مهارات

ما هي مهارة التحدث وما مستوياتها

ما هي مهارة التحدث وما مستوياتها

تمثل مهارة التحدث الغاية الأسمى من تعلم اللغة، فالمتعلم يكتسب ثروة لغوية ومعرفية ويتعلم ضوابط الأداء اللغوي السليم من خلال ممارسة الوظيفة الاستقبالية ممثلة في الاستماع والقراءة.

ثم تأتي المرحلة التالية التي يستخدم فيها المتعلم ما اكتسبه من ثروة لغوية وما تعلمه من ضوابط الأداء اللغوي في التعبير عن أفكاره.

تعريف مهارة التحدث:

 يشير Tidore, & Sujarwo  إلى أن مهارة التحدث من أهم مهارات التواصل اللغوي، وذلك لأن القدرة على التحدث هي واحدة من الأدلة على إجادة اللغة نفسها بصورة جيدة، وذلك بالإضافة إلى أن مهارة التحدث تعد أكثر المهارات اللغوية صعوبة في إتقانها[1].

 ويعرفها “عبد الهادي وأخرون” بأنها مهارة نقل المعتقدات والأحاسيس والاتجاهات والمعاني والأفكار والأحداث من المتحدث إلى الآخرين بطلاقة وانسياب مع صحة في التعبير وسلامة في الأداء[2].

وتعرفها “علي” بأنها : القدرة على نقل الأفكار والخبرات والآراء إلى الآخرين، نقلاً يتسم بالصحة في الأفكار والسلامة في الأداء، من حيث الصياغة اللغوية السليمة، والنطق الصحيح، وما يصاحب ذلك من هيئة جسمية؛ بحيث يتقبله المستمعون ويتفاعلون معه[3].

ويعرفها Xolmurodova بأنها مهارة لغوية يعبر المتكلم من خلالها عما في نفسه من مشاعر وأحاسيس، وما يدور بعقله من رأي وفكر، بحيث يتسم أداؤه بالصحة والدقة في التعبير، وقوة التأثير[4].

يتضح بعد العرض السابق لتعريفات التحدث ما يأتي:

  • التحدث عمليات عقلية مركبة من عمليات فسيولوجية ونفسية وحركية وصوتية ودافعية تتكامل مع بعضها لإنتاج مادة كلامية مقبولة ومعبرة.
  • التحدث مهارة معرفية عليا تعتمد على الخبرات الذهنية التي يمتلكها المتحدث مع التعبير عنها بطلاقة والبراعة في الأداء.
  • أن التحدث الجيد مهارة لغوية مهمة ويشترط فيها الخلو من الأخطاء، وسلامة النطق، والتأثير في الآخرين.

الخطوات العملية لـ مهارة التحدث:

تعد مهارة التحدث من أبرز مهارات التواصل اللغوي، وهي مهارة مركبة ومكونة من عدد من المهارات الذهنية والأدائية المتتابعة ، تتفاعل تلك المهارات فيما بينها وتتآزر لينتج ما يعرف بالكلام.

وفي هذا السياق يشير “عبد الهادي وأخرون”  إلى أن عملية التحدث ليست حركة بسيطة تحدث فجأة، وإنما هي عملية معقدة، وعلى الرغم من مظهرها الفجائي إلا إنها تتم وفق هذه الخطوات[5]:

  1. الاستثارة: وهي الخطوة الأولى من خطوات التحدث، والمثير إما أن يكون انفعالاً داخليا مثل: السرور والضيق والحب الكره والفرح والحزن والحماسة وإما أن يكون المثير خارجيًا، كأن يرد المتحدث على من أمامه، أو يجيب عن سؤال طرحه مخاطبه، أو يشترك في نقاش مع ا الآخرين.
  2. التفكير: فبعد استثارة المتحدث لكي يتكلم أو يوجد لديه الدافع للكلام ، يبدأ في التفكير فيما سيقول، فيجمع الأفكار ويرتبها بصورة منطقية مقنعة قبل أن يبدأ، فالتحدث من فنون الاتصال، إذا فقد عقلانيته ومنطقيته فقد وظيفته.
  3. صياغة الألفاظ: وهي انتقاء الرموز والألفاظ والعبارات والتراكيب، ومن الصعب التفريق بين مرحلة التفكير ومرحلة انتقاء الرموز لأن كلاهما عملية داخلية، لأن الفرد يفكر باللغة، ومن خصائص اللغة أنها وسيلة للتفكير وليس المهم أن يفكر أولاً ثم ينتقي الألفاظ أو العكس، وإنما أن تكون الألفاظ المنتقاة دالة على المعنى المقصود من أقرب طريق دون تقييد أو غموض ؛ لكي تصل إلى المستمع فيعرف ما يقصده المتحدث دون صعوبة.
  4. النطق: وهي الخطوة الأخيرة من خطوات التحدث والنطق هو المظهر الخارجي لعملية الكلام، ومن هنا يجب أن يكون النطق سليما واضحًا، وخاليا من الأخطاء.

يتضح مما سبق عرضه من خطوات التحدث أن المتكلم الماهر هو الذي لديه الرغبة والدافع لتوصيل رسالة معينة للآخرين، ولا يتكلم إلا بعد تفكير عميق، ولديه القدرة على تنظيم وترتيب محاور كلامه بطريقة منطقية.

ويستطيع اختيار الكلمات والعبارات اللغوية المعبرة عن أفكاره بمهارة مع سلامة نطقه للكلمات والعبارات والجمل وخلو حديثه من الأخطاء اللغوية.

مهارات التحدث:

من خلال تتيع الإطار السيكولوجي لمهارات التحدث في عدد من البحوث العربية والأجنبية نجد أن “طعيمة” حدد أربع مهارات رئيسة للتحدث، ويندرج تحت كل مهارة رئيسة عدد من المهارات الفرعية، وهي[6]:

1 – مهارات الضبط اللغوي أثناء التحدث:

وهي ضبط أواخر الكلمات ضبطاً نحويا، ونطق الجملة نطقا صحيحًا باللغة العربية الفصحى، والتمييز بين الحركات القصيرة والحركات الطويلة، واستخدام أدوات الربط المناسبة لموضوع التحدث، وتخير المفردة الفصيحة للتعبير عن الموضوع.

2 – مهارات نطق الحروف والكلمات نطقا صحيحًا

وهي نطق أصوات الحروف من مخارجها نطقا صحيحًا، وعدم إسقاط حرف من الكلمة المنطوقة، وعدم إسقاط كلمة مهمة من الجملة المنطوقة، والبعد عن التكرار في نطق الحروف والكلمات، وخلو الحديث من التهتهة والتأتأة أثناء نطق الحروف والكلمات.

3 – مهارة التحدث باستخدام ترابط الأفكار وتمام المعنى:

وهي صياغة فكرة التحدث بطريقة سليمة، وبدأ الحديث بالأفكار الرئيسة ثم الأفكار الفرعية، والتحدث بصورة متصلة بلا انقطاع أو توقفات، والتعبير عن الموضوع بأفكار متسلسلة ومرتبة عدم التوقف عن الحديث لا بعد تمام المعنى.

4 – مهارات مراعاة المظهر الجمالي في التحدث

وهي توظيف نبرة الصوت بما يتفق مع معنى الحديث، واستخدام لغة الإشارات والإيماءات أثناء التحدث مع وجود سرعة مناسبة والثقة بالنفس ووضوح الصوت أثناء التحدث.


[1] Tidore, S., Ibrahim, M., & Sujarwo, S. (2020). increasing students’ speaking skill by using pictures technique of the eight class at SMP NEGERI satap waekeka. Brilliance Journal, 4(01).

[2] عبد الهادي، نبيل وأبو حشيش، عبدالعزيز وبسندي، خالد (۲۰۰۵) مهارات في اللغة والتفكير. عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع.

[3] علي، علا عبد المقصود (۲۰۱٥) برنامج قائم على بعض استراتيجيات تعلم اللغة في تنمية مهارات الأداء اللغوي لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية رسالة دكتوراه غير منشورة ، كلية التربية، جامعة بنها.

[4] Xolmurodova, O. (2021). DEVELOPING ENGLISH LANGUAGE SKILLS THROUGH FAIRY TALES. Journal of Foreign Languages and Linguistics, 2(4), 1-7.

[5]  مرجع سابق.

[6] طعیمه، رشدي أحمد (۲۰۰۴) . المهارات اللغوية، مستوياتها – تدريسها – صعوباتها. ط1، القاهرة: دار الفكر العربي.

السابق
تعريف الاستماع وأنواعه ومهاراته
التالي
بحث كامل عن الكشف عن الإبداع لدى الأطفال

اترك تعليقاً