علم النفس

الذكاء Intelligence مفهومه وأنواعه

الذكاء Intelligence مفهومه وأنواعه

يشغل الذكاء الإنساني حيزا كبيرا من اهتمام الباحثين في العلوم التربوية والإنسانية والبيولوجية، وقد تنوعت أساليب العلماء في تحديد خصائص الذكاء ولكنهم واجهوا مشكلة أساسية وهي تحديد طبيعة هذا الذكاء، هل هو قدرة عقلية واحدة أم أنه مجموعة من القدرات المستقلة.

فالنظرة التقليدية للذكاء تعتبر الذكاء الإنساني واحدا لا يتعدد يقاس بمجموعة من الاختبارات واعتقد الكثيرون من المدرسين سابقا بأن أداء بعض الطلاب أفضل من غيرهم بسبب تفوقهم في قدرات الذكاء الثابتة، فظلت النظرة محدودة لفترة زمنية طويلة من حيث القدرات العقلية واللفظية والرياضية وأهملت قدرات الإبداع والقدرات المكانية والشخصية والطبيعية والاجتماعية [1].

وقد احتل الذكاء في علم النفس وفي أدبياته التربوية مكانة هامة ودرس علماء النفس الذكاء من جوانب مختلفة وقدموا العديد من النظريات التي تفسره كتكوين فرضي ذي بنية وأبعاد ومكونات ويعتبر “هربرت سبنسر” أول من أدخل كلمة ذكاء في علم النفس معتبرا أن الوظيفة الأساسية للذكاء هي تمكين الإنسان من التوافق مع بيئته المعقدة ودائمة التغير ثم بعد ذلك توالت نظريات سبيرمان وثرستونوث ورنديكوجيلفورد وجولان وتعددت في هذه النظريات.

أنواع الذكاء [2]:

ويعرفه “وكسلر” بأنه القدرة العقلية لدى الفرد على التصرف الهادف والتفكير المنطقي والتعامل المجدى مع البيئة [3].

ويعرفه “أحمد زكى صالح ” (۱۹۷۲) بأنه عبارة عن تكوين فرضى أي أن الذكاء مثله كمثل الكهرباء أو المغناطيسية فهذه تكوينات فرضية أي أننا لا نلاحظه مباشرة وإنما نستدل على وجودها بآثارها ونتائجها [4] .

أما عن مستوى الذكاء فيقصد به عادة المستوى الذي وصل غليه الطالب المعنى فيما يتعلق بذكائه [5].

النظريات المفسرة للذكاء:

نظرية العاملين لسبيرمان:

يرى سبيرمان أن الذكاء ليس عملية عقلية معينة كالإدراك والتفكير، بل هو عامل عام أو قدرة عامة تؤثر في جميع العمليات العقلية بنسب متفاوتة يشترك معه عامل نوعية خاص، والعامل العام في رأيه يؤثر في جميع القدرات والعمليات الجيدة من استدلال وابتكار وتصور وتذكر وإدراك حسي ولكنه يؤثر فيها بنسب مختلفة، وبعبارة أخرى فالذكاء جوهر النشاط العقلي كله فهو يظهر في جميع تصرفات الطالب وأوجه نشاطه المختلفة مع وجود استعدادات نوعية إلى جانبه.

الذكاء في نظرية العوامل الطائفية:

يرى “ثيرستون” صاحب هذه النظرية أن الذكاء يتكون من عدد من القدرات العقلية الأولية، وهذه القدرات مستقلة عن بعضها البعض استقلالا نسبيا لا مطلقا وأن بعض العمليات المعقدة يوجد بينها عامل رئيس مشترك يدخل في عدد من العمليات ولا يدخل في البعض الآخر، فمثلا حتى نفهم الهندسة أو الجبر لابد من تضافر القدرة العددية والقدرة على التصور البصري والقدرة على الاستدلال، وفهمنا لقصيدة شعرية لابد من تضافر القدرة على فهم المعاني، والطلاقة اللفظية والقدرة على التذكر.

وتوصل ثيرستون إلى تحديد عدد من العوامل الطائفية أطلق عليها القدرات العقلية الأولية [6] وهي كالتالي:

  • القدرة اللغوية: وهي توجد في الاختبارات التي تتضمن فهما للغة.
  • العددية: وهي القدرة على أداء العمليات الحسابية بسرعة ودقة.
  • المكانية: تصور الأشياء بعد تغيير مكانها.
  • القدرة على التذكر: استرجاع ما نتعلم.
  • الاستدلالية الاستقرائية: البحث والمعلومات الصحيحة.
  • الإدراكية: المقارنة واختلاف الأشياء.
  • الطلاقة اللفظية: التفكير بالكلمات بسرعة.

وقد أكد بياجيه على أن الذكاء ينبغي أن يعالج في ضوء ثنائية معينة، فله طبيعة ومنطقية في آن واحد، فمخ الإنسان هو مصدر للنشاط العقلي جزء حي من كائن حي، وهو يشترك مع الأعضاء الأخرى في خصائصها العامة على الرغم من أن لكل منها تنظيم عن غيره من الأعضاء، ومما يميز نظرية بياجيه أنها أكدت على الاعتماد المتبادل بين الكائن الحي والبيئة التي يعيش فيها، وأن الكائن الحي والبيئة هما في حالة تفاعل مستمر، فضلا عن وجود حالة توازن بينهما.

نظرية العوامل المتعددة:

يرى ثورنديك صاحب هذه النظرية أن الذكاء يتكون من مجموعة من العوامل أو القدرات المتعددة، وللقيام بعملية عقلية ما لابد من تضافر ووجود عدد من القدرات تعمل مشتركة فيما بينها على اعتبار أن هناك ارتباط بين كل عملية وأخرى، ويرى أن العمليات العقلية هي نتاج لعمل الجهاز العصبي المعقد الذي يؤدي وظيفته على نحو كلى ومتنوع بحيث يصعب وصفه على أنه مجرد امتزاج مقادير معينة من عامل عام وعوامل نوعية، كما يرى أن هناك أنواعا للذكاء وهي:

  • الذكاء المجرد: وهو القدرة على معالجة الألفاظ والرموز والمفاهيم المجردة بكفاءة.
  • ذكاء اجتماعي: القدرة على التفاعل بفاعلية مع الآخرين وإقامة علاقات اجتماعية ناجحة.
  • الذكاء الميكانيكي: وهي قدرة الفرد على التعامل مع الأشياء المادية.

الذكاء في نظرية جاردنر:

تختلف عملية جاردنر عن اختبار عامل الذكاء (IQ) أو وسائل قياس الذكاء الأخرى فبدلا من البحث عن مقياس واحد لقياس الذكاء قياسا كميا نجد أن طريقة جاردنر تستكشف الطريقة التي تثمن بها ثقافات معينة لدى الأفراد وكذلك الطريقة التي يخلق بها الأفراد منتجات مختلفة أو يخدمون ثقافاتهم في قدرات متنوعة فلقد اكتشف جادرنر نظرية الذكاءات المتعددة وهي تقول أن الإنسان له عدد من الذكاءات وليس ذكاء واحد وقد تتراوح سبعة أنواع في كتابة أطر العقل [7].

المراجع

  1. محمود داود الربيعي وآخرون (۲۰۱۳). نظريات التعلم والعمليات العقلية، ط1، لبنان: دار الكتب العلمية.
  2. على حسن الزهراني وسری محمد رشدی (۲۰۰۹). الرضا المهني كمنبئ للذكاء الانفعالى لدى معلمي التربية الخاصة، مجلة كلية التربية، جامعة الزقازيق.
  3. امان محمود (۱۹۹). دراسة العلاقة بين القدرة على التفكير الناقد ومستوى التطلع ومفهوم الذات لدى طلبة الدراسات العليا بالجامعة، مجلة الدراسات التربوية، مجلد۲،
  4. محمد جهاد جمل (۲۰۰۰). العمليات الذهنية ومهارات التفكير من خلال عمليتي التعليم والتعلم، الإمارات العربية المتحدة : دار الكتاب الجامعي
  5. فرج عبدالقادر طه وشاكر عطية قنديل (۱۹۹۳). موسوعة علم النفس والتحليل النفسي، الكويت: دار سعاد الصباح.
  6. يوسف قطامی(۱۹۹۰). تفكير الأطفال – تطوره و طرق تعليمه، عمان : الأهلية للنشر والتوزيع.
  7. سید جلال (۱۹۸۰). المرجع في علم النفس، القاهرة: دار الفكر العربي.
السابق
أنواع المتغيرات الإحصائية
التالي
الذكاء العاطفي Emotional Intelligence

تعليق واحد

أضف تعليقا

  1. التنبيهات : التلاميذ في العملية التعليمية | معلومة تربوية

اترك تعليقاً