القسم العام

مفهوم الذكاء الاصطناعي وتاريخ تطوره

مفهوم الذكاء الاصطناعي وتاريخ تطوره

في موضوع الذكاء الاصطناعي يمكن القول إن العقل هو الذي تميز به الإنسان عن غيره من المخلوقات وبهذا العقل استطاع الإنسان أن يسيطر على الكون كأن يصنع أمور قد يعجز عنها الخيال مثل استكشاف الفضاء والأقمار الصناعية والتطورات الصناعية والزراعية والتعليمية والحاسوبية.

ولقد مر الحاسـب الآلي  بأربـعة أجيال على مدى السـتين سنة الماضية بعد إختراع أول جهاز حاسب “إنياك عام 1964م”.، والآن يقوم العلماء اليابانيون منذ عشرة سنوات بتصميم الجيل الخامس ولكن هذا الجيل يختلف عن غيره من الأجيال.

حيث يعتمد في بنيته الأساسية على الخلايا العصبية ويهدف مصمموا هذا الجيل إلى جعل الحاسب الآلي يتصرف كالإنسان وذلك باستخدام تقنية جديدة في عالم الحواسب هي “الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence “.

تاريخ الذكاء الاصطناعي

تعود كثير من جوانب الذكاء الاصطناعي إلى العهود القديمة، كون الذكاء الاصطناعي أحدث ما ابتكر العقل البشرى في العقود الخمسة الأخيرة من القرن العشرين من حياة الإنسان، فقبل وجود الكمبيوتر أو حتى الالكترونيات والكهرباء حاول الإنسان صنع بعض الأشياء لها بعض صفاته.

وعلى سبيل الذكر في القرون الوسطى يذكر البابا سيلفستر الثاني صنع آلة قادرة على النطق بعدد من الكلمات و الإجابة عن بعض الأسئلة بنعم أو لا، أما العرب فقد عملوا بـ ” آلات الحيل” أى الآلات ذاتية الحركة منذ القرن التاسع للميلاد وكانت أبرزها الآلات الموسيقية والساعات.

ويرى الكثير من المختصين أن هندسة الحيل العربية هى السلف المباشر للكثير من الأجهزة الحديثة مثل ساعات الماء الأوروبية و آلات البيع و آلات المحاسبة، و هذه الأمثلة بعض من محاولات الإنسان في العصور القديمة، وهناك كثير من المحاولات في المجال برزت سواء في القرون السابقة و اللاحقة.

وقد أغنى الخيال العلمي هذا المجال في كثير من حكايات الإنسان الآلي أو الآلة التى تقوم بمهارات متعددة عوضا عن الإنسان.

لم يمض على تاريخ الذكاء الاصطناعي سوى 50 عاما ً حتى بدأ مؤرخو هذا العلم في البحث عن جذوره . ولقد استطاعوا الرجوع إلى الفيلسوف ريموندوس ليلوس وهو راهب إسباني كتب حوالي 300 كتاب معظمها في اللغة العربية . لكن أشهر مؤلفاته يعرف باسم ” الصناعة العظمى – Deorte Magna ” .

الفكرة التي يقوم عليها الذكاء الاصطناعي:

الذكاء الاصطناعي فكرته الرئيسية تقوم على دوائر ذات مركز واحد مكتوب على أطرافها بعض الكلمات والمفاهيم الفلسفية بحيث أنه مع تحريك الدوائر يتم الحصول على كل التقاليب الممكنة للمفاهيم . والحال أن ريمندوس ليلوس هو نفسه صرح أنه اقتبس هذه  الآلة عن أحمد السبتي المغربي صاحب ” الزايرجة “، آلة ” الزايرجة ” تستطيع أن تجيب على كل سؤال بجواب وبطريقة آلية أوتوماتيكية.

حيث يجري ترجمة السؤال الموضوع باللغة العربية إلى أعداد حسب الجُمّل . وكما هو معروف فإن كل حرف من حروف الأبجدية يقابله عدد ما . فعلى سبيل المثال حرف الألف يقابله العدد 1 والباء 2 والجيم 3 الخ ……

فبعد أن تتم الترجمة إلى الأرقام، يسهل إجراء عمليات حسابية على الأرقام الحاصلة كالجمع والضرب والقسمة . وحاصل هذه العمليات الحسابية يعاد ترجمتها إلى اللغة العربية حسب أصول حساب الجمل فيأتي الجواب . وهذا يشبه العمليات التي تحدث داخل الحاسوب إذ أن النصوص في الحاسوب مآلها إلى الأعداد الثنائية صفر وواحد التي تخضع لعمليات من تحويل وإضافة وجمع رياضي، ومن ثم ترجمة الحاصل إلى النص . 

وأكثر من تأثّر بليلوس و هو الفيلسوف وعالم الرياضيات ليبنيز Leibniz الذي وضع بعد المفكر وعالم الرياضيات باسكال الحاسوب الثاني الذي أضاف عليه الضرب والقسمة . أما أول حاسوب ميكانيكي فقد وضعه بابدج Babbage.

لكن ظهور علم الذكاء الاصطناعي بالمعنى الحصرى كان في القرن العشرين . ولاشك أن عالِم المنطقوالرياضيات تيورنج Turing هو أول من وضع مبادئ وفلسفة هذا العلم . [1]

المراجع

  1. Hamet, P., & Tremblay, J. (2017). Artificial intelligence in medicine. Metabolism, 69, S36-S40.‏
السابق
الرسوم الكاريكاتيرية في التعليم
التالي
خصائص وسمات الاقتصاد الريفي

اترك تعليقاً