علم النفس

أهم تعريفات التفكير الناقد

أهم تعريفات التفكير الناقد

التفكير الناقد يتصف عالم اليوم من حولنا بالتغير بسرعة كبيرة ، كما يتصف بالانفجار المعرفى والثورة المعلوماتية ، ذلك أن الفرد الآن لديه وفرة من المعلومات المتاحة والتى يستطيع الإحاطة بها من خلال أطراف أصابعه عن طريق الشبكة العالمية للمعلومات ، التى توفر ما يحتاجه الفرد من معلومات فى المجالات المختلفة وبصور متعددة وبآراء مختلفة.

كل ذلك خلال دقائق معدودة، وبالتالى تكون الحاجة ملحة إلى التفكير وإعمال العقل مع كل من حوله ، فالمصرى القديم قام ببناء أعظم حضارات الدنيا بإعماله لعقله فى كل ما حوله وتسخيره لخدمته ، ودعوة الإسلام صريحة لإعمال العقل والتفكير وإعمال العقل والتفكير فريضة إسلامية .

يعد التفكير أهم ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية الأخرى ، فالتفكير هو أرقى العمليات النفسية والعقلية التى توجد بدرجة راقية ومتطورة عند الإنسان ، حيث يمثل أحد العمليات العقلية العليا التى يشتمل عليها التنظيم العقلى المعرفى.

يشمل التفكير كل نشاط عقلى يستخدم الرموز مثل الصور الذهنية والمعانى والألفاظ والأرقام والذكريات والإشارات والتعبيرات التى تحل محل الأشياء والأشخاص والمواقف والأحداث المختلفة التى يفكر فيها الفرد بهدف فهم أى موقف .

تظهر الحاجة الملحة إلى تعلم المستويات العليا من التفكير وتكوين القدرات والمهارات التى تساعد الفرد على حل المشكلات واكتشاف الروابط والعلاقات بين العناصر والظواهر والاستنتاج ومعرفة كيف يتعلم ؟ وكيف يفكر ؟ ويعد تعلم المستويات العليا من التفكير ضرورياً لكل فرد.

فهو ليس نوعاً من الرفاهية لبعض الأفراد أو مهارة للأطفال والأفراد الموهوبين فقط ولكنه ضرورى لكل أفراد المجتمع الموهوبين منهم والجادين([1]).

إن تدريس الطلاب بحيث يفكرون تفكيراً ناقداً كان وما يزال أكثر جوانب حركة مهارات التفكير نمواً وشيوعاً على مستوى العالم المتقدم.

أسباب الاهتمام بتنمية التفكير الناقد

ويرجع هذا الاهتمام إلى الاعتقاد المتزايد بأننا ينبغى أن ننشئ أجيالاً من القادرين على التفكير الناقد ، ولوعينا المتزايد بأننا لا نحقق هذه التنشئة ، فالبيئة العالمية السياسية والاقتصادية بل والبيئة القومية والوطنية وما بها من تحديات ومشكلات تجعل التفكير الناقد أساسياً.

وهو الأمر المطلوب تحقيقه من الناحية القيمية والأخلاقية لأن التفكير الناقد شرط ضرورى وجانب لابد أن يحققه الفرد ليكون متعلماً([2]).

تسعى التربية إلى تنمية التفكير الناقد لدى النشء وتنمية قدراتهم على التفكير السليم من خلال تحكمه فى كل ما يقرأ وتخيله للحلول الجديدة للمشكلات المطروحة ، وانتقائه من بين
البدائل والخيارات المتعددة وتفحصه للمواقف من جوانبها المختلفة يمثل مطلباً هاماً فى الوقت الراهن ويعد أفضل استثماراً فى عالم اليوم.

حيث لم تعد المشكلة الآن الحصول على المعلومات بل دعت للتساؤل ماذا نفعل مع طوفان المعلومات المتوافرة لدينا ؟ ذلك أن هذه المعلومات والبيانات فى حاجة لأن تختار وتحلل وتصنف ، وتقيم ، وتفسر ، وتتعلم ، وتطبق ، والفرد إن لم يستطع أن يفكر بذكاء فى حل المشكلات العديدة التى تواجهه ، فإنه سيواجه العديد من أوجه الخطر.

وعليه فإن قدرات معرفة كيف نتعلم ، وكذا قدرات معرفة كيف نفكر بوضوح تجاه المعلومات المتوافرة والمتكاثرة بسرعة كبيرة ، كل منها مطلوب بشدة لتعلم أفضل لمواطنين يعيشون القرن الحادى والعشرين([3]).

مفهـوم التفكير الناقد Critical Thinking

تعددت تعريفات التفكير الناقد .. ومنها :

يرى والش وبول : أن التفكير الناقد ” يضم تفسير المعلومات والخبرات وتحليلها وتقويمها على أساس مجموعة من الاتجاهات التأملية والمهارات والقدرات بغية توجيه الأفكار والمعتقدات والأفعال([4]).

ويشير إبراهيم عبدالرحمن إلى أن التفكير الناقد : ” نمط من التفكير يعتمد فيه الطالب على فحص المعلومات المقدمة له لتفسيرها والموازنة الدقيقة بينها والربط بينها واستخلاص حقائق منها وتقييمها”([5]).

بينما يعرف طلعت الحامولى التفكير الناقد : أنه ” عملية تفكير مجردة ذات طبيعة تقويمية تتعلق بالمعلومات ذات الصلة بالموقف الذى يراد تقويمه “([6]).

وعرفه سيد خيرالله ” يعنى أنه نوع من التفكير يشمل إخضاع المعلومات الموجودة لدى الفرد لعملية التحليل، والفرز ، ، والتمحيص ، لمعرفة مدى ملاءمتها لما لديه من معلومات أخرى تأكد صدقها وثباتها وذلك بغرض التمييز بين الأفكار السليمة والأخرى الخاطئة “([7])     

وعرفه فتحى جروان بأنه ” عبارة عن مجموعة من العمليات أو المهارات الخاصة التى يمكن أن تستخدم بصورة منفردة أو مجتمعة دون التزام بأى ترتيب معين لمعالجة موقف ما ، وتتمثل فى الاستدلال ، الاستنباط ، التفسير ، إصدار الأحكام ، التنبؤ واختبار الفروض “([8]).

وفى ضوء ما تقدم من تعريفات للتفكير الناقد ، تم التوصل إلى التعريف الإجرائى للتفكير الناقد والذى سوف تتبعه الدراسة الحالية وهو كما يلى :

وبتحليل التعريفات السابقة يتضح أن التفكير الناقد له ثلاثة جوانب هى :

  • جمع الأدلة حول فكرة معينة لدعم رفضها أو قبولها .
  • اكتساب مهارة التحليل لأى فكرة إلى عناصرها الأولية .
  • اكتساب مهارة التمييز بين الأدلة لتأييد الفكرة أو رفضها فى ضوء معايير وقيم المجتمع ومعتقدات

([1]) على السيد سليمان (1999) : عقول المستقبل ، استراتيجيات لتعلم الموهوبين وتنمية الإبداع ، ( الرياض ، مكتبة الصفحات الذهبية )

([2]) جابر عبدالحميد جابر (1996) : محاضرات الدورة التأسيسية الأولى للإخصائى النفسى المدرسى ، بدون دار نشر

([3]) D. F. Halpern (1998); “ Teaching critical thinking for transfer across domains : Dispositions, skills structure training, and metacognitive monitoring”, American Psychologist

([4]) Paul & Walsh (1986); “The local of critical thinking “, From Educational ideal to educational reality, Washington, DC : American Federation of teachers

([5]) إبراهيم عبدالرحمن على (1994) : ” أثر استخدام أسئلة ذات مستويات معرفية عليا على التحصيل والتفكير فى مقرر التربية وطرق التدريس بكليتى اللغة العربية والعلوم الاجتماعية ” ، مجلة دراسات المناهج وطرق التدريس ، ( القاهرة ، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس ) ، العدد 25 ، أبريل ، ص ص 115-

([6]) طلعت كمال الحامولى (1997) : ” الاستقلال الإدراكى وعلاقته بالتفكير الناقد والقيم ” ، مجلة علم النفس ، ( القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ) ، العدد 42 ، ص ص 46-67.

([7]) سيد محمد خيرالله (1998) : سلوك الإنسان ، أسسه النظرية والتجريبية ، طـ3 ، ( القاهرة ، الأنجلو المصرية )

([8]) فتحى عبدالرحمن جروان (1999) : تعليم التفكير ” مفاهيم وتطبيقات ” ، ( الأردن ، عمان ، دار الكتاب العربى ) .

السابق
دراسات في السلوك التكيفي لدى أطفال التوحد
التالي
نشأة علم الاحصاء وتطوره

التعليقات معطلة.