التعليم الإلكتروني

مفهوم العصر الرقمي وخصائصه

مفهوم العصر الرقمي وخصائصه

في هذا المقال نعرض لمفهوم العصر الرقمي وخصائص العصر الرقمي ومتطلبات العصر الرقمي بشكل عام ومتطلبات العصر الرقمي في المجال التعليمي بشكل خاص.

مفهوم العصر الرقمي

عرف “مسلم” (2007: 14) العصر الرقمي على أنه هو الذي يدل على سيطرة الوسائل الرقمية الحديثة على غيرها في مجال الاتصال ومعالجة وتبادل المعلومات، ويتسم هذا العصر بعدة سمات ترجع إلى مزايا الوسائل الرقمية وهي السرعة والدقة وتقريب المسافات وإلغاء الحدود [1].

وعرفه “مكاوي”(2005 (2) على أنه: العصر الذي يقوم أساسا على نشر المعرفة وإنتاجها وتوظيفها بكفاءة في جميع مجالات النشاط المجتمعي، ويقصد بأنه “العصر الذي يعتمد في تطويره بصوره أساسيه على المعلومات وشبكات الاتصال والحواسيب [2].

أى أنه يعتمد على ما يسميه البعض بالتقنية الفكرية تلك التي تضم سلعا وخدمات جديدة مع التزايد المستمر في القوة العاملة المعلوماتية أي تعظيم شأن الفكر والعقل الإنساني بالحواسيب والاتصال والذكاء الاصطناعي.

كما أن العصر الرقمي يعني أن كل أشكال المعلومات يمكن أن تصبح رقمية النصوص، والرسومات والصور الساكنة والمتحركة والصوت، وتلك المعلومات يتم انتقالها وتخزينها وتوزيعها من خلال شبكة المعلومات الدولية بواسطة أجهزة إلكترونية وسيطة الحاسب التقليدي – الهاتف [3] .

خصائص العصر الرقمي:

يرى “عبدالقادر”(2008: 143-147) أن العصر الرقمي يتميز بعدة خصائص من أهمها [4]:

  • التطور التكنولوجي الهائل من خلال الثورة الرقمية الأولى، وتتمثل في ظهور الحاسب الآلي الشخصي، والثورة الثانية مثلتها شبكة المعلومات، والثورة الثالثة هي ثورة الوسائط المعلوماتية والمعلومات السريعة.
  • يعتمد هذا العصر على تحويل أي معلومات أو تعاملات إلى أرقام يسهل نقلها والتعامل معها ؛ مما يجعل من الصعب التحكم فيها أو تحديد أو حجب تطورها.
  • حتمية التغيير حيث إن الثورة الرقمية تختلف عن مثيلاتها من الثورات السابقة، فلها طبيعتها وجوانبها الخاصة.

متطلبات العصر الرقمي التعليمية:

1- المعلم الرقمي

يعتبر المعلم العنصر المؤثر في أي نظام تعليمي على نحو أفضل وبكفاءة عالية، فالمعلم في العصر الرقمي هو فرد متخصص مزود بمهارات فنية وتربوية معينة ودافعية ومعارف سابقة تسمح له أن يتعامل مع نظم التعليم عبر الشبكات.

وفي ظل نظام التعليم الإلكتروني أصبح يُلقى على المعلم مسئولية إجادة التعامل مع الفصول الالكترونية، فلم يعد المعلم هو مرسل للمعلومات، وإنما أصبح دوره ميسرا ومسهلاً لعمليات التعليم.

فتوظيف التكنولوجيا الحديثة داخل الفصل يُحد من سلطة احتكار المعرفة؛ ليقدم العون للطلاب بإرشادهم لمصادر المعلومات مع درايته بمستويات طلابه، وتقويمهم أول بأول باستخدام تكنولوجيا المعلومات التي ستساعد المعلم على أداء مهمته بشكل أفضل [5]

2- المناهج والمقررات الرقمية:

يتضمن المنهج الرقمي مجموعة من الخبرات التربوية والعلمية التي يتم توفيرها للمتعلم عبر تقنيات الاتصالات التكنولوجية الحديثة لتحقيق عملية التعلم، حيث يتسم المنهج الرقمي بالتنوع والمرونة وأداء أكثر تأثيرًا للمحتوى العلمي على المتعلمين.

فالرقمية ساهمت في تحول المنهج الورقي من صورته الجامدة في الأفكار والمفاهيم والحقائق في الكتب إلى أفكار ومفاهيم وحقائق مرئية كالأفلام التعليمية ثلاثية الأبعاد أو صوتية بالتواصل الفوري عبر شبكة الإنترنت أو باستخدام الألعاب الرقمية والمحاكاة في اكتساب المهارات والخبرات للمواقف التعليمية المختلفة [6]

3- طرق واستراتيجيات التدريس الرقمية:

أكد (عامر،2015: 134-135) بأهمية أن يكتسب المعلم مهارة تفعيل طرق التدريس والاستراتيجيات الرقمية من خلال المحاضرات الالكترونية، ومجموعات العمل، وتكليف الطلاب بمشروعات الكترونية، وحل المشكلات بطريقة الكترونية، وكذلك المناقشات الالكترونية [7].

ولا يستطيع اكتساب تلك المهارات إلا من خلال برامج التنمية المهنية للمعلمين ومتابعة اثر ذلك التدريب على تنمية العملية التعليمية.

4- بيئة التعليم والتعلم رقمية:

بيئة التعلم الرقمية “هى البيئة التعليمية التي يتم بداخلها توفير واستقبال المناهج والمقررات الرقمية عن بعد، مع توافر العديد من الأدوات المساعدة التي يمكن الحصول عليها من خلال بعض الخدمات المتمثلة في الإنترنت أو الإنترانت، مع ضرورة التزام تلك البيئة الرقمية بالبروتوكولات الخاصة بالتعليم الرقمي وأيضا “الإنترنت” [8]

5- أساليب التقويم الرقمية :

يجب أن تتصف أساليب تقويم التحصيل الإلكترونية التي يستخدمها المعلمون بأن تقيس الجوانب المختلفة والمرتبطة بتحصيل المتعلم، وليس الجانب المعرفي فقط، كما يجب أن تعتمد على معايير محكية المرجع.

كأن تحدد مسبقا معايير تحصيل المحتوى ومعايير الأداء الرقمي، وأن تكون الامتحانات متوفرة ضمن بنود أسئلة مربوطة بشبكات المعلومات ويتطلب ذلك تحديد الكفايات التعليمية، بناء الأسئلة وإدخالها في برامج قواعد المعلومات وبنوك الأسئلة، وتحديد إجراءات استخدام هذه البنود.

وأن تتم عملية التقويم الرقمي على مستوى الفصل والصف الدراسي والمنطقة وعلى مستوى الدولة، وأن تتنوع في مجالات القياس، مثل اختبارات تكوينية إلكترونية، اختبارات تشخيصية الكترونية اختبارات قدرات عامة، اختبارات ذكاء، وواجبات ومشاريع منزلية الكترونية [9].

6- الكتاب الرقمي:

هو مصطلح يستخدم لوصف النص في شكل رقمي؛ ليعرض على شاشة الحاسب الآلي(الكمبيوتر)، ويمكن للأقراص المدمجة اختزان كميات هائلة من المعلومات والبيانات في شكل (نصي) وفي صورة رقمية ورسوم متحركة وصور ثابتة ومتحركة وكلمات منطوقة وغيرها من الأصوات التي تجذب انتباه الطالب.

 والتي تعمل على إثارة تفكيره تجاه المشكلات الدراسية وغيرها من المشكلات الحياتية التي يعيشها في الأسرة والمجتمع، ويعتبر الكتاب الإلكتروني مصدرًا من مصادر المعلومات الالكترونية، وهو في الأصل مصدر من مصادر المعلومات الورقية التقليدية، ولكن تم تخزينه الكترونيا على وسائط ممغنطة [10].

المراجع

  1. مسلم طاهر .(2007) العصر الرقمي، متاح على http://www.tadabour.net
  2. مكاوي، محمد محمود (2005). البيئة الرقمية بين سلبيات الواقع وآمال المستقبل، مجلة المعلوماتية ، ع ، وكالة التطوير والتخطيط وزارة التربية والتعليم السعودية.
  3. Magick, H. (2007). Post-16 citizenship in colleges: An introduction to effective practice. learning and skills network, united state, Quality Improvement Agency for Lifelong Learning.
  4. عبدالقادر، عبدالرازق مختار . (2008). فاعلية برنامج الكتروني مقترح باستخدام نظام مودل (moodle) في تنمية الثقة في التعليم الالكتروني والاتصال التفاعلي وتحصيل الطلاب في مقرر تدريس اللغة الشرعية ، مجلة القراءة والمعرفة كلية التربية جامعة عين شمس،ع85، ص ص 112-180.
  5. Joseph, G. (2004). Usability and Efficiency of e-Learning “Quality the Buzz Word” international journal of the computer, The internet and Management, 12(2), 54-98.
  6. الزين، اميمة سميح . 22-24 ابريل، 2016). التحول لعصر التعلم الرقمي تقدم معرفي أم تقهقر منهجي، المؤتمر الدولي الحادي عشر، التعلم في عصر التكنولوجيا الرقمية ، الاتحاد العالمي للمؤسسات العلمية ، جامعة تيبازة ،لبنان ، ص ص 9-45.
  7. عامر، طارق عبدالرؤوف . (2015) . التعليم الالكتروني والتعليم الافتراضي، ط1، ج1، القاهرة ، المجموعة العربية للتدريب والنشر .
  8. Russ, M. (2003). E-learning Reloaded Helping learners succeed on line E-learning developer’s, the E learning Developers Journal,1(5), 105- 188.
  9. عثمان، ممدوح عبد الهادي (2004). التكنولوجيا ومدرسة المستقبل: الواقع والمأمول بالتطبيق على التعليم الثانوي التجاري كلية التربية جامعة حلوان ، ج 10، ع1، ص ص 11-42.
  10. Russ, M. (2003).
السابق
التنمية المهنية المستدامة للمعلم
التالي
5 دراسات سابقة في أبراكسيا الكلام

تعليق واحد

أضف تعليقا

  1. التنبيهات : الحاسب الآلي في التعليم والتعلم | معلومة تربوية

اترك تعليقاً