الإدارة والتخطيط

تعريف التخطيط الاستراتيجي وأهميته

تعريف التخطيط الاستراتيجي وأهميته

يشار إلى تعريف التخطيط الاستراتيجي على أنه العملية التي تتضمن تحليل الوضع الحالي لأي منظمة، بهدف تحقيق الأهداف الاستراتيجية، يمكن اعتبار التخطيط الاستراتيجي أنه نظرة طويلة المدى إلى الخطط المفصلة التي يجب وضعها لتحقيق الأهداف في المستقبل.

تعريف التخطيط الاستراتيجي

قدمنا تعريف مختصرًا في المقدمة للشق الأول، أي مصطلح “التخطيط” على أنه وضع خارطة المستقبل، والآن ماذا يعني الشق الثاني مصطلح “الاستراتيجية” ؟

في الواقع يعتبر مصطلح الاستراتيجية عسكري الأصل والمنشأ، قد ظهر مع الحروب قديمًا، ولكن فيما بعد قامت المنظمات الإدارية بتبني هذا المصطلح وضمه إلى مصطلح التخطيط ليصبح لدينا نوع جديد ومهم منشق من عملية التخطيط يسمى بالتخطيط الاستراتيجي.

يقوم التخطيط الاستراتيجي بالموازنة بين الموارد المتاحة والأهداف المراد تحقيقها، ومعرفة كيف سيتم استخدام هذه الموارد بأمثل صورة في ضوء القوانين والسياسات المفروضة والمتبعة.

التخطيط الاستراتيجي ليس عملية تتم لمرة واحدة فقط وبعدها يتم تطبيقها لفترة طويلة وينتهي الأمر، فعلى العكس، يُعتبر التخطيط الاستراتيجي عملية مستمرة ومتواصلة يتم التعديل بها بشكل دوري من قِبل المسؤولين لمواكبة كل تغيير يحدث أو ظروف تطرأ، بهدف الوصول إلى الأهداف بفاعلية وأمان.

أيضا لا يعتبر التخطيط الاستراتيجي مخصص لحجم الشركات الكبير فقط، فالشركات الصغيرة والمبتدئة بحاجة أيضا إلى ممارسة التخطيط الاستراتيجي حتى يتم إنجاز أعمالها بكفاءة ولضمان مستقبل مشرق وناجح ([1])

أهمية التخطيط الاستراتيجي

تتمثل أهمية التخطيط الاستراتيجي وضرورة استخدام الشركات له في عدة نقاط([2]):

1 – وسيلة أمان وحماية

يُعتبر التخطيط الاستراتيجي مصدر أمان لأي منظمة، فهو يحمي من أية أخطار متوقعة في المستقبل نظرًا لتوقعه المسبق لهذه الأخطار، وعمل الاحتياطات اللازمة لمواجهتها.

2 – تحليل مفصل للوضع الحالي

يساعد التخطيط الاستراتيجي في تحليل وضع المنظمة الحالي من كافة الجوانب، مثل التحليل الرباعي الذي يتم من خلاله تحليل نقاط القوة لدى المنظمة واعتبارهم ميزة تنافسية، ونقط الضعف والعمل على التغلب عليها، والفرص التي يجب استغلالها، والتهديدات التي يجب وضع اعتبار لها.

3 – تحديد الأهداف، ووضع مؤشرات لقياس الأداء

أثناء العمل على وضع الخطة الاستراتيجية يتم تحديد الأهداف الاستراتيجية المراد الوصول إليها في نقاط واضحة، كما يتم تحديد المؤشرات الرئيسية لقياس الأداء، والتي تساعد في عملية التقييم النهائية.

4 – العمل وفق خطة محددة بوقت زمني

يلتزم التخطيط الاستراتيجي بالوقت الزمني للأعمال، ومراعاة تحقيق كل هدف في وقته المحدد، سواء الأهداف الحالية، أو الأهداف المستقبلية بعيدة المدى.

5 – يعطي انطباع جيد للأطراف الخارجية

تتأثر الأطراف الخارجية بشكل إيجابي عند التعامل مع أي منظمة تستخدم التخطيط الاستراتيجي كأحد الأساليب الإدارية الأساسية لتسيير العمل، لأن هذا يعتبر إشارة إلى قوة المنظمة وقدرتها على مواجهة أي مشكلات أو تهديدات.

6 – ترشيد استخدام رأس المال والحد من هدر المصروفات

إتقان عملياتك المحاسبية جزء من جودة التخطيط الاستراتيجي، حيث يعد تحليل الوضع المالي الحالي للشركة من خلال القوائم المالية -مثلًا- محفزًا لإعداد موازنات مالية دقيقة التنبؤ

وتعتبر الموازانات بطبيعة الحال نوع من التخطيط الاستراتيجي المتعلق بالجوانب المحاسبية؛ وهو ما يشجع على ترشيد النفقات وتوجيهها للجهات الأنسب، ويحد من المصروفات غير ذات الجدوى.

7 – اجعل كل الأمور قابلة للقياس .. اجعلها قابلة للإدارة

يقولون «لا تستطيع إدارة ما لا تستطيع قياسه»، ويرشدك التخطيط الاستراتيجي لتحويل كل أهدافك لطريقة أكثر قابلية لـ القياس والتتبع، حيث غاية التخطيط في النهاية أن تنفذ ما خططت له لا أن تتوقف عند مرحلة وضع الأحلام على الورق

بل نقوم بدراسة البيانات وتقسيمها لنطاقات مختلفة تفيد في عملية الإدارة، لذا تسير دائرة التخطيط كالتالي: خطط، ضع معايير القياس KPIs، نفذ، تحقق من جودة النتائج.

8 – يساعدك التخطيط في الحد من تحكم الاقتصاد في مجريات عملك

حياتنا عبارة عن سوق كبير قائم على العرض والطلب، ونتيجة لتغيرات السوق، وللمؤثرات السياسية والطبيعية وغيرها، تتغير الظروف الاقتصادية، وبلا شك يتأثر نشاطك التجاري. وبما أنك لن تستطيع التحكم في السياسة والاقتصاد لضبط أعمالك

ما عليك سوى أن تتخذ دائمًا الجانب الأكثر استقرارًا؛ كأن تتعامل بالعملة الأكثر استقرارًا، وتعمل في القطاع الذي لا شك في إطراد الطلب عليه، وتستخدم التكنولوجيا التي تتوقع القادم وتساعدك على اتخاذ القرارات. ولا يكون هذا التفكير الاستباقي إلا من خلال تحليل الوضع القائم والتخطيط الاستراتيجي المتفهم للتغيرات.

9 – التخطيط الاستراتيجي يجعلك واعي بالمؤثرات الخارجية

جزء من عملية التخطيط الاستراتيجي التحليل؛ وينقسم للتحليل الخارجي والداخلي. يعنينا هنا التحليل الخارجي الذي يجعلك على صلة بالبيئة خارج مؤسستك. وتضمين أثر هذه المؤثرات وتوقع ما سيجرى بناءً على الوضع الحالي خارج المؤسسة يجعلك أكثر صلابة وأكثر قدرة على البقاء في السوق لوقت أكبر.

10 – لا ريادة بدون تخطيط

هناك صانع للحدث وهناك مستجيب له لا أكثر. وبالتأكيد من يصنع الحدث يتحكم فيه ويمتلك القوة، هذا بالظبط ما يمنحك إياه التخطيط الاستراتيجي. يجعلك تسبق بخطوة وتحدث التأثيرات الكبرى بالسوق وتجعل الجميع يتبعك؛ التخطيط يجعلك قائدًا ورائدًا للمجال، ولا يقتصر دوره على الإدارة الداخلية فقط كما وضحنا في النقطتين السابقتين.

11 – التخطيط الاستراتيجي ينأى بمنظمتك عن تبعات الفوضى

منظمات كثيرة تستمر في العمل رغم غياب النظام، ولكن هناك خسائر غير هينة نتيجة لذلك. يساعدك التخطيط الاستراتيجي للبعد عن الفوضى ويوجد لك طريقة واضحة لاتخاذ الخطوات القادمة. وجود خطة يعني وجود إطار تتحرك داخله المؤسسة بكل أفرادها، ويرسخ لطريقة منهجية للتفكير تؤدي لطفرة في جودة النتائج المحققة


([1]) Steiner, G. A. (2010). Strategic planning. Simon and Schuster.‏

([2]) Boyne, G. A. (2010). Strategic planning. Public service improvement: Theories and evidence, 60-77.‏

السابق
المفاهيم الأساسية في النظرية البيئية
التالي
مراحل التخطيط الاستراتيجي