الصحة والإرشاد النفسي

مهارات المرشد النفسي وسماته الشخصية

مهارات المرشد النفسي وسماته الشخصية

المرشد النفسي هو شخص متخصص حاصل على الشهادة الجامعية الأولى في أحد فروع العلوم الإنسانية الآتية: علم النفس، أو الإرشاد نفسي.

وهو متفرغ لتقديم الخدمات النفسية، والارشادية، والتربوية، والاجتماعية، بحيث تتداخل هذه الخدمات وتتكامل لتلبي حاجات الطلبة، ومن غير المرشد النفسي يصعب تحقيق خدمات البرنامج الإرشادي وتحقيق أهدافه، إضافة إلى كونه مدرب تدريب مهنيا عاليا للتعامل مع المشكلات السلوكية والدراسية التي يعاني منها الطلبة.

ويتم اعداد المرشد النفسي في أقسام علم النفس والإرشاد النفسي، ويتم تدريبه عملية في مراكز الإرشاد والعيادات النفسية الملحقة بهذه الأقسام، وذلك تحت إشراف الأساتذة والمختصين في هذا المجال. إضافة إلى دراسة المواد الأساسية في عمله ولاسيما (علم النفس العام، وعلم النفس الاجتماعي، علم النفس التربوي، وسيكولوجية الطفولة والمراهقة).

 إضافة إلى المواد التخصصية، والاختبارات النفسية والعقلية وكيفية تطبيقها، وكتابة التقارير النفسية والتشخيصية [1].

سمات المرشد النفسي الناجح:

إن الشخص الذي يقدم المساعدة Helping في مواقف الإرشاد، ينبغي أن تتوافر فيه مجموعة من الخصائص الشخصية التي تساعده في علمه. ومجموعة من المهارات التي يبنى عليها هذا العمل.

في حين أن هناك أشخاص لا تساعدهم سماتهم الشخصية على أن يكونوا هم أصحاب مهنة الإرشاد النفسي، لأن هذه المهنة تتطلب صفات شخصية معينة تساعده على النجاح فيها وأهمها ما يلي:

  • القدرة على فهم ذاته وقدراته وإمكاناته وفهم دوافعه وقيمه ومشاعره نحو الآخرين، والتعرف على نقاط القوة والضعف لديه بشكل صحيح، كما تكون اتجاهاته نحو ذاته ونحو المسترشد إيجابية.
  • التعاطف والمشاركة الوجدانية.
  • الهدوء ورباطة الجأش [2].
  • الموضوعية والحياد في التعامل مع الآخرين في الإرشاد، بعيدا عن التحيز أو فرض الآراء على الآخرين، والنظر إلى مشكلة المسترشد كما هي من غير تحريف.
  • الثقة بالنفس واحترامه لها، والتحرر من القلق، ذلك أن القلق يؤثر سلبا على فاعلية المرشد النفسي
  • التحلي بالذكاء والقدرة على الإبداع والمرونة العقلية.
  • المهارة في إقامة علاقات إرشادية غير مشروطة مع المسترشدين تتميز بالتقبل والاحترام المتبادل.
  • المشاركة الوجدانية للمسترشد، وذلك بتفهم المرشد للمسترشد، وعليه أن يكون صبورا في تعامله معه وهادئا عند الاستماع له، ويشجعه على الحديث بحرية وصراحة.
  • الدافعية الشخصية وتتمثل هذه الدافعية في النجاح والتقدم في عملية الإرشاد النفسي.
  • الصدق مع الذات ومع الآخرين، وفي هذه الحالة لا بد للمرشد من التحلي بالصدق في مواجهة الذات، وأن يكون واقعيا مع نفسه ومع الآخرين كما أنه إذا لم يستطع أن يكون صادقا مع نفسه، لا يمكنه أن يكون صادقا مع غيره، وأن يصارح المسترشد في حال عدم قدرته على مساعدته وإحالته إلى مرشد أخر.
  • المهارة الخاصة في استخدام أساليب المقابلة، والملاحظة، والاختبارات وذلك بما يكون في صالح المسترشد.
  • التمتع بالشفافية، (Transparency) وتتمثل في العلاقة الحقيقية بين المرشد والمسترشد أثناء الجلسة الإرشادية، فكلما كان المرشد النفسي أكثر شفافية ازداد انفتاح المسترشد في التعبير عن ذاته والكشف عنها، الأمر يساعده على إيضاح أفكاره، ومعتقداته، ودوافعه، ويجعله أكثر قدرة على اتخاذ القرارات المهمة.
  • التمتع بالنشاط والحيوية (Effective) التي تمكنه من الاستجابة السريعة لمشكلات المسترشد بما يحقق الفائدة الكبيرة للعملية الإرشادية.
  • السلوك الأخلاقي (Ethical Behavior) والالتزام بالأخلاقيات العامة للمجتمع.
  • القدرة على تكوين علاقات شخصية دافئة ومنسجمة مع الآخرين Rapport.
  • الثبات والمرونة وحسن الإدراك والثقة المتبادلة والدفء والتقبل.
  • القدرة على وصف أفكار الأخرين وأفعالهم ومشاعرهم واستخدام الصمت أحيانة كوسيلة إرشادية.
  • القدرة على استخدام أنواع الاتصال المختلفة: اللفظ، والإشارة، والحركة الجسمية. أو ما يسمى بلغة الجسد.
  • أن يكون مؤمنا بأنه يحقق تحرر الناس، أي يساعدهم على التمتع بالحرية، أكثر من كونه ضابط أو مقيدا أو مسيطرا.
  • ينظر للأحداث من منظور واسع الأفق بدلا من النظرة الضيقة أو المحدودة.
  • يجب أن يشعر المرشد النفسي بالكفاية الذاتية، بمعنى الشعور بقدرته على التعامل مع مشاكل المسترشدين وامتلاكه لما هو ضروري لذلك أي امتلاكه المهارات والقدرات والامكانيات التي ساعده على حسن استخدام الفنيات والأساليب الارشادية [3].

المهارات اللازمة لممارسة العمل الإرشادي:

إن المرشد النفسي مختلف عن غيره لأنه يتعامل مع أنماط مختلفة من الشخصيات وخلفيات متعددة، لذلك ينبغي أن تتوفر لديه الكثير من المهارات التي لها علاقة بالجانب النفسي والاجتماعي والروحي والفيزيولوجي، كما يجب أن تتوفر فيه شخصية قابلة للتعلم، ذلك أن الإرشاد يوفر مناخا طيبة للتعلم سواء في الدراسة النظرية أم العملية أم في المستقبل المهني الذي يجب أن يتصف به.

أشار باركر (1991,Barker) إلى أن الاتحاد الدولي للأخصائيين النفسيين والاجتماعيين قد حدد (13) مهارة باعتبارها أساسية لممارسة المهن المساعدة الإنسانية:

  • القدرة على الاستماع والإنصات للآخرين والقدرة على فهمهم وإبداء التعاطف والتسامح معهم.
  • مهارة استنباط المعلومات واستخراجها وجمع الحقائق ذات الصلة وتركيبها لإعداد التقرير النفسي والقيام بعملية التقدير.
  • القدرة على تفسير الظواهر النفسية والاجتماعية.
  • قدرته على تكوين علاقة المساعدة والحفاظ عليها.
  • القدرة على ملاحظة السلوك اللفظي وغير اللفظي وتفسيرهما.
  • عمله على إشراك المسترشدين في الجهود العلاجية المبذولة لحل مشكلاتهم وكسب ثقتهم.
  • مهارة الحديث عن الموضوعات النفسية الحساسة بطريقة داعمة ومشجعة دون أدنى شعور بالخوف والارتباك.
  • إيجاد حلول جديدة ومبتكرة تتفق مع حاجات الفرد والجماعة.
  • القدرة على تحديد الحالة وتشخيصها وبناء العلاقة العلاجية وإنهائها.
  • أن يكون قادرا على التوسط والتفاوض بين الأطراف المتنازعة حين تدعو الحاجة لذلك.
  • القدرة على توفير خدمات علائقية متبادلة داخل المؤسسة التي يعمل بها.
  • القدرة على تفسير المطالب والحاجات النفسية والاجتماعية وايصالها إلى مصادر التمويل والعامة والمشرعين [4].

المراجع

  1. الأسدي، سعيد جاسم وإبراهيم، مروان عبد الحميد. (2003). الإرشاد التربوي مفهومه وخصائصه. عمان: الدار العلمية للنشر.
  2. Brenner, D. (1982). The effective psychotherapist: Conclusions from practice and research. New York: Pergamon Press.
  3. Shertzer, B. & Stone, S. (1974). Fundamentals of counseling. (2nd Ed). Boston: Houghton Mifflin.
  4. Barker, R. (1991). The social work dictionary. Washington DC. NASW Press.
السابق
مقياس اليقظة العقلية (FFMQ) باللغة العربية
التالي
مفهوم التعاطف الوجداني (Empathy)

اترك تعليقاً