علم النفس

مجالات القياس النفسي والتربوي

مجالات القياس النفسي والتربوي

تطبق الاختبارات النفسية والتربوية في كثير من المجالات في الوقت الحاضر فضمن مجالات القياس المجال التربوي تطبق لخدمة التوجيه التربوي حيث تقاس قدرات التلاميذ وميولهم واستعداداتهم الدراسية المختلفة وعلى أساس منها يمكن للإدارة التعلمية أن توزعهم على أنواع للتعليم التي تناسب قدراتهم وميولهم وذكائهم العام وبذلك يمكن وضع التلميذ المناسب في الدراسة المناسبة.

ولا يخفى ما لأتباع هذا الأسلوب من فوائد جمة تعود على الفرد وعلى الجماعة على حد سواء فبالنسبة للفرد الذي يوضع في الدراسة التي يهواها والتي تمكنه قدراته من النجاح فيها ووضع التلميذ المناسب في المكان المناسب على أساس علمي موضوعي يؤدي إلى حسن تكيف التلميذ وشعوره بالرضى والسعادة فيرضى عن نفسه وعن مجتمعه.

والرضى عن النفس أساس الرضى عن الغير ومن شأن ذلك أن يجنبه أيضاً الشعور بالفشل والإحباط. فالتلميذ الذي يفشل في دراسته قد يلجأ إلى العدوان والعنف لإيجاد متنفس لرغباته المكبوته ولإثبات ذاته في مجال آخر غير المجال العلمي الذي فشل فيه ويؤدي ذلك إلى أن يفقد المجتمع عضواً قد يكون صالحاً إذا ما وجه التوجيه التربوي للتعليم.

أهمية القياس التربوي والنفسي:

يلعب القياس التربوي والنفسي دوراً مهماً في الحياة المدرسية اليومية إلى جانب ذلك الدور الذي يلعبه في الإدارة التعليمية التي تتولى تقييم التلاميذ وتوزيعهم إلى أنواع التعليم المختلفة.

والمعلم يستطيع أن يطبق كثيراً من الاختبارات والمقاييس النفسية والتربوية المختلفة بحيث يمكنه تقسيم تلاميذه إلى مجموعات متجانسة من حيث ما يملكون من ذكاء أو قدرات خاصة وبحيث يمكنه تطبيق طرق مختلفة من طرق التدريس تتناسب كل طريقة مع مستوى كل مجموعة.

أهمية العلامات أو الدرجات في القياس:

قد يتفق أغلب المعلمين على أن عملهم يمكن أن يكون أكثر سهولة ومتعة لو أمكن إعفاؤهم من مهمة إعطاء العلامات وتقدير الدراجات، حتى أن المعلم الذي لا يجد أية صعوبة في وضع واستخدام الاختبارات والوسائل الأخرى لتحديد مدى تحصيل التلميذ.

ربما يشعر بالكثير من الضيق من مشكلة تحديد الطلاب الذين يجب إعطاؤهم (أ) أو أولئك الذين يجب ترسيبهم.

الأهداف التي تحققها الدرجات:

هنالك وجهات نظر عديدة يمكن إدراجها لتدعم الرأي القائل بإلغاء إعطاء العلامات، أما الانتقادات العامة التي توجه إلى هذا النظام فمنها أن إعطاء درجة واحدة للمساق يؤدي إلى حجب الكثير من المعلومات المفيدة، وأن مثل هذه الدرجات تتسم بالذاتية، وعليه فإنها لا تتمتع بالإنصاف ولا تحمل دلالة محددة.

هذا بالإضافة إلى أنها تشجع نوعاً غير مرغوب فيه من التنافس. وبالرغم من هذه الانتقادات المهمة فإن كون هذا النظام قائماً ولا يزال معمولاً به، يدل على أنه يخدم على الأقل بعض الأغراض المحدودة.

ومن الأهداف التي تحققها الدرجات والتي لا يمكن أن تحققها علامات الاختبارات المختلفة والنتائج المفصلة المتحصلة من طرق التقويم الأخرى هي:

2 – الدرجة تقويم مجمل:

يستخدم المعلم عادة أساليب عديدة لتقويم التحصيل وهذه قد تشمل الاختبارات والتسميع الشفهي وملاحظة الأداء والواجبات الكتابية وغيرها من الوسائل ولأغراض شتى يكون من الضروري أن تجمع هذه المعلومات لبيان تقدير عمل الطالب، وهذا البيان هو الدرجة

الدرجة تزود التلميذ بحكم ذاتي قد يكون راغباً في معرفته وقد يكون ذا أهمية بالغة بالنسبة له على الرغم من الجهود التي تبذل لتعريف التلميذ مدى نجاحه عن طريق بيانات الاختبارات الموضوعية كالرتبة في الصف والرتبة المئينية والمكافئ الصفي وغيرها، فإنه يبدو أن جميع التلاميذ يرغبون في الحصول على نوع من التقويم الذاتي لأدائهم. فهم يودون معرفة ما إذا كان عملهم مرضياً أو غير مرض جيداً أو ممتازاً.

وإذا قيل لأحدهم أن رتبته منخفضة فإنه يبادر إلى السؤال: هل أنا ناجح؟) وإذا أخبر آخر بأن رتبته جيدة فإنه يسأل عن مبلغ هذه الجودة. لذلك يبدو من الطبيعي لهؤلاء التلاميذ أن يطلبوا تأكيداً لنوع الحكم على تقويمهم أو رأي المعلم فيهم فإن هذا يوفر على التلميذ محاولة الحكم على نفسه بنفسه

وعلاوة على ذلك يمكن القول أن المعلم كمرب محترف، يتحمل مسؤولية استخدام حكمه في تقويم تحصيل التلميذ وذلك بأن يأخذ بعين الاعتبار عوامل كثيرة قد لا تشكل جزءاً من المقاييس الموضوعية.

3- الدرجة تزود الآباء بتقويم مجمل:

يبدو أن الآباء كالتلاميذ يولون حكم المعلم الذاتي أهمية خاصة. ومع أنهم قد يجدون أن هذا الحكم لا يكون دوماً صائباً، فإنه يكون عادة ذا أهمية كبرى في توجيه أطفالهم في عملهم المدرسي وفي خططهم التربوية والمهنية المستقبلية.

4- يمكن أن تكون الدرجات حافزاً دراسياً:

مع أن اعتبار الدرجات في ذاتها حافزاً دراسياً أمر غير مستحب، فإن الكثيرين يقرون بأن الرغبة في الحصول على درجة عالية والفوز بمكان في لائحة الشرف هما من أكثر الحوافز قوة وأشدها تأثيراً على إنتاج العديد من التلاميذ.

قد يقال إن مثل هذا التأثير الحافز يمكن أن يكون موجوداً دون اللجوء إلى الدرجات بل باستخدام علامات الاختبارات أو معلومات أخرى مشابهة. غير أن الدرجة التي تبنى على جميع جوانب أداء التلميذ في الصف قد تمثل قوة دافعة يمكن ملاحظتها في مواقفه من نشاطات الصف المختلفة [1].

المراجع

  1. Rao, C. R., Sinharay, S., & Sinharay, S. (Eds.). (2007). Psychometrics (Vol. 26, No. 26). elsevier.‏
السابق
مستويات القياس في علم النفس
التالي
تعريفات التعلم بالاكتشاف الموجه

اترك تعليقاً