتبة لبنان، 2003م، ص 72.

(3) أبو العينين : مرجع سابق ص34

السابق
أنشطة مناسبة لأطفال متلازمة داون
التالي
المسؤولية في ضوء التصور الإسلامي

اترك تعليقاً