الإحصاء

مفهوم علم الإحصاء وأنواعه

مفهوم علم الإحصاء وأنواعه

إن مفهوم علم الإحصاء (Statistic) تعني معان مختلفة للأشخاص المختلفين، فالمتنبئ الجوي يستخدم الإحصاء، مثل أن درجة الحرارة لهذا اليوم اعلى من المتوسط العام للعام الماضي، أو أن كمية الأمطار الهاطلة هذه السنة اقل من معدل الهطول للأعوام الماضية.

 وكذلك الرياضي يستخدم الإحصاء، فيقدم تقريرا عن عدد الأهداف التي سجلها كل فريق وعدد ضربات الجزاء .. وغير ذلك كذلك فإن الرياضيين والباحثين يتكلمون عن الإحصاء بطرق مختلفة، فالرياضيون يعتبرونه فرعا من الرياضيات، أما الباحثون فهم يناقشون الإحصاءات الملاءمة لتحليل النتائج في بحث ما [1].

هل كل هؤلاء الناس يستخدمون كلمة الإحصاء بنفس الطريقة؟

إن الإجابة بالضبط لا، ولكن كل واحد من هؤلاء يستخدم الإحصاء في مجاله بطريقة صحيحة، فالمتنبي الجوي والرياضي يستخدمان الإحصاء لوصف حالة الطقس أو الوصف سير لعبة كرة القدم، وأما الرياضيون فيستخدمون الإحصاء لتعريف نظرية ما والطرق التي تستخدم لتحليل البيانات

ما مفهوم علم الإحصاء؟ وما دوره في العلوم التربوية والإنسانية؟

كلمة الإحصاء بالنسبة للباحثين في علم النفس والعلوم التربوية تعني الطرق والإجراءات التي يستخدمها الباحث في محاولته لفهم بيانات عن ظاهرة ما. والبيانات (Data) تتكون من معلومات (Information) وفي الغالب فإن هذه البيانات كمية تمثل وصفة للظاهرة بلغة الكم.

فاذا اردنا أن نقيس مستوى القلق من الامتحان عند مجموعة من الأفراد، فإن البيانات يجب أن تكون عبارة عن درجات على مقياس القلق، ونحن نستخدم الإحصاء لوصف وفهم هذه الدرجات التي تعبر عن مستوى القلق.

وقد كان للإحصاء الدور الأكبر في تقدم العلوم الاجتماعية والتربوية والنفسية، فهذه العلوم تستخدم الإحصاء لتفسير نتائج الأبحاث والدراسات بعد تحليل هذه البيانات بالطرق الإحصائية المناسبة والإحصاء يقدم للمشتغلين في هذه العلوم أحيانا أدلة تجريبية تستخدم لدعم او دحض النظريات.

وعلى هذا فيمكن تعريف علم الإحصاء بأنه: “علم يبحث في جمع البيانات وتنظيمها وعرضها في جداول وتحليلها واستنتاج النتائج، ومن ثم اتخاذ القرارات المناسبة. وربما نعتبر الإحصاء بأنه طريقة منظمة تسير في خطوات متسلسلة بدءا من جمع البيانات عن الظاهرة، ثم وصف هذه الظاهرة، او تحليل البيانات المتجمعة وفق قواعد وقوانين إحصائية خاصة، واتخاذ القرارات المناسبة، وغالبا ما تكون هذه القرارات على شكل تعميمات، او تقديرات وذلك من اجل التنبؤ أو لرفض الفرضيات الإحصائية أو عدم رفضها”.

عبدالله فلاح وعايش غرايبة (2010) الإحصاء التربوي، دار المسيرة، عمان.

ويقسم الاحصائيون الإحصاء الى قسمين [2]:

الإحصاء الوصفي:

وهو يهدف إلى وصف مجموعة من البيانات عندما تتوفر، ويركز هذا النوع من الإحصاء على وصف الظاهرة وربما تصنيفها وذلك من خلال استخدام الرسوم والاشكال البيانية والتوزيعات التكرارية أو من خلال استخدام مقاييس النزعة المركزية والتشتت، أو من خلال استخدام معاملات الارتباط لدراسة العلاقة بين المتغيرات.

الإحصاء الاستدلالي:

يركز هذا النوع من الإحصاء على الوصول إلى استنتاجات حول خصائص المجتمع من خلال استخدام المعلومات المتوفرة عن العينة المسحوبة من هذا المجتمع. أي انه يهدف الى التعميم من العينة الى المجتمع. ولهذا فإن الإحصاء الاستدلالي يركز على اختبار الفرضيات المتعلقة بالفروق بين المتوسطات أو النسب المئوية المتعلقة بعينة واحدة او عينتين أو أكثر أو الفروق بين معاملات الارتباط.

أهمية علم الإحصاء:

تلعب الإحصاء دورا مهما في دراسة الظواهر النفسية والاجتماعية والتربوية، ويتفق معظم المتخصصين في العلوم النفسية والتربوية والاجتماعية على وجود هدفين أساسيين للإحصاء في البحوث التي يتم إجراؤها في مجالات تخصصهم وهي:

  • وصف البيانات التي يتم جمعها وفي هذه الحالة تسمى بالإحصاء الوصفي وتستخدم في تلخيص البيانات الرقمية مثل درجات الاختبارات والمقاييس النفسية أو التربوية أو الاجتماعية أو الأعمار الترفيهية لعينة من الأفراد.
  • إمداد الباحثين بطريقة علمية دقيقة تساعد على تفسير نتائج البحوث التي يقومون بإجرائها تفسيرا علميا يسمح بتعميم هذه النتائج على أفراد مجتمع الأصل Population ويسمى فرع الإحصاء الذي يهتم بالتفسير بالإحصاء التفسيري Inferential Statistics أو الإحصاء الاستدلالي.

وهذا الفرع من فروع الإحصاء يهتم بتفسير العلاقة بين المتغيرات مثل ملاحظة أحد الباحثين وجود علاقة جوهرية بين متغيرين مثل قلق اللغة وعلاقته بالذكاء الاجتماعي، فإذا كانت عينة البحث مسحوبة من طلاب المرحلة الثانوية من بعض المدارس بالإسكندرية مثلا، فإنه إذا كان هدف البحث معرفة هذه العلاقة على طلاب المرحلة الثانوية بمحافظة الإسكندرية يكون استخدام الإحصاء الاستدلالي هو الوسيلة الفعالة لتحقيق هدف تعميم نتائج البحث ويتم هذا باستخدام وتطبيق بعض اختبارات الدلالة الإحصائية التي تساعد على معرفة ما إذا كانت هذه النتائج يمكن تعميمها من عدمه.

المراجع

  1. Williams, A. (2014). An exploration of preference for numerical information in relation to math self-concept and statistics anxiety in a graduate statistics course. Journal of Statistics Education, 22(1).‏
  2. Triola, M. F., Goodman, W. M., Law, R., & Labute, G. (2006). Elementary statistics (p. 794). Reading: Pearson/Addison-Wesley.‏
السابق
الوظائف التنفيذية Executive function
التالي
أنواع المتغيرات الإحصائية

اترك تعليقاً