تعريف المعاقين فكريا وخصائصهم

تعددت التعريفات التي تناولت المعاقين فكريا أو المعاقين ذهنيا، ونعرض في المقال الحالي للتعريفات الحديثة والصادرة عن الجهات الرسمية المعترف بها دوليا، والمقبولة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.

تعريف المعاقين فكريا

تعرف منظمة الصحة العالمية الإعاقة الفكرية بأنها: انخفاض كبير في القدرة على فهم المعلومات الجديدة أو المعقدة، وكذلك انخفاض القدرة على تعلم مهارات جديدة وتطبيقها (ضعف الذكاء)، مما يؤدي إلى انخفاض القدرة على التكيف بشكل مستقل ضعف الأداء الاجتماعي)، ولابد أن تحدث قبل سن البلوغ، مع وجود تأثير دائم على النمو، ولا يتوقف تأثير الإعاقة على الظروف الصحية أو حدوث الإعاقة للطفل، ولكن تؤثر أيضا وبشكل حاسم بمدى دعم العوامل البيئية في مشاركة الطفل واندماجه الكامل في المجتمع ^[1].

ومن ناحية أخرى، تعرفها الجمعية الأمريكية للإعاقات الفكرية والنمائية بأنها: حالة تشير إلى قصور شديد في كلا من الأداء الوظيفي العقلي والسلوك التكيفي، والتي تغطي العديد من المهارات الاجتماعية والعملية اليومية، شريطة أن تحدث الإعاقة الفكرية قبل سن ۲۲ .

وعرفها قانون تعليم الأفراد ذوي الإعاقة بأنها: “قصور كبير في الأداء الفكري العام، حيث يتزامن في الوقت نفسه مع عجز في السلوك التكيفي والذي يظهر خلال الفترة النمائية، ويؤثر سلبا على الأداء التعليمي للطفل Education Act 2017 فيلاحظ من خلال استعراض التعريفات السابقة أن هناك إجماعا فيما بينها حول مفهوم الإعاقة الفكرية، حيث إنها تتفق على أن ظهور الإعاقة الفكرية أثناء فترة النمو. وأن يصحب ذلك قصورا في السلوك التكيفي، ومعدل الذكاء العام للفرد.

أسباب الإعاقة الفكرية:

اهتمت الدراسات والبحوث بالتعرف على أسباب الإعاقة الفكرية؛ وذلك بهدف التوصل إلى وسائل فعالة للوقاية والحد من حدوث الإعاقة الفكرية. وتجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من التقسيمات حول أسباب حدوث الإعاقة الفكرية، ومن أهمها ما أشار إليه (2016) Brue & Wilmshurst أن جميع أسباب الإعاقة الفكرية يمكن أن تندرج تحت مجالين رئيسين من مسببات الإعاقة الفكرية وهما: أسباب فطرية، بسبب الظروف الوراثية وتشوهات الكروموسومات (العوامل الوراثية والبيولوجية)، وأسباب بيئية ^[2].

1- أسباب فطرية:

تعتبر الأسباب الوراثية والبيولوجية وتشوهات الكروموسومات من أهم العوامل الفطرية التي تسبب الإعاقة الفكرية، ومن أكثر هذه الأنواع شيوعا متلازمة داون والتي تسبب إعاقة فكرية بسبب وجود کرموسوم ۲۱ زائد، ومتلازمة إكس الهش والتي تحدث بسبب طفرة جينية مرتبطة بالكرموسوم X، ومتلازمة برادر ويأتي وتنتج بسبب عدم وجود کروموسوم ^[3]

2 – أسباب بيئية:

يمكن أن تؤثر السموم الموجودة داخل البيئة تأثير سلبيا على النمو قبل الولادة أو بعدها. فقد يؤدي التعرض لمستويات عالية من الرصاص والزئبق إلى حدوث الإعاقة الفكرية خلال فترة الحمل أو بعد الولادة. وقد تحدث الإعاقة الفكرية نتيجة التعرض للإصابات والحوادث في الرأس أثناء الولادة أو بعدها. وكذلك قد يؤدي نقص الأوكسجين أثناء الولادة، والأمراض التي تصيب الدماغ، مثل: التهاب السحايا، والحمى المرتفعة، والحصبة الألمانية، وإدمان الكحوليات إلى حدوث الإعاقة الفكرية.

يتضح مما سبق، أن هناك العديد من أسباب الإعاقة الفكرية، والتي تلعب دورا مهما في حدوث الإعاقة الفكرية. وترجع هذه الأسباب، إما إلى عوامل فطرية موروثة لا يمكن التحكم فيها، وإما إلى عوامل بيئية يمكن الوقاية منها في الغالب. وترجع أهمية التعرف على أسباب الإعاقة الفكرية في أنها يمكن أن تؤدي إلى تجنب حدوث الإعاقة الفكرية، والوقاية منها، ومعرفة التدخل المناسب. وهذا ما يبرر تزايد معدلات الإعاقة الفكرية في الدول النامية، وقلة أعداد المعاقين فكريا في الدول المتقدمة.

خصائص المعاقين فكريا:

 يتنوع المعاقون فكريا في خصائصهم وصفاتهم عن غيرهم من فئات الإعاقة الأخرى، فتجدر الإشارة إلى أن هذه الخصائص تختلف من معوق لأخر، بل تختلف حسب شدة الإعاقة الفكرية (بسيطة-متوسطة – شديدة – حادة). ولكنها تتفق في رسم الملامح العامة لطبيعة هذه الفئة؛ حيث ترجع أهمية التعرف على هذه الخصائص في معرفة البرامج والخدمات المناسبة الطبيعة هذه الفئة.

ويشترك جميع المعاقين فكريا في الخصائص الآتية: القصور في الأداء الفكري والذي يتضمن صعوبات في الذاكرة، واستدعاء المعلومات، وقد يظهر هؤلاء الطلاب انخفاضا في الدوافع والعجز المتعلم. بينما يشمل القصور في السلوك التكيفي صعوبات في المهارات المفاهيمية، والمهارات الاجتماعية، والمهارات العملية، مثل: صنع القرار، وحل المشكلات وتحديد الأهداف (2013 ,Project Individuals with Disabilities Education Act).

وحدد الخصائص الطبية، والسلوكية، والتعليمية للأفراد المعاقين فكريا بصفة عامة فيما يأتي ^[4]:

1 – الخصائص الطبية:

وتضمنت ملامح حادة، وقامة قصيرة، واللسان متدلي، وضعف في القدرة على المشي بصورة جيدة، وحجم الرأس قد يكون صغيرا، أو كبيرا.

2 – الخصائص السلوكية:

صعوبة في اتخاذ القرارات، والاستجابة أو رد الفعل بطيء، وصعوبة في إكمال المهمة حتى ولو كانت المهمة تستغرق وقتا قصيرا، وردود فعل عدوانية عندما لا تتم تلبية مطالبه ورغباته على الفور، وصعوبة في التذكر، وصعوبة في تلبية احتياجاتهم للرعاية الذاتية، وصعوبة في الامتثال لقواعد اللعب الجماعي، أو المعايير الاجتماعية.

3 – الخصائص التعليمية:

بطء في الفهم والتعلم، وضعف الانتباه، وعدم القدرة على التركيز والانتباه، وتقلب المزاج، وضعف الذاكرة، وضعف التآزر الحركي، وتطور الكلام بصورة بطيئة. ويمكن القول إن الإعاقة الفكرية تتميز بمجموعة من الخصائص التي ينبغي مراعاتها أثناء تقديم الخدمات والبرامج.