التربية الخاصة

خصائص التلاميذ ذوي صعوبات التعلم

خصائص التلاميذ ذوي صعوبات التعلم

إن تحديد الخصائص الفارقة بين التلاميذ ذوي صعوبات التعلم والعاديين يعد أمراً مهماً؛ إذ من شأنه أن يسهل ويساعد في فهم، وتحديد، وتصنيف هؤلاء التلاميذ، وعلاجهم.

 كما أن معرفة هذه الخصائص يساعد الأهل، والمعلمين، والمتخصصين على اكتشاف هؤلاء التلاميذ في وقت مبكر؛ مما يساعد على إمداد التلميذ بالمساعدة الصحيحة، وإعطائه الفرصة لتنمية المهارات المطلوبة؛ لكي يحيا حياة ناجحة.

لذا فقد أجريت العديد من الدراسات لتحديد الخصائص التي تميز هؤلاء التلاميذ على أساس أنها من الممكن أن تستخدم كمحك لتشخيص صعوبات التعلم، ووسيلة للتعرف على ذوي صعوبات التعلم من خلال خصائصهم، وسماتهم الشخصية.

هذا وقد تعددت الخصائص التي تميز الطلاب ذوي صعوبات التعلم بالمقارنة بالطلاب العاديين ويمكن تصنيف هذه الخصائص إلى الخصائص اللغوية, والمعرفية, والاجتماعية والسلوكية, سوف نقتصر الحديث عن:

الخصائص اللغوية للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم:

      قد يعاني ذوي صعوبات التعلم من صعوبات في اللغة الاستقبالية واللغة التعبيرية,  كما يمكن أن يكون كلام الشخص الذي يعاني من صعوبات التعلم مطولاً ويدور حول فكرة واحدة أو قاصراً على وصف خبرات حسية، بالإضافة إلى عدم وضوح بعض الكلام نتيجة حذف أو إبدال أو تشويه أو إضافة أو تكرار لبعض أصوات الحروف, هذا بالإضافة إلى مشكلة فقدان القدرة المكتسبة على الكلام وذلك بسبب إصابة الدماغ Bryant .

        كما يظهر التلاميذ ذوي صعوبات التعلم مشكلات في مستوى البناء والمعنى من مستويات اللغة, كما يستخدم  ذوى صعوبات التعلم جملاً أقل تعقيداً (أكثر ركاكة) مقارنة بأقرانهم العاديين.

    يعانى التلميذ ذوي صعوبات التعلم من مشاكل في اللغة واستخداماتها في المواقف المختلفة , كالإطالة أو التلعثم أو البطء في وصف الأشياء والصور, كما يعانى من عدم القدرة على الاشتراك في محادثات طويلة , أو الاشتراك في ألعاب لفظية, ويرجع ذلك إلى النقص الواضح في القدرة على إنتاج اللغة والاستماع الجيد للغة الآخرين.

        كما أن التلميذ ذوى صعوبات التعلم لا يستطيع فهم ما يسمعه, ويعانى من عجز الاستيعاب اللغوي, وفهم المعنى المقصود وسلامة التعبير, وصعوبة تنظيم الأفكار وربطها في سلسلة منطقية, كما أنه لا يستطيع أن يتكلم عن مجمل الدرس الذي تعلمه.

خصائص عقلية، ومعرفية:

يوجد لدى ذوي صعوبات التعلكم اضطراب فى مصادر تجهيز المعلومات البصرية المكانية، وقد يرجع هذا إلى وجود خلل فى الجهاز العصبي المركزي ينعكس بدوره على عملية تجهيز المعلومات عند ذوى صعوبات التعلم  بالإضافة إلى استخدام استراتيجيات غير مناسبة فى تجهيز المعلومات وضعف القدرة على توزيع الانتباه .

    على الرغم من أن التلاميذ ذوي صعوبات التعلم يعانون بصفة عامة من مشاكل دراسية، إلا أن منهم ذوي صعوبات تعلم قراءة، أو حساب، أو كتابة، أو أي مادة دراسية أخرى، ويتفق العديد من الباحثين على وجود عدة خصائص تميز هؤلاء التلاميذ عن غيرهم.

 ويمكن تلخيصها في [1]:

  • التلميذ ذو الصعوبة هو من ذوي الذكاء المتوسط على الأقل، ويبدي تباعدا تعليميا دالا بين قدراته أو إمكاناته، وأدائه الفعلي، أو بين مستواه المتوقع وأدائه الفعلي.
  • التلميذ ذو الصعوبة سليم انفعاليا، وحركيا، وحسيا، وعقليا، وعلى الرغم من هذا لا يمكنه أن يتعلم بالطريقة العادية.
  • قصور الانتباه، وقصور التآزر الحسي.
  • اضطرابات واضحة في العمليات العقلية المعرفية مثل: الإدراك، والانتباه، والذاكرة، والتفكير.
  • اضطراب في التمييز السمعي للأصوات، والاستهجاء، والتسلسل.
  • اضطراب في الإحساس البصري، وقصور في إدراك الاتجاهات، والأماكن، ومواقعها، وعلاقتها بالنسبة لغيرها.
  • القصور في التخطيط لحل المشكلات، وقصور في مهارات ما بعد المعرفة.
  • قصور في الطرائق، والخطط التي تساعد في تعلم أفضل.
  • يعاني من قصور في مراقبة الذات، أو الرقابة العقلية النشطة.
  • سوء تقويمهم لقدراتهم عند معالجة المهام المعرفية.
  • الفشل في تقويم المهام التي انتهوا منها.
  • يتمكن من التفكير الحسي في حين يعاني من ضعف في التفكير المجرد.
  • لا يستطيع تطبيق ما يتعلمه.
  • تنقصه القدرة على تنظيم أوقات العمل، ويحتاج إلى وقت طويل لتنظيم أفكاره قبل أن يستجيب.
  • عجز واضح في القدرة على تحويل، وتشفير، وتخزين المعلومات.
  • تبني أنماط معالجة معلومات غير مناسبة لمتطلبات حجرة الدراسة تتدخل وتؤثر سلبيا على مقدار تعلمهم للمهام الدراسية.

  وتتمثل أيضا في انخفاض التحصيل الواضح في واحدة أو أكثر من المهارات الأكاديمية الأساسية وهي:

  • القراءة: مثل ( يكرر الكلمات ولا يعرف إلى أين وصل و يخلط بين الكلمات والأحرف المتشابهة و يستخدم أصابعه لتتبع المادة التي يقرؤها و لا يقرأ عن طيب خاطر و لا يقرأ بطلاقة.
  • الحساب: مثل ( يواجه صعوبة في حل المشكلات المتضمنة في القصص و يصعب عليه المطابقة بين الأرقام والحروف و يصعب عليه إدراك المفاهيم الحسابية و لا يتذكر القواعد الحسابية و يخلط بين الأعمدة والفراغات ).
  • التهجئة: مثل ( يستخدم الأحرف في الكلمة بطريقة غير صحيحة و يصعب عليه ربط الأصوات بالأحرف الملائمة و يعكس الأحرف والكلمات).
  • الكتابة: مثل ( لا يستطيع تتبع الكلمات في السطر الواحد و يصعب عليه نسخ ما يكتب على السبورة و يستخدم تعبيراً كتابياً لا يتلاءم وعمره الزمني و بطئ في إتمام الأعمال الكتابية) Geary,.

الخصائص السلوكية للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم:

يتميز التلاميذ ذوي صعوبات التعلم بالكثير من الخصائص السلوكية، والتي تمثل انحرافا عن معايير السلوك السوي للتلاميذ العاديين في مثل سنهم، ويظهر تأثير هذه الخصائص على تقدم التلميذ في المدرسة وقابليته للتعلم، واتفق العديد من الباحثين على تمييز هؤلاء التلاميذ بعدة خصائص سلوكية، وهي [2]:

  • القابلية للتشتت، واللاانتباهية.
  • النشاط الحركي الزائد على نحو مفرط أو مرضى.
  • عدم القدرة على التخطيط، والاندفاعية، والقيام باستجابات غير ملائمة.
  • الاتكالية، والاعتماد على الآخرين.
  • العدوانية، والقلق، والجنوح، والتردد.
  • العجز عن مسايرة الأقران.
  • قصور في عمليات التآزر، والتنسيق.
  • سهولة الانخداع، والانقياد للآخرين.
  • تقلب المزاج، وسرعة الغضب، والثورة عند الاستثارة.
  • الثرثرة، وكثرة الكلام.
  • عدم القدرة على اتخاذ القرار المناسب، خاصة في اختبارات الاختيار من متعدد.
  • صعوبة الالتزام بالقواعد، والقوانين.
  • قلة الالتزام بالأوامر الخاصة بتنظيم السلوك في سياق المجتمع.
  • عدم الثبات الانفعالي.

الخصائص الاجتماعية للتلاميذ ذوي صعوبات التعلم:

      يذكر أن التفاعل الاجتماعي يمثل غالباً مشكلة عند الأطفال ذوي صعوبات التعلم، حيث توجد لديهم مشكلة فى التعبير والتعامل مع الأفراد الآخرين، فهؤلاء الأطفال لا يستطيعون أن يحددوا إذا كان الشخص الذى أمامهم فى حالة غضب أو فرح، ونتيجة لذلك يعطون إجابات غير مناسبة مما يثير ضحك أقرانهم، وهذا يرجع إلى عدم وجود تفاعل بين هؤلاء الأطفال وبين أصدقائهم، وعدم تعرضهم لمواقف اجتماعية أو الاحتكاك مع الأفراد الآخرين.

    وتعد الخصائص الاجتماعية الإيجابية محكا هاما في الحكم على الإنسان السوي، وباستعراض الدراسات التي تناولت الخصائص الاجتماعية لهؤلاء التلاميذ وجد أنهم يتميزون بعدة خصائص عن غيرهم، وهي [3]:

  • انخفاض الذكاء الاجتماعي، ومهارات الاتصال اللفظي، وغير اللفظي.
  • لديهم صعوبات في اكتساب أصدقاء جدد.
  • الانطواء، والانسحاب، والعزلة الاجتماعية.
  • ضعف القدرة على ضبط النفس وعدم الاهتمام بالآخرين.
  • ضعف القدرة على أداء الأدوار الاجتماعية المطلوبة.
  • أقل تماسكا، وأقل قبولا للرفق، والصداقة.
  • ضعف احترام حقوق الآخرين.
  • غير متوافقين شخصيا أو اجتماعيا.
  • لديهم اتجاهات سالبة نحو أنفسهم، ونحو زملائهم.

الخصـائـص الانفعـاليـة:

 إن التلاميذ ذوي صعوبات التعلم يتسمون بالخمول وعدم التكيف فى التعلم، ويوجد لديهم قصور فى النشاط الإدراكي، وطرق التفكير وحل المشكلات.

كما أن الأطفال ذوى صعوبات التعلم يتسمون بعدم الثبات الانفعالى، حيث تتغير أنماط الحالة الانفعالية لديهم والتى قد ترتبط بانخفاض مفهوم الذات، كما أنهم يتسمون بفقدان الثقة بالنفس ونقص الدافعية وتقدير الذات.

الخصائص النفسية:

     أجريت العديد من الدراسات؛ بهدف تحديد الخصائص النفسية التي تميز هؤلاء التلاميذ على أساس أنها من الممكن أن تستخدم كمحك لتشخيص صعوبات التعلم، ووسيلة للتعرف على هؤلاء التلاميذ، حيث وجد أنهم يتميزون عن غيرهم بالخصائص التالية [3]:

  • انخفاض مفهوم الذات بأبعاده المختلفة العام.
  • انخفاض تقدير الذات العام، والأكاديمي.
  • انخفاض الدافعية للإنجاز.
  • انخفاض مستوى الطموح.
  • يتميزون بمصدر ضبط خارجي.
  • الشعور بالاغتراب، وفقدان الأمن، والثقة بالنفس.
  • الشعور بالخوف، والخجل، والتردد، والعجز.
  • مشكلات الوساوس، والأفعال القهرية.

       ومن العرض السابق يتضح أن التلاميذ ذوي صعوبات التعلم لديهم عدة خصائص تميزهم عن أقرانهم العاديين، والتي يظهر تأثيرها واضحا في مستوى تقدم التلميذ في المدرسة، وعدم قابليته للتعلم، بل وتؤثر أيضا على شخصيته، وقدرته في التعامل مع الآخرين.

 الأمر الذي يجعل هؤلاء التلاميذ في حاجة ماسة إلى مساعدة، وتوجيه من قبل الأسرة، والمعلمين، والمتخصصين، فعلى الأسرة أن تقبل التلميذ ذا الصعوبة في التعلم، وأن تقيم علاقات طيبة معه، وتخلق الجو، والمناخ الأسري الملائم؛ لكي يتمكن من التغلب على الصعوبة، واللحاق بركب زملائه، وكذلك على المعلم أن يساعد هؤلاء التلاميذ في امتلاك العديد من المهارات الاجتماعية مثل: كيفية الاستماع للآخرين، والتعبير عن الذات، والعمل وسط الجماعة بشكل متعاون، وتشجيع التلميذ على الحوار، والمناقشة، وحب الإطلاع، والاستجابة للآخرين، وإقامة علاقات إيجابية معهم …. إلخ.

المراجع

  1. Westwood, P. S. (2004). Learning and learning difficulties: A handbook for teachers. Aust Council for Ed Research.‏
  2. Krishnan, S., Watkins, K. E., & Bishop, D. V. (2016). Neurobiological basis of language learning difficulties. Trends in cognitive sciences, 20(9), 701-714.‏
  3. Westwood, P. (2012). Reading and learning difficulties. David Fulton Publishers.‏
السابق
مهارات التواصل لدى طفل الروضة
التالي
أنشطة منتسوري والإدارك الحسي للمعاقين بصريا

اترك تعليقاً