التربية الخاصة

تعريف الموهبة وعلاقتها بالتوفق والابداع

تعريف الموهبة وعلاقتها بالتوفق والابداع

لقد بدأ الاهتمام قديماً بالموهوبين، فيعد “جالتون” 1883 أول من تطرق لتعريف التفوق و تعريف الموهبة، فلقد كان يعتقد بأن الموهبة موروثة وثابتة في الأفراد، ولعل فكرة هذا متأثراً بتخصصه فقد كان عالماً من علماء البيولوجي (علم الأحياء)، واتضح ذلك بصورة كبيرة في كتابه الشهير الذي ألفه وهو بعنوان: “وراثة العبقرية”.

تعريف الموهبة:

تعرف الموهبة لغوياً في لسان العرب على أنها “العطية” من وهب يهب وهباً ووهوباً أي يعطيه شيئاً، أما معنى الموهبة في معجم المنجد: إعطاء الشئ بلا عوض، وفي القاموس المحيط فإن الموهبة.

تعريف الموهبة سيكولوجياً:

تعددت اتجاهات تعريف الموهبة وفيما يلي عرضاً لبعضها:

  • تعرف الرابطة الأمريكية للأطفال الموهوبين الموهوب على أنه: الفرد الذي يكون أداؤه عالياً بدرجة ملحوظة وبصفة دائمة.
  • ويعرف ميرلاند 1972 الموهوبين على أنهم الأفراد الذين يملكون قدرات وإمكانيات غير عادية تبدوا في أداءاتهم العالية المتميزة، يمكن الكشف عنها بوسائل علمية مقننه تتيح ذلك وبواسطة خبراء متخصصين في ذلك.

وتشمل مجالات الأداء العالي والمتميز للموهوبين أحد المجالات الآتيــة:

  1. القدرة العقلية العامة.
  2. القدرة الأكاديمية المتخصصة: وتشمل قدرات عالية في اختبارات التحصيل الدراسي في الرياضيات أو اللغة.
  3. قدرة قيادية: وتشمل القدرة على حل المشكلات، وارتفاع مستوى الثقة بالنفس، وتحمل المسئولية، والتعاون، والميل للسيطرة، والقدرة على التفاوض، والقدرة على توجيه الآخرين وسياستهم.
  4. القدرة الإبداعية الابتكارية: وهي القدرة على إنتاج العديد من الأفكار الجيدة، أو تجميع العناصر التي قد تبدوا متنافرة.
  5. المهارات النفسية أو الأدائية: وتشمل المواهب الخاصة في مختلف الفنون كالرسم والأدب والخطابة والشعر… إلخ.
  6. القدرات نفس حركية: وتشمل الاستخدام الماهر للقدرات النفسي حركية، أو المهارات الجسمية أو المكانية.

تعريف “رونزلي” اقترح “رونزلي” مفهوم سلوك الموهوب كحل بديل للتصور المنتشر في كثير من التعريفات المتعلقة بالموهوب، ومن ثم فهو يقترح أن سلوك الموهوب ينتج من خلال الإتيان بالعناصر الآتية:

  1. مستوى من القدرات فوق المتوسط.    2- يتمتع بمهارات إبداعية.
  2. قدرته على إدارة الوقت.

ويعرف بعض علماء النفس وفي مقدمتهم “تيرمان” الطفل الموهوب بأنه الطفل الذي يصل معدل ذكاؤه إلى 140 فما فوق وفقاً لما تقيسه اختبارات الموهوبين.

ويتضح مما سبق أن هناك اتفاق بين التعريفات السابقة على أن الموهبة هي قدرة استثنائية، أو استعداد فطري غير عادي لدى الفرد، تظهر فيه بوضوح آثار البيئة التي ينمي من خلالها الفرد.

الإبداع والذكاء والموهبة والعبقرية:

ما هي العلاقة القائمة بين الذكاء والإبداع؟ والذكاء والموهبة؟ وهل العبقري موهوب؟ فيما يلي توضيح لبعض هذه المفاهيم:

يعد الذكاء شرطاً لازماً للإبداع ولكنه غير كاف لحدوثه، فكل مبدع ذكي وليس كل ذكي بالضرورة مبدع، وذلك لأن هناك اختلاف بين الذكاء والإبداع في نوع التفكير.

فالتفكير في الذكاء تقاربي Convergent بينما التفكير في الإبداع تباعدي Divergent، ومن ثم فهناك حد أدنى من الذكاء يتطلبه الإبداع وليس بالضرورة أن تكون هناك زيادة في الإبداع بزيادة مصحوبة في الذكاء بعد القدر المطلوب للإبداع من الذكاء.

أما فيما يتصل بالعباقرة والموهوبين، فيمكن القول بأن أحد الأخطاء التاريخية التي وقع فيها علماء النفس عندما صنفوا العباقرة  بأن ذكاءهم عالي جداً قد يفوق (140) درجة.

وذلك لأن هذا التصنيف نشأ عنه كثير من الاضطرابات، لأن هذا التصنيف يعني بأن كل طفل امتلك نسبة عالية من الذكاء قد تتعدى الـ 140 درجة هذا يعني أنه سوف يكون في المستقبل عبقرياً. وهذا ما لم يتحقق لدى كثير من أصحاب الذكاء العالي مما خيب الآمال لدى أسرهم.

ولذلك يكون من الأنسب والملائم علمياً أن نسمي الأطفال ذوي الذكاء العالي بالموهوبين ونسبتهم قد لا تزيد عن 1% من المجتمع، وتحتفظ بكلمة عبقري للمتصفين بالذكاء المبدع من بين هؤلاء الموهوبين.

إن صفة الموهوب تعني قدرة عقلية عالية جداً، في حين صفة العبقري تعني إنجازاً إبداعياً وأصيلاً تماماً، ومن ثم فكل مبدع عبقري موهوب، وليس كل موهوب عبقري مبدع.

السابق
السلوك النمطي التكراري لدى أطفال التوحد
التالي
خصائص الموهوبين وتأثير البيئة عليهم

اترك تعليقاً