مفهوم التفكير الإبداعي ومهاراته

كلمة “إبداع” في التفكير الإبداعي تعني الوصول إلى شيء لم يكن موجودا من قبل وتم جلبه إلى حيز الوجود، وتشمل كلمة “الإبداع” مجموعة واسعة من المهارات الإبداعية المختلفة واللازمة لتغيير المفاهيم والتصورات.

والإبداع اصطلاحا هو مزيج من الخيال العلمي المرن، لتطوير فكرة قديمة أو إيجاد فكرة جديدة، مهما كانت صغيرة ينتج عنها إنتاج متميز غير مألوف يمكن تطبيقه واستعماله.

تعريف التفكير الإبداعي:

توجد عدة تعريفات للتفكير الإبداعي، ومنها انه:

• تنظيم لعدد من القدرات العقلية البسيطة مثل الطلاقة الفكرية والمرونة التكيفية والأصالة.
• التفاعل بين القدرة والطريقة والذي ينتج به المتعلم أو مجموعة المتعلمين فكرة أو منتجا جديدا ومفيدا.
• نوع من التفكير يؤدي إلى إنتاج يتصف بالجدة، والأصالة، والمرونة، والحساسية للمشكلات والقدرات التحليلية والتركيبية، والقدرة على ربط وتوصيل الأشياء المألوفة.

مما سبق يمكن استخلاص التعريف التالي للتفكير الإبداعي:

التفكير الإبداعي هو: نشاط ذهني يقوم به المتعلم يسفر عن إيجاد فكرة أو حل لمشكلة أو إنتاج منتج أو أداء جديد وفريد، ويجب تشجيع المتعلمين على بناء معارفهم ومفاهيمهم وتعزيز التفكير الإبداعي لديهم، فمن الضروري مساعدة المتعلمين على تطوير أنفسهم ليتعلموا الطريقة الصحيحة في التفكير واتخاذ القرارات الصحيحة في المواقف المختلفة، ولكي يكون قادرين على إبداع إبداعات جديدة.

مهارات التفكير الإبداعي:

للتفكير الإبداعي مجموعة من المهارات أو العناصر، هذه المهارات هي ما يتم تنميتها من أجل تنمية القدرة على التفكير الإبداعي، وهذه المهارات هي:

• الطلاقة: هي القدرة على إنتاج أو تولید عدد كبير من الأفكار الجيدة والصحيحة لمسألة أو مشكلة ما نهايتها حرة ومفتوحة.
• المرونة: هي القدرة على إنتاج عدد متنوع و مختلف من الأفكار، والقدرة على التحول بمرونة من نوع معين من التفكير لآخر، ومن زاوية إلى أخرى.
• الأصالة: هي القدرة على إنتاج أفكار جديدة أو حلول جديدة غير مألوفة وقليلة التكرار داخل المجموعة التي ينتمي إليها المتعلم.
• الحساسية للمشكلات: وهي القدرة على اكتشاف المشكلات والصعوبات والنقص في المعلومات قبل التوصل إلى الحل من خلال وعى المتعلم بوجود مشكلة مما يستدعي الشعور بالحساسية نحو هذه المشكلة.
• الحساسية للتفاصيل: وهي القدرة على إضافة تفاصيل جديدة ومتنوعة لفكرة أو حل لمشكلة ما، وتقديم إضافات جديدة لفكرة معينة.

خصائص المتعلم المفكر المبدع:

للمتعلم المفكر المبدع مجموعة من الخصائص التي تميزه عما دونه من المتعلمين هذه الخصائص تتمثل في أنه:

متعلم متعدد ومتدفق الأفكار، ويسعى نحو التقصي والاستكشاف، ولديه القدرة على تحمل المسئولية، وتحمل الغموض والنهايات الواسعة أو الأسئلة غير المجابة، والاعتماد على الذات، واستقبال المعلومات دون تحيز، ولديه مستويات عالية من الثقة بالنفس، ولديه الطموح والدافعية العالية، ولا يخاف من المخاطرة أو الخطأ، ويتقبل النقد، ويقيم سلوكياته بمعايير عالية، ويعتبر الأخطاء وسيلة للتعلم وليست نقطة النهاية، ويبتعد عن الأساليب الروتينية في إنجاز أعماله ويبحث عن الأساليب الجديدة وغير المألوفة.

قياس مهارات التفكير الإبداعي:

يعد قياس مهارات التفكير الإبداعي للمتعلمين مجالا متزايد الأهمية في التعليم، ومن أجل ذلك قام الباحثون بوضع عديد من المقاييس لقياس مهارات التفكير الابداعي من أهمها مقاييس تورانس(TTCT) والتي تقيس ثلاث قدرات خلاقة هي الأصالة والطلاقة والمرونة، وتعرف الأصالة بأنها: القدرة على إنتاج أفكار غير مألوفة أو فريدة، والطلاقة بأنها: القدرة على إنتاج عدد كبير من الأفكار، والمرونة بأنها: القدرة على إنتاج مجموعة متنوعة من الموضوعات أو الفئات الفكرية.

وقد قام بول تورانس (Paul Torrance) بنشر مقاييس تورانس (TTCT) لأول مرة في عام 1966، ثم أصدر منها ستة إصدارات تالية، وتتألف مقاييس تورانس  (TTCT) من قسمين لفظي وشكلي، ويتكون كل قسم من عدة اختبارات فرعية، وتم تصميم التعليمات لتحفيز المجيبين على تقديم إجابات مفصلة وغير عادية.

وتتميز مقاييس تورانس  (TTCT) بإمكانية تطبيقها جمعيا وفي مستويات تعليمية كثيرة تبدأ من الصف الرابع الابتدائي وحتى المستوى الجامعي، مع إمكانية تطبيقه فرديا في مرحلة رياض الأطفال، وتمتاز بصدق لغتها ودقة نتائجها، وعدم تحيزها ثقافيا وعرقيا، لذلك تعد مقاييس تورانس  (TTCT) من أكثر المقاييس استخداما في العالم وتم ترجمتها لأكثر من 34 لغة ^[1].