يعتبر مجال ذوي الاحتياجات الخاصة من المجالات التي واجهت الكثير من المشكلات والصعوبات حتى نما وتطور وأصبح يحتل مكانة بارزة بين الميادين التربوية الأخرى، وقد حدد المؤتمر القومي الأول للتربية الخاصة ، مصطلح (الفرد ذوي الاحتياجات الخاصة) على أنه كل فرد يحتاج إلى خدمات خاصة لكي ينمو أو يتعلم أو يتدرب أو يتوافق مع متطلبات حياته اليومية
ذوي الاحتياجات الخاصة أو غير العاديين هم أفراد ينحرفون عن المستوى العادي سواء كان هذا الانحراف في الاتجاه الإيجابي (الموهوبين)، أو كان هذا الانحراف في الاتجاه السلبي (المعاقين)، ويكون هذا الانحراف ملحوظًا في النواحي العقلية أو الجسمية أو الانفعالية أو الاجتماعية إلى الدرجة التي تستدعي أن تقدم له خدمات خاصة وبرامج تربوية تختلف عن الخدمات والبرامج التي تقدم للأفراد العاديين
نظرة تاريخية عن ذوي الاحتياجات الخاصة :
ففي العصور القديمة عانى المعاقين من الاضطهاد والازدراء والإهمال، حيث نادى أفلاطون بوجوب التخلص من الأطفال المعاقين عن طريق قتلهم ، وذلك للمحافظة على نقاء العنصر البشري في جمهوريته الفاضلة.
أما في اسبرطة فقد طغى على أهلها الاتجاه إلى اعتبار الأطفال من سقام الأجسام غير صالحين للقيام بأي عمل ولا يبعثون على فخر أولياء أمورهم بهم، وفي العصور الوسطى كانت النظرة للمعاقين نظرة خوف لاعتقادهم بأن الآلهة حلت اللعنة عليهم ، فكانت الكنيسة تصدر أحكامًا على المتخلفين عقليًا لاتصالهم بالشياطين من وجهة نظر الكنيسة ، لهذا سجنوهم وكبلوهم وأذاقوهم ألوانًا من العذاب لعل الشيطان يهرب من الجسد المعذب
وفي الديانة المسيحية انتشرت المبادئ التي تقوم على الرحمة والمحبة بين الناس، وظهرت المدارس لتعليم من هم في حاجة إلى التعليم ، والمشافي لتقديم الرعاية الصحية للمرضى ، والملاجئ لحماية المشردين
ولما جاء الإسلام لقي المعاقين عناية خاصة ، تؤكد حقهم الإنساني في العيش والحياة جنبًا إلى جنب مع الأصحاء ، ولذلك نجد أن نظرة الإسلام إلى المعاق نظرة إنسانية شاملة، وذلك من عدة جوانب ومنها :
- حق المعاق في المساواة بغيره ليحيا حياة كريمة
- التخفيف عن المعاقين في الالتزامات الشرعية بقدر طاقاتهم
- الإعاقة نوع من البلاء يجب الصبر عليه ، ويجب العمل على تجاوزها ومواجهة الحياة بقلب مسلم قوي
- كل إنسان مطالب بالعمل في حدود طاقته وفي حدود قدرته وإمكانياته
ويضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاً عن هذا الابتلاء عن إصابة العيون بالعمى أو بضعف النظر ، فأوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصبر لنحصل على المكافأة الجزيلة في حالة فقدان نعمة البصر ، لأن للمصاب أجرًا عظيمًا عند الصبر والرضا
مفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة
التربية الخاصة:
مجموعة البرامج التربوية المتخصصة والتي تقدم لفئات من الأفراد غير العاديين لمساعدتهم على تنمية قدراتهم إلى أقصى حد ممكن وتحقيق ذواتهم ومساعدتهم على التكيف، أما ذوي الاحتياجات الخاصة فهم: أولئك الأفراد الذين ينحرفون عن المستوى العادي أو المتوسط في خصيصة من الخصائص ، أو في جانب ما أو أكثر من جوانب الشخصية ، إلى الدرجة التي تحتم احتياجهم إلى خدمات خاصة ، تختلف عما يقدم إلى أقرانهم العاديين ، وذلك لمساعدتهم على تحقيق أقصى ما يمكنهم بلوغه من النمو والتوافق
ويشمل هذا المصطلح الفئات التالية :
- الإعاقة العقلية Mental Impairment
- الإعاقة السمعية Hearing Impairment
- الإعاقة البصرية Impairment Visual
- الإعاقة الجسمية physical Impairments
- اضطرابات السلوك Behavior Disorders
- صعوبات التعلم Learning Disabilities
- اضطرابات التواصل Disorders Communication
- الموهبة والتفوق Giftedness
تصنيف ذوي الاحتياجات الخاصة
صنف سميث ذوي الاحتياجات الخاصة إلى ثلاث فئات هي:
- ضعاف أو فاقدو القدرة على التعلم
- موهوبون
- يتعرضون لمشكلات أثناء التعلم
المصطلحات المستخدمة في ميدان التربية الخاصة :
تميز منظمة الصحة العالمية بين ثلاث مصطلحات وهي :
الخلل أو الإصابة Impairment
فقدان أو نقص أو شذوذ في البنى أو الوظائف الفسيولوجية التشريحية ، أو البدنية ،أو النفسية ، يصيب بشكل دائم أو مؤقت نسيجًا أو عضوًا أو أكثر من أعضاء الجسم .
العجز Disability
وهو محدودية أو عدم مقدرة الفرد على القيام بوظائفه أو واجباته أو ادائه لنشاط ما ، كصعوبة السمع أو الحركة أو الكلام ، نتيجة الخلل الذي أصابه
الإعاقة Handicap
هي حالة من عدم القدرة على تلبية الفرد لمتطلبات أداء دوره الطبيعي في الحياة المرتبطة بعمره وجنسه و خصائصه الاجتماعية والثقافية ، وذلك نتيجة الإصابة أو العجز في أداء الوظائف الفسيولوجية أو السيكولوجية
