مهارات التدريس

عناصر خطة الدرس اليومية ومكوناتها

عناصر خطة الدرس اليومية ومكوناتها

والآن سنحاول أن نعرض بالتفصيل لمختلف عناصر خطة الدرس التي يجب أن تجد الاهتمام والوعى والدراسة الكافية لدى المعلم ، ولكن لابد أن يدرك المعلم في البداية أن كل درس من دروسه يجب أن يعكس أسلوب اعداده وتخطيطه وما يستند إليه من المبادىء التربوية

وأن عنوان كل درس يشير الى نوع الخبرات التي يحتويها ، وبخاصة اذا كان المعلم ينظر الى كل وحدة دراسية يحتويها المنهج على نحو كلى وأن كل وحدة تمثل مجموعة من الدروس ، وهذا الأمر ينطبق على جميع أنواع الدروس ، فهناك الدرس العادى الذى يجرى داخل الفصول المدرسية

وهناك الدروس المعملية أو ورش العمل ودروس الدراسة الموجهة ودروس المراجعة ، وكل هذه الأنواع يجب أن تقوم أساسا على التفاعل بين جميع الأطراف ، وان كان قدر التفاعل ونمطه يختلف من نوع الى آخر .

ويقصد بالتفاعل هنا الأنشطة والأعمال والاجراءات التي يخططها المعلم في درسه والتي يكون من شأنها أن تتحدى تفكير التلاميذ وتثير دوافعهم للتعلم ، وبالتالي فان المعلم يجب أن يتساءل دائما عن أكثر الأنشطة فاعلية وقدرة على اثارة اهتمامات التلاميذ وتيسير تقدمهم نحو الأهداف المحددة للدرس .

 أسئلة للمعلم

وربما يكون من المفيد في هذا المجال أن يسأل المعلم نفسه من خلال عرضه لعناصر خطة الدرس أسئلة مثل :

  • هل تعد المناقشة هي الأفضل لتنفيذ الدرس ؟
  • هل من الأفضل التمهيد للدرس بزيارة ميدانية ؟
  • وهل من الأفضل استخدام المعامل ؟
  • هل يحتاج التلاميذ الى درس أو أكثر للمراجعة ؟
  • هل يحتاج التلاميذ إلى قراءات خارجية قبل الدرس ؟
  • وهل لابد من توجيه أسئلة إلى التلاميذ في البداية ؟
  • هل من الأفضل مشاهدة فيلم أو بعض الشرائح ؟

ومن شأن كل هذه الأسئلة أنها تساعد المعلم على التفكير بعمق في المسار الذي يمكن أن يتخذه الدرس تخطيطا وتنفيذا ، وعلى أية حال فان الشيء المؤكد والذي يجب أن يدركه المعلم بوضوح هو أن كل درس ليس سوى جزء من كل ، أى أنه جزء من وحدة دراسية كاملة

الأمر الذى يشبه إلى حد كبير قدرا من المعلومات تغذى بها الحاسبات الألكترونية لكى تتكامل مع معلومات أخرى سبق تغذيتها بها .

والأمر هنا يعنى أن الأهداف العامة للوحدة لا يمكن تحقيقها من خلال درس واحد، وإنها يمكن اشتقاق أهداف نوعية لكل درس من أهداف الوحدة التي اشتقت أصلا من الأهداف العامة للمنهج الدراسي ، ولعلنا الآن نستطيع تحديد مكونات خطة الدرس أو جوانبها على النحو الآتي.

عناصر خطة الدرس ومكوناتها:

1 – عنوان الدرس

العنصر الأساسي لخطة الدرس وكثيرا ما يختار المعلم عنوان الوحدة كعنوان الدرسه ، ولذلك يضطر العنونة أكثر من درس بنفس العنوان ، ذلك أن هذه المجموعة من الدروس هي مكونات للوحدة كلها ، كما قد يلجأ البعض إلى اتخاذ العناوين الجانبية المحتوى الكتاب المدرسي كعناوين لدروسهم .

والنقد الموجه الى الحالة الأولى هو أن عنوان الوحدة يكون على درجة كبيرة من العمومية أو الشمول مثل : (الماء – الغازات – ظهور الاسلام وانتشار الدعوة الاسلامية – الصناعة .. الأقاليم المناخية – التكافؤ . .. إلخ ) .

وبالتالي فان عنونة أى درس بعنوان الوحدة يعد أمرا مضللا ، اذ أن محتويات الدرس وخبراته لن تغطى الموضوع بأكمله ، هذا فضلا عن أن هذا الأمر غالبا ما يعرض المعلم للخطأ حينما يكون بصدد تحديد الأهداف الخاصة بكل درس من دروس الوحدة

۲ – الفصل كأحد عناصر خطة الدرس

من المؤكد أن هناك فروق فردية بين تلاميذ الفصل الواحد ، وبالتالي فان هذه الاختلافات تزداد وضوحا بين فصول الصف الواحد ، فقد يلمس المعلم أن تلاميذ الفصل (۱/۱ ).

على سبيل المثال يفضلون الخروج في زيادة ميدانية أو لديهم اهتمامات بجمع المعلومات والبيانات من مصادر خارجية ، وهذا ما يجعلهم يختلفون عن تلاميذ (۱ / ۲) الذين يفضلون مشاهدة فيلم تعليمي ، ويختلفون أيضا عن تلاميذ ( ١ / ٣ ) الذين يفضلون أن يفتح باب المناقشة في معظم الوقت المخصص للدرس

وهكذا يلمس المعلم أنه فى تخطيطه لدروسه يتعامل مع مجموعات مختلفة في المفاهيم والاتجاهات، بل وربما فى المهارات أيضا . وبالتالي فان كل فصل يحتاج إلى تصور خاص به لخطة الدرس وإن كان موضوع الدرس واحدا

على اننا لا نطالب المعلم بأن يعد ثلاث خطط لهذه الفصول ، ولكن لیکن مدركا على الأقل لمثل تلك الفروق ويضعها فى اعتباره عند التخطيط والتنفيذ على حد سواء إذ أن التعامل مع الجميع – كما لو كانوا على نمط واحد ـ ينطوى على خطأ علمى يترتب عليه أخطاء أخرى .

3 – الخطة الزمنية و عناصر خطة الدرس

عادة ما يضع المعلم خطة زمنية لتنفيذ المنهج مع تلاميذه ، وتهدف هذه الخطة إلى توزيع الموضوعات على أسابيع وشهور السنة الدراسية مع تخصيص بعض الخصص للامتحانات والمراجعة. ومانود أن نلفت النظر اليه في هذا المجال هو أن مخططي المنهج اختاروا محتوياته من المادة العلمية ونظموها في إطار تصور معين

إلا أن ذلك لا يعنى مطلقا التقيد بتتابع الموضوعات كما وردت بالكتاب المدرسى ، فقد تحل مناسبة معينة ، وقد تقع حادثة ما ، وقد يظهر اكتشاف جديد . في أى مجال من مجالات المعرفة ، وفى هذه الحالة يكون من الأفضل أن يقوم المعلم بالاعداد والتخطيط لدرس قد يكون موضعه فى الخطة بعد شهر أو شهرين أو أكثر

أو يستطيع أن يتخذ من المناسبة أو الحادثة أو الاكتشاف مدخلا لدرسه يساعده على إثارة اهتمامات التلاميذ واستغلال تلك الاهتمامات في توجهيهم إلى مزيد من النشاط والفعالية

4 – ترتيب الحصة فى الجدول الدراسي

فترتيب الحصة يعد من عناصر خطة الدرس اليومية فقلما يهتم المعلم بموضع الحصة في جدول اليوم الدراسي ، فقد تكون في بداية اليوم أو وسطه أو آخره ، ومع ذلك نجده وقد وضع خطة الدرس دون أى اعتبار الموضع الحصة ، بينما يلاحظ أن هذا الأمر على درجة كبيرة من الأهمية

فاذا كانت الحصة فى بداية اليوم الدراسى يكون التلاميذ فى قمة النشاط والتهيؤ العقلى مما يساعد المعلم على إثارة الدافعية بقليل من الجهد وفى خلال فترة وجيزة ، بينما اذا كانت الحصة فى وسط اليوم الدراسى

فهذا يعنى أن هناك مجموعة غير قليلة من الخبرات قد اتيحت للتلاميذ مما يجهد عادة عقولهم ويجعلهم على درجة من التعب ربما يصعب معها تقديم خبرات أخرى جديدة وبخاصة اذا كانت على درجة من التركيب. ولعل هذا الأمر يزداد حدة إذا كان موضع الحصة في نهاية اليوم الدراسى

لذلك إذا كانت الحصة فى وسط الجدول الدراسي أو في آخره فهذا يعنى أن المعلم في حاجة الى بذل جهد أكثر فى إثارة الدافعية لدى تلاميذه ، ومن ثم فإن المعلم في تخطيطه لدروسه يجب أن يضع في اعتباره موضع الحصة وما يمكن استخدامه من أساليب اثارة الدافعية في كل حالة من هذه الحالات

5 – أهداف الدرس كعنصر في خطة الدرس اليومية

يحتاج التلاميذ في أي موقف تدريسي إلى :

  • معرفة المبرر أو المبررات التى من أجلها يدرسون هذا الموضوع أو ذاك
  • ومعرفة خطة العمل في دراسة الموضوع .
  • معرفة كيفية تنفيذ هذه الخطة
  • معرفة أثر ما بذلوه من جهد من أجل تنفيذ تلك الخطة [1]، [2]
السابق
التخطيط لعملية التدريس وأهميته
التالي
دراسات تناولت التخاطب لدى أطفال التوحد